البالمبو السودانية تفاجئ أصيلة وتسهر بها حتى الفجر
سودانيز اون لاين 8/22 8:29pm
أصيلة : «الشرق الأوسط» صحت أصيلة على حقيقة الايقاعات والموسيقى السودانية كما لم تفعل من قبل، فلقد خطفت فرقة «البالمبو» السودانية ألباب المشاهدين في عرضها أخيرا. وقبل الحفل الذي فاجأ مستواه الكثيرين، كان السؤال: هل يغني السودانيون وهل يرقصون، رغم ما نسمع من أزمات وأحوال؟ هذا احساس ساد أصيلة وجمهورها الذي يسمع كل يوم عما لحق بالسودان أخيرا من أزمات ومشاكل وتهديدات في غربه. ولكن على خلفية هدير أمواج الأطلسي حيث تتأرجح قوارب الصيادين المتعبة فوق سطح الماء، تجاوب جمهور أصيلة مكتشفا أبعادا وايقاعات افريقية جديدة، في عرض وصفه النقاد بأنه ملفت ونافذ، أو هكذا اتفق كل من حضر أداء فرقة البالمبو الشعبي، حتى أن التشكيلي المغربي عبد القادر الأعرج الذي تابع الحفل جهر قائلا «هذه الفرقة كان يفترض أن تغني في ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء» في إشارة إلى أكبر ملعب في البلاد. وتساءل البعض: هل كان على موسم أصيلة الثقافي أن يكمل 26 عاما حتى يصل هؤلاء القوم المبدعين؟ في ليلة السودان توقع الحضور حفلا لفرقة مغمورة. وطلب المنظمون من الفرقة أن تقدم عرضاً لا يتجاوز الساعة. وبدأت الفرقة ألحانها. ثمة شيء استثنائي. ثمة ألحان تهز الأعماق وتطرب النفوس. انطلق صوت عفاف مطربة الفرقة منهمرا مثل المطر. كانت تبدأ المقطع ويكمل زميلها سليمان في تناغم جميل. غنوا لحناً مشحوناً بالطرب. موسيقى عميقة وراقصة تلامس شغاف القلوب. ألحان قادمة بالفعل من أصقاع وآفاق غير مطروقة. ألحان تغني للحب للأرض للإنسان للغربة للرمال وللنيل شريان البلاد. ثم لحن تلو لحن من منطقة إلى أخرى من مناطق السودان. مناطق، حسب الناس أن الحروب والكوارث الطبيعية والنزوح شغلتها عن فنونها. ولكن.. اتحدت فرقة البالمبو (وهو اسم لآلة موسيقية ايقاعية شعبية) وهي تقدم لحناً جماعياً وترقص. الشباب يطلقون الصيحات والفتيات يطلقن الزغاريد. وبدأ الجمهور يتوافد على قاعة مركز الملتقيات التي امتلأت وفاضت. وانفعل الجمهور كثيرا وراح يصفق ويغني ويرقص مع الفرقة، وظل واقفا. ولعلها المرة الأولى الذي يتابع فيها جمهور فرقة تغني وهو واقف... سياح أوربيون كانوا هناك رقصوا أيضاً كثيراً. القاعة رقصت وتمايلت. وتصاعدت الألحان وتعالت أصوات مفعمة بالحيوية والفرح، القاعة تهتز طرباً وفرحاً ونشوة. والحفل، الذي كان مقرراً له ساعة فقط ، «حتى لا يمل الجمهور ويترك القاعة» تواصل حتى الفجر. ستة شبان وثلاث شابات، نقلوا رسالتهم تلك الليلة لجمهور موسم أصيلة الثقافي: ثمة سودان آخر خلف العتمة. سودان الفرح والبشاشة والجمال. سودان مبدع يغني ويرقص ويطرب.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com