الاخوة والأخوات أبناء دارفور فى منطقة واشنطن الكبرى.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد.
لا يخفى عليكم تصاعد الأحداث المأسوية الجارية اليوم فى اقليم دارفور ولا تخفى عليكم التقارير اليومية عن انتهاكات حكومة الانقاذ حقوق الانسان فى دارفور. فقد قامت حكومة الخرطوم وما زالت تقوم بقصف القرى والمناطق الآمنة مستخدمة فى ذلك كل وسائل الدمار والابادة للأرض والانسان والحيوان وكل وسائل التآمر لاذكاء نار الفتنة والعداوة والاحتراب بين قبائل دارفور بمختلف انتماآتها العربية والأفريقية وبسط سياسة فرق تسد فى اقليم دارفور.
ان ما يجرى اليوم فى بلادنا من مؤآمرات هدم وتدمير للانسان والبنية الأساسية، يجرى بتخطيط وادارة أعلى السلطات فى حكومة الانقاذ ويتم تنفيذها على أيدى مليشيات الحكومة والعصابات (والجنجويد) من بعض القبائل العربية وغيرها ، فعلى أيديهم تم حرق المئات من القرى وتشريد ونزوح مئات الآلاف من أبناء دارفور ولجوء بعضهم الى دول الجوار. وقد ثبت بالأدلة الدامغة تورط القوات المسلحة الحكومية فى قصف القرى بالطائرات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بحجة بسط الأمن ومحاربة النهب المسلح والخارجين عن القانون وقد بررت حكومة الانقاذ أن ما يجرى فى دارفور عبارة عن صراعات قبلية بين أبناء الاقليم من أجل الأرض والزرع والمرعى. ولكن مأساة أهل دارفور قد فاقت كل التصورات ولفتت أنظار المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الانسان بفضل الجهود المبذولة من أبناء دارفور خاصة وأبناء السودان عامة وما زالت تبذل كل الجهود الممكنة للتصدى للمخططات الاجرامية التى تقوم بها حكومة الخرطوم.
أيها الاخوة والأخوات:
يحدث كل ذلك الدمار والخراب ونحن المتعلمون والمثقفون من أبناء دارفور نتحرك ببطء شديد وكأن الأمر لا يعنينا فى المقام الأول. تحاك ضدنا المؤآمرات وتخطط وتنفذ فى بلادنا سياسات حكومة الانقاذ ونحن المثقفون من أبناء دارفور ما زلنا عند مفترق الطرق وما زلنا أسرى الانتماآت القبلية والالتزامات العقائدية والسياسية الضيقة والتى لا تخدم قضية دارفور ومستقبل أبنائه، لم نجتمع ابدآ ولم نتحد فى رأى أو هدف أو برنامج سياسى موحد يتعلق بمصير ومستقبل دارفور السياسى والاقتصادى والاجتماعى. لقد كان واضحا على مدى التأريخ السياسى المعاصر بأن مستقبل دارفور ومشروعاته لا يحددها أبناؤه ولا يشاركون فى رسمها بالرغم من وجود المؤهلات والكفاآت العالية من أبناء الاقليم.
ان قضية دارفور قضية سياسية فى المقام الأول. والذين يحملون السلاح اليوم من أبناء دارفور ضد حكومة الانقاذ ، يفعلون ذلك دفاعا عن أهلهم وأنفسهم ومن أجل حقوقهم المشروعة فى الحياة والعيش الكريم ومن أجل ارساء قواعد العدالة والمساواة والمشاركة فى السلطة والثروة فى اطار السودان الموحد ولا شك فى أنها مطالب سياسية عادلة ، ولكن بالرغم من عدالة القضية فان الساحة السياسية قد خلت من جسم سياسى موحد وفعال لأبناء دارفور، يدفع بقضيتهم ويعرضها على الساحة السياسية السودانية والدولية من أجل حل سياسى يرضى كل الأطراف
أيها الاخوة والأخوات:
نحن أبناء دارفور بمنطقة واشنطن الكبرى ، بحكم موقعنا الاستراتيجى فى مراكز صناعة القرار السياسى العالمى وقربنا من مؤسسات الفكر السياسى ومنظمات حقوق الانسان وتأثير الادارة الأميركية بل ومشاركتها فى حل الأزمة السياسية السودانية ، ننتهز هذه الفرصة السانحة ونعلن عن قيام اتحاد أبناء دارفور بمنطقة واشنطن الكبرى للقيام بالأعباء التالية:-
أ- أخذ زمام المبادرة بتوحيد أبناء دارفور بمختلف انتماآتهم القبلية والتزاماتهم السياسية والفكرية فى كيان سياسى موحد وبرنامج متفق عليه بالفكر والرأى والهدف والمصير المشترك لمواجهة الأزمة فى دارفور.
ب- تقديم نموزج نوعى من الوحدة والتعايش السلمى لأهل دارفور خاصة وأهل السودان عامة.
ج- اعتبار اتحاد أبناء دارفور بالعاصمة الأميركية بحكم الموقع وأهميته النواة الأساسية والخطوة الأولى لتكوين الأتحاد العام لأبناء دارفور بالولايات المتحدة وتقع عليه مسئولية الاعداد والدعوة للمؤتمر العام لتكوين هذا الاتحاد.
ومن موقع الواجب والمسئولية التأريخية أيها الاخوة والأخوات ، سوف يتخذ هذا الاتحاد كل الطرق والوسائل المشروعة والممكنة لتحقيق الأهداف التالية:-
1- الوقوف بقوة وصلابة مع أهلنا واخوتنا المناضلين فى السودان وفى دارفور خاصة من أجل حقوقهم المشروعة فى الحياة والعيش الكريم ومن أجل ارساء قواعد العدالة والمشاركة فى السلطة والثروة فى اطار السودان الموحد.
2- التصدى للمخططات التآمرية من قبل حكومة الانقاذ والتصدى لسياسات الظلم والتهميش والتى عانى منها انسان دارفور فى ظل هذا النظام والأنظمة التى تعاقبت على حكم السودان.
3- العمل الدؤوب لابراز قضية دارفور داخل السودان وفى المحافل الدولية باعتبارها قضية سياسية فى المقام الأول وبذل كل الجهود لايجاد الحلول والمبادرات السياسية التى ستساعد فى اعادة الأمن والطمأنينة وتحافظ على حقوق أهل دارفور وتصون وحدتهم فى اطار القومية ودولة السودان الموحد.
4- لفت انتباه الرأى العام العالمى ومنظمات حقوق الانسان على الصورة المأسوية فى دارفور وتزويدهم بالبيانات والأدلة المادية من مسرح الأحداث والعمل على اجبار حكومة الخرطوم لوقف نزيف الدم وعمليات الابادة العرقية على أيدى المليشيات الحكومية والجنجويد وكل العصابات الانتقامية التى أفرزها الانفلات الأمنى فى الاقليم.
5- العمل على حث المنظمات الطوعية والخدمية ومنظمات الأمم المتحدة بالتحرك الفورى وتوصيل المعونات الاقتصادية والصحية للمتضررين والمساهمة فى اعادة البناء والتعمير وعودة النازحين واللاجئيين لموطنهم الأصلى فى دارفور.
6- العمل على ربط وتقوية جسور الصلات بين قيادات الاخوة المناضلين وزعماء القبائل والعشائر فى الداخل وقيادات منظمات دارفور السياسية فى الداخل والخارج للتنسيق والتعاون وبناء أرضية سياسية موحدة للحل الشامل لكل قضايا دارفور.
7- مواصلة حملات التعبئة السياسية والاعلامية بالتعاون مع كل التنظيمات والأحزاب السياسية السودانية فى داخل القطر وخارجه وتسيير التظاهرات التنديدية واقامة الندوات السياسية لفضح مؤآمرات النظام فى دارفور والتصدى لكل الكوارث الانسانية التى يتعرض لها الاقليم.
ونحن من خلال هذا الاعلان التأسيسى نناشد كل الاخوة من أبناء دارفور بالمنطقة للانضمام تحت مظلة اتحاد أبناء دارفور بغض النظر عن انتماآتهم السياسية والقبلية بل حول الفكرة والهدف والمصير المشترك لتقديم برنامج سياسى موحد لاعادة بناء دارفور وتوحيده ورسم مستقبله السياسى وتفويت الفرصة على المتآمرين على وحدته ومستقبل أبنائه.
اللجنة التنفيذية لأتحاد أبناء دارفور/ واشنطن الكبرى