محادثات السلام في دارفور تبدأ بالخلاف على نزع السلاح
سودانيز اون لاين 8/23 11:06pm
من دينو ماهتاني ابوجا - رويترز خيمت سحابة من الشكوك على محادثات السلام السودانية التي بدأت في نيجيريا الاثنين حيث رفضت الخرطوم اقتراحا بان تتولى قوات من الاتحاد الافريقي نزع سلاح المتمردين في منطقة دارفور التي يمزقها الصراع في غرب البلاد. وقال الرئيس النيجيري اولوسيجون أوباسانجو وهو رئيس الاتحاد الافريقي ويستضيف المحادثات في ابوجا ان من الضروري اضطلاع قوات الاتحاد الافريقي بذلك لان القوات السودانية لا يمكنها نزع سلاح المتمردين دون وقوع مزيد من القتال. وقال كبير مفاوضي الحكومة السودانية وزير الزراعة مجذوب الخليفة قبل بدء المحادثات مع حركتي التمرد في دارفور لا اعتقد ان هناك حاجة لذلك.. في وقت واحد سنقوم بنزع سلاح حركات التمرد والجنجويد والميليشيات الاخرى. وسارع مسؤول كبير باحدى حركتي التمرد الى رفض موقف الحكومة السودانية. وقال ابو بكر حامد النور منسق حركة العدل والمساواة وهي احدى جماعتي التمرد اللتين تشاركان في المحادثات ان المتمردين لا يمكن ان يسمحوا لعدوهم بنزع سلاحهم. واضاف ان القوات السودانية ما زالت تقتل المتمردين وتقصفهم. وقال مندوبون ان المحادثات الرسمية بين الحكومة والمتمردين اليوم الاثنين بدأت بعرض كل جانب لموقفه. وبعد ذلك اتفق الجانبان على جدول اعمال يشمل قضايا سياسية وامنية وانسانية وتنموية لمعالجتها. ومن المنتظر ان يستأنف الجانبان المحادثات في الساعة 1100 بتوقيت ابوجا 1000 جمت اليوم الثلاثاء. وكثفت الحكومة جهودها لاثبات انها تتصدى للميليشيا قبل ان تنقضي في 30 اغسطس اب المهلة التي حددها مجلس الامن لتحقيق تقدم على صعيد حماية المدنيين ونزع سلاح الجنجويد او مواجهة عقوبات محتملة. وقالت المجموعة الدولية للازمات ان مجلس الامن ينبغي ان يفرض على السودان قوة من الاتحاد الافريقي تضم ثلاثة الاف جندي على الاقل وتكلف بحماية المدنيين وان يفرض عقوبات على مسؤولين حكوميين بعينهم. وقال تقرير المجموعة وهي جماعة من المحللين ان حكومة السودان كانت بعيدة عن التزام الصدق طوال الازمة وأنها ذات باع في الا تقول وتفعل الا ما يكفي لتفادي رد قوي من المجتمع الدولي. وقال اليكس دي فال مدير جماعة العدالة لافريقيا الحقوقية في لندن ان اقتراح اوباسانجو قد يكون اكثر جرأة مما يجب ومن المحتمل ان يكون قد احدث استقطابا في المناقشات قبل ان تبدا المحادثات. واضاف قائلا في هذه المرحلة كان من الافضل عدم طرح مقترحات جريئة من شأنها ان تستدعي الرفض. ووقعت الخرطوم يوم السبت اتفاقا مع الامم المتحدة لتشجيع النازحين على العودة طوعا الى مناطق امنة يحميها وجود مكثف للشرطة. وقال اليكس فينز رئيس برنامج افريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن لقد قدم السودان بالفعل تنازلا ما فيما يخص عودة اللاجئين وهو يعتقد انه فعل ما يكفي لتخفيف الضغط عليه. وقال مبعوث الامم المتحدة يان برونك الذي سيقدم تقريرا بخصوص مستوى التقدم المتحقق الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان حوادث القتل ما زالت مستمرة في دارفور لكن الحكومة تحاول تحسين الوضع الامني. وتقول الامم المتحدة ان الصراع ادى الى اسوأ ازمة انسانية في العالم ونزوح ما يزيد على مليون شخص من ديارهم حيث يعيش معظمهم في مخيمات متناثرة في شتى انحاء دارفور وفي تشاد المجاورة. وفي تصعيد للضغوط التي دفعت الحكومة والمتمردين الى مائدة المفاوضات قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه سيبرز مدى ما يشعر به المجتمع الدولي من قلق بخصوص الفظائع في دارفور خلال زيارة للسودان تبدأ اليوم الاثنين. وارسلت رواندا بالفعل 155 جنديا لحماية ممثلي الاتحاد الافريقي الذين يراقبون وقفا لاطلاق النار بين الحكومة والمتمردين في دارفور. ومن المقرر ان ترسل نيجيريا 150 جنديا اخرين هذا الاسبوع لكنها تفكر في ارسال ما يصل الى 1500 جندي. وعرضت دول افريقية اخرى الانضمام اليهما على الرغم من رفض السودان ارسال قوات لحفظ السلام الى اراضيه. وانهارت محادثات سابقة في يوليو تموز بعد ان طالب المتمردون بان تنزع الخرطوم سلاح الجنجويد كشرط مسبق. وقال فينز يبدو هذا تكرارا لما حدث في يوليو. لا يوجد بعد ما يشير الى وجود الارادة السياسية لتحقيق تقدم يعتد به.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com