صوت ثوار دار فور
جريدة إلكترونية شبه أسبوعية
الاربعاء 17 ذو القعدة 1425 الموافق29 ديسمبر 2004 م
العدد رقم (18)
كلمة العدد
منبر ابوجا في مفترق طرق......... هل فشل نيجريا بقيادة
الرئيس ابا سانقو يعنى فشل للاتحاد الافريقى فى اول اختبار له ؟
لقارة إفريقيا قيادات تاريخية معروفة مثل جمال عبدا لناصر والمفكر الافريقى الدكتور كوامى نكروما اول رئيس لغانا بعد الاستقلال والرئيس النيجيري الاسبق ابو بكر تفاو بيلو والمالى مادبو كيتا وااسنغالى الشاعر والاديب والمفكر سنجور والغينى احمد سكيتورى والإمبراطور الاثيوبى هيلاسيلاسى. كل هؤلاء لعبوا أدوارا مختلفة لتصفية الاستعمار فى إفريقيا.
الدور المصري الفعال في قضايا إفريقيا قد انتهى بموت المغفور له جمال عبد الناصر، أما غانا فانتهى دوره أيضا بموت نكروما رغم انه لعب دوراً فعالا فى قيام منظمة الوحدة الإفريقية وخلق مؤسساتها السياسية والاقتصادية، حيث ساهمت المنظمة في كل الحركات التحررية في دول إفريقيا.
أما الدور النيجيري وثقله المتمثل فى القوى البشرية الضخمة والاقتصادي والسياسي والعسكري وموقعه الاستراتيجي كان حاضرا منذ استقلاله ولعب أدوارا توفيقي كبيرة في الصراعات الإفريقية، خاصة فى دولة تشاد، سيراليون وليبيريا وفى كثير من الصراعات فى الغرب الافريقى وذلك رغم عدم الاستقرار السياسي الذي عاشه نتيجة للانقلابات العسكرية.
أما دور إثيوبيا، دولة مقر المنظمة تحت قيادة الإمبراطور هيلاسيلاسى رجل الكنيس الأول في إفريقيا كان يلعب ادورا غير مرئية لصالح قضايا القارة، إلا أن دور إثيوبيا انتهى بمجئ نظام منقستو هيلامريم والذي ادخل كل القرن الافريقى فى صرا عات عسكرية مع صومال مرة ومع الثورة الاريترية بالإضافة إلى التسبب في الصراعات الداخلية للدولة الإثيوبية وبذلك انتفى دور إثيوبيا المؤثر في قضايا إفريقيا.
رغم الدور الرائد الذي قامت به جمهورية الجزائر فى عهد الرئيس الهوارى بومدين بمساندة الحركات التحررية الإفريقية والدور الفعال للدبلوماسية الجزائرية فى هذا المجال، إلا أن هذا الدور قد انتهى أيضا بذهاب الرئيس بومدين رحمة الله عليه
أما دور المملكة المغربية، ومنذ ظهور حركة البوليساريو في الصحراء الغربية لم تذكر له اى دور فى قضايا افر يقيا
أما جمهورية تنزانيا التي وحدها الرئيس جوليس نيريرى بعد الاستقلال من جزيرتي زنجبار وتنجانيقا وأطلق عليها اسم تنزانيا فقد لعبت أدوارا كبيرة في القرن الافريقى وانتهى أيضا دور تنزانيا بموت نايريري.
كل هؤلاء القادة الأفارقة المذكورون والذين انتقلوا جميعهم إلى الآخرة كان همهم الأول تحرير إفريقيا من الاستعمار ولكن من هم الذين تولوا القيادة من بعدهم وما أدوارهم سواء كان فى المجالات السياسية والاقتصادية ومحاولات فض النزاعات فى القارة السمراء ؟
ظهر بعد هؤلاء دولا لها سياسات ثابتة لحل قضايا إفريقيا مثل دولة كينيا التي قادت دول الإيقاد لحل قضية جنوب السودان وهنالك أيضا قادة ظهروا ولعبوا أدوارا واضحة في بلادهم وساهموا أيضا في حل النزاعات فى إفريقيا ومنهم المناضل ناسون منديلا وخليفته الحالي الرئيس ثابو مبيكى. أما دور الجماهيرية العربية الليبية بقيادة القائد الاممى و المفكر العقيد معمر القذافى، علاوة على مساندة حركات التحرر فى إفريقيا بمساهمات سخية كان له أيضا القدح المعلى فى نقل منظمة الوحدة الإفريقية من منظمة إلى الاتحاد الافريقى على غرار الاتحاد الاوروبى وكان بحق نقلة نوعية فى العمل السياسي الاقليمى في إفريقيا.حيث أن أفكار العقيد هي أن تعتمد أفريقيا على نفسها فى حل مشاكلها دون الاعتماد على تدخلان خارجية وقد تحقق حلم الأفارقة وتم تكوين الاتحاد الافريقى واكتمل مؤسساته وتم تعين ألفا عمر كناري كأمين عام لهذه المنظمة الفتية وانتقل اخيرا الرئاسة الدورية لدولة نيجيريا بقيادة الرئيس ابا سانقو، وكان اول اختبار لهذا الاتحاد هو اختياره كمنبر لحل قضية دار فور بغرب السودان. إلا إن دور الرئيس ابا سونقو وعدم مقدرته لفرض دور حاسم لجعل حكومة السودان تنصاع للقرارات الدولية والالتزام بالعهود والمواثيق الموقعة مع الحركات المسلحة علاوة على الفشل الواضح للدور النيجيري في عملية رقابة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في دار فور وعدم مقاومة نفوذ حكومتي السودان ومصر والذين ينظران الى المشكلة من منظور أمنى بحت، مما جعل الرئيس النيجيري إن يقع في الفخ المصري السوداني ويلعب دورا باهتا وضعيفا فى تعاطيه مع هذه المشكلة وبالتالي أدي إلى الفشل الحالي للمفاوضات في ابوجا واتخاذ الحركات المسلحة لمواقف متشددة بعدم العودة إلى هذا المنبر مرة أخرى لعدم فعالية منبر الاتحاد الافريقى.
هنالك سؤال يطرح نفسه بالحاح وهو:
هل فشل مفاوضات ابوجا بين ثوار دار فور والحكومة السودانية فى منبر الاتحاد الافريقى يعنى بالضرورة فشل للاتحاد الافريقى أم فشل للرئيس أبا سانقو شخصياً ؟
الإجابة بوضوح أن الاتحاد الافريقى الذي يضم أكثر من 50 دولة افريقية لا يمكنه أن يفشل في حل صراع سودانى – سوداني ولكننا يمكن أن نقول أن الرئيس اباسونغو هو الذي ساهم في هذا الفشل نتيجة لعدم إدارة الأزمة بحسم وحيادية تتوافق مع ثقل وأهميه وخطورة هذا الصراع والذي له أبعاد إقليمية خطيرة ربما لا تسلم دولة نيجيريا نفسها من مخاطرها.
ومن هنا نرى انه بالضرورة أن يقوم أمين عام الاتحاد الافريقى ألفا عمر كناري بالتشاور مع كل من رئيس الجنوب افريقى ثابو مبيكى والرئيس الكيني والقائد الاممى العقيد معمر القذافى والرئيس النيجري نفسه باعتباره الرئيس الحالي لهذه الدورة وذلك للدعوة لعقد قمة افريقية حتى ولو كان مصغرا، ليس لإنقاذ المفاوضات دار فور او الرئيس النيجيري ولكن لإنقاذ الاتحاد الافريقى من الفشل، لان ذلك سيكون وبالا على إفريقيا وقد يتسبب فى منع إفريقيا من الحصول على المقعد المرتقب فى مجلس الامن. وحسب مصادرنا أن دولة عربية افريقية ذات وزن تسعى هي الأخرى للحصول على هذا المقعد فى مجلس الأمن ساعية لإفشال الدور النيجيري في الاتحاد الافريقى حتى تظهر بمظهر اللاعب الفاشل لحل مثل هذه القضايا حتى تكون غير مؤهلة للفوز لهذا المقعد ونرجو الا تكون الدولة النيجيرية قد فاتت عليها مثل هذا الدور الخبيث.
حملات الحرق والقتل والنهب بواسطة الجيش والجنجويد
تتواصل فى قرى دار فور
من مراسلى الجريدة فى شمال وجنوب دار فور
أ- جنوب دار فور
1 منطقة لبدو: فى غارة جوية بطائرة انطو نوف وأربعة هليكوبترات مع مساندة أرضية من قوات جيش الإنقاذ والجنجويد استهدف نظام الإنقاذ قرية وسوق لبدو شرقي مدينة نيالا وتم حرقها تماماً ولان اهالى المنطقة قد علموا بأخبار الغارة والهجوم قبل يوم من الحادث فقد اخلى معظم السكان القرية والسوق فى وقت مبكر عدا قلة من المواطنين الذين يعملون فى منظمات الاغاثة ، وقد كانت الخسائر البشرية والمادية على النحو التالي :
- قتل 9 مواطنين، ثلاثة منهم من قبيلة الزغاوة وأربعة من قبيلة البرقد واثنان منهم من قبيلة التنجر، وتتلخص الخسائر المادية فى الآتي:
- تم حرق القرية والسوق تماما
- تم حرق عربة خاصة بالمواطن / عبد الله محمد أبكر
- تم نهب وحرق قرية عمار جديد المجاورة
2- منطقة مرلا : للمرة الثانية تعرضت منطقة مرلا لهجوم فى يوم 21/12/2004 الماضي وتم اعتقال 17 شخص ، تسعة منهم من قرية مرلا و3 من لبدو و5 من قرية عدوة و4 من عمال دو نكى حليلات . أما الخسائر المادية فتتلخص فى الآتي _
- تم نهب وحرق خمسة قرى بعد ان تم تحميل عشرة ناقلات تابعة للجيش والجنجويد بمستلزمات المواطنين من القرى المحروقة كغنائم، والقرى المحروقة ها: حليلات – مجمعة ابو مرة – قرية مايو – حلة على إبراهيم –
- تم نهب 200 بقرة, 4 جمال, 3 حصين و5 حمير رفاوية
فى قرية الشيخ حسان جنوب غربي مرلا تم حرق المزارع وهى فى طور الحصاد
نتيجة لهذا الهجوم على قرية لبدو فر إعداد كبيرة من المواطنين فى اتجاه شعيرية و مهاجرية طلبا للأمن وفقدت مجموعات كبيرة من الأطفال أثناء الهرب. أما قرى منطقة مرلا فقد تم تجميع مواطنى القرى المحروقة فى وادي " دلم " تحت ظروف قاسية من البرد والجوع والعطش. ومشكلة المياه ان الجنجويد وافراد جيش الإنقاذ معسكرون فى آبار مياه الشرب الموجودة فى المنطقة وعند ذهاب الرجال لنقل الماء يتم اعتقالهم وعند ذهاب النساء يتم اغتصابهن وقد سجل ثلاث حالات اغتصاب حتى الآن
3- منطقة اللعين جارالنبى: هاجم الجنجويد قرية أم دراب وقتلوا 12 مواطنا عندما حاولوا التصدى للجنجويد وهم عزل. وفى تاريخ 18/12 الماضي هاجم الجنجويد سوق قدامية فى ابو كارنكا وتم نهب وحرق السوق. تم اعتقال أعداد كبيرة من المواطنين من المناطق المذكورة وتم ترحليهم الى سجن نيالا وأدناه بعض أسماء الذين تم ترحيلهم الى سجن نيالا :
1- احمد اسحق عمر .......................................من منطقة كوالا
2- على جمعة عتمر ......................................." " " " " " "
3- سالم احمد نيل ..........................................."""""""""""
4- ادم دود اسماعيل ........................................""""""""""
5- ابراهيم حسين موسى ....................................."""""""""
6- محمود جارالنبى ( مدير مدرسة كوالا ) ................""""""""
7- عبدالحميد نيل سالم ........................................""""""""""
8- موسى وادى حسن .........................................منطقة مرلا
9- موسى حسن عبدالله .....................................""""""""""
10- موسى مختار عيسى ...................................""""""""""
11- صالح خضر عبدالله ..................................."""""""""""
12 – احمد ابراهيم رحمة ...................................."""""""""
13 – بقارى ادريس احمد ...................................""""""""""
14- تيمان ادم جمعة نيل ................................"""""""""""""""
15- محجوب عبدالشافى احمد ........................""""""""""""""""
16- الطاهر ادم خيرالله ................................من قرية ام درابة بشرق دار فور
17- عبد الله ادريس اريفا ..............................."""""""""""""""""""""""
18 – محمد ابراهيم وادى ............................من منطقة مرلا
19 – احمد صابون ...................................."""""""""""""
20- ادم مختار ...................................فى سجن نيالا
21 عبدالله بخت اسماعيل ......................"""""""""""
22 يوسف آدم عمر .............................""""""""""""
شمال دار فور:
1- فى يوم 18/12 الماضي تم القبض وإعدامهم رمياً بالرصاص كل من الشقيقتين:
- مريم محمد عبدا لمجيد......62 عاما
- مريومة محمد عبدا لمجيد.....65 عاما
وهما من قرية ريا فى منطقة آمو غرب كتم، وقد تم لاحقا القبض على شقيقهما عبدا لله محمد عبدا لمجيد من داخل مدينة كتم ويتخوف ذويه بأنه هو الآخر قد قتل ولا يدرى احد حتى الآن عن جنيتهم جميعاً. بناء على بلاغ من ذوى الضحايا، تحركت مجموعة من العاملين فى الصليب الأحمر الى المنطقة لمعاينة الضحايا إلا انه قد تم منعهم من الوصول من قبل قوات الجيش والجنجويد بالمنطقة.
2- تمت مهاجمة قرية بركة غرب الفاشر وشمال قرية شقرا بواسطة أفراد من الجنجويد، وفى نفس اليوم تم مهاجمة ونهب قرية اللعيت جار النبى بشرق دار فور
3- تم عمل معسكر جديد من قوات الجيش والجنجويد على بعد خمسة كيلو مترات جنوب مدينة طويلة ، وقد سمي المعسكر بمعسكر أم جلبا وقد تخصصت القوة الموجودة هناك فى نهب القرى وترويع المواطنين وإيقاف حركة التجارة كما سجلت عدة حوادث اغتصاب فى هذه المنطقة من قبل ساكنى هذا المعسكر .
تصريحات عمر موسى المستفزة دائما لمشاعر أهل دار فور:
يذكر المتابعون للأحداث قبل أيام تصريح لفخامة الرئيس الاريتري / اسياس افورقى يتساءل بتهكم " أين هي الجامعة العربية ؟! "، وذلك عندما سئل عن مدى استعداد بلاده للانضمام للجامعة العربية. الرئيس الاريتري عندما يسخر من الجامعة العربية
" The Sleeping Giant " ، اى العملاق النائم (وهذه التسمية من خاصتنا وليس من الرئيس) ، ليست السخرية فقط من الجامعة كمؤسسة كرتونية غير فاعلة، وإنما يعنى أيضا الشخصيات الكرتونية التي تتبوأ قممها وهمها الأول إطلاق التصريحات التي ترضى أطرافا بعينها وبل تتبنى أجندتها باسم العروبة والإسلام وكأن الأطراف الأخرى مخلوقات غريبة تنتمي إلى كوكب آخر جاءت لغزو ديار العروبة والإسلام مثل المخلوقات القادمة من الفضاء لغزو الأرض على غرار القصص الخيالية لأفلام هوليود الحديثة.
صرح عمر موسى أخيرا، وبلا خجل بأن الوضع في إقليم دار فور في " تحسن " - والقوسين من عندنا أيضا – وبالتالي لا داعي لفرض عقوبات على السودان، وهو بذلك يرد على قرارات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة بشأن فرض حظر على سفر المسئولين السودانيين وتجميد أرصدتهم نتيجة لعدم تحسن الوضع على الأرض في دار فور رغم الجهود والضغوط الدولية. نحنا كأهالي دار فور نشارك ونشاطر الرئيس الاريتري ونهاجم هذه المؤسسة العنصرية(لنقل على الاقل تحت ادارته حتى لا نظلم السابقون ) لأنها تميز وتفرق بين مواطني البلد الواحد على أساس عرقي بغيض، علاوة على انه ليست المرة الأولى التي تطلق مثل هذه التصريحات المستفزة من هذه المؤسسة، لقد سبق عمر موسى سفيره / سمير حسنى من قبل عند زيارته إلى دار فور قبل فترة عند ما أنكر وجود اى اثر للابادة الجماعية أو التطهير العرقي أو حتى حوادث الاغتصاب التي سجلتها الكثير من المنظمات الدولية والحقوقية. نقول لهؤلاء اتقوا الله في شعب دار فور المسلم، في إقليم سوداني القاسم المشترك لكل عرقياته اللغة والثقافة العربية.
الجنجويد إلى ما وراء الحدود !
من ع. م. ع. مراسل الجريدة بالجنينة
لإصباغ المزيد من الشرعية على الجنجويد وتحويلهم الى قوة نظامية ، فقد طرح على نطاق واسع وبصورة مموهة في ولاية غرب دار فور قبل فترة حملة لتجنيد شباب الولاية في الشرطة على أن يتم تدريبهم في جمهورية مصر العربية. فقد تم استقطاب أعداد كبيرة من الشباب من قبائل مختلفة وتم عمل الفرز الأولى في مدينة الجنينة ومن ثم تم تسفيرهم إلى الخرطوم فى طريقهم الى القاهرة . وكانت المفاجأة في الخرطوم عندما تم عمل غربلة أخيرة (Fine tune ) وتم استبعاد كل من لا ينتمي إلى القبائل العربية قبل أن يتجه الفوج (المصفى ) إلى ارض الكنانة، أما من تم تصفيتهم من القبائل الغير العربية فقد عادوا إلى أهليهم في غرب دار فور ولسان حالهم يقول " اتارى الموضوع تأهيل جنجويد بس في بلاد برة ! "
" سفاح جبال النوبة " يقلب الحقائق مرة أخرى في مؤتمره الصحفي الأخير !
يقال أن اللواء عبدا لرحيم محمد حسين وزير الداخلية عندما اشتد عليه النقد من بعض أركان السلطة والمعارضة على حد سواء من المعالجات الأمنية الفاشلة لوزارته وخاصة في دار فور أوكل لوزير الدولة احمد هارون، سفاح جبال النوبة ( لدوره الدموي في مواجهة التمرد في جبال النوبة في السابق ) وذلك لتسجيل حضور اعلامى مستفز لأهل الغرب ودار فور خاصة وذلك توطئة لحرقه ومن ثم إبعاده لاحقاً وخاصة وانه محسوب على أهل الغرب. وقد وصف المذكور من قبل الحركات المسلحة في دار فور بأنهم جوعي ينهبون ناقلات الاهالى لسد الرمق !
في آخر مؤتمر صحفي للمذكور قال أن الحكومة، وفى إطار الدفاع عن النفس في ظل وقف إطلاق النار الحالي، لديها تفويضا من الاتحاد الافريقى لمهاجمة الحركات المسلحة كنوع من الضربة الوقائية وليس للرد على هجوم يبدأه التمرد (Pre- emptive attack )، كل هذا بالطبع لتبرير التجاوزات والمجازر الخطيرة التي حصلت من هجوم قوات الحكومة والجنجويد على قرى شرق نيالا والتي كانت السبب المباشر لفشل مفاوضات ابو جا الأخير. أما آن لهذا " الوليد " أن يلزم حدوده ويعرف قدر نفسه ؟
وفى نفس الإطار هدد قائد الجيش والجنجويد الموجود في هذه الأيام في منطقة لبدو المدعو/ احمد حجر بأنه سوف لن يسمح لقوة رقابة الاتحاد الافريقى لزيارة لبدو وانه سوف يطلق النار عليهم في حالة إصرار القوة على دخول البلدة. ويشار إلى أن هذه البلدة قد تم حرقها تماما بالإضافة إلى سوقها الكبير وتم قتل وتشريد سكانها وذلك أثناء تواجد وفود التفاوض في ابوجا في الأيام الماضية.
خبر عاجل !
حسب مراسل الجريدة بمدينة نيالا انه تحركات مجموعات كبيرة من الجنجويد فى حدود 800 فرد من مدينة نيالا فى اتجاه طريق نيالا الفاشر وذلك بتاريخ الاثنين 27 ديسمبر الماضى ، وحسب المعلومات التى وصلت للمراسل ان القوة وصلت بالفعل وعسكرت فى منطقة منواشى
ستالايت " الفجر الجديد "
كدا عيب يا عثمان كبر يا ابن البلد !
رصدت " الستالايت " في مدينة الطينة الحدودية أن حكومة عثمان كبر بشمال دار فور وبالتنسيق مع السلطات الامنية قد جلبت حوالي المائة من صانعات الخمور والعاهرات
(اكرم الله القراء ) من مناطق و " بلاد " شتى واسكنتهم فى المدينة المهجورة وتم تقديمهن للمنظمات ووكالات الاغاثة باعتبارهن عائدات طوعاً الى المدينة بعد ان هجرن المدينة بفعل الحرب من قبل. وقد انكشف امر هؤلاء النسوة اثر احتجاج بعض العسكر فى المدينة ( من ذوى الضمائر الحية ) بعد انتشار ممارسة البغاء بصورة ملفتة فى مدينة معروفة بمحافظتها ولم يسمع أهلها عن هذه العادات السيئة من قبل ، بالإضافة الى ان مظاهر النساء نفسها غريبة عن هذه المنطقة ويبدو ان معظمهن غير سودانيات.
دكسة فى سوق ام دفسوا !
مخرجو التلفزيون " القومى " كانوا مشغولين خلال الايام الماضية فى مدينة نيالا لاخراج حلقة مستحدثة من حلقات تسليم مجموعة من ثوار دار فور لانفسهم وسلاحهم للحكومة المحلية هناك واعلان توبتهم من حمل السلاح ، وذلك تحت اصرار والى الولاية الجديد / عطا المنان ، اسوة بفليم زميله / يوسف كبر والى شمال دار فور قبل شهور فى منطقة الطينة ، وذلك عملاً بمبدأ " مافيش حد احسن من حد " . اصرار الوالى نابع من عقدة الذنب من ان قوات الجيش والجنجويد وفى اطار حرق القرى وتهجير اهلها الى مخيمات النازحين حول نيالا وخاصة فى قرى شرق نيالا ، لم يلتزموا بحرق قرى القبائل " المختارة " وعمموا الحرق لتشمل قرى منطقة ام كردوس الخاصة بقبيلة " الداجو " المسالمة مما ادى ذلك الى انضمام افراد هذه القبيلة الى " التمرد " لاول مرة ، فأضطر الى اللجوء الى مخيمات النازحين وتأجير بعض ضعاف النفوس باسم القبيلة وتوزيع بعض الاسلحة لهم مع بعض المستلزمات " التكميلية " لعضو الحركات المسلحة " النموذجى " فى دار فور وخاصة كمية " الحجبات " التى يحملها المقاتل (حسب الصورة النموذجية الاعلامية للمقاتل فى الحركات المسلحة فى دار فور حسب تصوير الحكومة ) . الحجاب ، للذين لا يعلمون هو عبارة عن ورقة بها بعض الآيات القرآنية الكريمة وبعض الطلاسم الغير معروفة يتم تغليفه بجلد الغنم باحجام صغيرة يحملها السذج فى دار فور تحت الملابس ، اعتقادا منهم من انه يجعل من الشخص " مصفحاً " ضد الرصاص !
رصدت " ستالايت الفجر الجديد " ان رجال الامن فى نيالا قاموا بحجز كل " الاسكافية " فى سوق " ام دفسوا " للعمل على تغليف كميات كبيرة من " الحجبات " ومن العينة الكبيرة والثقيلة حيث يكون حصة المقاتل فى حدود من 10 الى 15 كيلوا جرام ولا اهمية للمادة المحشوة فى الجلد ويفضل ان يكون تراباً لثقله وكل ذلك لزوم ال “Show “ فى التلفزيون . ولكن هنالك كانت ملاحظة ملفتة للنظر والتى اعتبرها البعض ك " دكسة " من رجال الامن فى الولاية ، وهى ان افراد قبيلة " الداجو " لا يستعملون مطلقاً قناع الوجه الذى يستعمله عادة رجال القبائل من شمال دار فور مثل الفور فى مناطق شمال كتم والزغاوة والميدوب وقبائل المناطق الصحراوية عموماً فى شمال دار فور وشمال افريقيا ، وذلك لغرض حماية الوجه من رمال الصحراء الزاحفة مع الهواء . أما منطقة ام كردوس – بلد الملك كسوفوروك وحاضرة قبيلة الداجو – حيث الجبال والغابات الكثيفة ولا وجود للصحارى ، فهل كان ذلك فعلا " دكسة " من رجال الامن ام ان " الممثلين " كانوا خائفين من انتقام اهلهم الثوار الحقيقين فى الجبال والغابات لسبب انتحال شخصياتهم واستغلال اسم قبيلتهم وبالتالى فضلوا حجب الوجوه ؟
السؤال موجه فى المقام الاول للوالى عطا المنان .
قالوا .. وقلنا
هذههه
هذا ايضاً من الابواب الجديدة فى الجريدة نخصص فيه لتحليل سياسى للاحداث الماثلة فى دار فور والسودان بصفة عامة تحت العنوان اعلاه ، حيث تم مبدئيا الاتفاق مع مجموعة محدودة من المحللين السياسين من مناصرى قضية دار فور للمساهمة فى هذا الباب . نفتتح هذا الباب اليوم بمادة من الاستاذ المحلل السياسى / دامبانج باسى صديق ، وهو من اعضاء حركة تحرير السودان الفاعلين .
عادت حليمة لقديمها.. فانقلب عليها السحر
بقلم: دامبانج باسي صديق
29/12/2004م
كعهدها ؛ خرقت "الحكومة" اتفاقية أنجمينا لوقف إطلاق النار وبروتوكلات أبوجا الملحقة بها بهجوم بطائرات الأنتنوف على قرى آمنة لمواطنين عزل في محيط مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. تسببت الهجمات الأخيرة في قتل العديد من المدنيين الأبرياء وتهجير مئات الآلاف – الذين نجوا من حمم الأنتنوف - من قرى لبدو ؛ مارلا وعدوة وغيرها من القرى الصغيرة ؛ وصاروا يفترشون بطون الأودية في زمهرير الشتاء بعد أن منعتهم عصابات الجنجويد و"إنكشارية الإنقاذ" من دخول نيالا وصدتهم عن ورود مصادر المياه باعتقال وتعذيب رجالهم واغتصاب نسائهم وسلب أموالهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه ؛ هو لماذا لجأت "إنكشارية المشير البشير" ومعها عصابات الجنجويد إلى خيار شمسون في هذا الوقت ؟
فبعد هجوم "الإنكشارية" الكبير على معسكرات حركة تحرير السودان في مايو الماضي ؛ وتهجير الملايين وقتل الآلاف واغتصاب النساء وحرق القرى بتطبيق سياسة الأرض المحروقة لمنع الثوار من دعم (الملوة أو الكورة) وإصدار "الإنكشاري المشير" كذبته المشهورة بإنتهاء العمليات العسكرية في دارفور والقضاء على ثوار حركة تحرير السودان ؛ غيرت الحركة تكتيكاتها العسكرية وأعادت انتشار قواتها ووصلت لأماكن لم تكن تصلها من قبل وحررت مناطق برام في أقصى جنوب دارفور وحررت كل شرق دارفور ؛ وحاصرت قوات "الإنكشارية" في المدن الرئيسية ؛ وانقلب السحر على الساحر.
رابضت قوات حركة تحرير السودان على طول طريق أمدرمان الفاشر البري من دون أن تقطعها لتمكين وكالات ومنظمات الإغاثة من أداء مهمتها الإنسانية. كما أنه وبوصول قوات حركة تحرير السودان مدينة برام صارت خط السكة حديد مراقباً ولا تستطيع قوات "الإنكشارية" من نقل آلة دمارها الثقيل إلى دارفور لقتل المزيد من الأبرياء. كما أن طريق نيالا – الفاشر صار هو الآخر تحت سيطرة قوات حركة تحرير السودان ومنعت "الإنكشارية" من الدعم البري البيني.
وبتحكم قوات الحركة على الطريق البري وخط السكة حديد ؛ لم يبقى "لإنكشارية المشير" سوى الجو - ذي التكلفة العالية – للدعم ونقل آلة دمارها. ولذلك قرر قادة "الإنكشارية" من مهاجمة قوات الحركة وحرق القرى وقتل وتهجير المواطنين الأبرياء ومنع الثوار من دعم (الكورة) ومنعت المواطنين من حصاد زراعتهم لكسر شوكتهم بتأييدهم لحركة تحرير السودان؛ خصوصاً إذا علمنا أن منطقة شرق وجنوب دارفور من المناطق الغنية بمواردها الزراعية على مستوى السودان.
لقد كسبت حركة تحرير السودان قواعد جديدة عندما التقت بقيادات ومثقفي دارفور وطرحت رؤيتها بكل وضوح لا لبس فيها في مؤتمر دارفور التشاوري في طرابلس تحت رعاية كريمة من العقيد معمر القذافي . مرة أخرى انقلب السحر على الساحر. لم تكن حكومة "الإنكشاريين" تعرف أن أهل دارفور جميعاً على قلب رجل واحد إلاً من أبى من المغرر بهم من الجنجويد والمنتفعين من محازبيهم وهم قلة ؛ فحاولت أن تفرض أجندتها وتوجه المؤتمرين وجهتها ولكن "خاب من دساها". فبهجماتها الأخيرة حاولت "الحكومة" أن ترسل رسالة إلى أهل دارفور في مؤتمرهم التشاوري الذي كان من المقرر أن يعقد في 25/12/2004م في طرابلس ؛ بأنه في مقدرتها أن تضرب الثوار وتفرق شملهم. ولكن هيهات. وقد طلبت الحكومة بعقد المؤتمر في تاريخ آخر في يناير 2005م بحجة زحمة أجندتها وهي محاولة يائسة لشراء الوقت .
وقد أراد "الإنكشاريون" الاستفادة من سراب الأجواء الإيجابية لقرار مجلس الأمن الأخير في نيروبي حول توقيع اتفاقية السلام ؛ ولكنهم للأسف انشغلوا كعادتهم بإلتهام الجزرة ولم يروا العصا التي كانت مخفية وراء ظهر السفير دانفورث . كما أراد "الإنكشاريون" إرسال إشارات للدكتور / جون قرنق ؛ قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ بعد أن ضاق هامش المناورة لديه بإلتزامه للمجتمع الدولي في كينيا ؛ بتوقيع اتفاقية السلام قبل نهاية العام ؛ بأنه سيجد واقعاً مفروضاً عليه التعامل معه في دارفور بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا ؛ خصوصاً وأن لقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان موقفاً ثابتاً بأنه ضد الحسم العسكري في دارفور ؛ هذا إذا علمنا بأن العقيد قرنق سوف يكون "ديك شيني" السودان.
ولكن هل أتت هذه السياسة أكلها ؟ لقد أدان المجتمع الدولي تصرفات نظام "الإنكشارية" ووقع الرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش على "قانون سلام السودان الشامل" ذي المخالب الطويلة . وكررت بريطانيا تلميحاتها بأنها سوف ترسل قوات لحفظ السلام إلى دارفور تحت راية الإتحاد الأوربي . وتنادى الكثيرون بتغيير مهمة قوات الإتحاد الإفريقي ليشمل حماية المدنيين ؛ على الرغم من قلة مواردها وضعف إمكانياتها اللوجستية. وذهب آخرون أبعد من ذلك بتولي الأمم المتحدة لمهمة حفظ السلام في عموم السودان ؛ وبذلك نصبح جميعاً تحت الوصاية الدولية بفعل سياسة "الإنكشاريين" الرعناء !
لقد فشل "الإنكشاريون" ظناً منهم أنهم وحدهم اللاعبين في مسرح الأحداث . إن مشيئة الناس وأقدارهم بيد الواحد الأحد القهار.
وعلى مستوى حركة تحرير السودان ؛ فقد لقنت قوات "الإنكشارية" والجنجويد درساً لن ينسوه في البسالة والتكتيك العسكري وقتل من "الإنكشارية" من قتل وفر الجنجويد واستسلم الكثير من "الإنكشارية" وغنمت قوات الحركة بحول الله وقوته معدات وآليات حديثة لم تستخدم من قبل ؛ وانقلب السحر على الساحر. وأثبتت قوات الحركة بأنها تستطيع أن تضرب مواقع "إنكشارية المشير البشير" في أي وقت وفي أي مكان ؛ وقوات الحركة لم تتزحزح عن مواقعها الإستراتيجية كما يظن "إنكشاري الإنقاذ" بل أخلت بعض المناطق غير المهمة لحماية المدنيين الذين يلجأون لمواقع سيطرتها. وقد أثبتت الأيام بأن الحركة تلقى دعماً وسنداً جماهيرياً متواصلاً في كل مكان تحرره بفضل السياسة الفاضلة التي تطبقها. وهذا هو ديدنها لأنها حركة ثورية صادقة قامت من أجل الجماهير ؛ لينال المواطن حريته في حياته ؛ يقرر مستقبله كيفما يشاء بدون وصاية من شيخ أو رعاية من إمام أو تبعية لسيد او ترعيب من مشير ؛ وأن ينال نصيبه في موارد وخيرات بلده ؛ وأن يعيش آمناً في داره ؛ وأن ينال حقه في التعليم الحديث وأن يلقى الرعاية الصحية الكاملة ؛ وأن يكون مواطناً مساوياً لغيره من المواطنين في الحقوق والواجبات. تلك هي رسالة الثورة ... قامت وستبقى من أجل المواطن وللمواطن بحول الله وقوته ...
دامبانج باسي صديق
29/12/2004م
اقلام الثورة
(1)
[email protected]الوليد عثمان الملك / الرياض
إن الجريمة البشعة التي ارتكبتها حكومة الانقاذ في حق أهلنا في دارفور ستظل وصمة عار في جبينها على مر الأجيال ونقطة كالحة السواد في سجلها الحافل بالجرائم جريمة قتلت فيها الأطفال والنساء بأبشع أنواع القتل الممكنة حيث قصفت طائراتها الحربية الأبرياء في قراهم, ثم أطلقت يد التها الحربية الجنجويد ليعيثوا في تلك القرى فسادا فحرقت وقتلت واغتصبت ونهبت وردمت الآبار وأبادت كل أشكال الحياة الممكنة وشردت الملايين ممن فروا بجلودهم في الفيافي والقفار والأودية وهاموا على وجوههم بلا مأوى ولا غذاء في ظروف هى الأسوأ من نوعها باجماع كل دعاة الإنسانية في هذا العالم .
أى حكومة اسلامية هذة التي تقتل مواطنيها وتشردهم, ستظل أرواح الموتى ولعنات الثكالى تطاردهم إلى أبد الآبدين,ان ما حدث في دارفور ليس له مسمى آخر غير الابادة الجماعية والتطهير العرقي وكل الأدلة تؤكد ذلك وكفى الحكومة خداعا ومراوغة فقد انكشف للعالم أجمع ما يدور في دارفور, والعالم أصبح كقرية صغيرة ولن تستطيع هذه الحكومة الدكتاتورية المتسلطة ممارسة جرائمها بمعزل عن المجتمع الدولي وتضليل الرأى العالمي.
ظلت الحكومة تكابر وتنفى وجود مشكلة في دارفور وادعت أن ما يحدث هو نهب مسلح وانفلات أمني ستعالجة في غضون شهر واحد وانكرت بأن حركة تحرير السودان لها مطالب سياسية واضحة, وعزت الأمر بعد ذلك الى أنه صراع قبلي وصراع على المرعى بعد أن تورطت في دعمها واحتضانها لميليشيا الجنجويد, ومع الضغوطات المتزايدة بدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا إلى أن صد ر قرار مجلس الأمن الأخير والذي أعطى للحكومة مهلة شهر لحل أزمة دارفور وهذه المهلة شارفت على الانتهاء ولم تقم خلالها بعمل أى خطوات ايجابية لحل المشكلة فما زال الجنجويد يمارسون أعمالهم الإجرامية وطائراتها تقصف والنازحين لم يعودوا لقراهم لانعدام الأمن والأمراض والأوبئة تنتشر للظروف البيئية السيئة التي يعيشونها وانعدام الدواء والغذاء والاعتقالات تتزايد لكل من يبدى رأيه وما الذي نسمعه ونشاهده في إعلامها إلا تضليل للرأى العام ومراوغة وثبت فشل الحكومة الذريع في معالجة هذة الأزمة والتخبط الواضح في كل أجهزتها.
لقد عانى أهلنا في دارفور وتعرضوا لكثير من الظلم والتهميش على مر الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال وزاد هذا الظلم والتهميش في عهد حكومة الانقاذ ولم تستجب الحكومة لكل الأصوات المنادية بالعدل والمساواة فحمل ثوار دارفور السلاح وهو حق مشروع بالنسبة لهم لتنمية اقليمهم الذي قدم للسودان الكثير وسالت دماء أجدادهم في كرري وغيرها من ساحات النضال وألحقوا الهزيمة بالاستعمار وقدموا أروع الصور في التضحية والذود عن تراب الوطن ليس هذا فحسب بل ودحروا الاستعمار الفرنسي القادم للبلاد من حدوها الغربية وحمت سلطنة المساليت هذا السودان من استعمار كان وشيكا واستبسلت استبسالا أدهش الغزاة وأذاقوا الإمبراطورية الفرنسية مر الهزيمة الى أن اضطروا الى توقيع اتفاقية (قولاني) الشهيرة معهم .
وبعد كل هذا التاريخ العريق تأتي هذة الحكومة التي لا تشبه أهل السودان في شيء والتي تتستر خلف قناع الإسلام الذي هو بريء منها كل البرء (وان كان لأحد أن يتحدث عن الإسلام فليتحدث عنه أهل دارفور الذين خرجت المحامل من ديارهم لكسوة الكعبة وحفروا الابار هناك لسقابة الحجيج ولم تخمد نيران خلاويهم على مر العصور) لتستأثر بثروات هذا الوطن وتتكدس ثرواته وأمواله في جيوب حفنة من المنتفعين والمتسلقين ويظل شعبنا يعاني من الفقر والمرض والجهل ويفتقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة, وفيما العالم يتقدم ويتطور نتراجع نحن قرونا سحيقة, أصبح اشعب مشردا في كل منافي الأرض ومن بقوا بالبلاد دبغت جلودهم سياط القسوة الفظة والملح المرير.
ان العمر الافتراضي لهذة الحكومة قد انتهى وان لها الرحيل وقد كشفت أزمة دارفور القناع تماما عن وجه هذة الحكومة التي تقتل مواطنيها وتمنع وصول الغذاء والدواء لهم وبرغم الضغوطات التي تمارس عليها من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلا أنها ما زالت تراوغ, ويبدو أن الحكومة لم تدرك بأن هذه الثورة لن تتوقف ما لم تحقق مطالبها التي قامت من أجلها, وواهمة لو اعتقدت أن بامكانها اخماد ثورة أهل دارفور, وعلى مر العصور فان الثورة هى التي تنتصر دوما في النهاية والأمثلة كثيرة ثورة الباستيل في فرنسا والثورة الارترية ضد الجنرال منقستو هيلا مريام وثورة فديل كاسترو في كوبا وغيرها , الثورة يمكن أن تمر بمراحل عدة لكنها لا تخمد أبدا , ويقيني الذي لا يساوره شك بأنه رغم هذه المرارات وما تعرض له أهلنا في دارفور إلا أن الفجر سيبزغ من هناك واذا الشعب يما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
امين جامعة الدول العربية وعقدة ( حاضر يا ريس!!!)
لا يملك المتتبع لنشاطات امين عام جامعة الدول العربية, هذا الجسم الذي ابدي كثير من المواطنين العرب حله واراحة الناس منه, لا يملك المتتبع لنشاطاته, او بالاحري تخبطاته وتخرصاته واخفاقاته التي تكاد لا تحصي, الا ان يدرك تماما لماذا يفشل المتقاعدين من كبار المسؤلين في الدول العربية في أي مهام اقليمية او دولية توكل اليهم, ذلك لانهم لا يزالون يعانون من عقدة التبعية المطلقة لرؤسائهم الذين تركوا الخدمة تحت نير تسلطهم وقهرهم واصطحبوا معهم هذا الشعور بالتبعية اينما ذهبوا وحتي لدي تقلدهم مهام تتصف بالاقليمية او العالمية ,حيث لا يكون هناك رئيس عليهم الا انفسهم والمجتمع الدولي. ولكنهم بدال ان ينطلقوا بشيئ من التحرر والانعتاق من القيود التي كبلت اشراقاتهم ,ان كانت لهم منها شئ, تجدهم ينكفئون علي انفسهم ويتقمصهم شيطان الاذلال كلما تعاملوا مع زعيم عربي او حتي اجنبي, فتكون النتيجة ان ياتي افعالهم واقوالهم توحي للمرء كانهم لا يزالون في موقعهم الحكومي الذي فارقوه, فتراهم ينسون مسؤلياتهم الاخلاقية تجاه الشعوب المنضوية تحت مظلة هذه المنظمة او تلك التي هم علي راسها ويدافعون ويناصرون حكومات بلادهم منحازين الي الطغاة منهم ,ضاربين بذلك مصالح الشعوب عرض الحائط.
فبالامس القريب ,بدل ان ينصح امين الجامعة هذا دكتاتور العراق بالتنحي لتجنيب العراق والامة العربية ما نراه الان, طغي علي السيد الامين عقدة كونه ظل ردحا من الزمن لا يعرف من القول الا "حاضر يا ريس" فاذعن لاوامر صدام وقاده الي الهلاك.
وبدل ان يهب لتلبية نداء ضميره تجاه شعب عريق الحضارة ويجتهد ليصلح بين حاكمها وبعض المتردين في جبال ذلك البلد ذي الحضارة القديمة جدا, صمت وتركهم يواجهون ترسانة الاسلحة الفتاكة الي ان تم قتل زعيم التمرد ولكن بعد ان مات من الشعب الكثير.
والان , وقبل الان, نسمعه يطلق تصريحاته عن دارفور وكانه لا زال وزيرا للخارجية حيث كان من قبل, ويقول ان مشكلة دارفور قد انتهت!!ممتثلا لاوامر راس النظام الهالك في السودان ,لا لشئ الا انه يعاني من العقدة ذاتها ولا يستطيع الفكاك منها. هكذا كان امين الامم المتحدة الاسبق, فشل لانه لم يستطع ان يكون مستقلا ويرتفع الي مستوي الموقع الذي ناله, والغريب انه كان ايضا وزيرا للخارجية قبل ان يصير امينا عاما للامم المتحدة, وما اشبه الليلة بالبارحة.واظن مصير هذا الامين العربي حتما سيكون مثل ذاك الذي مضي وفي ذمته دماء الابرياء من ضحايا مجزرة رواندا, التي حدثت وهو امينا للامم المتحدة ولم يفعل شيئا, فهذا سوف يغادر الجامعة العربية وفي ذمته دماء اهلنا في دارفور , وان غدا لناظره قريب.
د. محمد احمد موتسو
السعودية
(3)
الجنجويد .... والإبادة الجماعية والمعاقبة عليها
إعتدت في مقالتي الحسكنتية ، أن أتناول الأحداث بشكل ساخر ومضغوط ، بقدر وجع الوطن وأنين المقهورين !! وبقدر الألم الذي يسببه شوكة الحسكنيت غير المنظورة أحيانا .
على خلفية مقالي الأخير (البعاتي ... والجنجويد) كتب إلي بعض الإخوة عن مقال آخر كتب بموقع سودانيز أون لاين في زمن سابق لم اطلع عليها بتاريخ ( 4/7/2004 ) تحت عنوان (( ماذا بعد زيارة كولن باول وعنان للسودان وما هي العلاقة بين الجنجويد والبعاتي)) . وبعد إطلاعي على المقال المذكور ، وجدت أن هنالك بون شاسع بين المقالين من حيث الفكرة والمضمون والعنوان والمفهوم الخلاصي للمقالين .
علما أن خرافة البعاتي ليست قصراُ على شعب السودان وأهل دارفور خاصة ، فهي أسطورة لدى أكثر من شعب ، وبعض الشعوب تتعامل معها كحقيقة معايشة ، كما في هاييتي الجزيرة الكاربية حيث البعاعيت عندهم أناس يعودون إلي الحياة بعد موتهم تحت تأثير السحرة ويطلقون عليهم (زُومبيه) وقد أجريت دراسات علمية بهذا الخصوص في حالة هايتي فثبت أن السحرة يستخدمون نوع من السمك يسمى بالضفدع البحري وهي سامة مع خليط من الأعشاب مما يسبب الموت للشخص المتوفى ..! لدرجة لا تسمع دقات قلبه بالأجهزة الطبية ... وبعد دفن المتوفى وزوال أثر السموم ينهض بعضهم ويكسر الطابوت الخشبي ليعود إلي الحياة مرة أخرى .. !!!
قد لا يعنينا هذا في الحالة السودانية .. فليست هنالك اسماك سامة .. بل طائرات حكومية تقصف القرى .. وبعاعيت جنجويدية تعيث فسادا وحرقا ونهبا .....
فالذين ذهبوا في تشخيصهم للمأساة هنالك إنها إفراز لصراع تقليدي حول الأرض والمرعى، فبالتأكيد أنهم يعانون وهن في الذاكرة وخلل في التركيبة البشرية السوية !!
لقد عدد الدكتور شريف حرير في كتابه (السودان النهضة أو الانهيار) وكذا الدكتور محمد سليمان محمد في كتابه (السودان حرب الموارد والهوية) أكثر من عشر صراعات قبلية بدارفور أخرها الصراع بين الفور وتحالف سبعة وعشرون قبيلة عربية عام (1989م) تسعة وثمانون وألف وتسعمائة من التاريخ وهي من ضمن الأسباب التي اتخذه الانقاذيون فرية لانقلابهم المشئوم ..
لم تفرز هذه الصراعات ولو ما نسبته 1% من المأساة الإنسانية التي خلقتها تحالف الحكومة والجنجويد على قبائل المساليت والزغاوة والفور على وجه التحديد . وهذه القبائل هي التي تشكل وتمثل الوجه المأساوي للتطهير والتمييز العرقي البغيض ...... وأعني ما أقول لان دارفور يقطنها أكثر من ثمانون قبيلة ، فما لنا لا نسمع أو نشاهد وجوهم الكالحة في معسكرات النازحين !!
واتحدي من يحصي للملأ ألف أو يزيد من أي ملة أو عنصر من غير هذه القبائل كنازحين أو لاجئين.. وبالتأكيد لا أرضاها لهم أو لسواهم من بني البشر. ولكن ما ذكرت هذا إلا لتكون، قراءتنا وتشخيصنا للأحداث صادقة بغية الحلول وتضميد الجراح وتصافي النفوس.
إن طبالي النظام يحاولون دائما الهروب إلي الإمام... بدلا من التمعن والتفكير والمحاولة الجادة لمعالجة هذه الكارثة التي لم نلتزم فيها بأخلاقيات الحرب إن كانت حربا...... ولا بمسؤولية السلطة إن كانت فتنة وحرابة ... ومن المخزي أن سنوات احترابنا في الجنوب وجبال النوبة زاخرة بالوحشية والخسة والدناءة ...أن الذي يحدث اليوم له ما بعده في تشكيل خارطة الوطن بالمستقبل المنظور، إذا لم نتبصر الحقائق ونتصالح معها ومع ذواتنا ... إن الوطن لن تشكله أنا..ولا القبيلة.. ولا الإقصاء للذين مضوا في هذا المنحي ... ولا اللون والعرق.. بقدر إحساسنا بالانتماء والتساوي .. الذي يجعل كل منا يفخر بسودانيته ويبذل العطاء .
أشفقت على هؤلاء .. وعلي أولئك .. وأحببت أن أبصرهم ونفسي أولا والقراء بالاتفاقيات والمضابط الدولية لمنع جرائم الإبادة الجماعية آملا أن يتسع صدر القراء لأنني سوف أتناولها في مقالات متسلسلة .. ولكم العتبى حتى ترضوا
أحمد الحسكنيت
البريد الإلكتروني: [email protected]
الرياض
المملكة العربية السعودية