لندن - خالد الاعيسر
عقد السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي لقاء سياسياً بفندق هيلتون (بادينجتون) وسط العاصمة البريطانية لندن الأول من أمس شهده نحواً من اربعمائة شخص مثلوا ألوان الطيف السياسي وعامة المهتمين بالشأن السوداني وثلة من وجوه الاعلام والصحافة، وشارك في الندوة كل من الاستاذ أحمد دريج والاستاذ التجاني الطيب والدكتور الشفيع خضر والمهندس هاشم محمد احمد والاستاذ حاتم السر وادار الندوة الاستاذ عادل سيد احمد رئيس فرع التجمع الوطني بالمملكة المتحدة.
واستعرض الميرغني في حديثه الذي استمر زهاء الساعتين مسيرة السلام منذ اتفاقية (الميرغني قرنق) عام 1988 التي ايدتها القوى السياسية وعطلها انقلاب 1989، وما تلاها من دخوله السجن وخروجه للعلاج في لندن، ثم تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي الذي ضم كل القوى السياسية مع اضافة نوعية بدخول الحركة الشعبية لتحرير السودان.
موضحا الدواعي التي اضطرت قيادة التجمع لفتح الجبهة الشرقية بعد أن أعلنت الحكومة انها لا تفاوض الا من يحمل السلاح وبعد ان دعتهم الى النزال.
وأكد الميرغني أن التجمع الوطني انجاز سوداني كبير وأن عضويته لم تمنع الاحزاب من العمل في اطار ميثاق اسمرا للقضايا المصيرية، مشيراً الى لقاء السيد الصادق المهدي بالدكتور حسن الترابي في عام 1999 في جنيف، وان التجمع اجاز نتائج اللقاء رغم بعض التحفظات، كما اشار الى مذكرة التفاهم بين الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي وما اعقبها من نداء السودان بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي.
و أكد الميرغني على وحدة السودان وفقا لما جاء في ميثاق اسمرا وان الوحدة هي موقف الحركة الشعبية رغم اقرار القوى السياسية كافة بحق تقرير المصير.
وحول اتفاق السلام أشار الميرغني الى زيارته نايفاشا ولقاءه الدكتور جون قرنق والاستاذ علي عثمان محمد طه وتأكيده للطرفين انه لم ياتي باحثاً عن كرسي ثالث، بل انه مستعد للمساهمة في حل اية صعوبات تعترضهما.
وقال أن المهم في اتفاق السلام هو التحول الديمقراطي، حيث تزعم الحكومة أنها تمثل الشعب ومن جهتها تزعم المعارضة القيام بالدور نفسه، الا أنه آن الآوان لأن يرد الحق الى أهله وأن يقول الشعب كلمته الفصل في انتخابات حرة نزيهة (حسب تعبيره).
وأفسح الميرغني المجال للاستاذ احمد دريج لشرح موقف التجمع حول أزمة دارفور، وقد أكد دريج أن المشكلة كانت تاريخياً بين رعاة ومزارعين ولكن الحكومة السودانية مسوؤلة عن تحويل الصراع الى فتنة بتسليح القبائل وهي التي كان ينبغي أن تكون مسوؤلة عن الجميع.
وعقب الميرغني أن احد الفصيلين الرئيسين في أزمة دارفور (حركة تحرير السودان) عضو في التجمع الوطني وملتزم بمواثيقه.
وقد تعرض الميرغي الى زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الامريكية ومقابلته وزير الخارجية الامريكي كولن باول و أوضح أنه قد طرح عليه بوضوح موضوع الاحتكام الي الشعب وضرورة مشاركة القوى السياسية في عملية التداول السلمي للسلطة، وأوضح أن الوزير باول قد أمن على مواقفة الادراة الامريكية على انتخابات حرة نزيهة في الفترة الانتقالية التي تعقب التوقيع على اتفاق السلام وضرورة شمولها كل المستويات الولائية والتشريعية والرئاسية.
كما أشار الى مقابلته السيناتور دانفورث المندوب الامريكي لدى الامم المتحدة والمبعوث السابق للسودان، والتي ابدى خلالها اعجابه بقيادة الميرغني لأكثر من 16 فصيلا في التجمع الوطني لمدة ستة عشر عام وأن هذه تجربة جديرة بالاستمرار حتى بعد السلام.
وفي معرض رده على الاسئلة أكد الميرغني أن اريتريا بقيادة الرئيس أفورقي ظلت وفية للقضية السودانية وأنها لا تريد اسقاط النظام، بل أنها أكدت على لسان رئيسها أن مشكلة المعارضة والحكومة في السودان اذا حلت فليست هنالك مشكلات بين اريتريا والسودان.
ووجه السيد محمد عثمان الميرغني نداءاًُ عاماً لأصحاب الخبرات والتجارب كافة و للاجئيين بالعودة حال توفر الظروف (المناسبة) للمساهمة في الاعمار، وأكد على مبدأ العفو والتسامح وعدم الرغبة في التشفي والانتقام في المرحلة المقبلة أسوة بما حدث في بعض التجارب مثل جنوب افريقيا موضحاً أن العفو السياسي لا يطال الجرائم والجنايات في حق الخاصة، فهنالك الفصل في المحاكم والقضاء، أما تجريم الكافة فغير وارد.