التاريخ : 20/03/2004م
السيد / رئيس الجمهورية الموقر
بواسطة السيد/ وزير شؤون مجلس الوزراء الموقر
الموضوع : مذكرة من أبناء دار فور بدولة قطر الشقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته"
يحدونا كثير من الحزن والأسى ونحن نتوجه لكم بهذا الخطاب بمناسبة زيارة السيد/وزير شؤون مجلس الوزراء الي دولة قطر إن ما يرد الينا من أخبار سواء من مواقع الأحداث مباشرة أو عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بشأن ما يجري فى دار فور من مأساة إنسانية كبرى قضت على الأهل والزرع والضرع . و ما يهمنا فى هذه المذكرة هي بشاعة ممارسات الجنجويد (مليشيات الحكومة) من قتل وتشريد وتهجير وسلب ونهب للمواطنين الآمنين علاوة على حرق فى القرى وقصفها بالطائرات الروسية التابعة للقوات المسلحة السودانية ، الأمر الذى يدمي القلوب وتقشعر له الأبدان .
وإذا كان واجب الإمام رعاية رعيته فإن ذلك يعني من بين ما يعني حماية المواطنين الضعفاء العزل أثناء الحرب ولكن ما يحدث هو عكس ذلك تماماً إذ أن الحكومة تضحي بأرواح وأمن مواطنيها من أجل كسب معاركها الحربية ضد المقاتلين حاملي السلاح . ومثل هذا الظلم فى حق المواطنين الأبرياء يتنافى مع الشرع الحنيف ويشكل مخالفة واضحة
- 2 -
وصريحة للقوانين الدولية الإنسانية التي تلزم الدول بحماية المدنيين أثناء الحرب , بل أكثر من ذلك أن مثل هذه الأفعال تشكل أخطر جرائم عرفتها الإنسانية وهي جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجدير بالذكر أن هذه الممارسات اللانسانية واللاخلاقية لم تتوقف رغم اعلانكم وقف العمليات العسكرية فى 9 فبراير 2004م وعلى سبيل المثال لا الحصر آخر انتهاكات حدثت خلال الأيام القليلة الماضية كالآتى :
1 – قتل 75 مواطناً فى منطقة طويلة فى يوم واحد ونهب ممتلكات مواطني المنطقة واغتصاب أكثر من 100 امرأة واختطاف أكثر من 150 من النساء والأطفال .
2 – حرق منطقة "كورما" يوم الثلاثاء 16/3/2004 والقرى المجاورة وقتل 38 مواطناً ونهب الماشية والممتلكات .
3 – منع المزارعين فى كتم من مزاولة نشاطهم الزراعي ونهب جميع الطلمبات والمضخات الخاصة بالمزراع ودفن الآبار وقصف الدوانكي ليلاً بالطائرات .
4 – دخول الجنجويد الى قرية "دليج" بنطقة "وادي صالح" بإذن من القوات المسلحة التي تحمي المنطقة واقتياد 114 مواطناً من قبيلة الفور وأخذهم خارج القرية وإعدامهم رمياً بالرصاص , وكان ذلك فى يوم الاثنين 15/3/2004 .
5 - أنذرت الحكومة بتاريخ 18/3/2004 جميع أهالي "خزان جديد" بإخلاء مساكنهم خلال 72 ساعة بسبب عمليات عسكرية .
6 - قرية" الملم" والتى يقطنها الفور والعرب (بني منصور) وكانوا يعيشون فى أمن وسلام ولكن الحكومة وانتهاجاُ لسياسة فرق تسد قامت بتسليح بني منصور ليقوموا بابادة الفور فى المنطقة وعلى ذلك تم تنفيذ مجموعة من الاغتيالات الانتقائية ونهب الممتلكات مما أدى إلى تهجير القبائل غير العربية من المنطقة .
7 – قتل 86 حافظاً للقرآن الكريم داخل المساجد بمنطقة "وادى صالح" .
8 - حرق قرية "أنكا" شمالي "كتم" بواسطة الجنجويد .
- 3 -
9 - حجز المواطنين الفارين من اعتداءات الجنجويد والجيش ومنعهم من دخول المدن الكبرى (الفاشر – نيالا – الجنينة) .
10 – يوم الخميس 18/3/2004 تم قتل كاتب الدونكي و3 من العاملين فى "شنقل طوباي"
11 - مداهمة الجيش لطلاب دارفور بالجامعات بمنطقة "مايو" بالخرطوم عندما أرادوا تقديم خدمات إنسانية للاجئي دارفور بتلك المنطقة وقد تم تفريقهم بالقوة واعتقال البعض منهم . علماً بأن هؤلاء النازحين تم توطينهم مؤقتاً من قبل الحكومة دون أن تقدم لهم أي معونات من مأكل أو مشرب .
كل هذا غيض من فيض وعلى مدى الأيام القليلة السابقة فقط وقد تمخض عن تلك الاعتداءات البشعة والنهب المنظم تهجير مئات الآف من المواطنين إلى دولة تشاد وتشريد أكثر من مليون مواطن من قراهم إلى أطراف المدن الرئيسية (الفاشر – الجنينة - نيالا) . وهي المدن الوحيدة التى لا زال فيها شيء من الحياة قابعة فى آلامها وأحزانها وشح مواردها والفقر المدقع والعيش على الكفاف , حيث بلغ سعر جالون البنزين 20 الف جنية ورطل السكر 15 الف جنية وجوال العيش 60 الف جنية .
وبناءً على ذلك فإننا ندعوكم باسم الله والشعب والوطن :
1 - أن توقفوا الجنجويد وتنزعوا أسلحتهم حتى لا ينقلب السحر على الساحر . حيث أن هؤلاء الجنجويد يمثلون العنصر الأساسي فى مأساة دارفور ولكنه عنصر مفقود فى كافة ما تروج له الحكومة من حلول لمشكلة دارفور علماً بأن 90% منهم من القبائل العربية والتى تنتمي الى دولة تشاد .
2 - وقف قصف ما تبقى من قرى .
3 - السماح للمواطنين بالدخول للمدن الآمنة من دون عراقيل .
4 - ضمان وصول الإغاثة للمواطنين المتضررين .
- 4 -
5 - إعادة النازحين والمشردين إلى قراهم وإعادة تعمير تلك القرى .
6 - التحقيق فى جرائم الجنجويد ومحاسبة المسئولين عن ارتكاب تلك الجرائم .
7 - التحقيق فى جرائم قصف القرى الآمنة ومحاسبة المسؤولين عنها .
8 - تعويض المتضررين ممن فقدوا ممتلكاتهم .
9 - إعلان دارفور منقطة كوارث لاغاثتها بجميع المستويات وبشتى الطرق .
10 - التفاوض مباشرة مع حاملى السلاح والاعتراف بهم كأصحاب قضية .
11 - التعامل مع قضية دارفور كقضية سياسية وليسيت كقضية أمنية .
تلك هي المطالب ومقترحات الحل العاجلة والتي بدونها يستحيل إعادة النسيج الاجتماعي لأهل دارفور أو نجاح أي مبادرة من مبادرات الحل المطروح على الساحة .
أما مقترحات الحل الشامل على المدى البعيد يمكن اختصار رؤيتنا بإيجاز شديد فى الآتي :
1 - تناول قضايا دارفور بصورة موضوعية وجادة
2 - الإعتراف بالمظالم الواقعة على أهل دارفور والعمل على رفعها .
3 - تنمية مناطق دارفور وفق خطط تنموية مدروسة .
4 – إلغاء كل القرارات السابقة ذات الصلة بتأجيج الصراع القبلي .
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير
مقدمه/
أبناءدار فور بدولة قطر
الشقيقة
- صورة للسفارة السودانية بالدوحة
- صورة لمكتب الجالية السودانية بالدوحة .