اخر الاخبار من السودان

مخطط جديد لضرب الحزب الشيوعي

سودانيزاونلاين
12/5 8:33ص


ديسمبر 2004

الحرب ضد الحزب الشيوعي لم تنقطع على امتداد تاريخه. وما أكثرما تعرض للملاحقة والمؤامرات والافتراء والتزوير ومحاولات عزله وإخراجه من ساحات الشرعية والعمل العام ومحاولات تمزيق وحدته وتفتيته وإزالته من الوجود. وكانت هذه الحرب الغاشمة تجد أحياناً أعواناً من ضعاف النفوس والخائرين داخل الحزب. وعرف الحزب جواسيس وعملاء وانقساميين وتصفويين، جردهم كلهم من أقنعتهم وهزمهم نظرياً وعملياً، واجتاز دائماً امتحان الصلابة والوحدة برايات خفاقة.

ويبدو أننا مقبلون على محاولة جديدة. ففي مارس الماضي تطوع الكاتب الصحفي الحاج وراق بأن ينشر، في عموده بجريدة الصحافة، ما قال إنه النص الكامل لبيان أصدرته مجموعة أسمت نفسها (اللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي). وبرر الأستاذ وراق تطوعه بأن الصحف الأخرى لم تنشر البيان كاملاً. ولم يكتف الكاتب بالحرص على إطلاع قرائه على النص الكامل للبيان، بل أردف تعليقاً يستنتج فيه أن البيان المذكور "دشن عملياً وجود مركز قيادي مواز ومعارض لقيادة الحزب الشيوعي القائمة حالياً ... وفي هذه الحالة ليس هناك مركز قيادي بديل وحسب وإنما كذلك تصور نظري وبرنامجي مغاير .. وقدح في الشرعية القائمة ..." . ولم ينس أن يضيف رأيه المعلوم وهو أن الحزب الشيوعي ينبغي أن يدفن.

والمتمعن في كلام وراق يتوصل بيسر إلى أنه ليس تعليقاً ولا استنتاجاً، وإنما هو خطة عمل تنفذ في "الوقت المناسب". والخطة تتمثل في الخطوات التالية: قدح في الشرعية القائمة في الحزب الشيوعي + التدشين العملي لمركز قيادي بديل مواز ومعارض لقيادته الحالية + تصور نظري وبرنامجي مغاير.

و"القدح" يجري منذ مدة في أعمدة الصحف وعلى مواقع الإنترنت. يبقى السيناريو الذي يعد لتنفيذه الآن، وهو بروز مجموعة تعلن عن نفسها قيادة جديدة للحزب الشيوعي، بدعوى أن القيادة الحالية فشلت، سواء في عقد المؤتمر الخامس أو في أي مهام أخرى. وسيكون لهذه القيادة الجديدة بالطبع "تصور نظري وبرنامجي مغاير". مفهوم؟؟
قد يتطلب "الفهم" أن نتابع ما يجري الآن على الساحة السودانية. إن محاولة قسم الحزب الشيوعي وتنصيب "قيادة جديدة" له ليست فقط بسبب العداء التاريخي الخاص الذي تكنه له الجبهة، وإنما هو مخطط يشمل سائر الأحزاب السودانية. فقبل أيام انتهت الاجتماعات التي عقدتها الحركة الشعبية لتحرير السودان في رومبيك والتي هزمت فيها كوادر الحركة السياسية والعسكرية والشعبية المخطط الخبيث الذي رمى إلى شق صفوفها وتغيير قيادتها. وكما يقول ياسر عرمان فإن الحركة خرجت من الفخ الذي نصب لها. وغير خاف أن نظام الجبهة هو الذي نصب الفخ، رغم الإنكارات التي تتوالى من أركانه، وادعاءاتهم بأنهم يحبون الحركة حباً جماً ويريدون لها أن تكون شريكاً موحداً وقوياً! كما أنه لا يخفى أن النظام يتمنى ألا يجيء قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية، ويرغب أن يحل محله "أي قائد آخر غيره". وهذا كان أحد أهداف الفخ الذي نصب للحركة.

وفي الطريق مساع لانقسام جديد في حزب الأمة القومي، وهناك مساع مماثلة في الحزب الاتحادي الديمقراطي، وفي غيرهما. إن المؤتمر الوطني يخطط لأن يحيط نفسه بشراذم مبعثرة من العناصر المنقسمة على أحزابها، حتى يدخل بها نادي التعددية. وكأن التعددية مجرد مصطلح بلا معنى أو مفهوم بغير استحقاقات.

في إطار هذا المخطط يأتي الإعلان عن "قيادة جديدة" للحزب الشيوعي، قيادة لها "تصور نظري مغاير" و"برنامج مغاير"، وبعبارة أخرى قيادة تتراجع عن مواقف الحزب المعلومة ومستعدة للتفاهم مع الحكومة حسب شروطها ومقاصدها.
إنه مخطط سيهزمه الشيوعيون كما فعلوا مع مخططات سالفة، وكما فعلت الحركة في رومبيك.


موقع الحزب الشيوعي السوداني



اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved