الخرطوم - “مكتب الخليج”، وكالات:
أعلنت الحكومة السودانية أمس انها تقدمت بطلب الى الانتربول الدولي للقبض على عدد من معارضيها في الخارج، وهددت في الوقت ذاته باتخاذ اجراءات صارمة ضد منظمات الاغاثة العاملة في دارفور في اعقاب انسحاب بعضها إثر تعرضها لهجوم من قبل المتمردين في الاقليم.
من جانبه اكد الاتحاد الافريقي تعرض مجموعة من قوات حفظ السلام في دارفور الى هجوم مسلح هو الأول من نوعه أسفر عن اصابة جندي ما دفع الى اعلان حالة التأهب في قوة حفظ السلام.
وفي الوقت الذي وجهت فيه الحكومة الاتهام إلى 74 متهماً من جملة 94 تم القبض عليهم في المحاولة الانقلابية الأخيرة ضمت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة إلى قائمة المتهمين قائد تنظيم “الأسود الحرة” أحد فصائل التجمع الوطني المسلح مبروك مبارك سليم وطالبت باسترداده عبر الانتربول الدولي.
وقال مصدر مأذون بنيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ان النيابة سلمت ملف الدعوى للشرطة الجنائية بشأن مبارك لاسترداده والتحقيق معه عقب ضمه لقائمة المطلوبين في البلاغ المعني استنادا لتصريحات ساقها في حوار صحافي تم نشره في الخرطوم مؤخرا أفاد فيه أن الأسود الحرة كانت مهمتها توفير السلاح للمشاركين في الانقلاب.
وأضاف المصدر أن السلطات كانت طلبت من الانتربول استرداد زعيم المحاولة الانقلابية ووزير الزراعة السابق الدكتور الحاج آدم يوسف وعبد الله زكريا وبشارة سليمان الموجودين خارج السودان. وفيما انسحبت منظمة “أطباء بلا حدود” البلجيكية من منطقتي كومة وساني حيا في ولاية شمال دارفور عقب اعتداء المتمردين على المنطقتين قالت الحكومة انها تعتزم مراجعة عمل المنظمات الأجنبية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التزامها بالعمل الإنساني في السودان.
واستنكر بيان صادر عن وزارة الشؤون الإنسانية الحادثة واعتبرها أمراً يتعارض مع المبادئ الدولية التي تحكم العمل الإنساني فضلا عن تعارضها مع الالتزامات التي وقعها المتمردون مع الحكومة في كل من أبوجا وانجمينا وقرار مجلس الأمن الأخير الداعي إلى تحقيق السلام في دارفور. وقال البيان إن اعتداء المتمردين على منطقتي كومة وساني حيا أجبر المواطنين على النزوح واضطر العاملون بمنظمة أطباء بلا حدود البلجيكية للانسحاب من المنطقة الأمر الذي أدى إلى توقف الخدمات التي كانت تقدمها المنظمة وذكر البيان ذاته ان الوزارة أبلغت السلطات المختصة على المستويين الولائي والاتحادي بأثر هذه الخروقات على العمل الإنساني ونشاط المنظمات.
وتعهد البيان ببذل المزيد من الجهود من أجل استتباب الأمن وتسهيل وصول المنظمات والمساعدات للمحتاجين.
وكشفت الحكومة اعتزامها مراجعة عمل المنظمات الأجنبية واتخاذ الإجراءات اللازمة بما يضمن التزام المنظمات بالعمل الإنساني. وفي سياق متصل تعقد الآلية المشتركة بين حكومة ولاية جنوب دارفور والأمم المتحدة اليوم “السبت” اجتماعا بمدينة نيالا عاصمة الولاية لتقييم أداء 30 منظمة أجنبية تعمل في الولاية.
وقال المهندس الحاج عطا المنان والي جنوب دارفور إن الاجتماع الذي يحضره ممثل الاتحاد الافريقي سيخرج بقرارات حاسمة لضبط أداء المنظمات منوها إلى ان أداء معظم المنظمات غير مرض وأنها لم تف بما هو مطلوب منها وفقدت ثقة النازحين.
من جهة أخرى أكد الاتحاد الافريقي تعرض قوات حفظ السلام في دارفور الى أول هجوم مسلح في الاقليم.
وقالت قوة الاتحاد الافريقي ان جندياً تابعاً لها اصيب بجروح اثر قيام متمردي دارفور باطلاق النار باتجاه القوة التي كانت في طريقها الى قرية “عدو” شمال مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وقالت ان هذا الحادث يعد الأول من نوعه وعلى اثره اعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف قوات حفظ السلام. ودان الاتحاد الحادثة التي وقعت عندما كانت القوة في مهمة للتأكد من قيام الجيش السوداني بقصف المتمردين بطائرات عسكرية.