شركة ألمانية تشيد خطا للسكك الحديدية من كينيا لجنوب السودان
سودانيز اون لاين 8/1 7:14am
من أولريكه كولترمان نيروبي - د ب أ أطلق العامل الكيني ساقيه للريح وهو يصرخ لدى رؤيته الاسد "سيمبا سيمبا". ولكن الاسد كان له تفكير آخر واستقر رأيه في نهاية المطاف على حمار سيوفر له بالتأكيد كميات أكبر من اللحم. رجل آخر قفز في صهريج مياه وأمضى ساعات طوال يحاول النجاة بنفسه من مخالب الاسد الذي راح يضرب فتحة الصهريج بقوة. كان بناء أول خط للسكك الحديدية في كينيا يوم عيد للاسود أو "تسافوس مان ايترز" كما يطلق عليها. فقد مزقت الوحوش الضارية أجساد نحو 130 عاملا وحولتها إلى أشلاء وأثر بعد عين. وبعد نحو مئة سنة تعمل شركة ألمانية على تجديد الطريق القديم الذي سيمتد إلى جنوب السودان. يقول ستيفن رالفز ممثل شركة تورميلن التي تتولى بناء الخط الحديدي "لم يعد لدينا أية مشاكل بالنسبة للاسود ولكن قد توجد مخاطر في بعض الاماكن". كان رالفز يتحدث ضمنا عن تلك المنطقة المتخلفة في السودان. فالبلاد تواجه مهمة هائلة بعد نحو 20 عاما من الحرب الاهلية بين الحكومة السودانية والمتمردين من غير العرب في الجنوب. فليس ثمة طرق ولا كهرباء ولا إمدادات من المياه. يقول رالفز "ربما صار خط السكك الحديدية المزمع هذا هو شريان الحياة لجنوب السودان". ويولي الجيش الشعبي لتحرير السودان اهتماما كبيرا بهذا المشروع لانه يعنى إمكانية نقل البترول إلى الساحل. كانت الثروة البترولية في جنوب السودان واحدة من أسباب الحرب الاهلية. واتفق الجانبان خلال محادثات السلام على اقتسام عائدات البترول في المستقبل بالتساوي. وتتجه أنابيب البترول حتى الان من الجنوب إلى الشمال فقط. تمكنت شركة تورميلن من باد اولدسلو بشمال ألمانيا من الفوز بالعقد بسبب علاقات مالكها كلاوس تورميلن الشخصية بمسئول من الجيش الشعبي كوتيللو جارانج رينج المقيم في ألمانيا. وهو يحمل نفس اسم زعيم المتمردين ونائب رئيس السودان في المستقبل جون جارانج وهو مسئول عن الاتصالات الدولية للجيش الشعبي. وسيبدأ العمل في مشروع خط السكك الحديدية فور توقيع معاهدة السلام وإقامة حكومة الجيش الشعبي في جنوب السودان. والخط الحديدي الذي يمتد بطول 4000 كيلومتر وهو عبارة عن خط مفرد سيتكلف ثلاثة مليارات دولار وتريد الشركة تشغيل أعداد كبيرة من العمال المحليين. يقول رالفز "نريد إعادة تدريب المقاتلين السابقين على الاعمال الانشائية بالخط ومنحهم الفرصة لبداية جديدة". لكن الامر سيتطلب بالطبع خبراء سيجري استدعاؤهم من أوروبا التي ستجلب منها أيضا الالات وقدر كبير من مواد البناء. وسيكون الجزء الكيني من الطريق هو الاسهل بكثير. ويوضح رالفز الامر قائلا "إن الطريق البريطاني السابق وهو طريق مفرد سيتم استبداله بطريق أوروبي نموذجي". وسيكون بالامكان نقل مواد البناء والعمال على الطريق القديم أثناء عملية تشييد الخط. ويعني هذا المشروع في جنوب السودان تقديم عمل رائد حقيقي. وتوقيع معاهدة للسلام لن يكفل الامان لان التهديد الذي يواجهه العمال من الاسود الجائعة آكلة لحوم البشر حل محله تهديد من نوع آخر تمثله مليشيات السلب والنهب.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com