ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
إنتهازية رؤية حزبُ البعث لثورة الهامش في دارفور! بقلم حامد حجر – بيروت
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 16/12/2005 9:08 ص
حامد حجر – بيروت لقد تفضل الأستاذ علي الريّح ( عضو القيادة القومية ونائب أمين سر حزب البعث – جناح العراق ) تفضل بحديث صحفي مع جريدة أضواء ، وقد تم نشر مضبطة الحوار في موقع الحزب علي السايبر ، وعلي الرغم من أن اللقاء الصُحفي كان في شهر إبريل من هذا العام 2005 ، فإن الكثير من المياه قد جرت من تحت جسر مشكلة دارفور مع المركز ، ومن ثمّ لربما سيكون للأخ علي الريح ، رأيٌ متجدد وأكثر إيجابيةً تجاه ثوار دارفور ، إذا تسني له الحوار ثانيةً في ذات الموضوع ، علماً بأن الكثير مما ورد في حديثه ، يعتبر نقطة إلتقاء تحليلي سليم ، مع ما صدر في أدبيات حركتي تحرير السودان وحركة العدل و المساوأة السودانية منذ بداية ( أذمة دارفور ) ، لكن ونسبة لأستناد الأستاذ علي الريح علي خلفيته البعثية ، ولأنه يري الأشياء من منظور ( قومي عربي ) فقد كانت تحامله علي ثواردارفور وبألية تدوير الزوايا ، مبعث شكٍ أذاء النتيجة التي خلصت اليه خاصة من جهة صّوابية التحليل وربط كل ممكنات سياستنا الداخلية في السودان ، والتي تعبر عن فشل نُخبنا السياسية علي إنها جزء أو كل من ( نظرية المؤامرة ) ضد كل ما هو – عربي - بالمطلق . قال الأستاذ علي الريّح : ( نحن وضعنا رؤية لأزمة دارفور منذ بداية الأزمة تدعو للوئام الوطني و الوئام القبلي الذي كان سائداً في تلك المنطقة ولحل مشاكل الإقليم بالوسائل التي كانت تمارس في السابق بين الرعاة و المزارعين عندما تحدث إحتكاكات فيما بينهم ) . هنا يقع الأستاذ في الفخ الذي نصبته (بروباغاندا) النظام في بداية الأزمة علي إنها صراع بين الرعاة و المزارعين ، ونافياً بعلم مسبّق تحريك النظام ( لبروكسي ) الجنجويد ، و الدور الفاعل الذي لعبته الأجهزة الأمنية في ذلك ، وأستاذنا الأريب يعلم أكثر من غيره بأنه توجد قبائل ضمن مكونات الثورة في دارفور تنتمي الي الرعاة كقبيلة ( الزغاوة ) وليست الي المزارعين الأمر الذي يضحض فرية إن الصراع علي النحو الذي خلص اليه الأستاذ في مؤأمة الي النتيجة نفسها التي قالت بها الأنقاذ في اليوم الأول لأندلاع الثورة ( التمرد ) ، وقد نجد كل العزر للنظام أن يقول ما يشاء ولطالما ليست لديه مسوغات أخلاقية يستند اليها في حربه علي المواطنين في دارفور وشرق السودان ، لكن ليس بالطبع أية عزر لزعيم حزب يدعي العلمية و التقدمية (اليسار ) في أن لا يري كل تلك البيانات التي تصدر من ثوار دارفور مفنداً لرؤي النظام وموضحاً لرؤيته الصائبة التي يقاتل من أجله كل السياسات البائدة التي أستحكمت رقاب السودانيين منذ فجر الأستقلال . قال الأستاذ علي الريّح : ( الذين يتحدثون عن التهميش .. هل إقليم دارفور وحده المهمش ؟ أم الشرق أم الشمالية ؟ ) تم ردَ الأستاذ علي النحو التالي ( السودان كله مهمش منذ عام 1989 بل نحن نقول التهميش منذ الأستقلال ، منذ الأستقلال لم يحكم السودان بواسطة سلطة وطنية تقدمية قادرة علي التعبير عن تطلعات وحقوق و مصالح هذا الشعب ) . والصحيح أيضاً أن ثوار دارفور قد لجأوا الي السلاح رغماً عنهم لنفاذ صبر النظام علي الحوار وبالتالي طلب الرئيس عمر البشير في خطابٍ شهير ، قال ما معناه : ( أن من يعتقد و يطلب حقاً من نظام الانقاذ ، فعليه أن يأتي علي ظهر دبابة ) – هذا هو منطق الأنقاذ منذ مجيئها و الذي أجبر حزب البعث العربي الأشتراكي الي تقديم قرابين ( شهداء رمضان ) رفاق اللواء البلول ، وفي وقت عينه كل أدبيات ( ثوار دارفور ) تقول بأن هناك تهميشاً في كل أقاليم السودان ، ويطالب بتعديل موازين العدالة لنبني سوداناً جديداً لا يقوم علي التهميش و الأستعلاء من قبل البعض الذين حكموا السودان طيلة النصف قرن من عمره . أما ان الأستاذ يري في أن النظام ( الوطني التقدمي ) فقط هو من يقدر علي حل إشكالات السودان ، فتلك قضية أخري لم يبت فيها ثوار دارفور في معرض صراعهم مع سياسات المركز ، ويتطلب الأمر حواراً مستفيضاً للوصول الي قواسيم مشتركة ، وقد بادرت حركة العدل و المساوأة الي الحوار مع كل مكونات الشعب السوداني وحزب البعث ليست إستثناءً من ضرورات الحوار الوطني ، الذي يلج بنا الي سودان خالٍ من التهميش . قال الأستاذ علي الريّح : ( ولنفترض جدلاً أن إقليم دارفور هو أكثر الأقاليم السودانية المهمشة فما هو الحل ؟ ) ، ثم أستطرد قائلاً : ( هل الحل في إنتفاضات قبلية تفتيتية وليست قبلية وطنية ؟ ) . علي الرغم من أن الأستاذ عادةً ما يرد علي التساؤلات التي يطرحها بنفسه في الحوار إلا أنه في هذا السؤال لم يخرج بنا بإجابة منطقية . مع العِلم بأن ثوار دارفور عندما قاموا بالثورة كانت هدفها ولا تزال موجهة نحو ( النظام ) وهو بالكاد تكون الحل الأوليّ لمشكلة التهميش في السودان أولاً ، والأقاليم المهمشة ثانيةً ، وبالتالي لم تندلع ثورة ( قبلية ) في دارفور بل كانت ولا تزال ثورة وطنية أو كما يحب أن يسميها الأستاذ ( قبلية وطنية ) موجهة ضد الظلم وقتلة شهداء 28 من رمضان الأكرم منّا جميعاً ، في الوقت الذي لم تقدر فيه كل أحزاب السودان القديم الي حل أشكالية الأنقاذ ، غير الحوار معها و القبول بشروطها وليس كما يفعل النظام في ( أبوجا ) اليوم والتي تدور رأسها مع فلك السقف العالي لمطالب الثوار في دارفور . قال الأستاذ علي الريّح : ( إن من يسمون أنفسهم بحركات التحرير أو التمرد أو العدل و المساوأة ... الخ هل يعبرون عن مصالح أهل دارفور ؟ وأن كانت هي حركات قبلية هل يعبرون عن مصالح القبيلة ؟ التي يدعون تمثيلها ؟ .. قال الأستاذ عضو القيادة القومية لحزب البعث في معرض رده علي الأسئلة أعلاه ( أنا أشك في ذلك ! هذه الفئات التي تقود الحركات المسلحة في دارفور هي في ذات خندق النظام القائم ولا تختلف عنه في شيئ ، إنها عناصر تسعي لتحقيق مصالحها الذاتية الضيقة علي حساب أبناء دارفور ، بما فيها القبائل التي يدعون أنهم يمثلونها ) . طبعاً بدأ الأستاذ نائب أمين سر حزب البعث العربي ، غير موضوعياً بعض الشيئ هنا ، السؤال هو ما هي درجة حدةً الكلمات التي سوف ينتقيها أعضاء المؤتمر الحاكم لنعت ثوار دارفور ، علماً بأن الأستاذ قد تبني ( حجوة أم ضبيبينة ) فيما خص ( صراع الرعاة و المزارعين ) هذا نموزج لحزب يساري ينعت نفسه بالتقدمي ، لكنه فشل في أن يكون في خندق مواطني دارفور ، وبدا حزباً فوقياً في نظرته ، غير عابه بجدل وجود الأخر ، متساوياً في ذلك مع حزب الأنقاذ ، لجهة التقليل من قيمة الثورة في دارفور و الهامش ، في الوقت نفسه لم يقل لنا الأستاذ عضو القيادة القومية كيف القرار الي إنهاء نظام الإنقاذ لو لم يكن بتراكم أخطائها ، ومنها بالطبع أزمة دارفور ، كيف لك كل هذا الباع في التحليل بخصوص ثوار دارفور وينقصك أبجدية وحدة الوطن في محيط بعثي متشرزم . في الختام نُود أن نبين أن الثورة في دارفور كانت ولا تزال وطنية الهوي و المقصّد ، وليست ( قبائلية ) وقد سعي النظام الي تسويق فكرة ( القبلنة) حسب تعبير الدكتور بشارة صّقر ، وحرّكت أي النظام بعض المُغّررَ بهم من بعض القبائل العربية لجهة ( صّد ) زحف الثورة الي الخرطوم وكانت بروكسي ( الجنجويد ) بمثابة العصا في دولاب ثورة الهامش الي حين ، لكن وبالنتيجة قد فهمت هي نفسها الرسالة التي وصلتها متأخراً ، وهي قطع شك أحسن من أن لا تصلحها البتة . كما اننا نخلص توافقياً مع أستاذنا الكبير علي الريّح الي أن إختلاف الرأي لا يفسد للودِ قضية ، لكنها بعض من المرارة وما فعلته جيل الإستقلال بالسودان فكانوا إنموذجاً لضيق الأفق السياسي ، وطرح الأراء بفجاجة ، وتهميش الأخر المغاير سياسياً ، إجتماعياً وثقافياً ، فأستولدت هذا الدمار الذي نراه لكل الهامش السوداني . [email protected]