الأمم المتحدة تمنح الحكومة السودانية «صك براءة» من أي تقاعس متعمد حول مهمة إعادة الاستقرار في دارفور
سودانيز اون لاين 8/28 11:33pm
أعطت لجنة التحقيق المشتركة بين الامم المتحدة والخرطوم، حول تقييم الأوضاع الامنية والإنسانية في دارفور (غرب السودان)، صك براءة للخرطوم، من أي تهمة بالتقاعس المتعمد في مهمتها لاعادة الاستقرار لإقليم دارفور الذي يعاني من الفوضى منذ 18 شهرا بسبب الحرب الاهلية. وأنهت اللجنة مهمة تقييم الاوضاع في دارفور بعد ان زارت ولايات دارفور الثلاث في رحلة تقصٍ استمرت 3 ايام زارت خلالها معسكرات النازحين، ومدن الفاشر (ولاية شمال دارفور) ونيالا (جنوب دارفور) والجنينة (غرب دارفور). وبدا يان برونك ممثل الامين العام للأمم المتحدة الذي شارك بنفسه في مهمة التقييم على الارض، متحفظا في تصريحاته حيال الاوضاع الراهنة في دارفور، غير انه اعلن التزام الأمم المتحدة بتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين في اعقاب تحسن الاوضاع الامنية، مشيراً للدور الذي يمكن ان تلعبه المنظمة بمعاونة الحكومة في اعادة تعمير مناطق النازحين. وتستعد اللجنة لكتابة تقريرها النهائي الذي سيرفع الى مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل ويحدد مدى تنفيذ الحكومة لالتزاماتها تجاه قرار صادر من المجلس يعطي الخرطوم مهلة ثلاثين يوما لتسوية الاوضاع في دارفور. وعلى ضوء التقرير سيقوم المجلس باصدار قرار جديد حول دارفور. وأعلن في أعقاب اجتماع عقد في الفاشر لاطلاع الوالي عثمان محمد كبر وحكومته على التقييم الذي وضعته اللجنة حول التقدم الذي تحقق في ولاية شمال دارفور، بأن «التقرير كان ايجابيا». وقال وزير الشؤون الانسانية ابراهيم محمود حامد، وهو رئيس الجانب الحكومي في اللجنة، ان تعاون الخرطوم مع الامم المتحدة عائد الى رغبتها بالوصول الى السلام، مشيرا الى ان اللجنة أثنت على الاجراءات المتخذة في مواجهة الازمة الانسانية. اما مندوب الجامعة العربية في اللجنة، الدبلوماسي السوري زيد الصبان فنقل لـ«الشرق الأوسط» عن اللجنة قولها انها لمست تقدما ملحوظا لجهة تنفيذ الالتزامات، موضحا ان «اسئلة مفصلة طرحت على الجانب الحكومي لعدم التأكد من بعض الادلة». وقال وزير الشؤون الانسانية في تصريحات للصحافيين «نحن الحكومة السودانية لنا مفهومنا في العمل مع الامم المتحدة، وهو ان هذا العمل يهدف للوصول الى سلام وليس مجرد مناقشات لتقييم الوضع أو محاسبات». واضاف ان «الوضع الامني ممتاز وقد سافرنا من الفاشر الى طــويلة (مع اللجنة المشتركة امس) التي تبعد عنها 60 كلم وشاهدنا رجالا ونساء يزرعون حقولهم ويمارسون أعمالهم العادية، وعندما سألناهم قالوا انهم لم يتعرضوا لشيء (أعمال عنف)». وشدد على ان «هذا دليل ملموس على ان الوضع الامني ممتاز». وزاد ان «نائب المنسق للشؤون الانسانية (ايريك دي مول رئيس ممثلي الامم المتحدة في اللجنة) قال ان الوضع الانساني ممتاز وجيد ويدل على ان جهودا كثيرة قد بذلت لمعالجة الازمة، كما قارنه بأوضاع دول اخرى مشابهة معتبرا انه الافضل منها». ومن جهته قال الصبان لـ«الشرق الأوسط»، ان «رئيس اللجنة (دي مول) أكد بأننا وجدنا بلا شك تقدما في عدد من الامور، وخاصة من النواحي الانسانية، وهذا يعتبر دليلا على حسن نية (الحكومة)». واضاف ان اللجنة وجهت «اسئلة تفصيلية للوالي وقد رد عليها، كما أننا طلبنا معلومات اضافية لأننا لم نستطع التأكد من بعض الادلة». وزاد كان «هناك جو إيجابي جدا سواء من جانب اللجنة او الحكومة، والجميع كانوا سعداء بنهاية الاجتماع». وتابع: «ان الجانب الرسمي تلقى ملاحظات كانت أحيانا مفصلة، وقد وعد الوزير والوالي بمتابعتها». وأردف ان تأخيرا حصل بخصوص بعض التفاصيل «ونقدر ان الحكومة قد أخذت على عاتقها بأن تقوم بما في وسعها لمعالجة ذلك، وقد تفهمنا سبب التأخير لأن المهلة التي منحت لهم كانت قصيرة لا تتجاوز 10 أيام».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com