وصل الرئيس السوداني عمرالبشير أمس إلى انجمينا لاجراء مباحثات مع الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي اتاحت وساطته التوقيع على اتفاق لوقف النار في دارفور يوم الخميس الماضي، وقد وجهت الحكومة السودانية أمس نداء للمنظمات الانسانية الدولية لتقديم الدعم الانساني العاجل للمتضررين من الحرب الأهلية في الاقليم. وجاءت زيارة البشير إلى تشاد أمس والتي لم تعلن مدتها أو هدفها قبل ساعات من بدء سريان وقف اطلاق النار المقرر لمدة 45 يوماً قابلة للتجديد.
وينص اتفاق انجمينا على حرية وصول المساعدات الانسانية إلى أهالي المنطقة واطلاق سراح جميع أسرى الحرب و”نزع أسلحة الميليشيات” من قبل حكومة الخرطوم، على ان تلتقي الوفود مجدداًخلال 15 يوماً في العاصمة التشادية لمباحثات جديدة بشأن القضايا السياسية.
من جهة أخرى، أعلن مركز وسائل الاعلام السودانية في موقعه على شبكة الانترنت استناداً إلى “مصادر مطلعة” انه تم الافراج عن 59 شخصاً يشتبه في تورطهم في حوادث وقعت أخيراً في دارفور وكانوا معتقلين في ولاية دارفور الشمالية. كما أعلنت صحيفة”أخبار اليوم” المستقلة في خبر من الفاشر، الافراج عن كافة المعتقلين في هذه الولاية خلال حفل نظم مساء السبت. وأعلنت الافراج عن 63 شخصاً. وحول عمليات الاغاثة وجهت الحكومة السودانية أمس نداء للمنظمات الانسانية الدولية بتقديم الدعم الانساني العاجل للمتضررين من الحرب الأهلية بإقليم دارفور بغرب السودان الدائرةهناك منذ فبراير/شباط من العام الماضي.
وجاء النداء على لسان وزير الخارجية السوداني د. مصطفى عثمان اسماعيل الذي قال ان المواطنين في ولايات دارفور الكبرى (شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب دارفور) التي زارها على رأس لجنة وزارية عليا برفقة مندوب الأمم المتحدة في الخرطوم، هم الآن في أمس الحاجة إلى العون الانساني الغذائي والصحي العاجل بعد توفر الأمن عقب اتفاقية وقف اطلاق النار.
وأشار اسماعيل إلى ان زيارته والوفد المرافق له للإقليم كشفت عدم وجود منظمات طوعية في عدد من قرى ومدن الاقليم مثل قرية (ضلوعة) على الحدود السودانية التشادية والتي يوجد بها عشرات الآلاف وفقاً لقول الوزير من النازحين العائدين من تشاد والذين يعانون من غياب منظمات العمل الانساني، واضاف ان الأمم المتحدة والمنظمات الطوعية المرافقة له باتت تعرف حالياً احتياجات المتضررين بصورة جيدة ووعدت بتوفيرها. على صعيد آخر، طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الرئيس السوداني بإجراء تحقيق قضائي عاجل حول المعلومات الواردة للمنظمة من عدة جهات بشأن جرائم قتل على نطاق واسع خارج إطار القانون بإقليم دارفور في الفترة من 5 7 مارس/آذار الماضي ومحاسبة مرتكبيها في حال ثبوت صحتها وقال مصدر في المنظمة ل “الخليج” إن الأمين العام لمنظمتهم وجه خطاباً للبشير يطلب منه التحقق من المعلومات التي تتهم أجهزة المخابرات السودانية بالقبض على 168 مواطناً وقتلهم رمياً بالرصاص بعد نقلهم إلى مقر جهاز الأمن في بلدة الدلنج في التاريخ المذكور مشيراً إلى أن المنظمة عبرت عن قلقها بشأن هذه المعلومات كونها إذا ما ثبت صحتها تمثل جريمة ضد الإنسانية وفقاً لبنود نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وتعزز مخاطر التدخل الأجنبي في مناطق النزاع في غربي السودان، مضيفاً أن المنظمة طلبت من البشير أن يوجه السلطات المختصة في بلاده بإحاطتها علماً بالخطوات التي يتم اتخاذها.