مدير شرطة غرب دارفور : جرائم الاغتصاب فردية
لجنة تقصي الحقائق : نسبة بلاغات الاغتصاب أقل من 1 % من نسبة الجرائم العادية
الجنينة – هيام الإبس
رافقت " الجمهورية" وفد الآلية المشتركة برئاسة وزير الخارجية السوداني و ايان برونك مبعوث امين عام الامم المتحدة للسودان إلى الجنينة التي تقع على بعد أميال قليلة من الحدود التشادية ولاحظت الاهتمام الكبير الذي ظلت توليه للأمم المتحدة والمنظمات فيما يتعلق بتوفير الغذاء بواسطة جسر جوي متواصل واسقاطات لشحنات الاغذية والإغاثة بشكل جعلها تتناثر في العراء تحت حراسة الشرطة بدأ انه رغم هذا الاهتمام فان اغلب النازحين داخل المعسكرات.
وكانت " الجمهورية " شاهدة علي التفاصيل الكاملة للزيارة التي استغرقت ثلاثة ايام ، شهدت خلالها الزيارات التي قام بها الوفد واجهزة الاعلام العالمية والمحلية وممثلو الصحف ، ووقفت علي اوضاع النازحين بمعسكرات كرندنج ، اردمتا ، مورني ، دورتي ، واستطلعت نبض الشارع في دارفور وعدد كبير من المسئولين للوقوف علي حقيقة الاوضاع .
والتقينا خلال الزيارة التي قام بها الوفد سناء محمد احمد الحلو قاضي محكمة الاستئناف ورئيسة لجنة التقصي والتحقيق في حالات الاغتصاب التي كونها وزير العدل السوداني وفقا للاتفاق الذي تم بين الامم المتحدة والحكومة السودانية . وقالت سناء الحلو : نحن نحذر اولا من هو الشخص الذي يأتي بالبلاغ ، ثم بعد ذلك نعرف من أية قبيلة أتي واين يعمل وحتي اللحظة الجرائم التي نحقق فيها عبارة عن جرائم عادية لاتشير الي اية مؤشرات في ولاية غرب دارفور .
واضافت بأن اللجنة مكونة من مستشارة قانونية ونقيب شرطة والمستشارة سلمي سالمين وان مهمة اللجنة هي التقصي في جرائم الاغتصاب ومنذ ان جئنا للولاية اتصلنا بكل المسئولين والشرطة القضائية والنيابية التي تقوم بالتحريات ، وبعد الاتصال باشرنا اعمالنا بالانتقال للمعسكرات للتحري حول هذه الجرائم وبعد التحريات في داخل المعسكرات اقمنا مكتبنا وافتتحناه ، واذا كانت هناك أية ادعاءات من أية امرأة تود تقديمها فنحن علي استعداد لسماع هذه الاتهامات . واللجنة كلها تتكون من النساء والغرض من هذا ان المرأة يمكن ان يكون لديها حياء اذا كان المتحري رجلا ، وعندما جئنا هنا عملنا تنويرا بأن المحققين في هذه اللجان هم من العناصر النسائية ، واذا كان لديهم اي شئ يودون قوله فليأتوا ويقولوه .
وبعد ذلك انتقلنا للاقسام الموجودة في المعسكرات وسجلنا الحالات الموجودة وهي حالات ضئيلة .
وفي النهاية نلافع التقرير لوزير العدل السوداني وهو المسئول عن هذه التقارير وهو المكلف بهذه اللجنة .
وتواصل سناء الحلو قائلة : الحمد لله فقد وفقنا في مهمتنا وما زال عملنا مستمرا وقائما ولم نجد اية معوقات من اية جهة داخل المعسكرات .
ودخلناالمعسكرات وجلسنا جلسات ودية وفتحن لنا نساء المعسكرات قلوبهن واذا كانت لديهن اية مشاكل فليذكرنها لنا ، واذا كانت هناك اية امرأة لم تتقدم ببلاغ بسبب الحياء فنحن علي اتم الاستعداد لتقديم هذا البلاغ ، وقالت لقد وصلنا غرب دارفور في يوم 11 اغسطس ومواصلين عملنا ومازالت اللجنة تواصل عملها حتي الان .
ولم نحدد الوقت الذي سنغادر فيه الولاية ومن المفترض ان نرفع التقرير لوزير العدل قبل الثلاثين مناغسطس ولكن العمل مازال مستمرا .
جرائم عادية
ثم التقت " الجمهورية " بالنقيب شرطة مناهل سليمان جاد الرب عضو اللجنة من شرطة ولاية الخرطوم واكدت ان بلاغات الاغتصاب ضئيلة للغاية وهي اقل من 1 % من البلاغات في الجرائم العادية ، وقال ان الجرائم التي تحدث هناك هي جرائم عادية يمكن ان تحدث في اي مكان وليست في جهة معينة واغلب البلاغات في معسكرات " مورني " و " اردمتا " وان بقية المعسكرات ليست فيها بلاغات وليس فيها اغتصاب . وقالت مناهل ان اللجنة وجدت ترحيبا من النازحين في المعسكرات ومنذ ان جاءت اللجنة في بداية اغسطس حتي اليوم توجد ثلاث بلاغات فقط علي مستوي المحليات البسع وحاليا التحري في البلاغات الجديدة لكن بنرجع للبلاغات القديمة فإذا كانت هناك مستجدات تفيد التحري نفتح البلاغات القديمة التي قيدت ضد مجهول ونقبض علي المتهم اذا وجدنا انه يمكن القبض عليه ونواصل في التحريات .
وفي سعينا لتقصي الحقائق والاوضاع الامنية بولايةغرب دارفور التقت " الجمهورية" باللواء احمد امام محمد التهامي مدير شرطة ولاية غرب دارفور الذي أكد ان كل القوات الموجودة داخل المعسكرات من ابناء الولاية والقوات القادمة من الولايات الاخري من الخرطوم تغطي دائرتين في مورني والجنينة لحفظ ارواح المواطنين في تلك المناطق ومزارعهم .
وفي الطريق بين مورني والجنينة هناك هناك قوات محلية وخارجية جاءت من المركز والخرطوم دعما للقوة الموجودة وهناك معتمدتا كلبس وهبيلة ليست بهما قوة مركزية أو من الولايات ولكن القوة موجودة اصلا ويمارسون عملهم والحياة طبيعية جدا في هاتين المحليتين بواسطة الادارات الاهلية وبواسطة الشرطة الموجودة والعمل يمضي علي قدم وساق .
بلاغ كاذب
وعن دعاوي الاغتصاب اكد مدير شرطة ولاية غرب دارفور ان القوات الموجودة اصلا في سجلاتنا والبلاغات والمتحرين من ابناء هذا البلد ولا يوجد شئ يخفونه عنهم ويعرفون لهجتهم وحديثهم والشخص اذا كان اصلا متضررا من اغتصاب او غيره فليذهب لابناء بلده توجيهاتنا للضباط الموجودين بأن يتعاملوا مباشرة مع هذه البلاغات ووصلتنا بلاغات كاذبة ووجدنا بلاغات اخري فعلا لكن بلاغات فردية ، ممكن خلال هذه الستة اشهر اربعة بلاغات فقط واثنان منها في محاكمة وجاءنا بلاغ من بعض النساء ان هناك من اعتدوا عليهن يمتطوم الجياد ويلبسون ملابس القوات المسلحة ، وبعد التحري وتقصي الحقائق في النهاية اتضح ان البلاغ كاذب وتم ضبط الذين قاموا بهذا الفعل ورأيتموهم الان في السجون ووقف عليهم وزير الخارجية وممثل الامم المتحدة وانهم ابناء البلد وتربطهم صلة قرابة بالجني عليهم والشئ الذي قالوه بأن هناك من يركب الخيل ويلبس لبس القوات المسلحة وبقصدون بأنهم الجنجويد جاؤهم واغتصبوهم . لكن بالتحري وصلنا للمجرمين الحقيقيين واعترفوا والان تحت المحاكمة ، وهناك بلاغات في زالنجي لا تتعدي اصابع اليد الواحدة وهناك بلاغ واحد ضد مجهول ، ولكن كل البلاغات تم ضبطها وبالامس تم ضبط شخص قاصر وبنت قاصرة عمرها سبع سنوات والولد عمره 14 سنة وهو الان مقبوض عليه ولديه حوادث كثيرة في الشهر الماضي منها الاذي ومنها الضرب للمواطنين في المنطقة ونشك في قواه العقلية وسيخضع للفحص الطبي .
نشر القوات
واضاف مدير الشرطة بولاية غرب دارفور بأنه حسب الاتفاق الذي تم بين الامم المتحدة والحكومة السودانية فقد تم نشر قوات قرابة الثلاثة الاف جندي في هذه الولاية وتم تأمين قيادتين بعمق 20 كيلومتر في الجنينة ومورني داخل هذه الدائرة وغير مسموح لاي شخص يحمل السلاح سوي قوات الشرطة ، وهناك قوات بعدد بسيط شرطة عسكرية تتعامل مع اي شخص يحمل السلاح خارج القوات النظامية او حتي من القوات النظامية ، لكن هناك خطة دائرتين دائرة الجنينة ودائرة مورني وداخل هذه الدائرة هناك قطاعات ومحاور المسئولين فيها ضباط والمسئولية في كل دائرة برتبة " عقيد " مكونة من 15 او 16 ضابطا لتغطية هذه الدوائر . واعتقد ان هذه القوات كافية لتأمين هذه الدوائر وستنتقل التجربة في الايام القادمة الي المحليات الشرقية .
واكد مدير الشرطة ان كل القوات التي تحرس المعسكرات هم من ابناء المنطقة ومن مواطني الجنينة ومورني وزالنجي وابو صالح وهم الذين يؤمنون معسكرات اهلهم ،وهناك ضباط مروا عليهم ليتأكدوا من ان كل شئ يسير علي م ايرام وانه لا توجد انتهاكات او اغتصاب وحتي جرائم الاغتصاب القليلة هي جرائم فردية لا ترقي لمستوي جماعي ونادرا ما تجد بلاغات اغتصاب ، والبلاغات لم تظهر الا بعد ان تناولتها الوسائط الاعلامية والنعارضة تبنتها سياسيا . والان سجلاتنا ومكاتبنا مفتوحة للجميع .
ويقول مدير الشرطة ان الشرطة في غرب دارفور جاءت من مختلف بقاع السودان وفي معظمهم من ابناء المنطقة .
وعن الوضع الامني في كل الولاية قال بحمد الله كل قوات الشرطة منتشرة في ك محليات الولاية السبع وننتقل الان مباشرة الي المحليات الشرقية والغربية وخلال الاسابيع القادمة ستكتمل كل القوات المطلوبة وتؤمن علي التأمين الموجود اصلا وهذا م اظهر في سجلاتنا وقد انخفضت الجريمة بحمد الله بواسطة اخواتنا في الالية الافريقية ولم يجدوا اية خروقات كذلك منظمات الصليب الاحمر .
واكد مدير الشرطة ان الشرطة تباشر التحري في القضايا حتي يتم القبض علي المجرم وتسجيل البلاغ ومتابعته حتي يقودونه الي المستشفي اذا كا نهناك اذي ا وحالات اغتصاب ويتم التسجيل في اروقة الشرطة ويستمر التحري فيها ولدينا توجيهات بمتابعة البلاغ .
اللواء شرطة احمد امام التهامي مدير شرطة غرب دارفور
حقيقة انا سعيد جدا بزيارة صحيفة الجمهورية لهذه الولاية و تقف علي الاحوال الامنية و اريد ان اطمئن الشعب السوداني و الشعب المصري الشقيق بان ولاية غرب دارفور تعيش في امن و امان و طيلة الخمسة اشهر الماضية لم نرصد اي جرائم سواء كانت تختص بالنهب المسلح او اختراقات المتمردين او المشاكل القبلية و حقيقة كل محليات الولاية السبع تشهد استقرار كبيرا جدا و كل البلاغات التي رصدت بلاغات عادية جدا و ما نسمعه و نراه في اجهزة الاعلام العالمية في ان هناك بلاغات كبيرة كالاغتصابات الجماعية او المقابر الجماعية , فكل الحضور و كل الذين زاروا هذه الولاية من المنظمات و الاعلامين وقفوا علي حقيقة ما يجري في هذه الولاية . انه ليست هناك اغتصابات جماعية و انما فردية و بلاغات اخري تم اكتشافها و مقدمة للمحاكمة في الايام القليلة القادمة و كان هناك بلاغين كاذبين بوجود اغتصاب و بلاغين رصدناهم وتم القبض علي المتهمين ، و اتضح انهم ليست لهم ايه صلة بما يسمي بعصابات النهب المسلح او الجنجويد كما يدعون و انما المتهمين من قبيلة واحدة و المجني عليهم و قد تم اعترافهم قضائيا ، و الان هم رهن المحاكمة في الايام القليلة القادمة و سيقدمون للمحاكمة .
مشكلة الامن بالنسبة للعودة
وقال نحن و بمجرد ما صدرت قرارات الرئيس البشير و بعد ان مكث معنا رئيس الجمهورية اربعة ايام كان هناك و الي الان جسر جوي وصل به الان ما يقارب ال2000 شرطي بكامل عتادهم و تحركاتهم و سلاحهم لبسط الامن و الان نحن موجودين في كل منطقة و بعض المناطق تم تغطيتها بواسطة الشرطة و لم يصل حتي الان سوي عدد بسيط جدا من النازحين و اريد اطمئن خاصة في المعسكر الاخير الذي قمنا بزيارته وجدنا ان الشرطة موجودة و نحن قمنا بمرور لكل المناطق و حتي مع الادارات الاهلية السيد نائب الوالي يقوم بهذا المرور و معه قيادات الادارات الاهلية ووقفنا علي الاحوال و طمئنا الناس ثم بدأ الناس يتحركون , حتي النقاط التي بها عدد قليل من قوات الشرطة تم توطين النازحين و زرعوا المحاصيل , و كل ما يقال بعدم توفر الامن هذا محض إفتراء .
و يمكن للجميع ان يقفوا علي الاحوال الامنية , و قد انتشرت الشرطة و مازالت وقال ان هناك جسر جوي يومي نستقبل به الشرطة و نوزعها وفق خطة مدروسة في المحليات الشعبية خاصة في شرق و غرب الجنينة و الان تم بالفعل عملية الزراعة و استقرار لبعض النازحين الذين رجعوا الي قراهم .
هذا هو جسر الحكومة و لكن ما هو جسر اقناع هؤلاء النازحين للعودة
قال مدير شرطة ولاية غرب دارفور" للجمهورية " ان النازحين وصلوا لقناعات بواسطة الادارات الاهلية التي خاطبتهم و كما تشاهدون هذا المعسكر الاخير الذي قمتم بزيارته كان فيه عدد كبير بالالاف الان اصبح قرابة ال800 فقط و المواطنين الذين عادوا ثم رجعوا اخبروا اهلهم بان الشرطة موجودة هناك و انها قد بسطت الامن و فقط عليكم بالذهاب الي مناطقكم و قراكم و فرقانكم لاستلام حواكيركم القديمة و بدأت الزراعة حتي ان هناك نساء يزرعن و بدأن يزرعن في حواكيرهن القديمة . و الشرطة الان موجودة بضباطنا و آلياتنا حتي الشرطة مستعدة ان تشارك في مسألة الزراعة حتي لا يفوت الموسم الزراعي و تبقي هناك فجوة غذائية لكن الان استطاعت الادارات الاهلية بالمبادرات الموجودة الثلاثة في المحليات السبعة و اصبح النازحون علي قناعة بملاحقة الموسم الزراعي .
واضاف قائلا لقد وجدنا و ضبطنا بعض الناس اذا كان مرتديا زي الشرطة و هذا حتي في العاصمة تجد ان هناك اناس يحتالون علي الناس ببطاقاتهم و بملابسهم و حتي قبل يومين قامت الشرطة بضبط شخص لديه سلاح و فتحنا ضده بلاغ ( حيازة سلاح غير مشروع ) و في كثير من الاحيان كما يحدث في كل الولايات , و لكن لان تسليط الضوء علي هذه الولاية وجدنا كثير من الناس يرتدون زي سواء اكانوا مراقين جيش او هاربين من السلاح التشادي – التشادي , و المشاكل التي نشبت في الثمانينات و قد اتوا حتي ببطاقاتهم و سلمناها للجانب التشادي . و قد وجدنا ضباط و صف ضباط تشاديين هربوا من ارض المعركة في المناطق الشمالية و سلمت بطاقائهم للقنصل و سلمت بطاقاتهم للجانب التشادي في اي اجتماعات امنية مشتركة بيننا . و حدودنا مع تشاد ممتدة 750 كيلو و مع افريقيا الوسطي 150 كيلو بالتأكيد في هذه الحالة كان متوقع تفلتات و احتيال لبعض الناس و يرتدون زي الشرطة و زي الجيش لكن كلهم ضبطوا و لم نجد بعد ذلك من يرتدي زي الشرطة . و بهذه الافادات المهمة يمكننا ان ندرك النتائج الامنية للمرحلة المقبلة علي انها امن متوفر لكافة مناطق الولاية .
و هذه بالطبع قرارات رئيس الجمهورية الاخيرة و نزع السلاح غير المرخص من المواطنين و الوجود الشرطي منتشر في كل المحليات و الفرقان و القري هذا بالتأكيد اطمئنان للناس و ستكون الفترة القادمة فترة سلام و استقرار و اعادة النازحين الي قراهم و مناطقهم في القريب العاجل .
وقال اللواء أحمد إمام التهامي مدير شرطة ولاية غرب دارفور " للجمهورية " انه لم يسجل خلال 6 أشهر إلا 6 حالات اغتصاب فقط وثبت أنها ارتكبت بين النازحين أنفسهم وليس من الخارج كما ان هناك بلاغاً يجري النظر فيه حالياً كشكوى من أحد العمد بمنطقة عيش برة بالجنينة. حيث قامت مجموعة من النساء بحرق 20 منزلاً ثم اطلقن اشاعات بحرقها من قبل الجنجويد وبعد التحري ثبت ان هذا العمل بفعلهن وليس من أي طرف خارجي.
تحديد واضح
وقال عدد من قاطني المعسكرات انهم يلجأون الى مثل هذه المواقف للفت نظر الأجانب الزائرين لما يقع عليهم من مظالم والتي تتمثل في احراق المنازل ونهب الأموال وتشريد المواطنين ومنعهم من الخروج من المعسكرات حتى ولو لجمع الحطب وتعرض قبائل بعينها هي زغاوة والمساليت والفور للاعتداءات. وخضع النازحون لاستجواب مباشر من ايان برونك و د / اسماعيل والذي طالب المجموعات التي التقى بها بتحديد واضح للمتهمين بالاعتداءات وكانت كل الأجوبة انهم مجرد جنجويد دون توصيف او تحديد آخر للجناة أو معرفة اسمائهم أو قبائلهم.
مشاهدات دارفورية
ودحضا لدعاوي انعدام الامن التي تفشت في اوساط بعض المعسكرات انتقل وفد الالية المشتركة برئاسة يان برونك ووزير الخارجية السوداني د/ مصطفي عثمان اسماعيل الي تمشيط المنطقة المحيطة بالمعسكرات لعدة كيلومترات ، ولم تكن هناك اية مظاهر لاختلالات امنية .
واثناء انتقال الوفد لملاحظة الاوضاع حول المعسكرات وجدنا امرأتين تحتطبين في مزارع بعيدة عن المعسكرات وسألهن يان برونك عن التهديدات التي يتعرضن لها فأجبن بأنهن م نمعسكر دورتي ولم يتعرضن لاية تهديدات .
ومن الملاحظ ان بعض النازحين في المعسكرات تتفشي بيتهم الدعاية السياسية بشكل كبير ، ويتحدثون عن بعض المصطلحات التي روجت هناك ، دون ان يعوها ودون ان يكون لها اثر في الواقع .
ومن الطرائف التي صادفتنا ان وجدنا امرأة في بعض المعسكرات وسألناها عن الاوضاع الصحية والغذايئة فأجابت بأنها لم تتلق منذ ايام من اية منظمة اغاثة غذاء أو " تطهير عرقي " ! وكانت تعتقد ان التطهير العرقي هو نوع من انواع الغذاء ....!
وهو ما يؤكد تداول مصطلحات لا وجود لها في الواقع وانما فقط في اذهان الساسة الذين يملؤن ادمغة البسطاء بها .
وجلس يان برونك ووزير الخارجية ومن معه في اغلب المعسكرات التي تمت زيارتها علي الارض يستمعون الي افادات وشكاوي النازحين .
وعند زيارتنا لمعسكر مورني قام احد الشيوخ يتحدث عن امال النازحين في العودة الطوعية وضرورة توفير الامن ومطالبا بزيادة قوات الشرطة ، فم اكان من بعض النازحين الا ان انهالوا عليه ضربا بالعصي التي كانوا يحملونها حتي سالت دماؤه وتم نقله الي المستشفي .
وفي المؤتمر الصحفي في ختام جولة الوفد بمنزل والي ولاية غرب دارفور كانت الوسيطة التونسية " راضية " تقوم بترجمة الحديث م نالانجليزية الي العربية وبالعكس ، الا ان بعض الفقرات من حديث برونك لم تستطع ترجمتها نسبة لانشغالها بالحديث عبر هاتفها الثريا .
ما قبل الخوض في الاجابات
جاء الاستلال من قبل ايان برونك الذي تفحص الوجوه الجالسة امامه ليجد ان اللهفة تشع من اعين الصحافيين رغبة في معرفة ماذا يدور داخل عقل الرجل الموكل له كتابة التقرير الذي سوف يعتمد عليه مجلس الامن في اتخاذ قراره المرتقب بشأن أزمة دارفور و جاء نص حديثه علي النحو التالي : في البدء انتم تعرفون اننا انا ووزير الخارجية نرأس لجنة آلية التنفيذ المشتركة الخاصة بالاوضاع بدارفور بينما تم تقسيم وفد الآلية الي ثلاث فرق اولهم االفريق الذي ارأسه شخصيا مع معالي الوزير في الوقت الذي نجد فيه الان ان لدينا فريقان انتشرا في شمال و جنوب دارفور ووفدنا يرحب بكل التفسيرات و الشروح التي تفضل بها والي ولاية غرب دارفور لتسهيل تنفيذنا لمهمتنا و نحن بدورنا نقدر كل الجهود الانسانية التي يقوم بها العمال بالمنظمات الاممية و الدولية و غير الحكومية و نقدر انهم تركوا مقرهم بعواصم كبيرة مثل نيويورك مثلا و اتوا هنا لمساعدة اهل دارفور و لمساعدة الجهود الرامية في تحسين الاوضاع .
علي اي شئ يقوم التقرير ؟
و عقب مقدمة الترحيب التي القاها برونك بمنزل والي غرب دارفور مكان انعقاد المؤتمر الصحفي استرسل بعد ذلك حديثه قائلا : سنعود بعد هذا الاجتماع رأسا الي الخرطوم مع معالي الوزير و هناك سوف نقوم بالاجتماع مع الفريقين الذين ذهبا الي الفاشر و نيالا في شمال و جنوب دارفور و سوف نجتمع معا لتبادل الملاحظات و المناقشة لما قمنا به مع خلاصة تلك الجولات و الاعمال و ذلك للاعداد للتحضير للتقرير الذي سوف نقدمه للامم المتحدة و عقب الاجتماع الذي سينعقد بالخرطوم سوف اسافر الي نيويورك و سوف استمرفي كتابة التقرير الذي سوف ارفعه لمجلس الامن و سيكون التقرير مؤسسا علي ما قمنا به من اعمال بدارفور من خلال زياراتنا هذه و زيارات سابقة كما سيكون التقرير مبنيا اساسا علي هذه المهام التي قمنا بها و من خلال طوافنا الميدني و قد اتينا الان من اجتماع شارك فيه جميع الافراد الذين كانوا ضمن هذا الوفد و تبادلنا ما استخلصناه من ننتائج خلال زيارتنا لغرب دارفور كما نقاشنا عشر نقاط خلال اجتماعنا المغلق و لكنني لن اتحدث عنها لاننا سوف نقارن هذه النقاط العشر مع الاستخلاصات و النتائج التي توصل اليها الفريقان الذان ذهبا الي شمال و جنوب دارفور و لكن سوف اذكر ثلاث نقاط فقط منها :
اولا : الاستنتاج الاول يقول ان ما اتفقنا عليه مع القيادة السودانية – و علي مستوي الجنينة بغرب دارفور – تحاول السلطات تنفيذه فعليا و هذا ما لاحظناه بالفعل فالحكومة السودانية تطبق حاليا ما تم الاتفاق عليه و هذا يعني ان هناك صعوبة في تنفيذ ما وقع الاتفاق عليه و لكن الحكومة السودانية حققت نتائج فعليه .
ثانيا : فيما يتعلق بالوضع الانساني لاحظنا ان الوضع الانساني داخل المعسكرات قد استقر و عندما نتحدث عن الوضع الانساني فاننا نتحدث عن التغذية و الوضع الصحي و لكن هذا لا يشمل المناطق التي لم نزرها و لا نعني ان الوضع قد استقر داخل المناطق التي لم نزرها و هذه النتائج هي بفضل جهود برنامج الغذاء االعالمي و المنظمات غير الحكومية العاملة هنا و قد سجلنا تحسنا في الامدادات و المساعدات الخاصة بالتغذية و ايضا في تنقية المياه حتي تصبح صالحة للشرب .
ثالثا : الناس داخل المعسكرات خائفين بشدة و بدرجة لم اكن اتوقعها فالخوف يتملكهم و يسيطر عليهم بسبب مشاكل متعلقة بالماضي و لعدم قدرتهم علي استشراف المستقبل و معرفتهم لما هو ينتظرهم مستقبلا فهم خائفون من الجميع حتي من الامم المتحدة التي يعتقدون مثلا انها عندما اتت اليهم سوف تطلب منهم ان يعودوا الي قراهم و طبعا انتم تعرفون ان هذا ليس هو الهدف من زيارتنا .
كما ان هناك شرخ كامل للثقة و يجب ان نعمل جميعا المنظمات الاممية مع الحكومة السودانية علي احياء الثقة بين المتشردين و الحكومة و الاطراف الفاعلة بالسودان و ان تتضافر الجهود من اجل ذلك و هذه مسألة تتطلب وقتا مع جهود مكثفة فالمهمة الاولي الرئيسية هي التأمين الفعلي علي سلامة المتشردين و هذه الثلاث نقاط من ضمن العشر التي ناقشناها اليوم و البقية سوف نناقشها بالخرطوم و نرفعها لمجلس الامن لاحقا و لكم الشكر .
سعادة وزير الخارجية
اعتدل د/ مصطفي عثمان اسماعيل في جلسته قليلا و اقترب للامام بعض الشئ ليتحدث قائلا : انا في البداية سعيدا جدا بهذه الزيارة لانني كنت اطمح عبرها التعرف علي حقيقة الواقع حتي نتمكن من معالجته كما انني سعيد باننا قد وجدنا و بالاجماع ان هنالك تعاونا كبيرا بين منظمات الامم المتحدة و المنظمات الطوعية و بين السلطات المحلية كما لا اخفي سعادتي بان هنالك اجماع ايضا من قبل المنظمات بانه لا توجد اي منطقة منعتهم الحكومة من وصولها بغرب دارفور و اود ان اضيف ان المقترحات التي سينقلها وفد الامم المتحدة ستكون محل اهتمام من الحكومة السودانية و موضع تنفيذ .
ثلاثة نماذج لتحسن الحال
و استرسل وزير الخارجية في حديثه بالمؤتمر الصحافي بقوله : سأذكر فقط ثلاث نقاط لما وصل له الحال من تحسن كبير و سأترك البافي فأنا سعيد من اننا نجحنا في المرحلة الاولي في ايقاف ازهاق الارواح عبر نقص الغذاء او الدواء او لعدم توفر الامن و يمكن ان نجد حالات عادية في المخيمات او خارجها اذا كانت حالات موت او حالات مرض و لكن عندما سألنا المشرفين وجدنا انها في الاطار العادي الذي يمكن ان نجده في المناطق العادية و هذا لا يعني اننا سنهمل هذه الحالات و لكن يعني ايضا اننا نحتاج لمزيد من الغذاء و الدواء و الامن و المرحلة الثانية هي مرحلة تطوير الحياة بالنسبة للانسان في مجال الغذاء و الدواء و ان نساعدهم في ان يخرجوا و يذهبوا للمزارع و المدارس و في المرحلة الثالثة تجدني اتفق تماما مع برونك في اننا لا نتحدث الان عن عودة النازحين و هذه تأتي في المرحلة الثالثة التي تتضمن اععادة البناء و التأهيل للمستشفيات ثم بعد ذلك نتحدث عن العودة الطوعية فهذه هي المرحلة الثالثة .
تساؤلات الصحفين علي الطاولة , و كان ضربة بداية الاستفهامات الصحافية مع مراسلي الوكالات و القنوات الخارجية حيث اجاب عليهم ايان هنالك تحسنا بصورة كاملة و انه من المهم ان نضع الوضع الصحي داخل السيطرة و نتحسب لاية امراض او اوبئة كالكوليرا و غيرها . و قال المبعوث بانه لا يمكن ان يجيب علي اي سؤال حول تقييم عام لان الصورة الكاملة لم تتضح له بعد و هنالك فرق اخري و لابد من الجلوس معها و مناقشتها و التي سوف تكون الليلة .
تمنيات وزير الخارجية
و ذكر د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية في رده علي سؤال حول ما يتمني ان يتضمنه و يقدمه تقرير مبعوث الامين العام للامم المتحدة لمجلس الامن بانه كوزير للخارجية يتمني ان يتم تقديم تقرير ايجابي لمجلس الامن يقود الي المزيد من التعاون و التنسيق بين الحكومة و الاسرة الدولية حتي يكون باستطاعتهم معالجة هذه القضية ثم اضاف الوزير قائلا و لكن في النهاية نحن لسنا اعضاء في مجلس الامن و قرار مجلس الامن يتم اتخاذه من قبل الاعضاء و علينا ان ننتظر .
ابوجا و نزع سلاح المتمردين
من جانبه فقد ذكر مبعوث الامين العام للامم المتحدة بان برنامج نزع السلاح و اعادة الادماج سوف يتم وضعه وسوف يشمل كل الاطراف المسلحة بما في ذلك الاطراف المتمردة و كل الفصائل المسلحة و استرسل بقوله نحن نعمل علي وضع هذا البرنامج و لكن ليس حاليا و لكن في فترة لاحقة و اتمني ان المفاوضات الجارية بابوجا ان تفضي الي اتفاق و هذا الاتفاق الذي نتمناه حول وقف اطلاق النار و ان يشمل نزع سلاح المتمردين و عندها سوف نتمكن من الحديث و الخوض و االمناقشات حول برنامج كامل و متكامل و مندمج يخص نزع السلاح بالنسبة لجميع الفصائل .
ورافق الوفد عدد كبير من الصحفين العالميين والمحليين ووكالات الانباء العالمية وكان هناك تسابق واضح بين الصحفيين لنيل سبق النقل .
واحتفظ د / مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني بهدوئه المعهود ورباطة الجأش والتفكير المنظم خلال رده علي استفسارات الصحفيين وتميزت تصريحاته بالتسلسل المنطقي وهو يوضح رؤية الحكومة لمعالجة ازمة دارفور واكتسبت توضيحاته بيانها القوي المبني علي المعرفة الدقيقة لطبيعة الصراع واصل المشكلة الدارفورية .
وتتميز مدينة الجنينة بروعة الطبيعة الخلابة وبانتشار المساحات الخضراء بصورة بديعة للغاية جعلت بعض الصحفيين يعلقون بأنه اذا غرست في ارضها قطعة من الحديد لاينعت واخضرت ..