أكدت الحكومة السودانية أن المباحثات التي جرت بين الرئيسن مبارك والبشر تركزت حول المفاوضات الجارية في نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية ومفاوضات أبوجا وتفعيل اتفاقية الحريات الأربع بين البلدين والوضع في المنطقة العربية عامة .
وأوضح محجوب فضل السكرتير الصحفي للرئيس السوداني في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أمس أن الزيارة تطرقت الي أربعة مواضيع أساسية تأتي في مقدمتها قضية السلام في السودان وتطورات عملية السلام في نيفاشا ، مبينا أن الرئيس مبارك اطمأن علي سير التفاوض خلال التنوير الذي قدمه الرئيس البشير بالاضافة الي المفاوضات بين الحكومة وحاملي السلاح في دارفور خاصة وأن رئيس الاتحاد الافريقي الرئيس النيجيري اوباسانجو كان قد اجري مباحثات في هذا الصدد مع الرئيس مبارك مؤكدا علي دور الاتحاد الافريقي في الوصول الي تسوية شاملة للأوضاع في ولايات دارفور والعمل علي منع الخروقات من قبل متمردي دارفور .
وذكر ان الرئيسين اتفقا علي كل المواضيع التي طرحت مجددا التزام الحكومة بتوقيع اتفاق السلام النهائي قبل نهاية العام الجاري .
وقال محجوب فضل في تصريحات صحفية أن علي عثمان طه النائب الأول للرئيس السوداني سيتوجه اليوم إلي نيروبي لمتابعة مجريات التفاوض والوصول بها إلي نهايتها وذلك بعد إجرائه مشاورات واسعة في الخرطوم بشأن القضايا التي تتطرق اليها جولة المفاوضات الجارية .
ونفي محجوب أن تكون هناك عقبات تعتري سير مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية ، موضحا أن جون جارانج غادر في المقابل نيفاشا إلي نيروبي لبعض الأمور التي تخص الحركة الشعبية مستبعدا أن تكون هناك أزمة .
وأشار الي أن المباحثات تناولت ايضا امكانية تنشيط اتفاق الحريات الأربع الذي تم توقيعه بين البلدين ، كما تطرقت المباحثات الوضع في الصومال خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها والتي أدت إلي انهيار الحكومة المنتخبة .
ودعا الجانبان خلال المباحثات إلي ضرورة مساندة الصومال والوقوف معها حتي تعود إلي وضعها الطبيعي .
استقالات جماعية
أعلن حزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل فض الشراكة التنفيذية والسياسية مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم واعلان الانطلاقة الحزبية الكبري نحو الجماهير وقيادة الحزب في كافة أرجاء السودان .
وقال الحزب في بيان اصدره امس ، أنه علي ضوء نتائج الاتصالات والاجتماعات بين وفد حزب الامة ولجان وقيادات المؤتمر الوطني الحاكم ، اتضح جليا أن الاخوة في الحزب الحاكم غير جادين وغير صادقين في الايفاء بإلتزاماتهم وتعهداتهم المنصوص عليها في الاتفاق السياسي الموقع بين الحزبين قبل شهرين في اعقاب اقالة مبارك الفاضل من منصبه كمساعد للرئيس السوداني ن فقد قررت قيادة الحزب ممثلة في اللجنة المفوضة من المجلس القيادي الفيدرالي الي فض الشراكة السياسية والنفيذية .
وعلي إثر ذلك فقد قدم ثلاثة عشر دستوريا استقالتهم نزولا علي قرار الحزب وعلي رأسهم الزهاوي ابراهيم مالك وزير الاعلام وعبد الجليل الباشا وزير السياحة . وقال الحزب ان نجيب الخير وزير الدولة بالخارجية استقالته مازالت محفوظة لدي الحزب ولكن نظرا لوجوده خارج السودان الا انه لم يقدمها .
واعلن الزهاوي ابراهيم مالك نائب رئيس حزب الامة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمنزل مبارك الفاضل استقالة ثلاثة عشر دستورياُ من مناصبهم بالحكومة بمن فيهم شخصه من منصبة كوزير للاعلام والاتصالات وحول موقف نجيب الخير وزير الدولة بوزارة الخارجية اوضح الزهاوي ابراهيم مالك ان نجيب الخير خارج السودان وفي مهمة وطنية وهو علي علم بما يجري حالياً ويحتفظ الحزب باستقالة سابقة له .
وقال ان الحزب لم يحترم اتفاق الشراكة وامتناعه عن تنفيذ ما توصلت اليه لجنة التفاوض المشتركة من اتفاق وممارسته لاستقطاب سياسي مضاد لحزبنا .
وقال نائب رئيس حزب الامة ان الحزب سيواصل حواره مع كافة القوي السياسية دون استئثار لتوسيع دائرة الاتفاق حول السلام والتحول الديمقراطي وقيام الجبهة الوطنية العريضة وتبني خارطة الطريق التي بادر بها الحزب لحل مشكلة دارفور وتحقيق الحل السياسي الشامل لمشاكل السودان وصولاً لسلام عادل ومستدام وتحقيقاً لغايات الوفاق الوطني والتحول الديمقراطي .
واستدرك قائلاً ان حزبنا وجد تعاونا من غالبية اعضاء المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وعلي رأسهم الرئيس البشير الا ان الاقلية النافذة والفاعلة والرافضة للانفتاح السياسي داخل المؤتمر الوطني استمرت في تجاوزاتها ونقضها للعهود حتي جاء قرار اعفاء رئيس حزب الامة من منصبه التنفيذي دون مشورة مستبقة بين الحزبين .
واستنكر الزهاوي تعامل المؤتمر الوطني مع مجموعة من القيادات بالحزب قال انهم خرجوا عن المؤسسية موضحا ان حزب المؤتمر الوطني قد فتح لهذه المجموعة قنوات الاعلام الامر الذي يتنافي والالتزام الاخلاقي .
وحول موقف الحزب في مرحلة المعارضة بعد انفضاض الشراكة مع المؤتمر الوطني قال اننا خرجنا من الحكومة ولم نخرج عليها. وحول موقف الحزب وتعامله مع المجموعة التي لم تتقدم باستقالتها من الحكومة قال ان اخلاقيات التعامل تقتضي تقديم استقالة الدستوري من حزب الامة اذا رأي الابقاء في منصبه .
من جانبه وصف عبد الجليل الباشا عضو المجلس القيادي الفدرالي لحزب الامة ان تجربة الشراكة مع المؤتمر الوطني بانها مفيدة ودفعت جهود عملية السلام والحل السياسي لقضايا السودان الا انه قال " ان هناك فئة قليلة داخل المؤتمر الوطني لا تقبل بالمشاركة في السلطة الا في اطار ديكوري " .
واشار الي ان هناك اتفاق بين حزبي الامة والمؤتمر الوطني يمنع الاستقطاب المضاد تأمينا للشراكة في حكومة برنامج وطني الامر الذي يلتزم به حزب المؤتمر الوطني. واوضح فيصل خضر رئيس اللجنة السياسية بالحزب غياب وجود الآلية المشتركة لاتخاذ القرار السياسي وانفراد حزب المؤتمر الوطني باتخاذ القرار السياسي .
وعلي ذات السياق أعلن الفاتح محمد سعيد وزير الدولة بوزارة الزراعة إستمرار الشراكة مع الحزب الحاكم . وأكد في تصريح خاص " للجمهورية " ان اغلبية اعضاء الحزب الدستوريين الذين تقلدوا مناصب وزارية رفضوا تقديم استقالاتهم .
وأضاف الفاتح ان الشراكة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب الامة شراكة سياسية وتنفيذية علي المستوي الاتحادي والمستوي الولائي وتمت في مؤتمر استثنائي وأقرها مؤتمر حزب الأمة الذي عقد في يوليو 2002م .
وقال ان الشراكة لم تنفض ولا يستطيع المكتب الفيدرالي العمل علي فضها ، انما يرجع الامر الي المؤتمر العام . واوضح ان مسئولي الحزب لم يتقدموا بإستقالاتهم وعلي رأسهم وزير الصحة بولاية الخرطوم د/ الصادق الهادي المهدي . مؤكدا سعي الاصلاح والتجديد للتحول الديمقراطي
مضيفا ان الحزب ينظر الي مسارات التفاوض في كل من نيفاشا وأبوجا والقاهرة في تحقيق السلام النهائي بنهاية العام الحالي ، مؤكدا ان السلام هدف استراتيجي لكل أهل السودان وان استمرار الشراكة تأتي من منطلق حرص الحزب علي الوحدة الوطنية .
وأبدي وزير الدولة بالزراعة أسفه لما يحدث داخل الحزب وخاصة ان السودان مقبل علي توقيع السلام النهائي وقال الفاتح : كنت احسب ان يتفرغ مبارك الفاضل حين تم اعفائه للعمل التنظيمي داخل حزب الامة ولاسيما أن التحول الديمقراطي أصبح قاب قوسين او ادني .
وفي أول تعليق من جانب الحزب الحاكم أكد د/ إبراهيم أحمد عمر الأمين العام أن الشراكة السياسية والنفيذية مع الإصلاح والتجديد مازالت قائمة مشيرا الي أنه لم يتسلم حتي امس ما يفيد فض الشراكة ، موضحا ان حزبه ثابت علي موقفه وحرصه علي تماسك ووحدة حزب الأمة الاصلاح والتجديد .
وأعرب الأمين العام عن أمله بأن لا تعترض مسيرة الاصلاح والتجديد أي عقبات تحول دون امكان مواصلة مسيرته مع المؤتمر الوطني وأحزاب البرنامج الوطني الاخري الهادفة للوصول بالسلام الي غاياته النهائية وترك الخيار للأحزاب حال الوصول للسلام في إجراء مراجعات لأعمالها وتحالفاتها كيفما أتفق . وحول عودة النائب الأول ونتائج لقائه به أوضح د/ عمر أن اللقاء استعرض ما تم حتي الآن وأبدي عمر تفاؤلا كبيرا حول تحقيق السلام في وقته .