يحيى حزب الأمة القومي بواشنطن جماهير شعبنا الحبيبة بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإنتفاضة أبريل المجيدة ويشيد بنضالها الدؤوب من اجل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، ومن اجل وطن حر جسمت على صدره دكتاتورية الإنقاذ خمسة عشرة عاما عجافا ما ترى فيهن سوى القهر والإرهاب والدجل.
لقد كانت انتفاضة ابريل تتويجا لنضال ومجاهدات شعبنا ضد الحكم المايوي البغيض حيث قدم حزبنا وكيان الأنصار مع جموع تنظيمات القوى الوطنية الأخرى رتلاً من الشهداء فداء للوطن و حريته، وكان فى مقدمة الشهداء الإمام الهادى المهدى وصحبه الميامين من الذين استشهدوا فى الجزيرة أبا و ود نوباوى. لقد ظل كياننا وخلال تاريخه الطويل يقدم الشهيد تلو الشهيد بلا مّن يكدره فى سبيل الحرية والديمقراطية. لقد استخدمت ديكتاتورية مايو البائدة كل انواع القمع ضد شعبنا ولكن كان لابد لقيد الظلم أن ينكسر، ولدجى الليل ان ينجلى فجراً ديمقراطياً، ولارادة الشعب الذى لا يقهر أن تنتصر. فلا غرو ان وقف التاريخ فى فجر السادس من ابريل العظيم إجلالاً لعظمة شعبنا الأبى. غير ان قوى الشر والظلام وربائب وأشباح النظام المايوي المباد تآمروا بليل وأخذوا الشعب السودانى على حين غرة وأطاحوا بنظامه الديمقراطى المنتخب فى ليلة الثلاثين من يونيو1989 المشئومة.
لقد كان الهدف من الإنقلاب الذى دبره ما يسمى بحزب الجبهة الإسلامية القومية آنذاك هو حكم البلاد وفق مشروعه المسمى بالحضاري والذي لم يثمر غير تأجبج نيران الفتن والعصبية. لقد كانت أولى ثمار الانقلاب إذكاء الصراع الدينى فى البلاد و اعلان الجهاد على أبناء الوطن فى جنوب الوطن، ولم يكتف أهل المشروع الحضاري بمحاولة قهر المخالفين لهم فى الرأي بل امتد مشروعهم القمعي لإقليم دارفور، ذلك الجزء العزيز من الوطن الذى دافع ابناؤه عن وحدة البلاد فى ظل كل الحقب وكانوا فى طليعة الذين ساهموا في تأسيس الدولة السودانية الحديثة.
تمر ذكرى الإنتفاضة والأهل فى دارفور يعانون من ويلات الحرب المفروضة عليهم بواسطة حكومة الانقاذ وعملاؤها المحليين من عصابات النهب، وكانت نتيجة كل ذلك ان قتل الآلاف، ونزح ولجأ ما يقارب النصف مليون مواطن من ديارهم محلياً والى دول الجوار فى مشهد تتقطع له القلوب مما أدى الى التدخل الدولي لوقف هذه المأساة الكبرى.
تمر ذكرى أبريل ومحادثات السلام تراوح مكانها بفضل تعنت نظام الانقاذ ومحاولاته لجعل اي اتفاق سلام قادم هو طوق نجاة يمد من عمر النظام المتهالك واستمراره لقمع شعبنا الأبي. لقد سبق لحزب الأمة أن قدم مشروعاً وطنياً لجعل اتفاق السلام اتفاقاً وطنياً شاملاً يمهد لتحول ديمقراطي حقيقي وليس اتفاقاً ثنائياً في غيبة أهل السودان، وسوف يظل السلام الحقيقي بعيد المنال مادامت العقلية المسيطرة لحكومة الإنقاذ تؤمن بالإستحواذ واقصاء الآخر.
تمر ذكرى الإنتفاضة في هذا العام وقد فقد السودان وحزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم احد سيوفه المسلولة من أجل الديمقراطية واحد صناع انتفاضة ابريل الأغر. وبهذه المناسبة فإن حزب الأمة القومي يجدد العهد لأبناء الشعب السوداني ولروح الدكتور عمر وجميع مناضلي الحرية والديمقراطية من ابناء شعبنا بأنه لا نكوص عن استعادة الديمقراطية والحرية والعمل من اجل وطن تسود فيه قيم العدالة والاخاء والمواطنة.
والتحية لشعبنا في ابريل العظيم.
اللجنة التنفيذية لحزب الأمة القومي- واشنطن
6 ابريل 2004م