بيان هام
ما زالت حكومة الخرطوم و ميلشيات الجنجويد ، زراعها التي ترعاها و تدربها و تسلحها و توجهها للتخريب و الدمار ، ما زالتا ترتكبان فظائعهما ضد المدنيين العزل ، في تجسيد واضح للجبن و التجرد من الإنسانية ، بما يعكس تحد واضح للقيم الإنسانية و من يرعاها، و تأكيدا متواصلا للإصرار على الجهر بإستهتارهما بإنسان دارفور و قدرة المجتمع الدولي على وقف إنتهاكاتهما . لقد سخرت حكومة الخرطوم إعلامها لتحويل القضية من ثورة أهل دارفور ضد الظلم إلى فتنة قبلية ، فلم تفلح حيث لم يلب الشرفاء من أهل دارفور دعوتها، لانها دعوة باطلة، وأن من لبوا دعوتها إنما هم غوغاء و شتات لفظتهم قبائلهم و كثير منهم مرتزقة أغرتهم حكومة الخرطوم بأموال الشعب السوداني المغلوب على أمره، أو من أغرتهم بعطايا ووعود آجلة من الأرض وهو وهم آخر، أو من أغدغت عليهم بوظائف يعلقون من ورائها نهم جاه أو ثروة . لقد ضربت حكومة الخرطوم بوجود الشعب السوداني عرض الحائط ، فأدخلته في غيبوبة تامة، و هي من وراء ذلك تعبث بكل مقدراته وقيمه و مورثاته. لقد أثر المجتمع الدولي إعطاء حكومة الخرطوم فرصة العودة إلى الرشد و إحترام الإنسانية و حقوقها ، و ذلك من خلال توثيق إلتزامها في شكل إتفاقيات لكنها تثبت بإستمرار إنها تحتقر معنى الرشد. حكومة الخرطوم لم تجاوب على السؤال الذي يدور في زهن المجتمع الدولي !! فبينما تعترف في كل المحافل بعدم قدرتها على نزع سلاح الجنجويد ، ترفض إنشاء آلية دولية للقيام بذلك !! لهذا التصرف تفسير واحد هو أن حكومة الخرطوم و الجنجويد صنوان عقدوا ميثاق غدر و تزاوج قائم على تحويل حياة المدنيين الأبرياء في دارفور إلى جحيم تحت مفهوم حماية التمرد ، هذه الفرية لا تنطلي على عاقل ، فالحقيقة البائنة تكذبها كل يوم و في كل ساعة. إن حكومة الخرطوم و تحت إنغماسها في غيها و عدم إحترامها لمواثيقها، تتخذ من الإتفاقيات التي تمت برعاية المجتمع الدولي غطاءا لإستمرارها في إبادتها لأهل دارفور، لا سيما في ظل حفظ تلك الخروقات و طيها في الأرشيف دون عقاب، الشىء الذي شجعها للإستمرار.
إزاء هذه الحقائق فإن حركة تحرير السودان تود أن توضح الآتي:
1/ إن حق الجنوب الذي أقرته برتوكلات نيفاشا ستحترمه كحق مكتسب لهم في ظل أي حكومة تتفاوض معها.
2/تؤكد بأنها باتت أكثر قناعة بجدوى ذهاب الحكومة الحالية حيث بذهابها يستطيع الشعب السوداني أن يصون وحدته و يعيد نسيجه الذي مزقته.
3/أنها ستذهب إلى الجولة القادمة في أبوجا- نيجيريا لتوضيح موقفها من مسار الأزمة برمتها.
4/ أنهاتدعو جيش الشعب بأن يختار بين شعب السودان أو الطغمة الحاكمة و الجنجويد.
5/ أنها ستحفظ حق أهل دارفور من خلال أي حكومة إنتقالية يتم الإتفاق على تشكيلها.
مني آركو مناوي
الأمين العام لحركة/ جيش تحرير السودان
حرر في السابع من ديسمبر العام 2004