بيان من التجمع الوطني الديمقراطي
في مناسبة الذكرى 19 لانتفاضة ابريل المجيدة
في الذكرى التاسعة عشر لانتفاضة أبريل المجيدة يحيي التجمع الوطني الديمقراطي جماهير الشعب السوداني البطل، ويحيي صمودها وجسارتها في وجه قوى القهر والتسلط.
لقد كانت انتفاضة شعبنا في ابريل تتويجاً لستة عشر عاماً من النضال الدؤوب، الذي جرّبت خلاله الديكتاتورية المايوية دون جدوى كل أداة للقمع وكل اسلوب للمخادعة وهي تتقلب يسرة ويمنى، تبدّل جلدها كل حين، لا همّ لها سوى البقاء على كراسى السلطة بأي ثمن، وتحت أي مشروع كان أو وفق أية أجندة.
ما أشبه الليلة بالبارحة، غير أن فقهاء السلطة، الذين بايعوا النميري إماماً، لا يعتبرون من التجربة التي كانوا شخوصاً فيها قبل أن يكونوا شهوداً عليها، ولا يتعلّمون أن إرادة الشعب لا راد لها، وأن غضبته لا منجاة منها، وأن ليل الظلم والاستبداد لا بد لنهاية مهما أستطال.
لقد أكدّت السنوات المنصرمة من تجربة ديكتاتورية "الانقاذ" بجلاء فشل المشروع الأحمق الذي برّرت به إغتيال الديمقراطية بانقلابها المشؤم في 30 يونيو 1989. إن الفشل الذريع الذي منيّ به ذلك المشروع لهو أمر يقرّ به النظام الحاكم نفسه في كثير من ما يقوم به أو يصدر عنه. إنه يقرّ به وهو يتراجع عن حلم تصدير مشروعه، وهو يدير ظهره لبعض أعوانه الذين حملوه إلى السلطة متّهماً إياهم بكل خبيث فيه وبكل جريرة اقترفها. إنه فشل يكشف عنه مسئولو النظام وهم يصدعون صدوع ذليل منكسر لغلبة الإرادة الدولية والإقليمية التي تحملهم كرهاً نحو توقيع اتفاق سلام جزئي في الجنوب يحسبون واهمين أنه سيكتب لهم عمراً جديداً ويوفّر لهم تمكيناً في سائر أجزاء البلاد الأخرى.
إن التجمع الوطني الديمقراطي يدرك جازماً أن السلام الحقيقي الراسخ فى عموم انحاء السودان وفى كافة جبهات القتال لا يتأتّى عبر اتفاق جزئي أو ثنائى في غيبة المشاركة الفعلية للقوى السياسية السودانية وفى غياب الاجماع الوطني. كما يدرك التجمع أيضاً أن السلام الحقيقى العادل والشامل والمستدام سيظل أملاً بعيد المنال ما بقي النظام متمسكاً بعقلية الاستحواذ والهيمنة ومصرا على ممارسة سياسية الاقصاء،كما ان السلام المنشود لن يتحقق طالما ان النظام لا يعي الدروس ولا يعتبر بالتجارب التي أورثت البلاد شقاءً وبؤساً لم تشهد مثيلاً له في تاريخها الحديث. إن السلام لا يعني وقف الحرب الأهلية في الجنوب وإشعالها في الغرب، وهو لا يستقيم مع استمرار الديكتاتورية وبقاء أدوات ووسائل القمع في أيدي جلادي الشعب، وما ظلت الحقوق مهدرة ومضاعة بقوانين استبدادية قاهرة لا سند لها ولا رقيب عليها. كما ان الممارسة الديمقراطية لا تعنى ممارسة الخداع مع النفس والشعب من خلال التصديق لاحزاب وهمية وديكورية متوالية مع السلطة . ان التحول الديمقراطى الذى يطالب به التجمع الوطنى الديمقراطى هو ذلك الذى يعنى به التغيير الاساسى فى جهاز الدولة ومؤسساتها خاصة دستورها وقوانينها بما يكفل الحريات الاساسية والحقوق الكاملة والغاء كل القيود المفروضة على الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى وفتح الباب واسعا امام الممارسة السياسية الحرة والديمقراطية .
في ذكرى انتفاضة ابريل المجيدة، التي تمثل أحد المعالم البارزة والمنيرة والهادية لمسيرة شعبنا، يؤكد التجمع الوطني الديمقراطي أنه ماضٍ بلا هوادة في نضاله العادل والمشروع من أجل سودان ديمقراطي تتوفر فيه للمواطنين الحقوق والحريات كافة، كاملة غير منقوصة. إنها حقوق وحريات لا يستجديها الشعب، ولا ينالها منّة من نظام يتقاصر عمره وتخور قواه يوماً بعد آخر مهمّا تظاهر بغير ذلك. إنها حقوق وحريات لا يساوم عليها شعبنا أو يجعلها عرضة للإستلاب مرة أخرى بتمكين اؤلئك الذين اقترفوا أبشع الجرائم في حق الشعب من الافلات بجرائمهم دون مساءلة ومحسابة.
التحية لشهداء شعبنا في ابريل وفي كافة معاركه من أجل التحرر والانعتاق،
والتحية للشعب السودانى الذى تصدى في بسالة وإقدام لصلف النظام وجبروته،
والتحية لكل أصدقاء شعبنا ومناصريه.
حاتم السر على
امين الاعلام المتحدث الرسمى باسم التجمع الوطنى الديمقراطى
الاثنين 5 ابريل 2004