سودانيز اون لاين 8/22 7:42am
ساني ديليبة - رويترز الله وحده هو الذي أنقذنا عندما هاجمنا الجنجويد. اضطررنا للسير على الاقدام للوصول الى مكان امن وقتل 12 رجلا. كانت هذه كلمات كلثوم عيسى عبد الله التي عادت الان الى مسقط رأسها في منطقة دارفور المضطربة . وكلثوم واحدة من الاف نزحوا عن ديارهم فرارا من الهجمات التي كانت تشنها ميليشيا الجنجويد قبل ثلاثة أشهر على بلدة ساني ديليبة وبدأوا يعودون تدريجيا لرعاية محاصيلهم واعادة بناء حياتهم. والبلدة الواقعة في ولاية جنوب دارفور واحدة من بين 12 نقطة وعد السودان الامم المتحدة بجلعها منطقة امنة للاجئين التزاما بقرار مجلس الامن الدولي الصادر في 30 يوليو تموز. وطغت مشاهد الاكواخ الجديدة التي يجري بناؤها على مشاهد أطلال المنازل المحترقة التي تعيد الى الذهن دائما الهجوم الذي أدى الى نزوح السكان. وبدأ الاطفال الصغار في الذهاب الى دور الحضانة وستعاود مدرسة البلدة فتح أبوابها في اكتوبر تشرين الاول بعد الموعد المعتاد. لم يقتصر الامر على هذا بل وضع السكان شبكة للكرة الطائرة قدمتها لهم هيئة اغاثة حكومية. وقال سكان والشرطة المحلية التي وصلت في الاول من يوليو لتأمين المنطقة ان أكثر من خمسة الاف عادوا الى ساني ديليبة. وأغلب هؤلاء من السكان الاصليين في حين جاء عدد محدود من قرى أخرى للاستقرار في هذه الارض الخصبة. ووقع السودان امس السبت اتفاقا يهدف الى ضمان العودة الطوعية لاكثر من مليون شردهم القتال في دارفور بعد أن قال ثوار وعمال اغاثة ان السلطات حاولت ارغام البعض على العودة. وتنفي الحكومة السودانية هذه المزاعم. ومن الممكن أن يواجه السودان عقوبات دولية في حالة فشله في اقناع مجلس الامن بحلول نهاية الشهر الجاري بأنه يتخذ اجراءات لتحسين الوضع الامني في دارفور. وفي ساني ديليبة بدت عمليات العودة طوعية. وقال النور جادير 40 عاما انه لم تقع هجمات منذ أن عاد الى أرضه قبل شهر. وأضاف أنه كره العيش في مخيم لللاجئين. وقال عدت من أجل هذه الارض.. انها أرضي. كان كل همي عند عودتي هو الارض.. لم أكن أفكر في شيء اخر ولم أكن أرغب في العيش في مخيم... جئت الى هنا لانني سمعت من الحكومة أن هذه المنطقة امنة. وبعد سنوات من الصراع بين قبائل بدوية من أصل عربي وسكان من ذوي الاصول الافريقية على الموارد النادرة بالمنطقة حملت جماعات متمردة السلاح في فبراير شباط من العام الماضي متهمة الحكومة بتسليح ميليشيا الجنجويد لنهب واحراق القرى التي يقطنها سكان من أصل افريقي في حملة تطهير عرقي. وتنفي الخرطوم هذه الاتهامات وتقول ان أفراد الجنجويد خارجون عن القانون ولا يمكنها السيطرة عليهم. وتصف الامم المتحدة الاضطرابات في دارفور بأنها واحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم. وتم التوقيع على هدنة هشة بين الخرطوم والمتمردين في ابريل نيسان ولكن الجانبين تبادلا الاتهامات منذ ذلك الحين بانتهاك الهدنة. وبالرغم من عدم تعرض سكان ساني ديليبة لهجمات وشعورهم بقدر أكبر من الامان مع وجود 150 من أفراد الشرطة مازالت مشاعر الريبة تجاه البدو العرب قائمة. قالت حليمة موسى سليمان البالغة من العمر 30 عاما رأينا عربا صباح اليوم.. مر بنا بعض العرب ممتطين جمالهم ومعهم حيواناتهم ولم يفعلوا بنا شيئا. مروا بنا فقط في طريقهم ولم نستوقفهم. وقال محمد عبد السلام محمود الرجل الثاني في تسلسل قيادة قوات الشرطة في المنطقة ان السكان ما زالوا خائفين من البدو حتى وان لم يكونوا من الجنجويد. وأضاف يقول الناس.. ما حدث يدفعنا للخوف اذا رأينا أحدهم يمتطي جملا حتى وان لم يفعل شيئا. وأردف قائلا انه ما زالت هناك نزاعات حول أراضي الرعي. قال يعقوب أحمد أبو ريا العائد من حقله حقولي ليست امنة. هناك رجال يمتطون جمالا يطلقون حيواناتهم لترعى بين المحاصيل واذا تحدثنا اليهم سيكيلون لنا السباب. وأضاف أنه لم يتعرض لاي هجوم ولم يسمع بوقوع هجمات. وقال محمود هذا يتعلق بممرات الرعي المؤدية الى الاراضي الزراعية وهي قضية سبقت الصراع الحالي ونحن نتعامل معها. لدينا عدة شكاوى. ولا يكترث السكان بالوضع الامني قدر اهتمامهم بالحصول على الاسرة والاوعية والادوات المنزلية التي فقدوها خلال هجمات الجنجويد. قالت خليجة ادم سالم البالغة من العمر 60 عاما لم نسمع بوقوع هجمات. نتوجه الى محاصيلنا ونجمع الحطب. لا يوجد شيء.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com