متمردو حركة العدالة والمساواة خليط من جنود وطلاب او مجرد قرويين
سودانيز اون لاين 8/4 9:24am
بقلم ايمريك فنسنوت شمال دارفور - ا ف ب تكدس حوالى 15 رجلا يحملون السلاح في السيارة الرباعية الدفع التي عفا عليها الزمن والتابعة لحركة العدالة والمساواة للمتمردين السودانيين وهي تشق طريقها مسرعة عبر البراري الصحراوية في شمال دارفور. وجميع هؤلاء من دارفور وكانوا اما عسكريين او طلاب واساتذة او مجرد قرويين قبل الانضمام الى هذه الحركة التي تخوض منذ شباط/فبراير 2003 كفاحا مسلحا ضد جيش الخرطوم وميليشيات الجنجويد العربية الموالية في هذه المنطقة الفقيرة القاحلة غرب السودان. البعض منهم يرتدي الزي العسكري والبعض الاخر الزي التقليدي (جلباب طويل وسروال). لكن القاسم المشترك الوحيد بينهم يتمثل بغطاء من الشاش على وجوههم تجنبا للشمس وغبار الصحراء. ويحمل كل رجل منهم بندقية هجومية تم الاستيلاء على معظمها اثناء المعارك بحسب مسؤولي حركة العدالة والمساواة. ويوجد في السيارات منصة قذائف ار بي جي، وعلى مقدمها رشاش وحزام الرصاص. ولا يشاهد اي سلاح ثقيل. وكان عمر البالغ ثلاثين سنة برتبة نقيب عندما ترك الجيش السوداني للالتحاق بالحركة. وقال موضحا "لم اكن استطيع البقاء في الجيش بينما التحق اشقائي في دارفور بحركة المتمردين لمحاربة الجنجويد" الميليشيات التي تسلحها الخرطوم والمتهمة بارتكاب الفظائع ضد السكان من اصول افريقية في دارفور. اما الجندي السابق الاخر "اسرائيل" فتبنى هو نفسه هذا اللقب منذ المجزرة التي ذهبت عائلته ضحيتها على يد الجنجويد الذين جعلوه يصبح "الد اعداء العرب". وفي صفوف المتمردين يشكلون قلة نادرة اولئك الذين لم يفقدوا فردا من عائلتهم او اقربائهم قتلا على يد هذه الميليشيات العربية. ويؤكد جمال انه في السابعة عشرة من العمر وانه لم يعد يتخلى عن كلاشنيكوفه منذ ان وجده "اسرائيل" تائها في الصحراء بعد تدمير قريته. واخرون كانوا طلابا مثل احمد، 22 عاما، الذي يروي باللغة الفرنسية التي يتقنها تماما انه تعلمها في ثانوية الخرطوم حيث كان سيتقدم الى امتحانات البكالوريا. لكن مقتل قسم من عائلته التي بقيت في دارفور دفعه الى التخلي عن دراسته والانضمام الى حركة العدالة والمساواة. وكذلك عبد العزيز، 20 عاما، الذي استغنى عن كتب الدراسة لابدالها ببندقية منذ ان تعرضت قريته للهجوم. ومنذ ذلك الحين انقطعت عنه اخبار ذويه. اما جمال الذي يناهز الخمسين من العمر والمتحدر من دارفور فكان يدير شركة في الخرطوم قبل ان ينضم الى كوادر حركة التمرد قبل سنة متخليا "عن منزله المكيف وزوجته واطفاله" للعيش في ظروف حياتية صعبة في الصحراء بعد ان تملكته النقمة والسخط للمجازر التي ارتكبت. وقال باسى "هذه الظروف المعيشية نعرفها منذ ان ولدنا. هنا لا يوجد آبار ولا طرقات ولا مستشفيات ولا مدارس". ويتقاسم هذه الظروف الحياتية القادة العسكريون والكوادر والضباط وابسط العناصر في قوات الحركة. فهم يتوزعون في وحدات صغيرة متحركة بدون اي مخيم ثابت ويتنقلون باستمرار في براري الصحراء على متن سيارات عسكرية رباعية الدفع تم الاستيلاء عليها بعد معارك انتصروا فيها على الجيش النظامي. كما انهم يمضون لياليهم في العراء احيانا في احدى القرى المهجورة العديدة التي نزح عنها اهلها امام رعب الجنجويد، ولا يتوفر لهم من الغذاء سوى النذر الشحيح يتناولونه معا على صينية دائرية كبيرة. والمياه نادرة ايضا في هذه الصحراء التي لا يوجد فيها سوى الرمال والصخور. والمياه الوحيدة المتوفرة كناية عن سائل داكن موحل يغرف من المستنقعات وينقل في قرب من جلد الماعز. ويؤكد المنسق العام لحركة العدالة والمساواة ابو بكر حميد نور وهو جالس في ظل شجرة وسط رجاله "لم نعد نقاتل منذ وقف اطلاق النار". وينطلق بعض الرجال في دوريات بينما يمضي اخرون اوقاتهم في لعب الورق او الشطرنج على انغام حزينة تنبعث من قيثار مصنوع يدويا من صفيحة زيت فارغة ومقبض خشبي.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com