اللجنة الدولية لحقوق الإنسان تمتنع عن إدانة السودان بأغلبية ساحقة ومعارضة الولايات المتحدة
سودانيز اون لاين 4/25 3:14am
الخرطوم: اسماعيل آدم وسوسن أبو حسين اعربت الخرطوم عن ارتياحها امس لقرار لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان حول انتهاكات مزعومة في دارفور (غرب) ووصفته بانه «انتصار للحق». وقال وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك «انه انتصار للحق» وشكر «مناصرة الدول الشقيقة للسودان» اثناء التصويت على القرار. واعتمدت اللجنة اول من امس قرارا حول الازمة الانسانية في دارفور (غرب السودان) امتنعت فيه عن ادانة نظام الخرطوم على الرغم من جهود الولايات المتحدة لاتخاذ موقف اكثر حزما. ويستعد الرئيس السوداني عمر البشير لزيارة ولايات دارفور لافتتاح مشروعات، ويشهد تخريج دفعة من طلبة الجامعات، في اطار استعدادات الخرطوم لتحسين الأوضاع في المنطقة التي تعاني من الفقر، وانجاح مفاوضات نجامينا والتمهيد لعقد مؤتمر وطني جامع في دارفور بعد منتصف مايو (أيار) المقبل. واشاد وزير خارجية السودان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بالقرار واعتبره «هزيمة لمشروع قرار اوروبي» لادانة السودان أمام لجنة حقوق الانسان الدولية في جنيف. وقال اسماعيل في تصريحات صحافية أمس ان الحكومة تعرضت خلال اعمال اللجنة لأشرس هجمة دبلوماسية لتمرير مشروع القرار الذي جاء تحت البند 9 المعروف ببند الادانات في دستور اللجنة الدولية. واضاف ان «احداث دارفور التي تحاول بعض الجهات الخارجية استغلالها لادانة السودان، شكلت ضربة قاضية لجهود الحكومة الدبلوماسية على الصعيد الدولي»، وقال ان المجموعتين الاوروبية والاميركية اعتمدتا عددا من الادعاءات الزائفة لادانة السودان من بينها عدم التوقيع على معاهدة «سيداو» وانتهاكات حقوق المرأة، وتطبيق القوانين الاسلامية. وتبنت الدول الـ53 الاعضاء في لجنة حقوق الانسان قبل اختتام دورتها الستين اول من امس بغالبية واسعة (خمسون صوتا مقابل صوت واحد وامتناع دولتين عن التصويت) «اعلانا للرئيس» يراعي نظام الخرطوم. وعلى الرغم من ضغوط الولايات المتحدة، لم تطرح اللجنة للتصويت نصا سابقا تقدم به الاتحاد الاوروبي يتسم بلهجة اكثر حدة ويدين الخرطوم بارتكاب انتهاكات في دارفور. وكان مشروع القرار هذا يدعو الحكومة السودانية الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات «لوقف الهجمات المنهجية على المدنيين» وخصوصا «الكف عن تقديم اي دعم لميليشيا الجنجويد» التي تدعمها الحكومة. وتنفي الخرطوم تقديمها اي دعم لهذه الميليشيا. وبدون ان يتحدث عن «تطهير عرقي» وهي عبارة ذكرها منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند، كان القرار يدين «التهجير الالزامي للسكان من مناطق كاملة». وقد اكتفى «اعلان الرئيس» بدعوة الحكومة السودانية الى «شل حركة الميليشيات المسلحة» بدون ان يذكر الجنجويد بالاسم. كما دعا الاعلان الحكومة السودانية الى تعيين «خبير مستقل» حول وضع حقوق الانسان في دارفور لمدة سنة، وليس «مقررا خاصا» كما كان واردا في مشروع القرار السابق. من جهته اعتبر احمد حسين ادم مسؤول مكتب حركة العدل والمساواة في لندن ان اللجنة الدولية لحقوق الانسان اصبحت ناديا للدول ذات المصالح، «تخفي فيها جرائم بعضها البعض». وابدى اسفه لقرار اللجنة الدولية التي اتهمها بانها «لم تعد مكانا لصون حقوق الانسان وانما ناديا لتبادل المصالح»، في اشارة الى ان الدول تحابي بعضها لاعتبارات مصلحية. وقال ادم ان دولا عديدة صوتت لصالح القرار اتصلت بهم مبدية اعتذارها ومؤكدة ان القرار كان (بالنسبة للمجموعة الافريقية) قرارا جماعيا على الجميع الالتزام به. وحدد 3 دول افريقية قال اكدت علمها بوجود انتهاكات لكنها صوتت لصالح القرار الصادر. كما اشار الى ان منظمات حقوقية دولية معروفة غير مرتبطة بالحكومات ادانت الحكومة السودانية. واوضح ان القرار في حد ذاته «ادانة للحكومة» لانه طلب ارسال مراقب. واقر وزير الخارجية السوداني امس بوقوع انتهاكات لحقوق الانسان في منطقة دارفور الا انه نفى وجود اية عمليات «تطهير عرقي». وقال مصطفى اسماعيل في مؤتمر صحافي «نعم هناك معاناة وهناك انتهاكات في دارفور لكن هذا لا يرقى ابدا للحديث عن ابادة جماعية او تطهير عرقي». واتهم ادم الحكومة بعرقلة وصول بعثة للامم المتحدة الى دارفور حتى صدور القرار حتى لا يؤثر تقريرها على عملية التصويت في جنيف. واشار الى ان الحكومة قامت «باخفاء جرائمها قبل وصول البعثة وقامت بترحيل قوات الجنجويد الى منطقة الدمازين (جنوب شرق السودان). واكد ان حركته لن تدخل في مفاوضات سياسية مع الحكومة السودانية في تشاد، متهما الحكومة التشادية بالانحياز التام للخرطوم، وقال ان ما يجري هناك الان مجرد مفاوضات اجرائية لتكوين مفوضية لوقف اطلاق النار. واكد ادم التزامهم التام بوقف اطلاق النار لكنهم لن يبدأوا أية مفاوضات سياسية مع الخرطوم الا بتغيير مكان المفاوضات وبوجود رقابة دولية خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقالت الحكومة السودانية امس ان محادثات السلام الرامية لانهاء القتال في دارفور بدأت امس في تشاد المجاورة في أعقاب أنباء متضاربة عن مشاركة الحركات المسلحة فيها.
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com