جماهير شعبنا الأبية ... نساء السودان الصامدات ...
يوافق هذا اليوم السادس عشر من أغسطس الذكرى الخامسة لانطلاقة عمل التحالف النسوي السوداني من الداخل .. نقف عندها اليوم وبلادنا تمر بمنعطف خطير يهدد وحدة وهوية وكيان هذا الوطن وتشهد فيه جماهير شعبنا في دارفور أسوأ كارثة إنسانية مرت بالبلاد ، مدركين تماما لمسؤولية النظام الإرهابي الشمولي الكاملة عن هذه الأوضاع بسياساته الخرقاء و العنصرية التي أوصلت البلاد على حافة الهاوية والتي كرس بها لدولة السودان القديم في أبشع كياناتها ...
نجدنا اليوم نعايش وبأسف شديد معاناة المراة في دارفور بشكل خاص .. من جراء الحرب ومن جراء السلوك الشاذ و الدموي لمليشيات النظام وأتباعه .. وإننا إذ نقف عند هذه الأوضاع المزرية التي تمر بها البلاد ندعو جماهير شعبنا وكافة القوى السياسية بتجنب الفخ الذي نصبه النظام الإرهابي الشمولي لنا وللعالم بأسره بتعليق الفظائع والأهوال في دارفور الصمود على شماعة "الجنجويد" مخفيا وجهه القبيح وسلوكه الإجرامي خلفها ، ولتكن الدعوة لان تهب رياح التغيير التي تقتلع هذا المسخ من جذوره وتدك بقوة وصلابة شعبنا دولة السودان القديم الشائهه ... فالحلول الثنائية فشلت في حقن دمائنا و النوايا الطيبة و الأيادي الممتدة بالسلام كانت قاصرة عن أن تشمل أجزاء أخرى مهمشة من بلادنا ... يبقى أن يتواصل نضالنا بكل الوسائل المتاحة وحتى إقرار الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة و التي نتساوى عندها بقدر انتمائنا لهذا الوطن دون أي تمييز.
جماهير شعبنا الأبية ... نساء السودان الصامدات ...
لقد ظللنا في التحالف النسوي السوداني وعبر مسيرة عملنا نبشر بمفاهيم السودان الجديد وندعو المراة السودانية بشكل خاص لان تلعب دورها في إحداث التغيير الواعي الذي يقوم على أنقاض العادات والتقاليد البالية و الذي يؤكد على القيم الإنسانية الراقية في ثقافات شعبنا ، وظللنا ندعوها بشكل خاص للثورة ضد الإقصاء السياسي الذي ظل يمارس وبتكرار مخل عبر تاريخ الدولة السودانية الحديثة وعبر مسيرة قوانا السياسية بما فيها الآن القوى المنضوية تحت التجمع الوطني الديمقراطي ... فما الإصرار على تغييب المراة عن أن تلعب دورها في اتخاذ القرار حول مستقبل بلادنا و الذي عايشناه في فصول اتفاقية السلام الأخيرة وللأسف الشديد تكرر في اجتماعات هيئة القيادة الأخيرة كما سالفاتها في وقت كنا كنساء ندرك أهمية هذه الاجتماعات في تحديد ملامح السودان ما بعد الاتفاقية .. ما كان ذلك إلا دليلا قاطعا على قصور الذهنية السياسية عن إدراك أن المراة عضو مناصف في المجتمع ومن حقه تقرير مصيره ومصير الأجيال القادمة له...
إننا في التحالف النسوي السوداني ندين وبشدة هذا الإقصاء ومن قبل القوى الوطنية بشكل خاص ، وندعو المناضلات السودانيات للوقوف وبصلابة ضد هذا التهميش النوعي داخل أحزابهن و انتزاع حقوقهن السياسية كاملة ودون مواراة .
جماهير شعبنا الأبية ... نساء السودان الصامدات ...
إننا في التحالف النسوي السوداني وإذ نثمن مواقف كافة الشعوب الصديقة و المحبة للحرية و الديمقراطية و الداعمة لقضايا شعبنا العادلة ، ندين اليوم وفي هذه الذكرى ما يمارس من قبل السلطات الاريترية ضد مجموعة من خيرة أبناء هذا الوطن من تجويع وتشريد واعتقال .. دعما من السلطات الاريترية لمجموعة منشقة نبذت كل ما ظل يقدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات وما حملوه من مفاهيم للسودان الجديد ،وباتت اثر ذلك هذه المجموعة مرفوضة تماما من قاعدة تنظيمها ... إننا في التحالف النسوي السوداني نعلن رفضنا التام لتدخلات الحكومة الاريترية في الشئون الداخلية للقوى السياسية السودانية ، وذلك مع تقديرنا التام لما ظل يقدمه الشعب الإرتري لدعم قضايا شعبنا العادلة.
وأخيرا نؤكد في هذه الذكرى على أننا سنواصل النضال ودون أي مهادنة على درب أمنا الشهيدة زهراء وكل الشهيدات من اجل الحرية و العدل و المساواة من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة .. دولة السودان الجديد.
التحالف النسوي السوداني
الخرطوم
16/8/2004