المفاوضات بين الحكومة السودانية ومسلحي دارفور تبدأ اليوم
سودانيز اون لاين 8/22 7:58pm
الخرطوم: اسماعيل ادم القاهرة: «الشرق الأوسط» تنطلق اليوم في العاصمة النيجيرية ابوجا المفاوضات بين الحكومة السودانية ومسلحي دارفور وسط زخم سياسي واعلامي كبير يصاحب الجلسة الافتتاحية التي يرأسها الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو ويشهدها عدد من الرؤساء الافارقة والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وفي الخرطوم قالت الحكومة السودانية ان ترتيبات المفاوضات «حتى الآن» لا تستدعي سفر الرئيس عمر البشير الى ابوجا اليوم، واكدت انها تذهب الى ابوجا «بقلب مفتوح وعقل مفتوح» وتحمل رؤى وافكارا لحل مشكلة دارفور ذات بعد سياسي وامني وانساني في طار الحكم الفدرالي في السودان». واعلنت الحكومة بمناسبة المفاوضات تخفيض استعداد «قوات الدفاع الشعبي» بنسبة «30%» لتأكيد«حسن نيتها في التسوية السليمة لقضية دارفور». وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل «رغم ان ترتيباتنا مكتملة في ابوجا ولكن اذا شعرنا انه من المناسب ان يسافر الرئيس البشير سيحدث ذلك، ولكن حتى الآن لا يوجد شي من هذا القبيل، فيما قال احمد هرون وزير الدولة بوزارة الخارجية ان سفر البشير الى ابوجا تحكمه اعتبارات ليست من بينها تخوفات امنية على سلامته، وقال «نحن نتوجه الى ابوجا بقلب مفتوح وقلب مفتوح للتوصل الى الحل السياسي للمشكلة». ويرأس الوفد الحكومي الى المفاوضات الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني والامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي قال في تصريحات صحافية امس انهم يتوجهون الى ابوجا وفي معيتهم انجازات على الارض في دارفور في المجالين الانساني والامني على وجه الخصوص. واضاف «نحن نذهب بارادة وتفويض شامل لتحقيق السلام في دارفور استنادا الى رؤى وافكار نحملها لحل مشكلة دارفور ذات بعد سياسي وامني وانساني في طار الحكم الفيدرالي في السودان». واعطى البشير الوفد الضوء الاخضر في اجتماع معه ليل اول من امس، وقال الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي الى ابوجا ابراهيم محمد ابراهيم ان الرئيس اطمأن لاستعداد الوفد وزوده ببعض النصائح. ومضى المتحدث باسم الوفد ليقول ان الاعداد لهذه الجولة تم منذ وقت مبكر وبشكل جيد، وتم تفويضه بشكل كامل لانهاء التفاصيل كافة واتخاذ القرار في القضايا المطروحة على جدول الحوار، واعرب عن امله في ان يأتي وفد الطرف الآخر بذات التصميم والجدية التي يتحلى بها مفاوضو الحكومة. ويضم الوفد الحكومي: اللواء عبد الله صافي النور الوزير بمجلس الوزراء، ونجيب الخير عبد الوهاب وزير الدولة بالخارجية، ومحمد يوسف عبد الله وزير الدولة للشؤون الانسانية، وميرغني عبد الله وزير الدولة بالرعاية الاجتماعية، والدكتور بشير آدم رحمة الاستاذ بجامعة الخرطوم، واللواء شرطة احمد حامد، وبدرية عبد الرحمن في اتحاد المرأة، بجانب الامين العام للمجلس الوطني ابراهيم محمد ابراهيم، ويتوقع ان يلحق بالوفد خلال الايام المقبلة وفد شعبي رفيع يضم عدداً من زعماء الادارة الاهلية ومنظمات المجتمع المدني. وفي القاهرة، اعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قبيل مغادرته مصر إلى أبوجا أمس للمشاركة في أعمال افتتاح جولة المفاوضات السياسية بين الحكومة السودانية ومسلحي دارفور، بأن هناك اتفاقا عربيا ـ أفريقيا يحظى بموافقة الامم المتحدة بشأن إعطاء الوقت الكافي والمناسب لحل أزمة دارفور. وقال موسى «لقد دعيت الجامعة العربية للمشاركة في المفاوضات كمراقب، وإننى تلقيت دعوة من الرئيس النيجيرى أوليسيجون أوباسانجو للحضور شخصيا لاجراء بعض المشاورات بشأن أزمة دارفور، كما أجريت اتصالات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان وعدد من وزراء الخارجية منهم وزير خارجية بريطانيا جاك سترو للتشاور في بعض الامور». وفي هذا الصدد، قال حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة إن ممثلاً للجامعة سيتوجه الى الخرطوم في غضون اليومين المقبلين للمشاركة بصفة مراقب في أعمال لجنة التنفيذ المشتركة التي تضم كلاً من الحكومة السودانية والأمم المتحدة والمعنية بتنفيذ خطة العمل المتفق عليها بين الطرفين لتحسين الوضع في دارفور. وفي نفس الاتجاه، قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان حكومته مستعدة لاسوأ الاحتمالات في مجلس الامن بعد انتهاء المهلة الممنوحة لها لتسوية الاوضاع في دارفور. وجدد الوزير في مؤتمر صحافي امس ان الحكومة نفذت «الكثير جداً» من التزاماتها حيال القرار، وقال ان التنظيم النهائي للاوضاع في دارفور في سياق تنفيذ «خطة عمل دارفور» الموقعة بين الحكومة والامم المتحدة يظهر بعد زيارة مشتركة بين الطرفين الى الاقليم في الفترة من 26 ـ 29 اغسطس، وقال ان نتائج هذه الزيادة هي التي سيقدم على اساسها التقرير الى مجلس الامن. واضاف «اذا كان مجلس الامن منصفاً في تقييمه سيقول ان السودان متعاون وبالتالي يجب ان يمنح الفرصة لمواصلة العمل»، ولكن الوزير اسماعيل توقع «سيناريوهات اسوأ تنهض بها الدول التي لها اجندة». وتابع متهما تلك الدول «بانها قد تنجح في تمرير السيناريوهات الاخرى». وانتهز وزير الخارجية الفرصة ليوجه هجوماً شديداً على الكونغرس الأميركي وقال انه «من المؤسسات المعادية للسودان وان قرارته عن السودان لا تستند الى المعلومات الصحيحة والحقائق». وتحدث وزير الخارجية عن عمل مضاد للحكومة في معسكرات اللاجئين بتصوير فيلم يلفق حدوث اغتصاب في المعسكرات، وقال «هؤلاء لا يهمهم ان يصيبهم اي شيء بإلصاقهم بهذه الافعال والتهم». وشدد على ان هناك «مجموعات داخل المعسكرات تعرقل تنفيذ الاتفاقات». واعلن اسماعيل ان حكومته بدأت اتخاذ الاجراءات الصحيحة للتأكد من السلامة الصحية للقوات الرواندية وغيرها من التي وصلت إلى دارفور لحماية مراقبي وقف اطلاق النار. وقال «اذا ثبت ان هناك قوات مصابة بالامراض او ان اجراءاتها الصحية لدخول السودان غير سليمة فان الحكومة تستطيع ان تطرد عناصرها فوراً». ورداً على اسئلة الصحافيين هاجم الوزير اسماعيل القائم بالاعمال الأميركي بالخرطوم بشأن تصريحات اخيرة له حول الاوضاع في دارفور، وقال «ليس هو الشخص الذي يحدد للحكومة نوعية السلاح الذي تشتريه او حركاتها في هذا الخصوص». وكان القائم بالاعمال الأميركي في الخرطوم قال ان الحكومة السودانية عليها الا تطلب مساعدة من المجتمع الدولي لتسوية الاوضاع في دارفور وهي تقوم بشراء طائرات ميغ بمبلغ 300 مليون دولار. من جهة اخرى قالت مجموعة الازمات الدولية في تقرير لها من بروكسل حول ازمة دارفور «أصبح من الأمور المعترف بها أن إقليم دارفور بغرب السودان يمثل مأساة إنسانية من الطراز الأول. ولكن استجابة المجتمع الدولي اتسمت بالبطء وعدم الكفاية. ويتوجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات حازمة بحلول الثلاثين من أغسطس الحالي ضد حكومة الخرطوم التي تعاملت بنية سيئة منذ بداية الكارثة، وأن يشجع الأتحاد الإفريقي على متابعة جهوده لتحسين الأوضاع على الأرض والوصول إلى تسوية سياسية. ويبدو أن الوعي ما يزال ضعيفا بأن وضع دارفور يمثل تهديدا مباشرا للسلام الذي تم التوصل إليه أخيرا في الجنوب، كما أنه يمكن أن يهدر الفرصة الأخيرة لأكبر قطر في أفريقيا وربما أغناها، للمحافظة على وحدته وتماسكه. وإذا لم تبذل كثير من الجهود على الجبهتين; جبهة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان، وجبهة السلام والاستقرار، فإن الأمر لن يتوقف على موت مئات الآلاف من البشر فحسب، بل يمتد إلى زعزعة الاستقرار الذي لا يهدد السودان وحده بل يهدد جيرانه أيضاً».
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com