لقاء مع الأستـاذ منتصــر الزيـات مديـر مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية
سودانيزاونلاين 12/18 3:19ص
الأستــــــاذ منتصــــــــر الزيــــــات مديــــــر مركــــز المستقبل للدراســـــات الإستراتيجية ********************* * الجماعـــات الإسلاميـــة ووفــــق إطــــارها العـــام تبقى هي محـــل اهتمام الشعوب وهى لديها القدرة على تحريك كل الشعوب في العالم العربي * انعى الآن بشكل واضح موقف الجهات الرسمية من مبادرات وقف العنف فهي لـــــم تتعامـــل معهـــا بصــــدق * التجربــة الإسلاميـــة فــــي السودان تتعرض لكثير من التحديات وجـــرى عليهـــا انقسامــــات وتشويش وتقلبات كبيرة للغاية القاهـــرة : عبد الناصـــر الضــــوي ********************** ربما يعرف الكثيرون منا الأستاذ منتصر الزيات ويدركون تماما بأنه محامي الجماعات الإسلامية الأول والذي يدير المعارك الشرسة ضد سلطة الحكومات وسطوة القوانين في مصر والعالم العربي وهذا صحيح بالفعل ولكنه بالإضافة إلى هذه المهمة فهو مفكر إسلامى معتدل ورزين ودائما ما يقيم الأمور ويفسرها بالطريقة الصحيحة وبكل صراحة فان الحديث معه شيق ولا نهاية له مطلقا لما للرجل من تجربة عملاقة مع الجماعات الإسلامية ونحن نتناول معه في هذا الحديث بعض المواقف التي مرت به في مسيرته الحافلة مع هذه الجماعات بالإضافة إلى رأيه في الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية في الوقت الراهن فكان هذا رده وكان هذا الحوار الخاص وفيما يلي تفاصيله:- ********************* **أولا كيف ترى الوضع العربى خصوصا بعد التطورات الأخيرة التي لحقت به واحدثت فيه تغيرات هائلة؟؟؟؟ شوف ....الوضع العربي الآن لا يبعث على التفاؤل مطلقا فهو وضع غير مرض لشعوب هذه المنطقة التي كان لها تاريخ عملاق فالنظام العربى الرسمى يحتضر الآن وبصورة مؤلمة لانه يتأقزم اكثر تجاه الهجمة الصهيونية ويعطى تنازلات رخيصة للغاية وهو مهزوم تماما ويزيد هذه المشكلة تعقيدا ضعف المؤسسات الشعبية الآن في العالم العربي فهى أيضا ضعيفة وغير قادرة على التعبئة كما أن المنظومة العربية فى حالة جزر الآن . **إذن ماهي رؤيتك لموقف الجماعات الإسلامية من عملية الصراعات الدائرة الآن في العالم؟؟؟؟ الجماعات الإسلامية بشكل عام ووفق إطارها العام تبقى هى محل اهتمام الشعوب وهى لديها القدرة على تحريك كل الشعوب في العالم العربي وتهيئتهم للنضال ضد العدو المحتل كما أن رغبة الشعوب فى التحرر قد قويت شوكة هذه الجماعة خصوصا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر والتفت معظم المثقفين حول هذه الجماعات والتي بهويتها الثقافية والدينية ومرجعيتها قد أصبحت محل اهتمام دولي كبير فالوضع الدولى الآن خصوصا في هذه الفترة بات لا يكتفى بإقالة الحكومات كما أن الموقف المؤسف في العراق وفلسطين جعل الكثيرين يتطلعون للنظر إلى دور هذه الجماعات في تعديل الصورة فهى أدركت أن القوة الأمريكية قدوة العالم الجديد التى تريد تغيير معالم الإسلام وتطارد رموز الحركات الإسلامية لذلك كان توجه الشعوب نحو هذه الحركة التى تتعرض لضربات متوالية من قبل الحكومات ومما يعيق هذا التناغم فى الوضع وهذا لا يمنعنى أن أقول لك أن هناك قصورا فى هذه الحركات فى إدارة الصراع الآن وهذه وجهة نظرى ولا فخر فأنا أقول أن هذه الحركات قد دخلت فى صراعات عديدة وقد ضعفت فيها قوتها واجهزعلى زعمائها بحصار شديد ونال محبوها واتباعها ما نالوا وفي النهاية اكتفوا بالصراخ واللعن ضد الولايات المتحدة فقط ونحن نلعن معهم ولكن دون تقديم بدائل إستراتيجية ورؤى جديدة لادارة الصراع وكل هذا خلت منه هذه الحركات حتى المؤسسات التي توصف بالمعتدلة اصبح عملها رتيبا ملا ولا تقدم المأمول منها وبالتالى الحركة الإسلامية بوجه عام لم تتعافى بعد من جراحها ومعوقاتها حتى الآن وهذه رؤية اطرحها وقد تكون محبطة ولكن هى الحقيقة والطبيب يصف الدواء لمريضه ولا يريد له قسوة لكننا نبقى فى مرحلة مخاض عسير وأن ما يعقبه هو ولادة قوة كبيرة بأذن الله . **ولكن من أهم النتائج التي ظهرت في الفترة الماضية بوضوح شديد أن الصراعات التي دخلت فيها الحركات الإسلامية أرهقتها كثيرا وحصرت كل أنشطتها في مكان واحد فما تقييمكم لهذا الموقف الذي تمر به الجماعات الإسلامية في الوقت الراهن وهل ترى أن هذه المواجهات قد كسرت شوكتها فعلا؟؟؟! بالتأكيد أن من أهم سلبيات هذه المواجهات التى فرضت على الحركات الإسلامية أنها ساهمت فى حصار الفكر الإسلامى واصبح هناك خلط متعمد بين الإرهاب والإسلام وأصبحت أمريكا تتعقب المنظمات الخيرية الدينية وقد وضعت الجميع فى سلة واحدة , و أصبحت أجهزة العامية تطارد الدعاة والمفكرين للحد من نشاطهم فى كل الاتجاهات وهناك خروقات للنظام الغربى الذى كان له بصمة واضحة فى حقوق الإنسان لكن أستطيع أن أقول أن ما يحدث هو سنن الكون فكل أمة لها مد وجزر والتاريخ ملئى بذلك , ونحن الآن فى مرحلة الضعف والجزر وهذا كله لا نريده أن يوصلنا إلى واقع آخر . **في الفترة الماضية تمت الكثير من المراجعات داخل الحركات الإسلامية على ضوء التأييد الذي وجدته المرجعيات الكبرى فيها فما نظرتك لهذه المراجعات خصوصا انه كان لك فضلا فيها؟؟؟؟ هذا سؤال في قمة الإستراتيجية وأنا تحملت قدرا كبيرا فى هذه المراجعات بالفعل وهذه كانت عملية صعبة جدا وأنا عندما قمت بذلك كنت افرق بين أمرين -بين ضرورة مراجعة الأولويات وإحداث هذه المراجعات فى بعض الأمور الفقهية لذا أقول أنه لا بد من تقنية المسيرة من نواقصها وفى خضم التفجيرات تضيع سيرة الدعوة ويلتبس الحق بالباطل وكان من المتوقع الآن وقف العنف والنزيف وهذا ما دعانى وان أتبنى منذ 1993 الدعوة الفعلية والرسمية إلى وقف العنف ولكننى فى ذات المقام أدق ناقوس الخطر ضد الالتباس بهذه المراجعات أن تظهر فى صورة سوية أو تسوية أو انهزام ولا ينبغي أن نفهم من المراجعات إنها إقرار بشرعية الحكومات وكل هذا خفي فى المراجعات ولم يتضح بعد الموقف فى هذه المراجعات فنحن نوقف العنف وله نوقف النقد. **الحكومة اليمنية قامت في الفترة الماضية بالدخول في حوار جدا مع الإسلاميين والجماعات الإسلامية مما دفع بالكثيرين للإشادة بهذا النموذج في الحوار فكيف تراه أنت الآن وهل ترى أن هذا الحوار ناجح بالفعل؟؟؟؟! نموذج الحكومة اليمنية في مواجهة الإسلاميين والحوار معهم فى كل الأحوال افضل من الحكومة المصرية ولكن هذا لا يمنعني من الحديث عن اليمن وأنا كنت ارصد محاولات جادة للحوار والأولويات وأنا قلق على التجربة في اليمن وان هناك تنازلات قد تمت بالفعل تحت ضغوط أمريكية ولكن في النهاية التفاهمات التي قامت بها الحكومة اليمنية هي تفاهمات جادة جدا ولها أثرها الآن على الساحة اليمنية والعربية وهذا المثال له مردودات إيجابية كثيرة على الوضع الآن في اليمن. **طرحت الجماعات الإسلامية من قبل مبادرة وقف العنف فهل ترى أن هذه الجماعة جادة بالفعل في هذا الطرح وبصفتك قريب منهم هل تراهم بالفعل جادون في هذه المبادرة أم أنها قد تمت تحت ضغط الحكومة وسطوة الأمن عليهم؟؟؟! بالنسبة لعملية وقف العنف أنا اعتقد انهم صادقون في ذلك أكثر من أي وقت مضى فمن خلال هذه الفترة التى قضيتها معهم رأيت انهم بالفعل جادون فيها وذلك من خلال معايشتي لهم خصوصا بعدة اغتيال السادات , وهم اكتسبوا نضجا وخبرة وقد وجدوا أنفسهم لديهم القدرة على قول ذلك وأنا انعى الآن بشكل واضح موقف الجهات الرسمية من كل هذه المبادرات فهى لم تتعامل معها بصدق . **السودان ظهر فيه نموذج إسلامى شهد الكثير من التغيرات والتقلبات الواضحة والتي ألقت بظلالها على الوضع العالمي للحركة الإسلامية فهل من رؤية واضحة لهذا النموذج؟؟؟؟؟! التجربة... الإسلامية في السودان أرى إنها تتعرض لكثير من التحديات وجرى عليها انقسامات وتشويش وتقلبات كبيرة للغاية والسودان كدولة يعانى من ضغوط أجنبية وللأسف أننا تركناه فى خضم الضغط الغربى عليه وتركناه للضغوط الأمريكية عليه بما يجعل فى الأمر كفاية وأنا لا أريد أن أمارس ضغوطا على النظام السودانى اكثر من ذلك لكن هذه التجربة المتقلبة ساهمت فى أضعاف الحركة الإسلامية السودانية على مدار الفترات الماضية من جميع النواحي. **ظهرت في الفترة الماضية الكثير من الانقسامات داخل الحركات الإسلامية فهل ستخلق هذه الانقسامات واقع جديد للحركات الإسلامية خلاف واقعها التي تعيشه الآن؟؟؟؟! بالنسبة للانقسامات داخل الحركات الإسلامية أنا اختلف معك كثيرا فليس كل الحركات الإسلامية تحدث فيها هذه الانقسامات واعتقد أن الحركة الإسلامية حركة نقية مخلصه وإذا ما توفرت أجواء إيجابية لها وأنا أتحفظ كثيرا على وصف هذه الحركات بالإرهابية وان ما تدعيه أمريكا لو استكنا له فأننا سننجر خلف هذه الادعاءات ولكن أقول في هذا الإطار أن على الولايات المتحدة أن تعتدل فى موقفها تجاه القضايا المصيرية العربية والتي لا تحمل اللغو أو الخوض فيها لأن هذا ما يدعو الشباب ليس في العالم العربي فحسب بل في كل العالم للقيام بعمل ضد الولايات المتحدة فى كل النواحى فنحن نرفض آذن مسايرة هذه الادعاءات . **الوضع الفلسطيني ألقى بظلاله على واقع الجماعات الإسلامى ليس في مصر فحسب بل العالم أجمع وأنتم كان لكم رؤية واضحة كإسلاميين في هذا الأمر فكيف تشرحه لنا الآن خصوصا بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟؟؟؟! لا أخفيك سرا إذا ما قلت أن الفتنة في فلسطين كبيرة وأنا اعتقد أن الشعب الفلسطينى أفسد كل محاولات الخلع التى كانت تتعرض لها قضيته فى المحافل الدولية بالإضافة إلى التصدى للمطبعين من الجانب العربي الذين نشطوا بشدة في الفترة الماضية وان الشعب الفلسطينى صامد الآن وهذا الصمود هو الذي سيفرز الجماعة التى سيكتب له النصر وهناك دماء تسيل وهناك قتلى ومستسلمون ولكن ستبقي في النهاية فئة صامدة ستخوض في الفترة القادمة ولن يستطيع أنصار أوسلو طمس الحقيقة واجمل ما يمكن أن يوفر لحركات المقاومة فى فلسطين أن تتقدم وإلا تعطى الفرصة لأعداء الأمة للتذرع بذرائع معينة واعتقد أن الشعب الفلسطينى قادر على الصمود ونتمنى أيضا أن نوفر غطاء أمنيا كاملا لحركات المقاومة في فلسطيني يعينهم على معركة شرسة طويلة الأمد في الفترة القادمة كما وفرنا من قبل غطاء أمنيا لحزب الله في لبنان مكنه من الخوض فى حرب طويلة في الجنوب اللبناني ضد إسرائيل حتى انتصر عليها بحمد الله تعالى وفضله.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com