اخر الاخبار من السودان

مشردو دارفور يشعرون بالامن في مخيم حكومي

سودانيزاونلاين
12/18 1:55ص

من اوفيرا مكدوم
مخيم الصريف -رويترز
عند المرور بسيارة في الضواحي الفقيرة لنيالا البلدة الرئيسية في ولاية جنوب دارفور يلوح في الافق بحر من الخيام البيضاء الكبيرة التي تنتشر في صفوف مرتبة بانتظام.
ويستضيف مخيم الصريف الذي أقامته الحكومة السودانية على بعد عشرة كيلومترات غربي نيالا حوالي تسعة الاف من ابناء دارفور الذين فروا من ديارهم خلال الحرب الدائرة منذ 22 شهرا في الاقليم النائي في غرب السودان. ويقول سكان المخيم انهم أسعد حالا من سكان المخيمات الاخرى ويشعرون بالامن.
لكن تاريخ مخيم الصريف لم يكن كله هادئا. ففي الشهر الماضي حاصرت الشرطة العسكرية مخيم الجير على مشارف نيالا ونقلت السكان المشردين لمخيم الصريف.
وعندما رفض البعض الانتقال تحول المزاج السائد للعنف عندما ضربت الشرطة الناس واستخدمت القنابل المسيلة للدموع.
قالت حليمة عيسى أحمد كانت فوضى. الشرطة كانت تطارد الناس وتضربهم.
ومضت تقول لكن الوضع هنا أفضل بكثير.. لا توجد هجمات.
وقال علي حسن /52 عاما انه يشعر بالامن في الصريف لكنه جائع.
وقال وهو يلوح بذراعيه الطويلتين في الجير الشرطة نفسها هاجمتنا واعتادت على ضربنا. ومضى يقول وهو يشير الى معدته هنا أمن جيد لكن لا يوجد طعام.
وتجمع حشد من النسوة يتشحن بعباءات ملونة وكن يرددن جميعا الطعام.. الطعام ويقمن بحركات الاكل. وقال حسن الاجانب هناك... والهيئات كانوا طيبين جدا وقدموا لنا الطعام. ومضى متسائلا هنا نحصل على طعام قليل. أين الاجانب.
وتعمل جمعية الهلال الاحمر السعودي في الصريف. والجمعة كان يوم توزيع لطعام كن الكثيرين يقولون انهم لا يملكون بعد بطاقات للحصول على طعام.
وقال أحمد علي مدير المخيم ان تسجيل سكان المخيم لدى الهلال الاحمر السعودي يتطلب وقتا لمنحهم خيمة ثم بطاقة للطعام. وأضاف أن منظمات أخرى وعدت بالمجئ والقيام بعمليات لتوزيع المعونات في المخيم.
وخلافا للوضع في كثير من المخيمات الاخرى التي أقيمت لاستيعاب أكثر من 6ر1 مليون مشرد في دارفور حيث يعامل مسؤولو الحكومة بكراهية بل ويتعرضون للهجوم سار علي بين سكان مخيم الصريف بحرية ومتمهلا وكان يتوقف للحديث مع العائلات.
وقال ان انشاء المخيم المزود بصهاريج مياه ومضخات استغرق ثلاثة أشهر. واضاف أنه سيوسع لاستيعاب 18 ألفا بنهاية العام. لكنه يتزايد يوما بعد يوم مع فرار المزيد من المشردين من القتال في ولاية جنوب دارفور والتي اصبحت اكثر المناطق اضطرابا في الاقليم النائي.
وحمل المتمردون السلاح أوائل العام الماضي بعد سنوات من الصراع القبلي على الموارد الشحيحة متهمين الحكومة في الخرطوم بتجاهل الاقليم واستخدام ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد في سلب وحرق القرى غير العربية وسرقة ماشيتهم وطردهم من أراضيهم.
وتعترف الخرطوم بتعبئة بعض الميليشيات للقتال ضد المتمردين لكنها تنفي أي صلة لها بالجنجويد وتصفهم بانهم قطاع طرق.
ولم تر زهرة حامد زوجها منذ اليوم الذي هوجمت فيه بلدتها بورام جنوبي نيالا.
وفرت الى نيالا مع أطفالها السبعة وانتقلت الى مخيم الصريف قبل عدة أسابيع.
وقالت بينما ترضع أصغر ابنائها وتتحسر على وضعها البائس كنا سنرسلهم للمدرسة لكن لا نملك مالا.
وخلافا للغالبية العظمى في مئات مخيمات المشردين في دارفور تنتمي زهرة لقبيلة عربية وبورام نفسها بلدة عربية.
وبينما اصبحت كلمة عربي مرادفة لكلمة جنجويد في كثير من المخيمات في دارفور تعيش زهرة وحوالي 20 أسرة عربية أخرى في سلام مع جيرانهم غير العرب في المخيم.
وقال موظف معونة في المخيم انني مندهش لم يسببوا لها أي ضيق... هؤلاء الناس يكرهون العرب ويعتقدون أنهم جميعا أشرار.
لكن جيران زهرة المشردين يعيشون في مشكلات مماثلة ولا وقت لديهم للكراهية.
قالت فاطمة عيسى صالح //نطالب الحكومة باعادة الامن كي يمكننا العودة. وتقول ان طائرات الهليكوبتر وطائرات انتونوف قصفت قريتها وقتلت عددا لا يحصى من الناس. ثم جاء الجنجويد يركبون الجمال والخيول وسلبوا منها كل ما تملكه.
وقالت كل ما أطلبه منهم هو أن يعيدوا لي ماشيتي.

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | نادى القلم السودانى | المنبر الحر | دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر الحر

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |تعارف و زواج|سجل الزوار | اخبر صديقك | مواقع سودانية|آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
Bayan IT Inc All rights reserved