سودانيز اون لاين 8/14 7:43am
القاهرة - رويترز يقول محللون ان الامال في أن يعزز اتفاق بين الحكومة السودانية ومتمردي جنوب السودان السلام في دارفور تلاشت وان الازمة في غرب السودان قد تؤدي بدلا من ذلك الى احباط الجهود الرامية الى انهاء الحرب الدائرة منذ 21 عاما في جنوب السودان. ومنذ أن بدأ متمردو دارفور انتفاضة منفصلة في غرب البلاد العام الماضي حققت الحكومة الاسلامية في الخرطوم ومتمردو الجنوب الذي تسكنه أغلبية مسيحية أو وثنية قفزات كبرى لانهاء الحرب في الجنوب التي أودت بحياة مليونين. لكن الحرب في دارفور التي تقول الامم المتحدة انها أدت الى أسوأ كارثة انسانية في العالم تلقي بثقلها الان أيضا على عملية السلام في الجنوب. قال دوجلاس جونسون المتخصص في شؤون السودان في جامعة أكسفورد بانجلترا أطالت دارفور أمد المفاوضات في الجنوب. واستطرد قائلا سوفت الحكومة على ما يبدو في المفاوضات لاطول مدة ممكنة لترى ان كان في مقدورها استعادة السيطرة على دارفور قبل توقيع اتفاق سلام في الجنوب. وتزايدت الضغوط الدولية على الخرطوم للسيطرة على ميليشيا عربية تشن غارات سلب ونهب في دارفور ويقول المتمردون وجماعات حقوق الانسان ان الحكومة تستخدمها لطرد السكان غير العرب من المنطقة. وأمام الخرطوم التي تنفي الاتهامات أسبوعان كي تظهر لمجلس الامن الدولي جديتها في تحييد الميليشيا والا واجهت عقوبات بموجب قرار من الامم المتحدة. ويقول محللون ان الحافز الذي يدفع الحكومة السودانية لتوقيع اتفاق في الجنوب تاكل مع وجود هذا التهديد معلقا فوق رأسها. وعلى مدى العامين الماضيين توصلت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان حركة التمرد الرئيسية في الجنوب الى اتفاقات في قضايا صعبة من بينها تقاسم السلطة والثروة لكنهما لم يتفقا بعد على هدنة دائمة ولم يوقعا اتفاقا للسلام. وقالت الخرطوم انها كانت تتوقع اتفاقا بنهاية عام 2003. لكن حل مشكلة دارفور هو الان الشرط الرئيسي الذي تضعه واشنطن لتحسين علاقاتها مع الخرطوم التي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 1997. كذلك فان الاتهامات بأن الخرطوم تشجع التطهير العرقي في دارفور قد تردع الجيش الشعبي لتحرير السودان عن التقارب مع الحكومة. وبالفعل حذر جون قرنق زعيم الجيش الشعبي والذي سيشغل منصب نائب الرئيس بموجب اتفاقيات السلام من أن أزمة دارفور قد تقوض اتفاق الجنوب والشمال. وقال قرنق لرويترز في مقابلة الشهر الماضي لا يمكن بأي حال تحقيق سلام في جنوب السودان وشن حرب في دارفور في الوقت نفسه. وأصاب الصراع في دارفور المجتمع الدولي بصدمة حيث أدى الى مقتل ما يقدر بنحو 50 الفا وتشريد ما يزيد عن مليون وترك مليونين في حاجة الى مساعدات غذائية وطبية. وقال دبلوماسي في الخرطوم نظرا لان دارفور لاتزال تشكل مأزقا دوليا للبلاد لا اظن أن قرنق سيوقع /اتفاقا. وقال سيد الخطيب المتحدث باسم وفد الحكومة السودانية في محادثات السلام ان الازمة في دارفور غيرت اتجاه الضغوط الدولية لاسيما من واشنطن التي يقول الوسطاء انها كانت عاملا رئيسيا في حث خطى مساعي السلام في الجنوب. وقال الخطيب أعرف نوع الضغوط التي تعرضنا لها قبل ثلاثة أشهر للانتهاء من هذا الاتفاق في الجنوب. وأضاف لم يكن جنوب السودان في مقدمة جدول أعمال الذين اهتموا في وقت سابق بالمجيء والحديث الينا. غيروا بؤرة اهتمامهم نحو المشكلة في دارفور. لكنه قال ان التوصل الى اتفاق للسلام في الجنوب قد يمهد الطريق للسلام في دارفور حيث تتهم حركتا التمرد الرئيسيتان الخرطوم بتهميش المنطقة الفقيرة. والاتفاقات التي تم التوصل اليها بين الجيش الشعبي والحكومة على ادارة المناطق المتنازع عليها ستطبق على دارفور والولايات السودانية الاخرى بموجب التعديلات الدستورية بعد اتفاق السلام. وقال الخطيب ان الاتفاقات التي تم التوصل اليها بشأن ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ستكون نموذجا لجميع الولايات. وأضاف سيكون في مقدور الناس في دارفور انتخاب حكامهم وسيكون لهم رأي في كيفية ادارة مواردهم. ووافق الجيش الشعبي على أن عناصر من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الجنوب يمكن أن تطبق كذلك في دارفور وأن وجود متمردين سابقين في الحكومة قد يلطف من سياساتها. قال سامسون كواجي المتحدث باسم الجيش الشعبي بعض الناس في النظام ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوداني. حدث ذلك في الجنوب... ويحدث الان في دارفور. واستطرد قائلا ربما يساعد وجود جيش التحرير الشعبي في الحكومة في تلطيف هذا التطرف.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com