وجهت الشكر للموقع السودانى المتميز ( سودانيز أنلاين ) المصدر الإعلامى الوحيد الذى حمل الدعوة لغالبية الحاضرين وفى شتى مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك المصدر الوحيد الذى وثق الندوة بالكامل .
ندوة عالمية الأدب السودانى بالعين تناقش الأدب السودانى بالمهجر
بحضور عدد كبير من مثقفى الجالية السودانية بمدينة العين ودبى وأبوظبى وعدد من أعضاء
البعثة الدبلوماسية لسودانية بدولة الامارات العربية المتحدة على رأسهم السيد أحمد شاور القنصل السودانى العام بدبى و( الشاعر محمد الطيب ) القنصل العام بأبوظبى ومحمد الضى المستشار الإعلامى بالسفارة السودانية بأبوظبى .. وبمشاركة فاعلة من أعضاء ملتقى الثقافة والآداب والفنون والمسرح بالعين.. شهد مسرح ملتقى أسرة جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين فعاليات ندوة ( عالمية الأدب السودانى ) التى نظمها الأساتذة السودانيين بجامعة الإمارات و مهد لها الدكتور موسى شلالى وأدراها الدكتور سيف على موسى .
بدءا تحدث الدكتور ( الشاب ) سيف على موسى محييا الحضور شاكراً الذين قدموا من خارج مدينة العين على تكبدهم مشاق السفر ومن ثم أعلن عن نية الأساتذة السودانيين بجامعة الإمارات ( البالغ عددهم خمسة وعشرين أستاذاً سودانياً ) على انطلاق المسيرة الثقافية لهم بالتعاون مع الملتقى الثقافى بالنادى السودانى خاصة ومع كل فئات الجالية على وجه العموم .
تحدث بعده الدكتور موسى شلالى مؤكداً ضرورة الإهتمام بالجوانب السالبة والموجبة للأدب السودانى مركزاً على ضرورة أن يأخذ هذا الإهتما منحى علمياً جاداً , ومن ثم قدم الدكتور أحمد محمد النميرى محاضر الندوة .
الدكتور أحمد محمد النميرى:
( أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة أبوظبى – خريج جامعة الخرطوم – درجة الماجستير من جامعة مانشستر – الدكتوراه فى الأدب الأمريكى من الولايات المتحدة)
موضوع الندوة:
فى بداية حديثه قال الدكتور أحمد محمد النميرى : إن محور حديثى هو ( طرح بعض الإشكاليات حول عالمية الأدب السودانى ) وسيكون نموذج هذه الندوة هو ( الأدب السودانى بالمهجر ) وهو الإطار النظرى للأدب السودانى المكتوب خارج الوطن .
وكمدخل للحديث حول الأدب السودانى يمكننا القول إن الأدب السودانى بدأ أول ما بدأ من زاوية الشعر وانطلق رسمياً فى بداياته من خلال المدارس والندوات الأدبية وقد نحى فى تلك البدايات الطريق للعالمية عبر مصر بوابة العلوم آنذاك .
الإشكالية الأساس فى الأدب السودانى:
يرى الدكتور أحمد محمد النميرى فى طرحه خلال الندوة أن الإشكالية الأساس فى انطلاقة الأدب السودانى هى أنه بدأ واستمر ( أحادى الجانب ) فى حمله راية الثقافة العربية والإسلامية وأنه أهمل أو تجاهل ( الآخر ) وستشير التجربة من خلال النماذج التى سنطرحها هنا لثلاثة من كُتَاب الأدب السودانى فى الخارج و هم الأدباء ( الطيب صالح , جمال محجوب , وليلى أبو العلا ) وكلهم نالوا جوائز عالمية وتدرس رواياتهم فى المناهج العالمية .
تشير التجربة الى أن ( الآخر الإثنى والثقافى ) مستوعب حسب فرضية روايات الطيب صالح الأولى لكن حسب وجهة نظر الدكتور النميرى أن إفتراض الخطاب العربى يمثل إستجابة كاملة ( للآخر ) وصل الى طريق مسدود وتؤكد تجربة الطيب صالح فى أواخر الستينات حينما هيمنت فى روايته القرية السودانية فى شمال السودان بخطابها على خارطة كل السودان (نموذج : رواية بندر شاه – الطيب صالح ) .
الكُتاب الثلاثة :
أ: الطيب صالح
وهو أولهم ومعروف عالمياً ومحلياً , من مواليد عام 1929 م بدأ الكتابة فى أواخر الخمسينات , تخرج فى جامعة الخرطوم – جامعة لندن – عمل بهيئة الإذاعة البريطانية BBC) ) – دولة قطر – اليونسكو .
خطاب الطيب صالح الثقافى حسب رؤية الدكتور النميرى لم يستطع إستيعاب ( الآخر ) حيث لا يوجد ما يشير الى إستمراريته بل لك كان هذا ( الآخر ) يذوب فى ( الأنا ) – ثقافياً وفكرياً وإجتماعياً –
نماذج روايات الطيب صالح :
1- دومة ود حامد .
2- موسم الهجرة الى الشمال .
3- عرس الزين .
4- بندر شاه .
الدكتور النميرى: أشار الى جانب هم فى روايات الطيب صالح , حيث يؤكد أن القرية السودانية تتعامل مع الجميع وفق منظور إنسانى بحت لا يخضع لشكل ولا قيمة الإنسان بعد ماتجرى عليه التعديلات الإجتماعية الأخرى من مال ومركز إجتماعى وغير ذلك من المؤثرات – نموذج زواج الزين ( المبروك ) من أجمل فتيات القرية رغم أن الزين يعد ( ساذجاً أو متخلفاً أو على الأقل لا يتساوى مع بقية أبناء القرية ) فتنتصر له القرية على ذى المركز والمكانة .
خلاصة رؤية الدكتور النميرى حول الطيب صالح هو أنه ارتقى بالرواية العربية عالمياً وأتى بتقنيات جديدة فى فن الرواية تستطيع ان تستوعب كل تداعيات الحداثة , والطيب صالح ( لم يُفهم بعد ) حسب وجهة نظره .
ب-النموذج الثانى :
الكاتب جمال محجوب:
وهو كاتب سودانى ( غير معروف على المستوى الداخلى و يكتب باللغة الإنجليزية )
جمال محجوب : مواليد 1960- والده سودانى و والدته إنجليزية – تربى فى ليفربول – عاد ودرس فى مدارس الكمبونى بالسودان ثم رجع الى انجلترا ودرس بجامعة ويلز ودرس الجيولوجيا بجامعة شيفيلد ..
بدأ جمال محجوب الكتابة فى عام 1989 م ( وكما يقول جمال نفسه ) إنه عاش بعد ذلك فى برشلونه وعدد من المدن الأوربية يمتهن المهن المتواضعة ( غسيل الصحون – غسيل السيارات ) وربما استقر الآن مع زوجته بإحدى هذه العواصم الأوربية .
يقول الدكتور أحمد محمد النميرى :
كتابات جمال محجوب كانت تجسيداً لشخصيته فهو دائما فى رواياته يبحث عمن هو ومن اكون ( ويحكى فى إحدى رواياته عن شاب فى مثل حاله يسافر الى السودان فيجده أرضاً قاحلة ثم يتجه الى جنوب السودان وهنالك يموت فى صراع مع شخص أمريكى يعمل لصالح الإستخبارات الأمريكية فيموت الشاب ليحول دون حصول الأمريكى على معلومات تضر بوطنه , ومن ثم يحكى قليلاً عن تجربة الموت .. وهكذا يمضى النص .
أهم روايات الكاتب جمال محجوب
(NAVIGATION OF A RAINMAKER) و ((TRAVELLING WITH DJINN الحائزة على جائزة عالمية .
ج -النموذج الثالث:
الكاتبة ليلى أبو العلا:
SUDANESE AUTHER LEILA ABOULELA WON THE CAINE PRIZE OF AFRICAN WRITING IN 2000………………………….
تخرجت ليلى فى جامعة الخرطوم – ثم الماجستير فى جامعة لندن ثم عاشت زمناً فى أبردين مع زوجها وكانت تعمل هنالك بالترجمة وهى تعيش الآن بأندونيسيا فازت روايتها THE MUSEUM بالجائزة المذكورة .. كما كتبت أهم نموذج ( رواية المترجمة THE TRANSLATER ) والتى تمثل هجرةً أيدولوجية طرحت هيمنة الخطاب الإسلامى من جانب , لكنها أيضاً طرحت مسألة الدعوة وفق قصة جميلة مكتوبة بلغة رائعة ترجمت هم إبلاغ الرسالة ( للآخر ) بأسلوب راق , وهى ردت ما كان يعتقد الطيب صالح عن أن الأديب السودانى يهاجر للغرب ويعود مهزوماً بفكر الغرب .. لكن ليلى ابو العلا حسب رؤية الدكتور النميرى إستطاعت أن تقدم نموذجاً لإنتصار المهاجر السودانى لفكره عبر طرحٍ راقٍ وواعٍ .
• وتعليقاً على هذه الرواية تحدث الدكتور عن تجربته الخاصة فى تدريس الأدب الإسلامى بماليزيا , حيث لاحظ أن الأدب السائد هنالك هو الطرح الوعظى السافر الذى يحتاج الى إعادة تقديم على قوالب ترتقى لمستوى ذلك الأدب .
• فى خاتمة حديثه تحدث الدكتور النميرى عن ضرورة إتاحة الفرصة ( للآخر ) لطرح رؤيته وتمرير خطابه وقال إن الرؤية الأحادية للخطاب العربى الإسلامى كانت سبباً بشكل أو آخر فى الأزمة الثقافية وعدم الإستقرار السياسى الذى يعيشه الوطن .المداخلات :
تركزت المداخلات ( والتى لم يتسع لها وقت الندوة ) حول التعليق والرد على مسألة أحادية الرؤية والخطاب الثقافى الموجه لعموم المتلقين .
• محمد الضى ( المستشار الإعلامى بالسفارة السودانية بأبوظبى ):
تحدث عن عدم صحة تهميش الآخر وقال إن ضعف الثقافات الأخرى له مسبباته وأشار لنماذج كتابات الدكتور فرانسيس دينق وردود الدكتور عبد الوهاب الأفندى فى ذلك الإطار .
• أبوذر المــــــــنا ( رئيس الملتقى الثقافى بالعين ) :
المعروف أن الأدب فى أى زمان ومكان هو مجموع تجارب فردية كونت فى مجملها جسم الأدب وأن كل فرد يكتب مستدعياً ذخيرته الفكرية والثقافية ( الخاصة به ) والتى هى بالتأكيد نتاج بيئته وثقافته وأثنيته .. أى لايستطيع الفرد أن يشكل الأدب على هواه خارج هذه الآلية ( إن جاز التعبير ) اللهم إلا أن سمحنا مجازاً بفرضية صنع شكل محدد من الأدب ( الموجه ) وهذا سيكون منحى ثقافياً غير طبيعى . من جهة أخرى إنتشار الرؤية العربية والإسلامية فى مقابل ضعف غيرها من الرؤى والخطابات الثقافية فإن هذا الأمر لايجرم الخطاب الثقافى العربى – الإسلامى , ولا يجب النظر لهذا الخطاب بأنه خطاب مفروض لأننا على المستوى الفردى نحس حينما نتلقى أى نوع من الأدب السودانى ( خارج الإطار العربى – الإسلامى ) نحس أننا ننتمى لذلك الأدب بل نحن جزء منه لذلك لايجب السماح بانتشار مثل هذه الفكرة إنما بالضرورة يجب علينا تفعيل باقى الثقافات السودانية بما فيه الكفاية لتغذى شريان الأدب السودانى بأوجه جديده وراقية تعكس سمة التعدد التى نتميز بها .
• الشاعر القنصل محمد الطيب :
تحدث عن تعريف الثقافة العربية وأشار الى أن العروبة ليست عرق أنما هى ثقافة واسعة النطاق يتداولها عدد كبير من سكان الكرة الأرضية وطالما كان إنتشارها تلقائياً فهذا لا يعنى بالضرورة وجود مشكلة فنحن كما ذكر الإخوان مع إثراء الساحة الأدبية السودانية بكل الثقافات الأفريقية الموجودة إرثنا الحضارى السودانى .
• د. حسان من جامعة الإمارات :
تحدث التجربة الكندية فى انتهاج سياسة تعدد الثقافات وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن ذاتها بشكل أو آخر عبر ( المطاعم والمعارض والمنتجات المختلفة التى تنتمى لذلك التعدد
• د. نجم الدين ( جامعة الإمارات ) :
أشار الى فلسفة الطيب صالح فى رواية ( عرس الزين ) التى كان يمثل بها السودان بمعاناته وتطلعاته كما تحدث عن العديد من الوسائل التى يمكن من خلال تفعيل دور الأدب .
• على العقيل ( الملتقى الثقافى ) :
أشار للتجربة الصوفية فى الأدب السودانى وألمح الى مضامين عديدة يحملها اللون الصوفى فى الأدب من سماحة فهم وسعة أفق فى التعامل مع الغير .
• حمدان حامد ( مؤسسة آل مكتوم الخيرية – دبى ) : ألمح فى المداخلة الأخيرة الى ان العروبة بمعناها العرقى ليست موجودة فى النماذج المعنية بذاك الأدب وقال لو بحثنا عن الخطاب بالمفهوم العرقى فإننا نجد أن كثيراً من الأدباء والكتاب من الشمال خاصة لاينتمون الى قبائل عربية .
شكر وتقدير :
وجهت الندوة فى ختام حديثها الشكر لكل من ساهم فى إنجاز هذه الباكورة من العمل الثقافى :
• أولا الشكر للموقع السودانى المتميز ( سودانيز أنلاين ) المصدر الإعلامى الوحيد الذى حمل الدعوة لغالبية الحاضرين وفى شتى مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك المصدر الوحيد الذى وثق الندوة بالكامل .
• الشكر أيضا للصحف الإماراتية التى حضرت الندوة .
• الشكر لكل الذين إتصلوا ولم تسعفهم الظروف بالحضور وعلى رأسهم الشاعر ( عبد القادر الكتيابى )
أخيراً خرج الجميع بوعد الإلتقاء فى الندوة التالية التى سيحدد موعدها قريباً بإذن الله تعالى .