علي الحاج: مدير الاستخبارات العسكرية أخبرنا بنية عميد بالأمن توريطنا في محاولة إنقلابية
سودانيز اون لاين 4/5 9:03am
عن الشرق الأوسط لندن: عيدروس عبد العزيز كشف الدكتور علي الحاج نائب الأمين العام في المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي ان ضابطا برتبة عميد في جهاز الأمن السوداني خطط لتوريط الترابي وحزبه في مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها الحكومة اخيرأ. وقال انهم قاموا بابلاغ رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية قبل اكثر من شهرين بوجود المخطط وطلبوا منه ايقافه. وأكد الحاج ان المحاولة الانقلابية مفبركة تماما ولا اساس لها.. وان اتهامهم بها مثل اتهام العراق بحيازة الاسلحة النووية بلا دليل وبلا اساس. ووصف الحاج في حوار مع «الشرق الأوسط» الحكومة الحالية بالعجز وقال انها لا تستطيع صنع السلام ولا ايقاف الحرب في دارفور، لذلك فانهم يعملون على ازالتها بالطرق القانونية والدستورية. وأوضح ان حديثها عن عودة الحريات والديمقراطية مثل الحديث عن قضية اصلاح الجامعة العربية لا جدوى منه. وقال ان الاحداث الحالية ستؤثر في عملية السلام السودانية الجارية في كينيا مع الحركة الشعبية، وحذر الحركة وزعيمها الدكتور جون قرنق من مصير الترابي وحزبه. * عند استدعاء قيادات حزبكم الى جهاز الأمن السوداني الاسبوع الماضي قالوا ان مدير الجهاز وجه لحزبكم اتهامات بالتورط في محاولة انقلاب عنصرية.. ما هو تفسيركم لما حدث؟ ـ ليس هناك ادنى شك في ان كل ما حدث هو فبركة حكومية، وسيناريو معد مسبقا من قبل الجهات الأمنية، لكنه كان اخراجا في غاية السوء. ولتأكيد ما اقول استطيع ان اتحدث بالاسماء، فان الحكومة كلفت ضابطا برتبة عميد (حجبت «الشرق الاوسط» اسمه وادارته)، وطلبت منه تدبير مخطط لتوريط الدكتور الترابي وحزبة في ما يجري بدارفور حتى يمكن تقديمهم للمحاكمة. وقد سمعنا بهذا التكليف قبل اكثر من شهرين، وقامت عناصر في حزبنا بالاتصال باللواء عوض محمد أحمد أبو عوف رئيس الاستخبارات العسكرية وكشفوا له تفاصيل المخطط وطلبوا منه ان لا يقدم على عمل كهذا. وهذا يدل على ان هذا العمل كان مخططا حكوميا في الاصل لتوريط حزبنا. * لكن الجانب الحكومي اعتقل بعض الضباط كشفوا الذين بعض التفاصيل في التحقيقات؟ ـ هذا ايضا يدل على ان القضية كلها مفبركة، فمن غير المنطقي ان يجتمع 10 ضباط داخل القيادة المسلحة ويخططوا لانقلاب، هذا شيء غير ناضج، وما هكذا تعمل الانقلابات، وما هكذا تورد الابل يا سعد، هم يدركون جيدا كيف تعمل الانقلابات. وانقلاب الانقاذ لم يتم بهذه الطريقة البدائية. ودليل آخر على الفبركة التضارب في التصريحات الذي حدث بعد كشفهم المحاولة المزعومة، بعضهم قال انقلاب عنصري، ثم قالوا مخطط تخريبي يقوم به الشعبي، ثم اعتقلوا الترابي بسبب بيان قالوا انه تحريضي او لأنه ادلى بتصريحات الى قناة فضائية. والآن يحاكم تحت بند ازكاء الفتنة. كلها تضاربات توحي بأن العملية كلها مفبركة، وان اخراجها جاء ركيكا. وهو تماما مثل ما حدث في فبراير (شباط) 2001 عندما اصدر بعض علماء السلطات فتوى بتكفير الترابي، لكنهم عادوا بعد ذلك واطلقوا سراحه رغم تلك الاتهامات الزائفة. نحن ندرك ان اتهامنا بالانقلاب هو تماما مثل اتهام العراق بانتاج اسلحة نووية، لم يستطع أحد اثباته، لانه اتهام غير موجود. * الترابي سيقدم الى المحاكمة هذه المرة.. ماذا يعني بالنسبة لكم هذا الامر؟ ـ المحاكمة لا تعني شيئا بالنسبة لنا، ولنفترفض في احسن الاحوال ان المحكمة قررت براءة الترابي وحزبه، هناك قانون اسمه الطوارئ. في العام قبل الماضي اصدرت المحكمة الدستورية وهي أعلى سلطة قضائية قرارا بالافراج عن الترابي، لكن الرئيس اصدر قرارا مستندا الى قانون الطوارئ باعادة اعتقاله. كما ان اطلاق سراحه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كان منحة من الحكومة وعطاء وليس عن ايمان وقناعة، والدليل انهم كانوا يطلبون منا تنفيذ بعض الشروط لاطلاقه ورفضناها لكنهم اطلقوه بسبب ضغوط دولية، وخوفا من اتمام السلام، ويكون اطلاق سراحه على يد الحركة الشعبية. * بعد اغلاق الدور وسحب ترخيص الحزب واعتقال القادة، هل هذا هو اقصى مدى ام ان هناك ما تتوقعونه اكثر من ذلك؟ ـ ستعتقل كل القيادات دون ادنى شك وسيقدمون لمحاكمات. فهناك نحو 40 من القادة والناشطين مطاردون. * لماذا تستهدفكم الحكومة وحدكم رغم وجود معارضين آخرين؟ ـ لأنهم يعرفون كيف أتوا هم الى السلطة، ومن الذي أتى بهم. ويعرفون اننا نعرف كل الخلافات، والخلفيات. وهم يدركون ان الحركة الاسلامية ليست بالغباء لتأتي بأناس لكي يتمكنوا من السلطة بقوة السلاح مدى الحياة. * هل معنى ذلك انهم يتخوفون من تدبيركم لانقلاب ضدهم؟ ـ نحن لا نحتاج لتدبير انقلاب ضدهم، نحن نستطيع ان نؤثر في الجماهير، والدليل على ذلك اننا اقمنا ندوة في عطبرة الجمعة 26 مارس (آذار) الماضي حضرها اكثر من 6 آلاف شخص، تحدث فيها الترابي. واذا كان هناك شخص يستطيع ان يفعل ذلك فهو لا يحتاج لتدبير انقلاب. فالذي يدبر الانقلاب هو الذي لا يملك مثل هذه الامكانات، كالحكومة مثلا. فهم يخافون منا لذلك، لقدرتنا في الاتصال بالجماهير وتحريكها، وهم يخافون ايضا من طروحاتنا التي تنادي بالحريات جميعها خاصة الدينية منها وعودة الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان والتقسيم العادل للسلطة والثروة. وهم يخافون من العمل الجاري في دارفور، ومن استحقاقات السلام في الجنوب ويدركون ان الحركة الشعبية لديها علاقات جيدة مع الآخرين اكثر منهم، لذلك هم يفتعلون كل هذه التدابير لتوريطنا، وارسال اشارات انذار للآخرين. * حذرتم في بيانكم انكم لن تسكتوا وطلبتم من قواعدكم التحرك، ماذا تنوون فعله تحديدا؟ ـ كل شيء متاح سنفعله. * تعني أي شيء تتيحه الحكومة؟ ـ ليس الحكومة وانما أي شيء يتيحه الدستور والقانون وفي حدود الحريات المتاحة. مثل التحدث الى الصحف والفضائيات والالتقاء بالسودانيين، والاتصال بمنظمات حقوق الانسان الدولية. ورغم اغلاقهم دورنا سنجعل من منازلنا قبلة ودورا وسنلتقي في الاماكن العامة لتصريف امورنا. ونحن نقول لهم انكم تستطيعون اغلاق الدور واعتقال الاشخاص لكنكم لن تستطيعوا اعتقال الافكار. * الترابي تحدث قبل اعتقاله عن ضرورة ازالة النظام وحدد 3 طرق.. هل ما زال هذا الخيار احد اهدافكم ام تريدون فقط العمل على عودة الديمقراطية والحريات؟ ـ نحن نقول ان هذا النظام يجب ان يذهب اليوم قبل غد، لأن هذا النظام لن يعيد الحريات، او الديمقراطية، والحديث عن اعادة الحريات في السودان هو تماما مثل الحديث عن اصلاح الجامعة العربية، كلاهما شبه مستحيل ولا جدوى منه في ظل الظروف الراهنة. فازالة النظام هو اقرب الطرق لعودة الديمقراطية في السودان. الغربيون الآن يحاولون اصلاح الحكومة وهذا شيء ميئوس منه، فالمجموعة الحاكمة في الخرطوم لا تستطيع ان تصنع سلاما او ان توقف حربا. * هل هناك الان خطة لازالة الحكومة؟ ـ نحن لا نعمل وحدنا في هذا الاتجاه، فالاحزاب الاخرى ايضا تعمل لنفس الهدف لكنها لا تستطيع المجاهرة به، ولكننا لا نخاف شيئا فقد اعتدنا على الاعتقالات والحل واغلاق الدور، كل ذلك بالنسبة لنا فيلم مكرر. ونقول للأحزاب الاخرى ومنها الحركة الشعبية ان هذا السيف مسلط عليكم ايضا. فهذه الاحداث ستلقي بظلالها على مفاوضات نيفاشا بكينيا وستسعى الحكومة للانفراد بالحركة الشعبية وتعمل معها صفقة ثنائية، وستجد يوما ما زريعة لاقصاء الحركة والانفراد بالحكم كما فعلت بنا. وهذا هو الدرس الذي تعلمناه من هذه الحكومة ونريد الحركة ان تتحسب له. * هل تتوقعون انشقاقات جديدة في الحكومة على خلفية الخلافات حول السلام؟ ـ الحكومة في حالة انشقاقات مستمرة، وهي خلافات مستورة.. ولكننا نراها. * قلتم في بيانكم ان «شرذمة» في الخرطوم وراء هذه الاحداث.. هل معنى ذلك ان الآخرين مبرأون بالنسبة لكم؟ ـ نعم.. نحن نعتقد ان الذين يحكمون في الخرطوم هم قلة لا يتعدون اصابع اليد الواحدة، وانا أقول ليس كل اعضاء الحكومة شركاء في ما يجري ويدور، فمجلس الوزراء هو اشبه بمجلس اعيان، والموضوع كله في يد أفراد، ونحن نعنيهم بالحديث وليس الآخرين. واقول لك مثالا، فان قرار سحب الترخيص عن حزبنا كان مفترضا ان يتخذ قبل 3 اعوام لولا رفض مسجل الاحزاب الذي رفض القرار ودخل في مواجهة مع النائب الأول للرئيس، باعتباره من الناحية القانونية ليس لديه الحق في حل الحزب، وان القانون لا يسمح بذلك. * ما هو موقفكم الآن من دارفور بعد الاتهامات الاخيرة لكم بالتورط في «فتنة»؟ ـ نحن نقف مع أبناء دارفور في القضايا التي ادت الى الحرب. ولكننا ضد حمل السلاح. ونحن نؤمن ان القضايا التي ترفعها دارفور لا تنفرد بها وحدها وانما تخص السودان كله. هناك نفس المشاكل في الشرق وبعض اجزاء الشمالية واجزاء في الخرطوم نفسها، لكننا لا نشجع على حمل السلاح لأن حرب الجنوب اعطتنا درسا، فبعد 20 عاما من الحرب جاء المتحاربون وجلسوا الى طاولات التفاوض لحل المشكلة، يبقى اذن.. ليس هناك معنى ان تستمر الحرب في دارفور. * الحكومة تقول ان لديكم علاقة بجماعة مسلحة في دارفور؟ ـ دع الحكومة تقول ما تشاء، هناك عناصر من المؤتمر الشعبي تركتنا وانضمت للمقاتلين في دارفور مثل ما حدث بالنسبة للحكومة وحزبها تماما. فلماذا نتهم وحدنا؟ ولا يزال هناك عدد من المسؤولين والناشطين يريدون ترك المؤتمر الوطني الحاكم والانضمام الى مقاتلي دارفور بعد التطورات الاخيرة. * معظم فصائل المعارضة باتت الآن ترفع السلاح.. هل ينتظر ان تقوموا بنفس الخطوة مستقبلا؟ ـ نحن ضد حمل السلاح، لان التجربة التي قمنا بها وأتت بالحاكمين في الخرطوم الى السلطة كانت نتيجة حملنا للسلاح، وتجربة الانقلابات اعطتنا درسا لن نكرره. * ما هو مصير الترابي الآن؟ ـ كل شيء متوقع.. هم يحاولون الآن فبركة شيء، ولكن الشيء الوحيد الذي طلبناه هو اجراء محاكمة علنية رغم علمنا انه شيء لا يفيد طالما هناك قانون اسمه قانون الطوارئ. * هل تخشون تصفيته؟ ـ كل شيء وارد، فالحكومة التي حاولت تكفيره مرة يمكن ان تقوم بالشيء نفسه للتمهيد لتصفيته. ولكننا نقول ان القضية باقية ولن تموت بزوال الاشخاص. فالرئيس البشير بالامس كان يقول ان الحرب في دارفور حسمت عسكريا.. لكن وفده الآن يفاوض في تشاد مع هؤلاء المسلحين، لأن قضيتهم لن تموت. والذي تعلمناه من حرب الجنوب، ان الحرب يمكن ان تدمر وتقضي على كل شيء الا انها لن تدمر القضية نفسها بل تزداد وضوحا وجلاء، ويزداد التمسك بها.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com