سودانيزاونلاين 12/17 6:39ص
من اوفيرا مكدوم مخيم كالما - رويترز خرجت زينب داود لاحضار حطب مع خمس فتيات أخريات كالمعتاد لكن هذا اليوم كان مختلفا.. اذ هاجم رجلان يمتطيان جملين المجموعة وقاما بعزل زينب لتبدأ محنتها. وفي مخيم كالما للمشردين في اقليم دارفور جلست زينب 20 عاما جلسة غير مريحة على مقعد تضرب ركبتيها النحيلتين معا وتمتمت تقول بينما أحاطت بها أسرتها ومتفرجون شدوني وضربوني ثم.. وحثها شقيقها الاكبر قائلا لا تخافي. احكي لهم كل شيء. والاغتصاب من المحرمات في هذا المجتمع الاسلامي المحافظ. وينظر اليه باعتباره عارا للمرأة وغالبا ما يظل سرا. واستطاعت زينب أن تنطق وهي تنظر بعيدا الى الارض الرملية وقالت اغتصباني. كلاهما اغتصبني. ومضت تقول كانا عربيان.. أراد ان يعرفا أين يضع أبي ماشيته. ووصفت زينب تحت الحاح من عائلتها كابوسها الذي استمر نصف ساعة حيث ضربها الرجلان بعصي وصفعاها واغتصباها وطلبا منها أن تعود وتخبر الناس في المخيم أنهما سيأتيان لاخذ ماشيتهم وأموالهم. وحمل متمردون غير عرب السلاح في دارفور في أوائل العام الماضي متهمين الحكومة في الخرطوم بتجاهل الاقليم واستخدام ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد في سلب وحرق القرى غير العربية وسرقة ماشيتهم وطردهم من أراضيهم. وخسر معظم الذين يعيشون في مخيم كالما ماشيتهم وفقدوا أي أمل في العودة الى مزارعهم. والناس يكافحون من أجل العثور على طعام ومياه لانفسهم ناهيك عن أي حيوانات نجحوا في انقاذها. وتتناثر الحيوانات الميتة على قطعة صغيرة من الارض بين الملاجئ المؤقتة المنتشرة. وترقد جثة متعفنة لحمار على بعد أمتار من أطفال يلعبون كرة القدم. وذهبت زينب الى مستشفى المخيم مرتين مع عائلتها لكنها لم تتمكن من العثور على طبيب. وقالت الان اعطتني هذه السيدة دواء. لا أعرف ما هو. وأضافت بحزن سيكون من الصعب علي ان اتزوج الان. ويستخدم الاغتصاب كسلاح في الحرب في ارجاء أفريقيا. ويموجب الشريعة الاسلامية من الصعب اثبات الجريمة في السودان حيث يلتقي شمال أفريقيا العربي مع أفريقيا جنوب الصحراء. وقال مفوض المعونات الانسانية في الحكومة السودانية لرويترز ان هناك حالات قليلة جدا من الاغتصاب جرى الابلاغ عنها للشرطة والموثقة في ولاية جنوب دارفور. وأضاف حالات قليلة فقط... ربما سبع أو عشر أو 14 حالة فقط... لكن ليست بالعدد الذي تشير اليه وسائل الاعلام. وتتهم جماعات حقوق الانسان الشرطة برفض تسجيل البلاغات عن الاغتصاب وتتهم الحكومة بتجاهل مشكلة منتشرة على نطاق واسع. وران الصمت على زينب والاخرين عندما سئلت عما اذا كانت تقدمت ببلاغ للشرطة عن الهجوم الذي تعرضت له. وانفجر رجلا قائلا لا تسألي هذا السؤال. هؤلاء الشرطة يغتصبون اخواتنا في المخيم... انهم أعداؤنا. ويخشى كثير من المشردين في مخيم كالما 300 شرطي جرى نشرهم لحماية ما يزيد على مئة ألف شخص يعيشون في المخيم مثلما يخشون الجنجويد. وقال الطيب محمد أحمد وهو زعيم مجموعة في المخيم زعيم الجنجويد هو الان واحد من قادة الشرطة هنا. ويقول سكان المخيم انهم يسمعون في الليل اطلاقا للنار في المخيم القريب من مكان السوق الرئيسية وينكمشون رعبا في ملاجئهم الواهية أو يلوذون بفتحات حفروها في الارض لتجنب الرصاصات الطائشة. قالت حليمة اسماعيل النور يرددون -الجنجويد- أننا نحن الافارقة يجب أن نترك هذا البلد. لكننا لن نتركه. ورغم أن عمرها لا يتجاوز 25 عاما الا أن أطرافها التي تشبه العصا وبطنها المنتفخة ووجهها الذابل جعلها تبدو كما لو كان عمرها 40 عاما. وقالت ان الجنجويد قتلوا اثنين يوم الاحد الماضي. وتقول الحكومة انها قامت بارسال ستة الاف شرطي اضافي في محاولة لمنع الهجمات على المشردين. وقالت حليمة الشرطة لا تفعل شيئا انهم أيضا جاءوا ليطلقوا الرصاص. نسمع مدافعهم الرشاشة.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com