سودانيز اون لاين 2/10 10:32am
من ماثيو جرين الطينة - رويترز يعلو أزيز قاذفة القنابل ويسرع المتمردون السودانيون الى المساكن المبنية من الطين ويصيح احدهم في الناس لا تجروا.. اختبئوا// ثم ينبطح هو وزملاؤه خلف سواتر في محاولة تبدو غير مجدية للافلات من الطائرة التي تحلق فوقهم. ثم تسقط الطائرة حمولتها من القنابل فتنفجر في كوخ مهجور بالشارع. ويتصاعد عمود من الدخان الى السماء ويسود المارة شعور بالارتياح لانهم نجوا من الانفجار. كانت الغارة على بلدة تينة على الحدود بين السودان وتشاد في 26 يناير كانون الثاني لمحة من الهجمات التي يقول عمال الاغاثة انها احبرت عشرات الالوف من السكان على الهرب من قراهم عبر غرب السودان في الاشهر الاخيرة. وتحكي نساء واطفال يرتحلون سيرا على الاقدام عبر الحدود الى تشاد عن عمليات قصف تقوم بها طائرات الحكومة السودانية ورجال ميليشيات على ظهور الجياد يقولون ان الحكومة ترسلهم لحرق قراهم. ولا يستطيع سوى قليل جدا من الاجانب الوصول الى هذه المواقع للتحقق مما يقوله السكان الهاربون. لكن زيارة الى بلدة تينة تكشف عن شواهد على أن حكومة السودان تشن حملة على المتمردين في غرب البلاد يدفع فيها المدنيون ثمنا باهظا. وتنحي حكومة السودان باللائمة على المتمردين في هروب السكان الى خارج البلاد. لكن شهودا يتحدثون عن غارات تشنها القوات المسلحة السودانية. قال ابراهيم داود /36 سنة/ وهو راقد في مستشفى بخيمة على حدود تشاد وقد أصابته شظية في فخذه ومعه 20 مصابا اخر بترت سيقان بعضهم اننا حتى لا نعرف لماذا يقصفوننا. وبجانب الخسائر البشرية فان تداعيات هذا العنف يمكن أن تصل الى واشنطن. وقد ضغطت الولايات المتحدة على السودان للعمل على انهاء حرب أهلية في الجنوب عمرها 20 عاما على أمل اعادة بناء العلاقات مع بلد وصفته من قبل بأنه دولة ترعى الارهاب واستضاف في فترة ما أسامة بن لادن. وحذر المركز الدولي لابحاث الازمات في واشنطن من ان الهجمات على غرب السودان قد تضر بأى اتفاق للسلام في جنوب السودان وحث الولايات المتحدة على الضغط على الخرطوم لوقف هذه الغارات والبدء في المفاوضات. قال المتمردون في بداية فبراير شباط الحالي انهم قد يحضرون اجتماعات مع الحكومة السودانية في جنيف لبحث توزيع المعونات في اقليم دارفور بغرب السودان رغم عدم وضوح ما اذا كانت المفاوضات ستحقق تقدما باتجاه وقف دائم لاطلاق النار. وعلى الحدود عند تينة التي تبعد نحو 1000 كيلومتر عن العاصمة التشادية نجامينا يبدو الحديث عن السلام أبعد ما يكون عن واقع البلدة التي تعيش أجواء الحرب. وحول الخوف من القصف الجانب السوداني من البلدة الى مدينة للاشباح. وفي النصف التشادي تتحرك الحمير وسط مبان مؤقتة ويتجول رجال بجلابيب بيضاء في الشوارع في مشاهد لم تتغير منذ القدم. وأصيب الجانب التشادي من البلدة بأكبر صدمة منذ زمن بعيد بسبب تدفق الاف اللاجئين السودانيين وهم جزء من 100 ألف بدأوا يعبرون خط الحدود وطوله 600 كيلومتر في مارس اذار الماضي. وتنتشر علامات على وصول مزيد من السودانيين في كل مكان. ومنها شال قرمزي اللون لسودانية يرفرف على غصن شجرة خارج البلدة دليلا على وصول عائلتها لتنام على الرمل مع قليل من الغذاء والماء. قال رجل اسمه عبدالله //يأتي الجيش ثم الجانجاويد /الشرطة الراكبة/ ثم القصف بالقنابل. انهم يستطيعون تدمير أي قرية. ويقول سكان ان الحرب اصابت التجارة في البلدة التي تخدم التجار الذين يقودون الجمال بين السودان وتشاد وليبيا وان كان هناك اقبال على سلعة واحدة هي قطع غيار السيارات التي يحتاج اليها المتمردون. ويتجنب المتمردون الظهور علنا. ولكن منذ أواخر يناير كانون الثاني أصبح من السهل ملاحظتهم في تينة. قال أحدهم واسمه ابراهيم انه كان يوصل طلبات البيتزا الى المنازل في واشنطن وعاد ليدافع عن القضية. ويقول المتمردون انهم يقاتلون ضد تفرقة حكومية مستمرة ضد مجموعات سكانية من الافارقة السود لصالح العرب البدو في الاقليم القاحل. وهم يرفضون نفي حكومة الخرطوم لهذا الاتهام ويتهمونها بانها تسيء معاملتهم. وتتهم حركة العدل والمساواة حكومة الخرطوم بأنها كثفت جهودها لقمع المتمردين في غرب السودان منذ ديسمبر كانون الاول لتتجنب تقديم تنازلات لهم مثل تلك التي حصل عليها الجنوبيون في محادثات السلام في كينيا. وتقول الحركة انها ترحب بمفاوضات سلام برعاية دول مثل الولايات المتحدة ولكن الشكوك لا تزال مهيمنة. وقال أبو بكر حمد النور المنسق العام لحركة العدل والمساواة المتمردة //انهم يقتلون ويقصفون. ما يقولونه شيء وما يفعلونه شيء اخر...نحن لا نثق فيهم.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com