السلام على الابواب في جنوب السودان رغم تدهور الوضع في دارفور
سودانيزاونلاين 12/25 8:56ص
الخرطوم - ا ف ب قد يشهد العام 2004 في ساعاته الاخيرة اتفاقا تاريخيا يضع حدا لحرب اهلية مستمرة منذ اكثر من 21 عاما بين المتمردين الجنوبيين والحكومة المركزية في السودان فيما يستمر النزاع في دارفور من دون افق واضح لتسوية تنهي ماساة مئات الالاف من السكان الذين شردوا. فقد اعلن احد الوسطاء الجمعة ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم حركة التمرد الجنوبية جون قرنق سيواصلان خلال فترة عيد الميلاد المفاوضات الجارية لانهاء صياغة الاتفاق النهائي للسلام، مشيرا الى انه قد يتم التوقيع على الاتفاق في 31 ديسمبر الجاري. وكانت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان تعهدتا الشهر الماضي امام الامم المتحدة بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة الجارية. ويسعى المسؤولان المجتمعان في كينيا للتوصل الى اتفاق شامل قبل نهاية السنة لوقف الحرب التي تعتبر الاطول في افريقيا والتي تسببت في مقتل 5،1 مليون شخص ونزوح اكثر من اربعة ملايين آخرين منذ 1983. وقال الوسيط الافريقي لوكالة فرانس برس في مدينة نيفاشا حيث تجري المناقشات "لن يتوقفوا خلال عيد الميلاد فقد وافقوا على مواصلة المحادثات". والمح الوسيط الى انه قد يتم التوقيع في 31 ديسمبر على الاتفاق الذي يمنح الجنوب حق تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات يتم خلالها تقاسم السلطة والثروة بين الجنوب والشمال. ولكن حتى ذا تم التوصل الى هذا الاختراق المهم قبل نهاية العام في الجنوب فان السلام لن يعم السودان حيث يزداد الوضع في اقليم دارفور تدهورا. ولم تحرز المفاوضات الجارية في ابوجا بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد اي تقدم بل انها تتعثر مع استمرار خروقات الطرفين لوقف اطلاق النار الذي ابرماه في الثامن ابريل الماضي برعاية الاتحاد الافريقي. وامس الجمعة صادق الرئيس الاميركي جورج بوش على مشروع قانون يخصص مبلغ 300 مليون دولار لتعزيز السلام وتوفير المساعدات للاجئين في السودان ويسمح بمعاقبة الحكومة السودانية على ما وصفه بفشلها في وقف الفظاعات التي ترتكب في دارفور. واندلع التمرد في هذا الاقليم منذ نحو عامين احتجاجا على تهميشه من قبل السلطة المركزية واتخذ شكل صراع اثني بعد مساندة ميليشيات الجنجويد العربية للقوات الحكومية في مواجهة المتمردين ذوي الاصول الافريقية. وادى النزاع الى مقتل سبعين الف شخص وتشريد ما يقرب من 5،1 من مليون شخص لجا ما يزيد على مئتي الف منهم الى دولة تشاد المجاورة. وقال بوش ان القانون باسم "السلام الشامل في السودان لعام 2004" يهدف الى "المساعدة في حل النزاع وتخفيف المعاناة الانسانية والتشجيع على الحرية والديموقراطية". ويهدف القانون الذي صادق عليه مجلس الشيوخ في السابع من الشهر الجاري ومجلس النواب الشهر الماضي، الى معالجة النزاع في دارفور وتقديم الدعم لنشر قوات اضافية من الاتحاد الافريقي في المنطقة. وقبل نهاية العام بدا ان النزاعات في السودان قد تمتد الى مناطق اخرى اذ اعلنت حركة تمرد جديدة عن قيامها بهجوم على محطة ضخ نفط في ولاية غرب كردفان المجاورة لدارفور. واعلنت "الحركة السودانية لتصفية التهميش" ان هذا الهجوم هو اولى عملياتها وانها ترغب في حرمان الحكومة من عائدات النفط التي تستخدمها لتمويل الفساد. وفي شرق السودان افادت منظمات انسانية محلية امس الجمعة ان اكثر من مئتي الف شخص يعانون من المجاعة بسبب ندرة الغذاء في المخيمات وقرى شرق السودان. واكدت منظمة اعادة تاهيل البيجا، ووكالة الاغاثة الانسانية السودانية ومنظمة عناية المستقبل السودانية ان ندرة الاغذية في المنطقة تفاقمت بعد عشر سنوات من المعارك بين حكومة الخرطوم وحركة تمرد متحدرة من قبيلة بيجا. وعلاوة على ذلك ادت ندرة الامطار خلال السنة الجارية في شرق السودان حيث ليس هناك اي منظمة دولية الى انخفاض المحاصيل الزراعية. وتعد قبيلة بيجا حوالى مليوني نسمة وينخرط عدد كبير منها في حركتي تمرد كبيرتين هما "الاسود الاحرار" و"مؤتمر بيجا" اللتان اشهرتا السلاح في وجه الخرطوم في 1994 مطالبين بنهاية تهميش منطقتهم وبجزء كبير من الثروات الوطنية، وادى هذا التمرد الى نزوح عدد كبير من سكان المنطقة. ويقول المتمردون ان هذه المنطقة الشرقية تعاني من مشاكل شبيهة بمشاكل درافور لا سيما التهميش الاقتصادي والسياسي.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com