بعد لقائنا الذي جمع الأطراف مع فخامة الرئيس النيجيري أوباسانجو رئيس الإتحاد الأفريقي والذي تحدث فيه فخامته بوضوح عن ضرورة الإلتزام بالإتفاقيات معززاً الإدانة الواضحة التي صدرت من الإتحاد الأفريقي تجاه مسلك الحكومة السودانية والذي أدى بدوره إلى تعليق الجولة وإنتهائها إلى لا شئ وقد أشار بوضوح إلى أنه لم يترك شيئاً لم يفعله مع الحكومة السودانية للوصول إلى حل لمشكلة الجنوب ولم يوافقوا وقال أنهم الآن يوافقون على نفس الحلول. ورغم أنه برز سؤال واضح لدى المسئولين النيجيريين و كل ممثلي المجتمع الدولي وهو لماذا شنّت الحكومة هجومها عشية بدء هذه الجولة ؟ رغم كل هذا توج اللقاء بقراءة بيان من الرئيس أوباسانجو ، ووزعت نسخ منه على الحضور . بعد كل هذا فوجئنا في الجلسة التي إنعقدت بعد ظهر يوم الحادي والعشرون، فوجئنا ببيان يحتوي على بعض التعديلات يوزع على الأطراف وممثلي المجتمع الدولي. إزاء هذا الوضع أوضحنا أمام الحضور بأن البيان الذي وزع في لقائنا مع فخامة الرئيس أوباسانجو قد تم تعديلة علية فإننا نرفض هذا البيان المعدل . بيد أننا نؤكد بأننا معنيون فقط بما جاء في نص النسخة الأصلية التي وزّعت في حضرة الرئيس أوباسانجو رغم تحفظنا على الفقرة التي تخص الحركات.
إن ما نود التنبيه إليه هو أننا سبق أن أشرنا في الجولة الأولى إلى تجربة إتفاقية إنجمينا والتي مرت بملابسات مماثلة القت بظلالها على المفاوضات وما زالت . لقد جاء لقاء الرئيس أوباسانجو من أجل الخروج ببيان مشترك يدين المخطئ بوضوح لأنه الطريق إلى الإصلاح والطريق إلى إنقاذ ليس فقط هذه الجولة وإنماالعملية التفاوضية من الإنهيار الكامل بعد أن أكملت دورتها الخامسه.إلا أن ما حدث ربما يشكل علامة إستفهام كبيرة حيث أعاد الإمور إلى المربع الأول وبعثر جهود الرئيس أوباسانجو ورئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري الذان أدانا مسلك الحكومة السودانية بوضوح في بيانيهما مما ألقى بعض الأمل في إنقاذ الجولة من صفة الإنهيار الشامل.
إننا إذ نشير إلى إلتزامنا بالتفاوض سبيلاً أمثلاً لحل النزاعات ، نؤكد أن مثل هذه الممارسات تقود إلى تبني الخيار المعاكس تماماً .وفي الوقت الذي تلقي طائرات الأنتينوف الحكومية أطناناً من المتفجرات على أطفال ونساء وشيوخ دارفور، تلقي طائرات المجتمع الدولي أطناناً من الأغذية والمتاع . في ظل هذه المفارقة ، يجب أن يكون دور الجميع هو إنقاذ أؤلئك الأطفال لا مجاملة الحكومة السودانية بإضافة تعديلات على نصوص بيانات الإدانة بغية تخفيفها . لذا فإننا ننبه الإتحاد الأفريقي إلى إعادة غربلة الغلة الإدارية لديه بالشكل الذي يضمن ترجمة الطموحات التي يحملها الأفارقة في وضع نهاية لهذه الأزمة والحفاظ على تبني ورعاية الأزمة .صدر في أبوجا – نيجيريا
بتاريخ الثاني والعشرون من ديسمبر 2004
