تبدأ غدا الثلاثاء جولة حاسمة من مفاوضات السلام السودانية في نيفاشا بكينيا، وسط انباء عن اقتراح اميركي لتجاوز مشكلة ابيي، فيما نفى منصور خالد مستشار جون جارانج زعيم الحركة الشعبية، ان تكون مياه النيل مطروحة للتفاوض مع الحكومة. وتناقش المفاوضات التي ستجري بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية قضايا المناطق الثلاث والدخول في مفاوضات مباشرة حول موضوع السلطة ، والضمانات قبل اعلان الاتفاق النهائي نهاية الشهر الحالي بعد ان اكمل الوفد الاميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية الذي زار الخرطوم وكينيا وجنوب السودان مؤخراً مشاوراته التي طرح خلالها مقترحات نهائية لحسم ما تبقى من خلافات بشأن المناطق الثلاث والتي توقعت المصادر الا تتجاوز المفاوضات حولها اكثر من اسبوع للانتقال للبند الخاص بتقسيم السلطة.
وقال د/ عبد الرحمن ابراهيم العضو البارز في وفد الحكومة المفاوض في تصريح له بان الوفد الحكومي سيغادر الخرطوم الي نيروبي بكامل عضويته برئاسة على عثمان طه النائب الأول لاستئناف التفاوض مع جانب الحركة بعد أن تمكنت الجولة الماضية التي انتهت في نهاية يناير من توضيح مواقف الطرفين في القضايا الخلافية . وقال بان الخلاف حول ابيي يمكن تجاوزه اذا تخلت الحركة عن تشددها في الاصرار على اتباع هذه المنطقة لبحر الغزال.
وأكد عبد الرحمن ابراهيم بان الحكومة طرحت جملة من المقترحات لتجاوز هذه العقبة من بينها أن تتبع ابيي لرئاسة الجمهورية مع اعطائها خصوصية في التنمية وتوزيع عادل للسلطة والثروة لفائدة جميع ابنائها على ان يمنح مواطنيها بمختلف تكويناتهم بعد فترة معتبره البحث في مآلات الأمور مشدداً في ذات الوقت الي ان موضوع اعطائها حق تقرير المصير او اتباعها للجنوب لن يكون بأي حال من الاحوال ضمن هذه الخيارات. وقال عبد الرحمن ابراهيم انه وبنص برتوكول مشاكوس 2002م فإن حق تقرير المصير يخص جنوب السودان فقط وليس المناطق الأخرى وان تجاوز عقبات التفاوض في الجولة الحالية يحتاج لقرارات سياسية من الحركة وقياداتها.
من جانبه من جانبه أكد د/ أمين حسن عمر أن الوفد الحكومي المفاوض يمضي لهذه الجولة برؤية واضحة ومحددة مشيرا الي موقف الحكومة التفاوضي حول القضايا المتبقية ، وقال ان كل القضايا الخلافية قتلت بحثا وان المرحلة المقبلة مرحلة اتخاذ القرارات مشيرا الي اللقاءات والاتصالات التي أجراها وفد الحكومة ، وقالانها كانت بغرض شرح مواقف الحكومة حول التفاوض وحول جديتها وحرصها للوصول لاتفاق سلام مؤكدا ان الحكومة لم تتلق أي مقترحات جديدة بشأن الجولة .
من جانبه قال د/ ابراهيم أحمد عمر الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ان الجولة القادمة تم الاستعداد لها عبر نقاش مكثف في محاور مختلفة لوضع أجندة تحدد مواقف الحكومة التفاوضية وأضاف في تصريات صحفية امس ان الوفد الحكومي سيذهب للتفاوض وهو مزود "بموجهات محددة"تمثل الموقف الحكومي . واشار الي ان الوفد الامريكي الذي زار السودان مؤخرا استمع الي وجهة نظر الحكومة في القضايا العالقة ، وفي رده علي علي سؤال حوا ما اذا كان المسؤل الامريكي الذي زار الخرطوم مؤخرا طرح أفكارا لتجاوز مشكلة أبيي ، قال د/ ابراهيم ان المسؤل ناقش الموضوع مع الحكومة ووفدها التفاوضي واستمع لرأيها .
من جانبه أكد علي حامد الامين العام لمستشارية السلام استعداد الوفد الحكومي لخوض جولة المفاوضات بمنتجع نيفاشا بكينيا قال حامد ان الوفد الحكومي اكمل مشاوراته مع القيادة السياسية قبل التوجه الي كينيا لاستئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية مشيرا الي ان الوفد التفاوضي يمضي بذات الروح والحماس الذي ساد المفاوضات في جولتها السابقة واوضح ان الوفد يضم الفريق الذي الذي تولي ملف قسمة السلطة وحول تأثير حسم التمرد في دارفور علي المفاوضات المقبلة ، نفي الامين العام لمستشارية السلام ان تكون هناك علاقة بين ما يجري في دارفور والجنوب لكنه أكد ان الاستقرار في كل انحاء السودان عامل مهم وايجابي لدفع العملية السلمية الكلية .
من جهة أخري أكد د/ كمال عبيد القيادي بالمؤتمر الوطني ان قضية أبيي ستظل المعضلة التي تواجه الحركة الشعبية ووصف رأي الحكومة حول وضع أبيي بأنه منطقي وواضح لانه يستند علي وقائع ووثائق غير مختلف علي صحتها وقال ان ادخال قضية أبيي كان من الاخطاء التكتيكية التي وقعت فيها الحركة ، وأعرب عن أمله في التمكن من تحقيق انجاز السلام لمصلحة الشعب السودانيواستقرار المنطقة مؤكدا انه لا يري في المفاوضات حول ملف السلطة بأنه يشكل معضلة .
من ناحية أخري افادت مصادر واسعة الاطلاع بدوائر التفاوض بان الوفد الاميركي الذي زار الخرطوم مؤخراً واجتمع لاحقاً بممثلي حركة جارانج في نيروبي ورومبيك قد تقدم بمقترحات واضحة بشأن ابيي تقف مع الرؤية الخاصة باتباعها لرئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية على ان يحسم مصيرها بعد الفترة الانتقالية باعتبارها مخرجاً لطلب الحكومة للوسطاء بضرورة الالتزام الصارم باتفاق مشاكوس على ان تعطي ابيي خلال هذا الفترة وضعية خاصة في التنمية والمشاركة في السلطة. و بدأ ممثلون للحكومة والحركة مناقشات في شكل سمنارات بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا خلال هذا الاسبوع لمناقشة اوراق عمل تتعلق بكيفية تسهيل عمليات اعادة التوطين واعادة التواصل بين قبائل الشمال والجنوب في الفترة القادمة.