اخر الاخبار من السودان

محجوب حسين- لندن>>المكرشة في أبوجا الثانية .... حتما العظام في أبوجا الثالثة.... و البحث عن الطوفان!!

سودانيزاونلاين
12/2 3:28م

يكتبه / محجوب حسين- لندن


سقطت ورقة الوطن عن الجميع.... إندثر المشروع الوطني السوداني المعمول به منذ قيام ما يعرف ب " الدولة السودانية الحديثة" – هي دولة كرتونية- وفق بعض الأراء، و أخرى أسست على غير تقوى أهلها!!
إنهار التاريخ و إضمحل ، و عقلية الإستبداد المعرفي و الثقافي و الإجتماعي و السياسي تصارع اليوم في كل المحاور و الأعمدة لإعادة إنتاج منظومة و أنماط قيمها و التي لهي ذاهبة بفعل ميكانيزم الإنتقال البشري كنظام قيم حياتي بالضرورة!!
فاجعة هؤلاء اليوم كبيرة ، بين الحقيقة و الخيال !! ماتت المشروعية" التاريخية" و في آن إنتهت مسوغات الموت العبثي في السودان .
إلى ذلك مات ضمير " الأنا" و أل " النحن" ، ليستدعوا" السيبويه " من قبره بصورة عاجلة لينتج لهم لغة و قواعد من صرف و نحو وبلاغة جديدة تصلح لممارسة التدليس السوداني الذي يتناسب و عقلية الإنتقال المجتمعي و الإجتماعي في سودان اليوم!!
حدقوا معي إذن جيدا كيف أن التاريخ كان حزينا في هذا السودان ... و الجغرافيا أيضا هي الأخرى حزينة ، إنه زمن السوداني الرمادي !! حيث يراد للبشر في كل سانحة تاريخية " مزيفة " و " مبلقنة" عبر ثورات القبيلة و إنقلاباتها ضد نفسها ، أن يكون شعبا مستذل إلى شعب آخر مستذل بلاكرامة و لا حقوق إلى شعب آخر مستذل و بلا أي شىء هذه المرة وفق السيرك المتفق عليه ضمنيا!! هكذا تقول سيرورة التاريخ السوداني في تجلياته و تداعياته التى تحصد البشر عبر مفاهيم السودان النافع و الغير نافع لفائدة ما أسميه ب " الجمهور النقي" الذي نصب نفسه !!
ثمة خلخلة مفاهيمية و حراك إجتماعي ، مرتكزاته أن يكون السودان وفق مكونانه أقول " الموضوعية" أو لا يكون كخيار مقابل ، ليس ثمة مقدس دنيوي!! هكذا هو العقد و تلك لهي الإرادة!!
تلك لهي الإرادة ، و هي الإرادة التي تخالف قطعا الوزير الملحق إلحاقا، رأسماله الجنجويدي/ الحربي أهله أن يكون وفق ثقافة الملحق السياسي السوداني المعمول بها أن يكون وزيرا ملحقا، يؤدي ملحقاته وفق ما هو مطلوب من السيد" المتعالي" ليتحدث عن " المكرشة في الخرطوم "........ فهبوا يا أبناء الغرب لتلبية نداء المكرشة!! حقا لهو خطاب سياسي يعبرعن إنسجام تام مع مؤسسة الدولة " الحضارية"!! دون تشريح مفهوم الحضارة.
هكذا سقط المشروع الحضاري ، كما سقط بجوراره مملكة الأساطير السودانية!!
كما سقطت مقولة كاتب أدبيات ثورة الإنقاذ و خطب رئيس الإنقاذ مثل" نأكل مما نزرع " و " نلبس مما نصنع" و " دولة التأصيل و الشريعة"....... ألخ من نمنمات اللاهوت الذهني و اللامعقول العقلي الذي يتسيد هذا السودان!!
هكذا أيضا إنكشفت المرأة الحسناء و تبرجت و باتت " عاهرة" اليوم بفعل الجبابرة الأقحاح و هم كثر!!
بات الحديث عن " الأنا" هو تحصيل حاصل و ضد مرتكزات و إستشراف الأمل السوداني المفقود حتى اللحظة.
لامجال لأحد أن يقول أنه يمتلك الحقيقة!!
و في ذات الوقت ليس من حق احد أن يقول الشعب أراد ذلك!!
دولة لائكية أو قرار جمهوريا لفدرالية صورية ، أو دستورا ممنوحا أو شريعة إسلامية ..... إلخ

و لعل الإستفسار المركزي و النقطة المركزية رابطة العقد ضمن ثقافة الإنبطاح و السقوط السائدتين مرده بالدرجة الأولى إلى" أيدولوجيا" النظارة السوداء التي يرتديها البعض بنظرة معيارية و هي نظرة إختزالية في كل الأحوال و تفسير شوفيني للتاريخ، و هي كلها تقاطعات و جداريات تحؤول دون رؤية الوان اللوحة التشكيلية الأخرى مما يفقدها رؤيتها الجمالية للنفس السودانية . فدعونا نرى كل ألوان اللوحة التشكيلية دون إختزال متعمد و فق مفاهيم الولاءات و البنى التحتية الإغداق و الهبة قد تكون سياسية أو إجتماعية أو شخصية!!
أعود لأقول و في إطار قدحية تفكير الآخر" المتعالي" الذي سقط و إنهارت معه أحاديات اللغة ،التاريخ ، الإقتصاد ، الإجتماع ، الثقافة ، الوحدة – وفق مفهومهم- ، دولة المدينة و الرسول ، دولة المشروع الحضاري ، المؤامرة ، هلامية الخلاص الإجتماعي " الإلهي" ....... إلخ من ترهات الفكر العرفاني و اللامعقول كمحدد لضمان إستمرارية العقل الإستحواذي لقوم رعراع بحاجة إلى وصاية مستمرة و أكيدة . وقتئذ تراءى لنا بوضوح في " ابوجا" الثانية و هم يوقعون علي مسودة الإتفاقيات التي توصلنا لها...... وجوههم مكفهرة ، تتصبب عرقا ، عرق الإنهزام ، و قلوبهم تدمع كالثكالى، و لسان حالهم يقول ما الذي حصل في هذا الزمن!! ثمة إنقلاب تم و نحن نيام ، وألا ليت أيام تنمية التخلف الذي عملنا على تكريسه قصد تعمية الكل تعود بنا لأذكره بما فعل بنا الزمن!! إنه زمن الخطيئة بإمتياز!!
فيها أيضا تكشف لنا أن الوطن مستباح بل أستبيح من نفر ليسوا آهلا لإدارته و التحكم في مقدراته و إرادة شعبه الذي يوزع إليه بطاقات تموينية حتي في حريته التي خُلق عليها بالفطرة!!
فيها أيضا أعلن " وزيرا" ، رأسماله الوظيفي جنجويديته – كسلوك و تربية و تأطير- و المهني "حربي " مختص في إلقاء قنابل الموت لفناء الإنسان، هو ذاته يحب أيضا ملامسة بطنه المنتفخة أو الممتلئة بإستمرار، فسرها ساخر وقتئذ قائلا " قد يكون ذلك خطابا إيمائيا مفاده تعالوا لملء الكروش" ، فصدق الساخر ، ليقول صديقنا" منقو " الذي نقول له " عاش من يفصلنا" – تسابقوا نحو " المكرشة" في الخرطوم ، أجل في الخرطوم فقط!! تراب دارفور لا يعطيكم غير الفجل و البصل – دون غيره من خضروات الله في الأرض!!
تأملت جيدا، راجعت أشياء كثر ، تعمقت في الأمر برؤية شاملة في التحليل البنائي و السيكولوجي و الأنثربولوجي و البيداغوجي و التاريخي و التأطيري و الأبستومولوجي لماهية هذا النتاج الفكري / الإنساني ، فوجدت أن الأمر عبارة عن نسق لمنظومة فكرية كاملة و متسلسلة و منسجمة و متراصة تنتج بعضها بعضا وفق زمكانية الفعل و الموقف و الحدث!! ليموت الوطن و إنسانه عبر مفاهيم عدة... ليكون ضمن الإنتقال و سيرورة التاريخ وجدليات التطور السوسياسي إن المؤسسة الحاكمة هي مؤسسة جنجويدية و خطابها الجديد بعد موت الخطابات السالفة هو خطاب جنجويدي شكلا و محتوى ، و أهم بنية هذا الخطاب الموت و الدم مقابل شبع الآخر و إستحواذه على فائض قيمة ما أعرفه ب " السودان الغير نافع" ترابا و شعبا و إرادة و ثقافة و دينا !!
و في ذات السياق، كانت قراءة المخالفة مهمة ، سألت نفسي ، أيا ترى و نحن في"أبوجا" الثانية ‘ اللحم كله إنتهي ليتحدث " الأفندي" الآن ، وقتئذ عن " مكرشة" ، حقا في "أبوجا" الثالثة ، سوف تتبقى " العظام" و بعدها لا مجال غير الطوفان و إستلام العظام المنهوشة نهشا لأن اللحم و المكرشة أكلت بنهم بالغ لسد الفجوة الغذائية المستفحلة ، و في هذه الحالة لا مجال لبناء هذا الهيكل العظمي إلا بإستيراد اللحوم الغربية!! قد تكون بالضرورة لحوم إسترالية أو حتى أمريكية!!
و ختم صديقنا " منقو" بقوله" إن غرقت السفينة سوف نهرب " !! تلفت يمينا و شمالا، شرقا و غربا ، و قلت لنفسي إلى أين ؟! محدقا في عيون ليست إنسانية في كل الأحوال!! و في ظل هذه العولمة الكونية الشاملة، و أيا ترى ألم يتم إخراج الرئيس العراقي السابق صدام حسين من حفرته!! و لنا عودة مستشرفين " عظام أبوجا" الثالثة.


اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com

الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved