أعلن د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني عن تأجيل زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة التي كان من المقرر ان تكون امس لتتم في غضون الايام القليلة القادمة . وأوضح اسماعيل في تصريحات صحفية بأن تطورات الاوضاع في السودان ممثلة في مفاوضات نيفاشا ومفاوضات انجمينا هي التي حالت دون سفر الرئيس السوداني للقاهرة . وقال اسماعيل ان الزيارة التي يعتزم البشير القيام بها للقاهرة تلبية للدعوة التي تلقاها من الرئيس حسني مبارك مشيرا الي انها ستظل قائمة وستتم في الايام القليلة القادمة .

من جهة ثانية بعث امس الرئيس السوداني عمر البشير رسالة خطية للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لتوضيح تطورات الاوضاع بدارفور . وأعربت الحكومة السودانية علي لسان د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني عن قلقها الشديد تجاه الوجود الامريكي والاوربي المكثف في مفاوضات دارفور بانجمينا .

وحذر د/ مصطفي في نصريحات صحفية من ان يقود هذا الوجود خاصة الامريكي ممثلا في روجر ونتر مسئول الوكالة الامريكية الدولية للتنمية الي افشال مفاوضات انجمينا وتعقيدها سيما ان حديث ونتر عن رؤية خاصة لمعالجة القضية في الوقت الذي اتفقت فيه الحكومة السوداني والرئاسة التشادية علي ان تأتي أجندة المفاوضات من خلال الحوار بين تشاد وطرفي التفاوض .

وقال د/ مصطفي " الشئ الذي يزعجنا ونخشي ان يقود الي افشال المفاوضات وتعقيدها هو الوجود المكثف من الجانبين الامريكي والاوربي وبالذات الجزء الخاص بالجهود الامريكية والتسريبات التي ترد عن نشاط المعونة الامريكية بقيادة روجر ونتر الي يتحدث عن رؤيته لحل المشكلة في الوقت الذي اتفقنا نحن فيه مع الرئلسة التشادية بأن تأتي أجندة الاجتماعات وغيرها من خلال الحوار بينها وطرفي التفاوض " .

وانتقد د/ مصطفي الموقف الاوربي الذي وصفه بالغموض والازدواجية في تعامله مع القضية موضحا ان بعض الدول الاوربية تارة تؤيد الحوار مع الحكومة السودانية في اطار الحوار السوداني الاوربي وتارة اخري تسعي الي تمرير القرارات سواء كان بجنيف او غيرها من المنابر الدولية وقال ان الحكومة تعترف بأن الاوضاع بدارفور غير عادية ومستعدة للتعامل بمزيد من الشفافية والجد والتعاون مع الاخرين في الاطار الجماعي والثنائي لمعالجة القضية بعيدا عن الازدواجية .

وقال د/ مصطفي عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني ان الموقف بدارفور يتطلب الانتقال من تحسين الاوضاع الانسانية الي تحسين الاوضاع الامنية وتحسين اوضاع النازحين واللاجئين وخلق اجواء داعمة للامن والاستقرار بدارفور . وواصل د/ مصطفي هجومه علي التمثيل الامريكي والاوربي في مفاوضات انجمينا متهما ممثلي الطرفين بالسعي الي اختطاف القضية الي ساحة التدويل مشيرا الي ان الحكومة رحبت بهؤلاء الممثلين كمساعدين فقط لمعرفتها ووعيها التام بارتباطاتهم واتصالاتهم بمسلحي دارفور ، ووصف اسماعيل خروج الوفد الحكومي ورفضه المشاركة في الجلسة الافتتاحية بأنه رسالة لأن تترك الفرصة لرعاية المفاوضات للرئاسة التشادية والاتحاد الافريقي فقط .

من جانبه قال د/ ابراهيم احمد عمر الامين العام للمؤتمر الوطني الحاكم ان مفاوضات انجمينا بين الحكومة وحاملي السلاح بدارفور اجتازت عترة الجلسة الافتتاحية واوضح ان المفاوضات استمرت بعد استجابة الوسيط التشادي والاطراف الاخري لرأي الوفد الحكومي . وفي سياق آخر أصدر المؤتمر الوطني بيانا حول المحاولة الانقلابية والتخريبية والتحقيقات الجارية مع المتهمين بالضلوع فيها من حزب المؤتمر الشعبي ، وقال البيان ان المخطط كان سيفضي الي فوضي عارمة تثير البلبلة والهلع وتزعزع امن المواطنين وتضر باستقرار السودان لولا لطف الله ويقظة الاجهزة العسكرية والنظامية .

وقال البيان ان المؤتمر الشعبي خرج كدأبه علي الاجماع الوطني في لحظة تاريخية تستجيب فيها القوي السياسية الوطنية لاشواق شعبها ولنداء الرئيس السوداني للاسهام في تشكيل خارطة الوحدة الوطنية ورسم ملامح الاجماع الوطني الجديد .