الأمين العام للحزب الحاكم: مصر حريصة علي تحقيق السلام في السودان
الخرطوم - هيام الإبس
وصف د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني امس عقب عودة الرئيس البشير من القاهرة ، بأنها من أنجح الزيارات التي تمت رغم قصرها ، كما وصف التوقيع علي اتفاقية الحريات الاربع بأنها انجاز تاريخي ، وقال اسماعيل ان انفاذ الاتفاقية سيتم من خلال البرلمانيين في مصر والسودان ، وانها ستشكل خطوة مهمة في مسيرة التكامل بين البلدين .
وأوضح الوزير السوداني في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودة البشير من القاهرة ، ان الرئيس البشير اطلع الرئيس مبارك علي تطورات عملية السلام التي تجري في كينيا والخطوات التي وصلت اليها حتي الان .
وأوضح ان البشير ومبارك اتفقا علي بذل المزيد من الجهود حتي تصل عملية السلام الي غاياتها وان يتم اتفاق السلام في أقرب وقت ممكن ، وان يستمر تعاون البلدين معا في عملية بناء السلام والامن والاستقرار للسودان سواء كان ذلك عبر الجامعة العربية أو المجتمع الدولي أو من خلال اللجان التي ستشكل بعد التوقيع علي اتفاقية السلام .
وقال اسماعيل ان الجانب السوداني اطلع الجانب المصري في المباحثات علي تطورات الاوضاع في دارفور ومباحثات السلام الجارية الان في العاصمة التشادية انجمينا ، مؤكد ان مصر علي اتصال دائم وتتابع المباحثات الجارية في نيفاشا وملتزمة في الوقت ذاته بالعمل مع الاطراف المختلفة لمواصلة تثبيت عملية السلام وثباته بعد التوقيع .
ووصف اسماعيل الزيارة بأنها من انجح الزيارات التي تمت مؤخرا حيث تطرق الرئيسام مبارك والبشير لمستقبل العلاقة بين البلدين في ظل التحديات التي يواجهها البلدان وكذلك قضية السلام وتطوراتها وما يجب عمله في الفترة القادمة ، خاصة وان الرئيس مبارك سيتوجه الي واشنطن الخميس القادم . وتطرق الاجتماع ايضا الي الوضع العربي الراهن وتم الاتفاق علي اهمية تهدئة الاوضاع والعمل معا ومع الرؤساء العرب علي عقد القمة العربية في اقرب وقت ممكن وفي المكان الذي يتفق عليه والعمل علي ان تكون القمة القادمة ناجحة تلبي وتستجيب للقضايا المطروحة علي الساحة والتحديات التي تواجه الامة العربية والقضايا الملحة خاصة ما يجري في العراق وفلسطين والسودان والصومال .
من جانبه وصف د/ ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم ان زيارة البشير الي القاهرة ستدفع بمسيرة السلام مؤكدا ان مصر حريصة علي تحقيق السلام في السودان ، واوضح ان دور مصر في تحقيق السلام في السودان دور رائد ومشهود .
من جهة أخري أعلن د/ ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم عن مقترح من الوسيط التشادي لكسر حدة الجمود التي اعترت مفاوضات آبشي اثر اعتراض الوفد الحكومي علي وجود مراقبين دوليين تضمن المقترح التشادي بصورة اساسية وقف اطلاق النار من جانبي الحكومة ومتمردي دارفور بجانب كيفية انسياب الاغاثة والتعامل مع القوات من الطرفين .
وأشار د/ عمر الي ان التعامل مع المقترح متروك التقرير بشأنه للطرفين المتفاوضين ، وطلبت حركتا التمرد في دارفور في مقترحاتهما الي الوسيط التشادي وقف اطلاق النار وبرتوكولا لحماية المدنيين برقابة دولية ، وتجريد المليشيات من اسلحتها وتمرير الاغاثة الي المتضررين والتحقيق في انتهاكات مزعومة في الاقليم . وقال د/ عمر ان المقترحات التي تسلمها الوفد الحكومي من الوسيط التشادي هي الان قيد الدراسة ، ووصف د/ ابراهيم احمد عمر الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، المقترحات بأنها بداية للوصول الي سلام في دارفور ، وقال ان الوفد الحكومي يدرس هذا المقترح ونعتبره بداية نرجو ان تصل في النهاية الي سلام في دارفور . ومن المتوقع ان يسلم الوفد الحكومي ! رأيه في المقترحات للوسيط التشادي في اطار التفاوض غير المباشر .
وقال حسن برقو مسئول ملف تشاد بالمؤتمر الوطني وعضو الوفد المفاوض ان المفاوضات تسير بصورة طيبة . وأكد نجيب الخير عبد الوهاب وزير الدولة بالخارجية السوداني مجددا حرص الحكومة علي انتهاج اسلوب الشفافية والتشاور مع أطراف الاسرة الدولية العاملة في دارفور ، وعبر الخير عن أمله في ان تواصل الامم المتحدة اتباع المنهج الموضوعي تجاه التعامل مع القضايا وتوسيع دائرة مصادر معلوماتها ، ووصف بيانها الاخير حول دارفور بأنه ايجابي ، مؤكدا ان الحكومة السودانية سيظل عملها مع الامم المتحدة بشأن دارفور متسقا في اطار الآلية المشتركة للعمل الانساني .
واضاف الخير ان الاسبوع المقبل سيشهد عقد لقاء رابع للآلية يتم خلاله الوقوف علي انسياب العون الانساني لدارفور وكيفية ت؟أمين وصوله بجانب الاستماع لمشاكل ومعوقات العمل التي تعترض المنظمات العاملة في دارفور ، واضاف الخير ان الهدف من المباحثات هو العودة الي اتفاق آبشي للتفاوض وكيفية حمل الاطراف للوفاء بالتزاماتها وفق اتفاق آبشي .
من جهته أوضح المهندس ابراهيم محمود حامد وزير الشئون الانسانية ان حركة العدل والمساواة لم تنسحب من مفاوضات انجمينا ولكن عدم اشتراكهم في المفاوضات يرجع لعدم تمكنهم من الحصول علي تأشيرات الدخول وان الوسطاء امهلوا مجموعة العدل والمساواة المشاركة في المفاوضات حني اليوم ، وقال الوزير ان الاوضاع تشهد استقرارا في ك لولايات دارفور ، وان وزارة المالية والاقتصاد التزمت بتوفير خمسين مليون دينار لشراء احتياجات الموسم الزراعي بدارفور وانهم يناقشون الان كيفية ترحيل هذه الاحتياجات .
وعلي صعيد مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية بنيفاشا الكينية ، تواصلت اجتماعات اللجنة الثلاثية لوفدي الحكومة والحركة الشعبية لبحث القضايا العالقة في ملف اقتسام السلطة .
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان لقاءات اللجنة الثلاثية لوفدي التفاوض في مناقشة القضايا العالقة في قضية السلطة وفي مقدمتها وضع العاصمة ، الاجهزة الامنية ، ومشاركة القوي السياسية في الحكومة الانتقالية ، ونسب تمثيل الجنوب في الحكومة الاتحادية والبرلمان .
ومن جانبه قال علي حامد الامين العام لمستشارية السلام ان المفاوضات تمضي بصورة طيبة وقطعت شوطا كبيرا في القضايا العالقة .
واعرب حامد عن امله في ان تتوج الجولة باتفاق ، وقال لا نستطيع ان نحدد موعدا لذلك ، ورأي الامين العام لمستشارية السلام ان التحركات المكثفة للوسطاء بين الطرفين أمر طبيعي لان المسألة أصبحت حاسمة ، مؤكدا ان اتصالات الوسطاء لا تشكل ضغطا وانما لتقريب وجهات نظر الطرفين ليصلا الي اتفاق .
من ناحية أخري استعرض احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني مع القائم بالاعمال الامريكي بالخرطوم العلاقات السودانية الامريكية ومسيرة مفاوضات السلام في نيفاشا والاوضاع في دارفور والعلاقات الثنائية بين المجلس الوطني والكزنجرس الامريكي ، وثمن رئيس المجلس الوطني الدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة الامريكية في دفع مفاوضات السلام وحرصها علي تحقيق الاستقرار بالسودان ، مشيرا الي تلكؤ الحركة في الوصول الي اتفاق للسلام . واوضح ابراهيم الطاهر الدور الذي يضطلع به المجلس الوطني في معالجة قضية دارفور ومساعيه لاعادة الحياة والتعايش السلمي الي طبيعته بين مختلف القبائل في دارفور مشيرا الي ان جذور المشكلة صراع قبلي تؤججه حركة التمرد
من جانبه اكد القائم بالاعمال الامريكي ان بلاده تعطي أولوية لتحقيق السلام بالسودان والمفاوضات الجارية حاليا بين الحكومة والحركة في نيفاشا وعبر عن اهتمام واشنطن بتسوية قضية دارفور وتحقيق السلام والاستقرار هناك . واعرب القائم بالاعمال الامريكي عن امله في ان تشهد العلاقات بين البلدين المزيد من التقدم والتطور بعد توقيع اتفاقية السلام قريبا .