منذ أن إندلعت الحرب بولايات دار فور، قام نفر من ابناء الإقليم الذين يرون أن تجربة إستخدام السلاح كوسيلة لمعالجة المشاكل، أياً كانت، فى وطن مثخن بالجراح لهو خطأ كبير يعرض المصالح الكلية لمخاطر ومهددات جديدة لا قبل لنا بها فسارعوا لتقديم العديد من المبادرات واللقاءآت بغرض المساهمة فى إحتواء الأزمة ومحاصرة أثارها إلا أن ذلك لم يتم بسبب إنعدام الإتصال المباشر بأحد أهم الأطراف وهم منسوبى الحركات المسلحة فى دار فور، ولذلك تبلورت فكرة عقد لقاء جامع لأبناء دار فور بتباين مواقفهم حول الوضع الماثل، للألتفاف حول موقف موحد يعبر عن أهل الإقليم وبوسيلة يتفق عليها أيضاً، فكان مشروع لقاء مكة المكرمة فى شهر رمضان المنصرم والذى تم الإتفاق عليه مع معالى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى وأتخذت الترتيبات اللازمة لإقناع حملة السلاح بالمشاركة فيه بإعتباره لقاءاً أهلياً لا علاقة للحكومة بترتيباته، وبهدف محدد هو ما أشرنا إليه أعلاه.
إلا أن أحد المسئولين فى المؤتمر الوطنى سارع بإعلان تصريح صحفى يؤكد فيه أنهم وراء هذا اللقاء فما كان من حملة السلاح إلا أن إعتذروا عن مشاركتهم مع تراجع الأخوة فى الرابطة عن الإتفاق الذى تم بينهم والمنبر. ثم تواصلت جهود المنبر لبلوغ هدفه المشروع والمعلن بل والمبارك من السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول وكل الوطنيين الغيورين والحريصين على إيجاد معالجة عادلة لحل أزمة دار فور، فكان لقاء طرابلس الذى تم بدعوة كريمة من القيادة الليبية بعد صدور قرارات القمة الخماسية التى عٌقدت فى سرت والتى كٌلف فيها القائد الأممى العقيد / معمر القذافى ببذل كل الجهد والإتصال بكل الجهات والأطراف ذات العلاقة لإيجاد معالجة لمشكلة دار فور، حيث شارك فى ذلك اللقاء قيادات الإدارة الأهلية فى ولايتى شمال وجنوب دار فور وقيادة الفور من غرب دار فور مع غياب كيانات أهلية أساسية وهامة وذلك بسبب تدخل الأمانة السياسية للحزب الحاكم دون قراءة صحيحة ومعرفة بأهداف الفكرة ومقاصدها مما أثر على سير اللقاء فتحول إلى ملتقى تمهيدى يعقبه لقاء جامع يتم الترتيب له بعد موافقة القيادة الليبية والتى أمنت على ذلك وتم تكوين لجنة تحضيرية من الشرائح التى حضرت وأٌسندت رئاسة تلك اللجنة للسيد الفريق أول ركن إبراهيم سليمان حسن بمعاونة عدد من الذين إستشعروا مسئولياتهم الوطنية والأهلية منذ وقت مبكر، وقد حظى ذلك التكليف بقبول تام من الجميع عدا قلة آثرت الإنتصار لذاتها.
ورغم الجهود التى بذلها المؤتمر الوطنى وأمانته السياسية لإحتواء ذلك اللقاء، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك وشاركوا فى اللقاء بتمثيل رفيع نشهد له بالجدية والأمانة عندما وقف معلناً مباركته وتأييده لما خرج به اللقاء بل ظل حتى آخر لحظة يصدع بالحق دفاعاً عن ذلك العمل الكبير ووطنيته مما يؤكد أن اللقاء لم يكن يستهدف الحكومة ولا حزبها الحاكم ولا اى جهة أخرى بل كان، ومازال، يهدف لإيجاد معالجة جماعية لمشكلة دار فور تحقق الإستدامة والإستقرار لأى سلام وإتفاق يتم بين حاملى السلاح ( الحكومة والحركات ) ثم يصوب ذلك نحو عمل وطنى شامل لكل أهل السودان يصل بالبلاد إلى فهم مشترك يوقف كل التحركات المريبة ويزيل كل بؤر التوتر الشعبى الذى يهدد وحدة السودان وسلامة أرضه وتماسك شعبه، وذلك بإقرار العدل والمساواة وبسط الشورى والديمقراطية والنبذ النهائى للعنف. فكان إعلان طرابلس ثم رؤى أبناء دار فور حول معالجة المشكلة والتى وجدت القبول والمباركة من القيادة الليبية والحكومة السودانية بل وقطاعاً كبيراً من أهل السودان وغالبية أهل دار فور.لقد ظلت قيادة اللجنة التحضيرية المتواجدة فى الخرطوم تواصل سعيها لإكمال إجراءات إختيار ممثلى الشرائح التى يرجى منها المشاركة الفاعلة فى اللقاء الذى حدد له مبدئياً نهاية ديسمبر الجارى، وهى الإدارة الأهلية والواجهات السياسية وممثلى دار فور فى المجلس الوطنى وكذلك قطاعى المرأة والطلاب وبعض كرام المواطنين من أهل السودان، على أن يتم هذا الإختيار عبر المؤسسات المنظمة لتلك الشرائح.
وفى هذا الإطار وجهت القيادة الليبية الدعوة لخمسة من أعضاء اللجنة التحضيرية للمشاركة فى إجتماع تنسيقى بالجماهيرية الليبية يضم أعضاء اللجنة العليا التحضيرية، وقد قام رئيس اللجنة الفريق أول ركن / إبراهيم سليمان حسن بإخطار القيادة السياسية العليا بالمؤتمر الوطنى كما قام بقية أعضاء اللجنة من المدعويين بإخطار المؤسسات السياسية التى ينتسبون إليها وذلك بغرض تأكيد الإلتزام التنظيمى ونفى الإتهامات المطلقة من قبل الآخرين بأن هذا العمل هو إستهداف للكيانات السياسية، ثم أكمل الوفد إجراءات الخروج والحجز وبينما هم بصدد صعود الطائرة إذا بالسلطات الأمنية تعلن حظر سفر أربعة منهم، مما إضطر معه رئيس الوفد من الإعتذار عن السفر تضامناً مع زملائه. وإزاء هذا نود ان نوضح الآتى:-
1) إن عمل هذا المنبر ونشاط كل المنسوبين إليه يهدف اولاً واخيراً لتاكيد مساهمة اهل دار فور فى إيجاد المعالجة الحقيقية للمشكلة وتأمين ما يترتب عليها من سلام وإستدامته.
2) إلتزام المنبر وأعضاؤه جميعاً بالعمل المؤسسى وإحترم كل الجهود التى تبذلها كل الجهات التى إتصلت وإنفعلت بالقضية وجادت بكل ما لديها مساهمة منها فى إنهائها خاصة الجانب الإنسانى منها.
3) سيظل المنبر حاملاً لراية المساهمة الإيجابية لأهل دار فور، فاتحاً قلبه وعقله للجميع مفسحاً المجال لكل وطنى غيور يتطلع بجدية لتحقيق السلام المستدام فى الوطن بأكمله.
4) يكرر المنبر الدعوة الصادقة لأبناء دار فور جميعاً للتجرد والإرتفاع فوق مرارات الماضى والعمل الجاد لتحقيق الوحدة المحلية والقوميه صوناً لأمانة حملتها لهم الأجيال السابقة وحرصاً منهم على تنقية حاضرٍ تشوه وتأميناً لمستقبل صافى يتطلع له الجميع.
5) يطالب المنبر جهاز الأمن والإستخبارات السودانى الإلتزام بإحترام المواثيق الدولية والإسلامية المؤمنة لحقوق الإنسان وصون كرامته بل نتطلع لتصويب سياسته وإجراءاته نحو بسط الأمن والمساواة بين مكونات المجتمع السودانى دون تمييز.
6) يتقدم المنبر بخالص الشكر والثناء للقيادة الليبية ممثلة فى قائدها الأممى العقيد معمر القذافى ونشيد بالقيادات السياسية السودانية العليا لمناصرتها وتأييدها لهذا الجهد الوطنى الخالص ونعتز بكل الذين سارعوا للتعبير عن رفضهم للإجراء الذى أٌتخذ ضد اعضاء وفد اللجنة التحضيرية بمطار الخرطوم.
إعلام المنبر
الخرطوم - السودان