وتعود تفاصيل القضية إلي أن السيدة الراحلة أم جمعة عباس سليم كانت تعمل في بيع الشاي والقهوة علي شارع الجمهورية اشهر شوارع وسط الخرطوم، ومع مرور سنوات عملها في المنطقة اكتسبت أم جمعة شهرة واحتراماً من جميع العاملين في المنطقة والسياح الأجانب الذين عادة ما يزورون المنطقة كما عرف عنها إنها أم لطفلين تركهما لها زوجها الراحل وهي تعمل لاعالتهما إلي جانب والدتها التي كانت تعمل هي أيضا في بيع الشاي والقهوة في ذات المنطقة ، إلا أن أم جمعة قررت العمل بدلا لوالدتها فيما كانت تواصل دراستها .
وكانت طموحاتها أن تواصل تعليمها إلي آخر مرحلة نسبة للذكاء الذي تتمتع به ووصلت إلي المرحلة الثانوية، وظلت تتكبد المشاق يومياً بالحضور في الصباح الباكر من مكان سكنها البعيد عن موقع عملها وتقوم بإيقاد النار وبيع الشاي للزبائن حتي أصبحت أشهر بائعة بشارع الجمهورية نسبة لتعاملها الراقي مع المحيطين بها، وبحكم تواجدها تدخل في حياتها المتهم بقتلها وحاولت مراراً منعه إلا أنه كان عنيداً حيث ظل يفرض نفسه رغم ما يحدثه ذلك لها من مضايقات وكانت تمني النفس بانتهاء هذا الكابوس من أجل ولديها ولكن تطور الأمر أن عرض عليها المتهم الزواج وأخبرته بأنها لا ترغب في الزواج وتود أن تعيش من أجل أبنائها والصعود بهم إلي أعلي مرحلة تعليمية ورغم ذلك لم تنته الأمور عند هذا الحد .
وفي يوم الحادث حضرت أم جمعة إلي عملها كالمعتاد في حوالي الساعة السابعة صباحاً وكانت وقتها توقد النار استعداداً لبدء العمل فحضر المتهم وتحدث معها ودون مقدمات سدد لها طعنتين بالسكين التي كان يحملها وسط صيحات الألم التي انتابتها بعد ذلك حاول الفرار من مكان الحادث بالصعود إلي إحدي الحافلات إلا أن العاملين بالمنطقة وأفرادا من الشرطة تمكنوا من إلقاء القبض علي المتهم واقتياده إلي قسم الشرطة شمال حيث دون في مواجهته بلاغ بالأذي الجسيم ، فيما نقلت أم جمعة إلي المستشفي حيث أجريت لها عملية جراحية عاجلة بيد إنها توفيت بعد عشرين يوما من تلقيها للعلاجات .
ونقلت صحيفة الدار المتخصصة في الجريمة والحوادث والتي تابعت القضية باهتمام بالغ ، نقلت عن عائلتها أن أم جمعة كانت تتمتع بعلاقات طيبة مع العديد من العاملين بالقرب من موقع عملها إلي جانب إنها كانت تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة مما وطد علاقاتها بالسياح الأجانب الذين كانوا يرتاحون إلي الجلوس معها لساعات طويلة ويتحدثون معها وهم معجبون بلغتها واجادتها اللغة الإنجليزية وحتي عندما علموا بإصابتها سجلوا لها زيارة في المستشفي متمنين لها عاجل الشفاء إلا أن الأقدار كان لها رأي آخر حيث فاضت روحها الطاهرة إلي بارئها مخلفة وراءها ألماً وحزناً وجرحا طال زبائنها قبل عائلتها المكلومة