شن د/ توبى مادوت أحد زعماء حزب سانو هجوماً عنيفاً على الدعاوى الانفصالية التي ينادى بها منبر العدل والمساواة الذي يرأسه الطيب مصطفى ووصف مادوت الذي كان يتحدث في ندوة (الصراع الجنوبي الجنوبي ومستقبل السلام) التي نظمها اتحاد طلاب ولاية الخرطوم بقاعة الشارقة أمس وصف الطيب مصطفى بالانفصالي وأنه من العناصر التي تسعى لتفتيت وحدة السودان وشق الصف الجنوبي واتهم حكومة الإنقاذ بتفريق الجنوبيين وزرع الخلافات بينهم ومساعيها المستمرة لتشتيت أبناء الجنوب ورعايتها الكاملة لآخر مؤتمر للمثقفين الجنوبيين الذي عقد بلندن والذي تكفلت الحكومة بكافة نفقاته على عكس تجربتنا مع حكومة نميري التي كانت تسعى لجمع أبناء الجنوب وتطالبهم بوضع برامج لتنمية و إعمار الجنوب في الوقت الذي كان فيه برامج الإنقاذ تجاه الجنوب منذ بداياتها برامج حرب وليس برامج تنمية ما يؤكد عدم جدية السياسيين الشماليين في التوصل إلى السلام وقال يجب ألا نربط الصراع الدائر في الجنوب بالأشخاص لأن القضية قضية وطن وليس شخص وكان الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل الانفصالي و الذي تحدث في الندوة أمس قد روج لدعوته الانفصالية معللاً أن الانفصال عن الجنوب يحقق الاستقرار للسودان باعتبار أن الحرب الدائرة في الجنوب منذ العام 1955 هي التي جلبت المتاعب وعدم الاستقرار للشمال وأسهمت بصورة مباشرة في التخلف التنموي للبلاد وأكد مصطفى أن الصراع الدائر في الجنوب هو السبب في إشعال الحرب في دارفور وتدهور الأوضاع في كل السودان وقال إن استمرار الصراع بين أبناء الجنوب سيؤدي إلى اندلاع الحرب مرة أخرى مثل ما حدث في اتفاقية أديس أبابا 1972 ووصف مصطفى جون قرن بالدكتاتور الذي يسعى لفرض فكر معين وثقافة معينة على الثقافة العربية والثقافات الجنوبية الأخرى ولتهيمن عليها واتهمه بقتله للعديد من القيادات الجنوبية مشيراً للنزاع الذي وقع في أواخر التسعينات بين مجموعة توريت بقيادة قرنق ومجموعة الناصر بقيادة مشار الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 100.000 مواطن جنوبي وأكد أن قرنق يتبع سياسة إقصاء الآخرين واستنكر مصطفى الحملات التي قام بها اتباع قرنق في الخرطوم ضد مشروع الخرطوم عاصمة الثقافة العربية وعزا د/ توبي مادوت أسباب الصراع الجنوبي الجنوبي والصراع الدائر الآن في الجنوب وقيام حركات التمرد المختلفة في دارفور وشرق السودان لعدم العدالة في توزيع التنمية ولقبضة المركز على السلطة والمال وتهميش الأطراف وأرجع مادوت جزور الصراع لفترة المستعمر الذي اسهم بصورة مباشرة في تخلف الجنوب وعزله عن الشمال وعدم إيصال الخدمات التعليمية اليه وذلك باتباع سياسة المناطق المقفولة ودعا مادوت لجمع وتوحد الجنوبيين ووحدة الجنوبيين والشماليين ووحدة التنوع الذي يذخر به السودان ليكون نواة لوحدة السودان وطالب بوحدة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع الوطني من أجل السلام كما طالب حكومة الإنقاذ بالجدية في مساعيها للسلام ووضع حد للحرب التي حصدت ملايين الأراوح وأكلت أرواح السودان وقال أننا ننادي بأن يكون السودان للسودانيين وإقامة التنمية المتوازنة والمستدامة والعادلة موضحاً أن معالجة الصراع الجنوبي الجنوبي يمثل ضمان لاستقرار السلام واستمراره بتفعيل المشاركة والديمقراطية وحرية التعبير وتوحيد السودانيين والأفارقة وتعبئة الجماهير وكل الشعب السوداني للمطالبة بالوحدة والسلام ودعا مادوت لتجاوز أخطأ ومرارات الماضي وتناسيها لأن الجميع قد أخطأ في حق الوطن وطالب بدور فاعل للسودان في أفريقيا مؤكداً على أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ليحل محل الصراع الجنوبي الجنوبي ليكون هذا الحوار ليس قاصراً علي الصفوة القبلية أو السياسية أو العسكرية وقال لا بد أن ينزل هذا الحوار إلى مستوى القاعدة ومخاطبة الجنوبيين في الشمال والجنوب وإشراكهم في الحوار والوصول إلى المواطنين الموجودين بمعسكرات النازحين ومخاطبتهم وتوعيتهم بأهمية وحدة السودان وهنا يأتي دور الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وروابط الشباب بتنظيم المنتديات والمؤتمرات وورش العمل لضمان انحياز الجنوبيين لخيار الوحدة والتصويت لصالحهم من جانبه قال د. إبراهيم الأمين أنه لا يجب أن نتحدث عن الانفصال في الوقت الذي نرى فيه الوحدة الأوربية تسير في اتجاه الدولة الواحدة ومنافسة الوحدة الأمريكية والأسيوية وقال يجب أن لا نحصر أنفسنا في الأشخاص فإذا كانت ثقافة جون قرنق هي البندقية فإن الإنقاذ جاءت بالبندقية وقال أن أسباب هذا الصراع قديمة ولكنها ناتجة عن غياب الحريات وعدم الممارسة الديمقراطية والتعسر التنموي وإشاعة روح العصبية والقبلية التي تسيطر على السودانيين وقال أن طرح مشروع السودان الجديد من قبل الحركة الشعبية في علاقتها مع الشمال جاء في إطار السودان الواحد وهو ما أدى إلى تصفية الأنانيا (2) في عام 1985م وهذا الطرح جاء نتيجة لضعف الدولة بكل مكوناتها فالحركة الشعبية الآن تطالب بسودان جديد وبعقد اجتماعي جديد علي أن يكون للأطراف فيه دور كبير وطالب إبراهيم بتفعيل روح الحوار وروح التعايش السلمي وقبول الآخر والديمقراطية والحوار ورفض العنف من جانبه قال السلطان ضيو ماطوك وزير الدولة باستشارية السلام إن أسباب الصراع في المجتمعات الأفريقية والجنوب كجزء منها تعود إلى غلبة البناء الاجتماعي للقبيلة والهيمنة الإثنية وفرض السيطرة وتكوين الإمبراطوريات الممتدة منذ الاستقلال والتي ساعدت المستعمر في تحقيق مكاسبه مما زاد من قوة مكانتها مثل قبيلة الزولو في جنوب أفريقيا والأشانتي في غانا وقال ماطوك من أسباب الصراع أيضاً الحراك الاجتماعي وهجرات القبائل الرعوية التي ألهبت الصراع مع المزارعين بالإضافة لتباين للخريطة السياسية للمستعمر التي بنيت علي المصالح الاقتصادية إضافة لإزدواجية محاولة نقل تجارب الحكم في العالم المتقدم إلى المجتمعات الإفريقية وخلق استعمار من نوع جديد في أفريقيا عن طريق المرتزقة والعملاء إلى جانب الصراعات الداخلية الناتجة عن تعدد العرقيات والثقافات والتنافس على الموارد وأكد ماطوك أن أسباب الصراع الجنوبي الجنوبي الذي ظهرت أول بوادره بعد تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم وظهر صراع آخر وهو صراع الأنانيا (2) وصراع ثالث بين مجموعة توريت ومجموعة الناصر عام 1991م وأكد أن هناك بوادر صراع جديد وخفي يقوده المثقفون الجنوبيين في الخارج في العواصم الأوربية وأمريكا ضد قيادة الحركة الشعبية وقال أن هذا الصراع من شأنه أن يؤدي إلى عدم استقرار السلام خاصة وأن هناك صراع داخل الحركة الشعبية نفسها الذي حسم في رمبيك في الشهر الماضي وهذا يدل على أن الجنوبيين لديهم القدرة على التفاوض والجلوس لحل مشاكلهم وهذا ما يبشر باستقرار السلام ودعا ماطوك قادة الحركة للتفاوض مع القوة الجنوبية الأخرى وقال إنهاء الصراع الجنوبي الجنوبي يمكن بإيجاد الحلول اللازمة له والإتفاق على التوزيع العادل للثروة والسلطة وتفعيل حقوق الإنسان ووضع السلاح والمشاركة الجماهيرية وتقوية الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمحاسبة والشفافية وبث روح ثقافة السلام وتقويتها في أوساط المجتمع الجنوبي وإنهاء القبلية والعنصرية والجهوية مما يضمن استمرار السلام واستدامته .