الحكومة تتجاوب مع الضغوط الدولية لكنها ترفض التدخل العسكري في دارفور
سودانيز اون لاين 4/8 5:44pm
القاهرة - ا ف ب ابدت الحكومة اليوم الخميس بعض التجاوب مع الضغوط الدولية من اجل انهاء المعارك في دارفور والسماح لمنظمات الاغاثة الانسانية بمساعدة مئات الالاف من اللاجئين ولكنها رفضت اي تدخل عسكري دولي في هذه المنطقة. وصرح وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الجيش السوداني سيقوم "بمحاصرة اي مجموعة او قوات خارج القوات المسلحة تقوم باي محاولات لايذاء المدنيين او تعطيل وصول الاغاثة وستتم السيطرة عليها" في اشارة الي ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة. واضاف الوزير ان السلطات الحكومية شكلت لجنة وزارية للتأكد من "فتح ممرات للاغاثة" ومن انه سيتم توفير مأوى للسكان المتضررين من النزاع قبل حلول موسم الامطار في تموز/يوليو المقبل. وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان دعا أمس الاربعاء المجتمع الدولي الي "التحرك سريعا"، حتى بالوسائل العسكرية، في حال رفضت الخرطوم السماح بدخول المساعدة الانسانية الى دارفور، غرب السودان كما ندد الرئيس الاميركي جورج بوش بالاعمال "الوحشية" التي تجري في منطقة دارفور في السودان، داعيا سلطات الخرطوم الى وضع حد لها "فورا". وتجري حاليا مفاوضات في تشاد بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. ويقول تريس لويس وهو المدير المحلي في الخرطوم لمنظمة ميدير السويسرية التي تقدم مساعدات غذائية للسكان في دارفور ان "الطريق مايزال طويلا لتامين وصول الاغاثة الي مناطق النازحين رغم التقدم الذي حدث مؤخرا". وقال لويس في اتصال هاتفي ان المحصول الزراعي لن يحصد اذا لم يسمح للمزارعين الذين ينتمون اصلا الى قبائل افريقية سوداء بالعودة الي حقولهم التي طردتهم منها الميليشيا الموالية للحكومة. ويقول موظفون اخرون في منظمات اغاثة دولية ان حقولا وقرى بكاملها احرقت بالفعل. وتؤكد مرسيدس تاتيي، نائب مدير منظمة اطباء بلا حدود، التي عادت لتوها من غرب دارفور، ان المشكلات عديدة حتى في المناطق التي تعمل فيها منظمات الاغاثة، ففي مورنييه في ولاية غرب دارفور هناك طبيب واحد لكل 100 الف لاجئ. وتقول تاتيي التي تؤكد انها عالجت ثماني نساء تعرضن للاغتصاب ان حوالي 300 طفل في هذه المدينة يعانون من سوء تغذية حاد و1500 اخرين يعانون من سوء التغذية ويواجهون خطر الاصابة بوباء الحصبة المتفشي. وتضيف الطبيبة التي تم الاتصال بها في باريس ان رجالا ونساء واطفالا عولجوا في المستشفيات من اصابات باسلحة نارية واخرين من تعرضهم للضرب. ويمتد النزاع في ثلاث ولايات كبيرة هي غرب دارفور وجنوب دارفور وشمال دافور. وحسب اخر احصاءات الامم المتحدة فان ما يقرب من مليون شخص نزحوا بسبب المعارك وعبر حوالي 110 الاف نازح الحدود الي تشاد. وقد اندلع النزاع في شباط/فبراير 2003 بين القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد الموالية لها من جهة وحركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة من جهة اخرى. ويطالب المتمردون بتقاسم عادل للثروة مع المناطق الشمالية. وقال عثمان حميدة وهو سوداني يتراس المنظمة السودانية ضد التعذيب في اتصال هاتفي معه في لندن ان النزاع يجد جذوره في الخصومة بين قبائل العرب الرحل وبين المزارعين الافارقة ولكنه اتخذ مؤخرا طابعا عرقيا سافرا. ويتهم بعض مسؤولي الامم المتحدة الخرطوم ب"التطهير العرقي" ولكن موظفا من موظفي الاغاثة الدولية يعتقد ان الحكومة تتبع اسلوب الارض المحروقة حتى لا تترك للمتمردين اي مكان للاختباء. وقال هذا الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه "انني لا اتحدث عن ابادة جماعية ولا عن تطهير عرقي".
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com