تحليلات اخبارية من السودان
أراء و مقالات
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

السودان 00جاذبية الوحدة ومآرب الانفصال بقلم حامد جربو / السعودية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
16/12/2005 9:07 ص

السودان 00جاذبية الوحدة ومآرب الانفصال

كلما خطر في البال موضوع الوحدة والانفصال , أتذكر قول الصحفي
أسعد طه , مقدم برنامج ( نقطة ساخنة ) : " العسكر إلى ثكناتهم , والناس إلي
خيارهم , إمساك بالمعروف أو انفصال بالإحسان "0هذا هو منطق العصر في
العيش سوية في الوطن الواحد , أما فرض الوحدة بالقوة على القوميات المتباينة في
أي زمان أو مكان , يعني ركوب الخطر أو الجلوس على فوهة البركان يمكن
الثوران في أي وقت لأسباب عديدة ومقعدة مرتبطة بتكوين الجماعة المتباينة
نفسها0
من ناحية أخري نجد أن هذا المنطق قد يكون مقبول نسبياَ فقد بالمقارنة
مع متطلبات العولمة ومعطيات العصر , الواقع يفرض وضعاَ جديداَ يجب
على الشعوب والأمم تشكيل تكتلات وفضاءات بشرية , تحمي بها مصالح
واستراتيجيات هذه الشعوب , في ظل حمى التكتلات الكبيرة التي تريد
الهيمنة على كوكبنا , وهذا يتطلب التكيف والتوليف مصالح الشعوب ولأمم
مع بعضها في بوتقة واحدة بمعطيات عصرية منصفة , تجنب أصحابها
التنافر والتناحر , ويضمن لها الاستمرارية , أذاَ إصرار المحافظة
على الكيانات الثقافية والاثنية والعرقية والدينية الصغيرة في دويلات بمنأى
عن هذه التجمعات قد يعرض مصالحها للخطر , ويضع مستقبل هذه الكيانات
في مهب الريح خاصة إذا كانت في منطقة حيوية وجاذبة مثل شرق الأوسط0
مع اعتبار ما ذكرنا في الفقرة السابقة , نلقي نظرة على الوضع في السودان
الذي يتأرجح بين مجاذب الوحدة ومآرب الانفصال ومطامع الخارج , هناك
أسئلة كثيرة تطرح في هذا المجال, والإجابة عليها تتطلب قراءة صحيحة
ونظرة فاحصة للمنظومة السودانية في إطارها الإقليمي ومرجعيتها التاريخية
وبنيتها الثقافية والقومية واستراتيجيتها المستقبلية , ومن ضمن الأسئلة :
أين تكمن مصلحة الأمة السودانية, في الوحدة أم الانفصال ؟ (نعني بالانفصال
هنا , انفصال الجنوب أو أي إقليم يتوقع ذلك افتراضا ) , هل الوحدة تضمن لها
التقدم والازدهار ؟ ما رأي الأغلبية السودانية ؟ وهل الانفصال يعني التشرذم والفرقة
والانحطاط ؟
أسئلة لا أحد يستطيع الإجابة عليها جازمة في الوقت الراهن , نسبة لضبابية
بار وناما (panorama ) السودانية , ولكننا نحاول نلتمس الأجوبة
من مقارنات الأوضاع المتماثلة من هنا وهناك عسى ولعل نتوفق في ذلك ,
فلنتفق أولاَ ,أن العبرة في الكيف وليس الكم , بمعنى أن القلة يمكن أن تبدع
وهذا لا يعني أن الكثرة فاشلة والعكس, هناك شعوب وقوميات استحالت
أو فشلت العيش سوية فاختارت تقرير المصير وانفصلت عن وطن الأم أو عن
الوطن التي تنتمي إليها , وكونت كيانها الخاص , ولكنها لم تكن أفضل حالا
من ذي قبل , أو لم تحقق آمالاَ كانت تصبو إليها , فلنضرب مثلاَ : دول مثل
بغلاديش , روندا , إريتريا , اليمن الجنوبية سابقاَ , انفصلت عن وطنها
أو عن الوطن التي كانت تنتمي إليها , وبعد نصف قرن بغلاديش أفقر دولة
في العالم , وروندا التي فصلت نفسها من اتحاد مع بوروندي كلاهما من
أسوأ وأفزع وأفقر بلاد العالم - تذكرون كارثة هوتو وتوتسي !– التي
راحت ضحيتها قرابة مليون شخص , هي أفزع في القرن الماضي بعد
(هلوكست ), أما إريتريا التي ناضلت ربع قرن من أجل هويتها , الآن لا
تختلف عن إثيوبيا في شئ , ولا نضالها تناسب ما كسبتها , بل تقدمت
عليها أثيوبيا بالديمقراطية والحرية , واليمن الجنوبي رجعت إلي اُمها
وقرت عينها 0 هناك أمثلة كثيرة , اخترنا هذه الدول نسبة لتماثل ظروف
هذه الدول قبل الانفصال بوضع في السودان الآن , هذه الأمثلة توضح
جلياَ أن الشعوب التي فشلت أن تتعايش وتتقدم وتزدهر معاَ , لا تستطيع
أن تفعل ذلك ولو انقسمت أو انفصلت من بعضها كما تري , وليس حال السودان
بخارج عن هذا سياق ولو تباين الحال وتفاوت الزمان واختلف المكان نسبياَ0
اٍذاَ , دعاة الانفصال إن كانوا جنوبيين أو شماليين ليس بإمكانهم أن يقدموا
افضل بتغير دولة أو مكان مالم يغيروا ما بأنفسهم , (إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم ) , النخب التي أدمت الفشل سوف تواصل هوايتها في
الدولتين ولو انقسمت بشرعية جديدة , فلذا يجب الثورة على كل عتيق فاشل
وخلق جيل جديد بأسس ومبادئ المساواة والإخاء , قادر على بناء علاقات
اجتماعية وثقافية متعايشة , أدراك وفهم الاعتقاد والتدين بصورة مستنيرة
بعيداَ عن التعصب والمزايدة والمتاجرة بالمقدسات , كبح جماح المغامرين
ومآرب الانفصاليين , ويعمل الكل في فضاء السودان الموحد من أجل مستقبل
أفضل لأجيالنا 0

حامد جربو / السعودية


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved