أفتتح منتدى الأشقاء الثقافي بالطائف فعالياته الثقافية بندوة كبيرة نالت رضا الحضور الكبير من مختلف الكيانات
المهنية والاجتماعية بمحافظة الطائف و ألقت حجرا في بركة الجمود الثقافي . كانت الندوة بعنوان العولمة وأثرها علي الاقتصاد السوداني تحدث فيها الدكتور/ بشير عمر الخبير الاقتصادي ، و زير المالية الأسبق والمستشار الاقتصادي لدى البنك الإسلامي للتنمية والمسئول عن تخطيط وتنسيق العمليات و المقيم بمدينة جدة.
أستهل اللقاء الأستاذ / أحمد عتيق مرحبا بالحضور وأعقبه الدكتور/ عصام احمد موسى رئيس المنتدى والذي عرف بمنتدى الأشقاء الثقافي- نشأته , تكوينه وأهدافه التي تحدت في:
1.العمل على دعم وتعزيز و ترقية العلاقات السودانية السعودية.
2.توثيق الصلات الثقافية و الفكرية مع الجهات ذات الصلة في البلد المضيف.
3.السعي لإبراز الثقافة السودانية المتعددة و تعريف الأشقاء بها وتوثيق العلاقات معهم.
4.السعي لتوطيد معرفة المغتربين السودانيين بثقافة وتاريخ وموروثات المملكة العربية السعودية.
5.مناقشة وتدارس القضايا السودانية القومية وتسليط الضوء على وجهات النظر والرؤى بموضوعية و دونما انحياز.
ثم تحدث بعد ذلك الدكتور/ الخاتم الياس مرحبا بالدكتور بشير عمر وسرد نبذة وافية عن حياته وتعليمه وبحوثه و المناصب التي شغلها داخل الوطن وخارجه والتي شكلت في مجملها مسيرة متميزة ورصيدا ثرا من العطاء والإنجاز في المجال الاقتصادي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
بعد ذلك شكر الضيف الكبير المنتدى على استضافته له وأبدي سعادته بتكوينه والجهود التي يقوم بها لاثراء الحياة الثقافية والاجتماعية للسودانيين بدول المهجر.
وقال متحدثا إن موضوع المحاضرة :-
( العولمة وأثرها علي الاقتصاد السوداني)
موضوع كبير نسبة لما للعولمة من آثار كبيرة و خطيرة على الدول والمنشات الاقتصادية والأفراد ينبغي أن ينظر إليها بالتحليل الدقيق والفهم العميق والمناقشة الواسعة
وأعطي الدكتور في بداية المحاضرة فذلكة تاريخية عن نشوء المنظمات الاقتصادية-البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ( القات).ثم أوضح دور كل منظمة من هذه المنظمات كما يلي:
1.البنك الدولي:
ومجمل أهدافه تتحدد في مشاريع ألبني التحتية و محاربة الفقر في الدول النامية.
2.صندوق النقد الدولي:
و مجمل أهدافه تتحدد في السيطرة على حجم الكتلة النقدية و معدل التضخم المؤديان لاستقرار الاقتصاد العالمي.
3.منظمة التجارة العالمية:
ومجمل أهدافه تتحدد في تحرير الأسواق و عدم التمييز بين السلع المستوردة و تشجيع المنافسة العادلة بين السلع عبر الدول.
وتعرض إلى أن الحاجة إلى قيام هذه المنظمات كان الهدف منه هو أن تقود إلى حرية التجارة وبالتالي إلى تأهيل الاقتصاد العالمي بعد الخراب الذي أصابه وأدى إلى ارتفاع معدلات التضخم في الدول الكبرى في أعقاب الحرب الكونية الثانية وذلك بتسهيل حرية التجارة بين الدول وإزالة الحواجز ورفع القيود عن حركة انسياب السلع و الخدمات. ومن ثم صارت الدول مجبرة علي الانضمام لهذه المؤسسات و الارتهان لقراراتها والتي تهدف في مجملها لرفع القيود الحمائية التي تمنع حرية التجارة وانسياب السلع بسهولة بين الدول ولتتيح المجال واسعا للمنافسة التي تبنى علي قدرة الدولة أو المنشاة الاقتصادية أو الأفراد علي تقديم سلع أو خدمات متميزة وأفضل لكي تستطيع منافسة رصيفاتها من الدول والمنشات الأخرى .
وتحدث عن مبادئ عامة للعولمة تلخصت في الآتي::
أولا:
مبدأ الشفافية كأحد الأسس الهامة للعولمة و التي لا تسمح من بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية بإخفاء المعلومات أ و الحالة الاقتصادية للدول و هذا هو المدخل والمعني المجمل للعولمة والتي تتيح للدول والأفراد الحصول علي المعلومات في أي وقت وفي أي زمان ومن أي جهة
ثانيا:
مبدأ المراجعة الدورية للمؤسسات الاقتصادية إذ تتيح للمنظمات مراجعة كل أشكال النشاط الاقتصادي لدولة ما أو شركة معينة مما يجعل الدول النامية عامه والسودان خاصة وهو موضوعنا جزء من هذا العالم الثالث الذي هو عرضة لآثار العولمة الخطيرة.
ثالثا:
ثم أعطي المحاضر تعريفا شاملا لمفهوم العولمة وكيف أن العالم قد صار قرية كونية صغيرة تتشابك فيها المصالح والمعلومات بسرعة مذهلة كنتيجة لثورة المعلومات والتقنية والاتصالات والتي هي من أهم الوسائل التي تقوم عليها العولمة والتي تمتلك الولايات المتحدة الامريكيه67% منها
رابعا:
ذكر أن للعولمه آثار جانبيه تتلخص في فتح الأسواق أمام الجميع وخلق المنافسة الحرة ولكن من ناحية أخرى من يملك وسائل التقنية والاتصالات هو في النهاية يستطيع تحقيق الهيمنة الاقتصادية و الثقافية و السياسية ومن ناحية أخرى تسائل عما إذا كانت الدول النامية خاصة في وضعها الراهن قادرة على الصمود والمنافسة
ثم تعرض من بعد علي آثار ذلك علي دولة مثل السودان بحسبانه من الدول المعروفة بدول العالم الثالث والتي صارت هدفا وعرضة للهيمنة الاقتصادية والتي مهد لها الغزو الفكري والهيمنة الثقافية والتي كانت مقدمة لسيطرة الدول العظمي و الشركات متعددة الجنسيات وأحكام قبضتها للسيطرة علي العقول لخلق أرضية لتسويق السلع- -
وغيرها من منتجات الدول والشركات الكبرى طالما صار ت الأبواب مشرعة للمنافسة والتي لا يقوى عليها من كان لا يملك القدرة علي التعاطي مع مقتضبات العولمة –والسودان واحد من هذه الدول
وقال أن السودان وأمثاله من هذه الدول يحتاج لمجهودات كبيرة لمواكبة مفهوم العولمة وهذا لن بتأتي ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لإعادة هيكلة الاقتصاد وردم الفجوة في مسارات التنمية( التي أوجدت ضيما اجتماعيا عام) ومقابلة تحديات العولمة وأحداث نقلة نوعية في مناهج التعليم والأخذ بأسباب التطور التقني وتبني برامج طويلة الأجل لتدريب العاملين وتأهيل القطاعات الإنتاجية لجذب المستثمر ولفت انتباه المؤسسات والأفراد لمخاطر العولمة والعمل علي تفادي آثارها السالبة و الاستفادة من الفرص التي توفرها . وذكر دكتور بشير أن الروتين وعدم الابتكار وعدم تدريب وخلق كفاءات قادرة علي التنافس يولد إحباطا عاما ويفسح المجال للشركات الأجنبية التي تعتني بالجودة للسيطرة علي سوق السلع والخدمات وانزواء المستثمر الوطني ثم ضرب مثلا علي الإصرار علي تبني سياسة إنتاج المحصولات الزراعية الأولية مثل السمسم والكركدي والقطن الخام وغيرها وان أسعار هذه السلع الأولية متدنية ويمكن أن تتضاعف اكثر من 3 مرات إذا تمت معالجتها مثالا لذلك سعر طن السمسم الأحمر الغير مقشور إذا تم قشره.
هذا وقد أتيحت فرص للنقاش كان أبرزها مداخلات الدكتور/ عبد العزيز حمد والقانوني/ الأستاذ محمد مدني والأستاذ/محمد عبد الله والدكتور/ عبد الرحمن يحي. والأستاذ/ متوكل دفع الله و الأستاذ/ احمد عتيق .و الأستاذ علي سليمان والدكتور / المهدي موسى والأستاذ/ المغيرة التجاني وبعض المداخلات من أشخاص لم يذكروا أسمائهم.
* انتهى الجزء الأول الخاص بالندوة و يليه الجزء الخاص بالمداخلات