قبيل استئناف مفاوضات السلام في نيروبي.. الحكومة السودانية ترفض تمويل جيش قرنق
سودانيزاونلاين 12/5 11:44م
الخرطوم: إسماعيل آدم كررت الحكومة السودانية أمس موقفها الرافض لتمويل جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، قبل يوم فقط من استئناف مفاوضات السلام بين علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني وكبير المفاوضين الحكوميين، مع زعيم الحركة قرنق توطئة لتوقيع الاتفاق النهائي قبل نهاية العام، طبقا لتعهدات الطرفين خلال الاجتماع النادر لمجلس الأمن قبل أسبوعين في نيروبي حول السلام في السودان. وفي الخرطوم سخرت الحركة الشعبية لتحرير السودان بشدة من كل الذين راهنوا على التقارير التي راجت أخيرا حول خلافات عاصفة تهدد كيان الحركة، وقالت «لقد خابت توقعاتهم»، ووجهت هجوما عنيفا على قيادات جنوبية شهيرة مناوئة للحركة وزعيمها قرنق، من بينها رئيس حكومة الجنوب الحالية. وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني، في تصريحات صحافية أمس، إن طه سيتوجه إلى نيروبى «اليوم أو غدا» لاستئناف المفاوضات مع قرنق. وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة مستعدة للتخلي عن موقفها الرافض لمطلب تمويل الحركة الشعبية، شدد اسماعيل على أن «تمويل جيش الحركة ليس طرفا واردا»، وأضاف «الحكومة لن تتكفل بتمويل جيش الحركة»، ويعتبر بند تمويل جيش الحركة العقبة الأولى أمام الجولة الجديدة من المفاوضات بين طه وقرنق، كما ينتظر أن تواجه المفاوضات عقبة مصير الفصائل الجنوبية الموالية للحكومة. وتحولت ندوة تعتبر الثانية من نوعها للحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق منذ تدشين نشاطها السياسى العلني لأول مرة في الخرطوم مطلع العام الحالي إلى ساحة اشتباك كلامي بين الجنوبيين: أنصار الحركة الشعبية من جهة، وأنصار الحكومة من الجهة الأخرى. وشن رمضان عبد الله الناطق باسم الحركة الشعبية في الخرطوم، هجوما عنيفا على كل من راهن على أن تقود الخلافات داخل الحركة إلى تفكيكها وإضعافها والخروج عن عملية السلام، وقال«لقد سقط رهانهم على خلافات الحركة». وركز عبد الله الهجوم في الندوة التي عقدت ليل أول من أمس، على القيادات الجنوبية المناوئة لقرنق والحركة الشعبية مثل الدكتور رياك قاي، رئيس مجلس الجنوب (حكومة الجنوب)، وبونا ملوال، وزير الإعلام الأسبق، وجوزيف لاقو، حاكم الجنوب الأسبق، ووصفهم بانهم أعداء الجنوب «ولا يعملون لمصلحة الإقليم»، وواصل هجومه قائلا «هناك جنوبيون قاتلونا، أخذوا حقنا، لكننا لن نقتلهم ولن نسجنهم بل نذكرهم بما فعلوه». وكشف عبد الله أن الحركة ستقوم بعد اتفاق السلام بإدارة الجنوب من عاصمته بجانب وجود قيادات في العاصمة الخرطوم، وشدد على أن الحركة الشعبية ستخوض الانتخابات العامة في البلاد بعد توقيع السلام (الفترة الانتقالية)، وستتنافس مع القوى السياسية الأخرى. وقال«سنصفق لمن يفوز في الانتخابات الحرة النزيهة إن كان الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة المعارض، أو القائد جون قرنق زعيم الحركة الشعبية، أو محمد عثمان الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، أو محمد ابراهيم نقد، سكرتير الحزب الشيوعي السوداني المعارض. ودعا إلى إتاحة الفرصة لجميع السودانيين، شيوعيين وأمة وناصريين وحركة شعبية وغيرهم، في الفترة المقبلة. وطالب عبد الله في الندوة، التي عقدت في ضاحية «جبرونا» في أمدرمان، بإلغاء التحضيرات التي تنتظم الخرطوم الآن لتكون عاصمة الثقافة العربية في عام 2005، وقال إن «هذا يتعارض مع بروتوكولات السلام الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية»، وأضاف «ان البروتوكولات تتضمن بندا يؤكد على التعدد العرقي والثقافي في البلاد، وان برنامج الخرطوم عاصمة للثقافة العربية يتناقض مع مبدأ الوحدة الطوعية». ولكن كير شان وول نائب دائرة «دار السلام» في المجلس الوطني (البرلمان)، تصدى لهجمات عبد الله، متهما بعض عناصر الحركة الشعبية بإثارة قضايا بصورة لا تتماشى مع المناخ الحالي للسلام، ورفض الاتهامات لجنوبيي الداخل بأنهم فقط يمررون أجندة الحكومة.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com