افتتاح مفاوضات «أبوجا» لحل أزمة إقليم دارفور السوداني برعاية الرئيس النيجيري وحضور مسؤولين عرب وأفارقة
سودانيز اون لاين 8/24 1:43am
افتتحت في مدينة «أبوجا» بنيجيريا مفاوضات من اجل إحلال السلام في إقليم دارفور المضرب الذي أدى الصراع فيه الى نزوح نحو مليون ونصف المليون شخص من ديارهم وتسبب في مقتل 50 ألفا. وقال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري اوليساجون اوباسانجو في خطاب الافتتاح ان المفاوضات التي يشارك فيها وفد عال المستوى من الحكومة السودانية وحركتين مسلحتين في دارفور بالإضافة الى مسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وبرعاية الاتحاد الأفريقي، تهدف الى «إطفاء حريق متأجج في بلد أفريقي». وقال «اننا مجتمعون هنا، لان احد منازلنا في أفريقيا يحترق». وأضاف «اننا هنا، لاننا قلقون». ودعا ابوسانجو الحكومة السودانية بنزع سلاح ميليشيا «الجنجويد» الموالية لها، والسماح بنشر 2000 جندي أفريقي لحفظ السلام في دارفور. واستبقت الحكومة السودانية الجلسة الافتتاحية برفض عرض بقيام قوات افريقية بنزع سلاح «المتمردين» في دارفور قبيل بدء المحادثات، وأصرت الحكومة على انها «قادرة على نزع سلاح الميليشيا الموالية للحكومة وقوات المتمردين في الإقليم» الغربي المضطرب. وقال مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني الذي يرأس وفد الخرطوم الى أبوجا، انه ليست هناك ضرورة لإرسال قوة سلام تابعة للاتحاد الأفريقي الى المنطقة، مشيرا الى ان الخرطوم قادرة على إرساء الأمن. وقال أمام الصحافيين «سنقوم بتجريد الحركة المتمردة من سلاحها ومعها الجنجويد والميليشيات الأخرى». ومن جانبه رفض مسؤول من حركة العدل والمساواة، وهي إحدى حركتين تشاركان في المفاوضات، الاقتراح الحكومي بنزع سلاحهم، وطالب الاتحاد الأفريقي بإجبار الخرطوم على اتخاذ الخطوة الأولى نحو السلام في المنطقة. وقال أبو بكر حامد النور انه لن يكون بامكانهم السماح لعدوهم بنزع سلاحهم. وأضاف ان «القوات السودانية ما زالت تقتل المتمردين وتقصفهم». واقترح الرئيس النيجيري في تصريحات قبل المحادثات «استخدام قوات من الاتحاد الأفريقي لنزع سلاح المتمردين» في إطار صفقة تتضمن قيام الخرطوم بنزع سلاح الميليشيا الموالية لها والمعروفة باسم الجنجويد. وأضاف «الحكومة ربما لا تكون قادرة على نزع سلاح المتمردين سلميا. وهذا هو المجال الذي ستكون فيه جهود الاتحاد الأفريقي لازمة». وتأتي المحادثات التي يستضيفها الاتحاد الأفريقي في أعقاب جهود مكثفة من جانب الحكومة السودانية للتدليل على انها تتصدى لميليشيات «الجنجويد». ويمثل الحكومة السودانية في هذه المحادثات وزير الزراعة مجذوب الخليفة، وهو شخصية مهمة في الحكومة، بينما أرسل الفصيلان المسلحان في دارفور كبار مفاوضيهما. ويشارك في المحادثات عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، وعلي التريكي مبعوث الزعيم الليبي معمر القذافي، ومراقبون من المفوضية الأوروبية، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، واريتريا. من جانبه طالب رئيس حركة العدل والمساواة بتقديم كلا من الرئيس السوداني عمر البشير والنائب الأول علي عثمان محمد طه الى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي كشرط أساسي للاستمرار في المفاوضات مع الحكومة السودانية. وقال الدكتور خليل إبراهيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لن ندخل اي تفاوض سياسي مع الخرطوم قبل تفكيك مؤسسة «الجنجويد» نهائيا ونزع أسلحتهم والسماح بإجراء تحقيق دولي محايد في كافة دارفور وتقديم كل من يشتبه في إدانته لمحكمة جرائم الحرب الدولية بما في ذلك 20 من المتورطين في القصر الجمهوري من مجموعة 36 شخصاً وعلى رأسهم البشير وعلى عثمان طه»، مضيفاً «لن نستمر في المفاوضات إذا لم يحاكم هؤلاء». واشترط خليل أيضا حظر الطيران الحكومي والالتزام بوقف إطلاق النار وانسياب الإغاثة خصوصاً عبر الأراضي الليبية ووفاء الحكومة السودانية بالتعهدات التي قطعتها للمجتمع الدولي. وكشف ان حركته ستطالب بوسطاء آخرين اذا تولى الرئيس السوداني رئاسة الدورة المقبلة للاتحاد الأفريقي الشهر المقبل. وقال «نناشد الاتحاد الأفريقي ان يختار رئيسا آخر للدورة المقبلة والا سنضطر الى البحث عن وسطاء آخرين غير الاتحاد الأفريقي». ووصف الحكومة السودانية بعدم الجدية في المفاوضات الحالية. وقال «الحكومة غير جادة بدليل اختيارها لوفدها المفاوض الذي يرأسة مجذوب الخليفة».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com