بسم الله الرحمن الرحيم
إنطلاقاً من قناعة حركة تحرير السودان وإيمانها الذي رسّخته من خلال إلتزامها بإعتماد المفاوضات سبيلاً وخياراً لحل أزمة السودان في دارفور. جاءت حركة تحرير السودان إلى أبوجا/نيجيريا بوفد كبير شمل عدداً مقدراً من قيادات الحركة رغبة منها في تطويق مشاعر الإحباط التي عمّت الساحة ...ففي الوقت الذي يجلس فيه وفد حركة تحرير السودان على طاولة المفاوضات ظلت الحكومة السودانية تحشد قواتها وتحرك المتحركات وتشن حرباً شاملة على المناطق التي تسيطر عليها الحركة ... على أن الحكومة السودانية قد بدأت عملياتها العسكرية خرقاً للاتفاقات والبروتكولات الموقعة في أبوجا الثانية في نوفمبر 2004م، في اليوم التالي لتوقيع تلك البروتكولات حين هاجمت معسكر "كالما" للنازحين بالقرب من نيالا/جنوب دارفور ... وتبع ذلك خروقات متعددة بعدد الحصي توّجتها بالحرب الشاملة المعلنة التي تشنها الآن في كافة الصعد، فخلّفت دماراً وخراباً وقتلاً وترويعاً لم يشهد له مثيل شمل كل من "عدوة" و"عشمة" و"مارلا" بولاية جنوب دارفور ومازالت الهجمات مستمرة على المدنيين والقرويين قتلاً وإغتصاباً ونهباً، وتتوالى الهجمات والخروقات الحكومية عاصفة ... أن هذا الأسلوب في التعامل مع المفاوضات ونقض العهود والمواثيق هو ديدن حكومة الإنقاذ . أن الإعلان الشامل للحرب على كل المحاور وتجديد إعلان حالة الطوارئ وإستمرار القصف الجوي وعدم اتخاذ أية خطوات ايجابية لنزع أسلحة الجنجويد وتوقيف قياداتهم وتقديمهم للعدالة و نبش المقابر الجماعية لجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية لسكان دارفور الأبرياء العزل لقطع الطريق أمام اللجنة الدولية للتحقيق في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع الدولي والضمير الإنساني كله ما تسفر عنه أعمال اللجنة لتوثيق الجرائم المرتكبة وتحديد المسئولية الجنائية والمسئولين عنها تكريساً لمبدأ عدم الإفلات من العقوبات "impunity" ... الأدهى والأمّر هو أن حكومة الخرطوم رغم كل هذه الخروقات يظل وفدها يحاول عبثاً تبرير جرائمها بأسانيد هي أهون من خيوط العنكبوت إصراراً منها على قيادة الجولة الحالية إلى طريق مسدود كما تسعى من وراء ذلك إلى استغلال وجود قيادات حركة تحرير السودان الميدانيين ضمن الوفد المفاوض في أبوجا اعتقاداً منها بأنها تستطيع أن تنفرد بالمدنيين العزل لتعيد إنتاج جرائم الإبادة في دارفور مرة أخرى.
ولعل هذا الوضع الإنتهازي للحكومة هو ما جعل مبعوث الإتحاد الأفريقي ورئيس الجلسات أن يعلن بأنه من غير الممكن الإستمرار في التفاوض في الوقت الذي تُشن فيه حرب شاملة ... لقد إتّسق هذا الموقف تماماً مع وجهة نظر الحركة مما جعل الإتحاد الأفريقي والوسطاء والمسهلين يعززون رغبتنا في إنقاذ الجولة بمواصلة الضغط على الوفد الحكومي للإذعان لرغبة السلام التي هي رغبة المجتمع الدولي وذلك بإنشاء آلية بتفويض أقوى لتنفيذ البروتوكولات الموقّعة إلزاماً وعقاب ... بيد أن الجميع في إنتظار خضوع الحكومة لما تبقى من ضرورات إستمرار التفاوض بعد أن إستبطأت الجولة وهي الآن مطالبة بإستتباع ذلك إستباقاً يدفعها ويجعل للإتفاقيات الموقعة مضموناً فاعلاً ...النصر لنا والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار ... ولا نامت أعين الجبناء
اللجنة الإعلامية أبوجا/ نيجيريا 15/12/2004م.
