الحقيقة المؤلمة هي ان حكومة الانقاذ في اتجاه والأنسانية والحكومات الحرة وشعوبها في إتجاه -- وشعوبنا السودانية من اكثر الشعوب تخلفا واقلها انتاجا، والإنقاذ اكثر الحكومات على وجه الكرة الأرضية استبدادا وفسادا -- وشعوبنا تزداد خنوعا لانها تتحكم فيها مفاهيم خاطئة ومقلوبة تجرها الى الخلف وتعمي الأبصار عن رؤية الحقيقة والوضع المهزلي الذي خلقه الانقاذ وعصابته منذ وصولهم السلطة القرن الماضي 0
الحقيقة القاتلة هي ان الشعوب السودانية اصبحت لاتعرف الفرق بين الحاكم والوطن والقبيلة ولا بين الوطن والطائفة الكل يتخبط -- انها نست طعم الحرية واستمرأها العبودية والقهر --وتهرب من طاغية الى اخرى وهي تثير فيها مشاعر البدائية وترفع شعارات القبيلة كشرف وتحتمي بأستار الإسلام والقرآن --والخلافات التي طفت على السطح داخل المؤتمر الوطني الحاكم بعد ان وافق مجلس الشيوخ الامريكي على مشروع محاسبة السودان دليل على هذه الهمجية المفرطة 0
من الغرائب ان يتهم الإنقاذ الولايات المتحدة بممارسة "سياسة الكيل بمكيالين" او صاع بصاعين بينما هذه السياسة هي صناعة إنقاذية وهو اكثر الحكومات عنصريةً --وسمى القتل والذبح على الطريقة الإسلامية Islamic style جهادا وشهادة في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور وغيرها -- بينما يسمي نفس الشئ عندما يحدث في فلسطين إرهابا اسرائيليا -- يجب ان نعترف ان ما حدث من قتل وذبح ونحر وهدم للكنائس واباحة النساء وعزل الأطفال عن امهاتهم وحرق الإنجيل في جنوب السودان وجبال النوبة يعد عملا من اكثر الاعمال الإرهابية 0
انها نفس الحكومة حكومة الإنقاذ التي اعتبرت غير المسلمين في الجنوب وجبال النوبة رغم انهم مواطنين سودانيين أعداء وجب قتالهم او ان يستسلموا ويصبحوا مسلمين ،أما الأطفال والنساء فلا يقتلون لانه مال مشروع وغنيمة من غنائمهم -- سبايا وعبيد وأرقاء --ويبدو ان اهل الإنقاذ أخذو بقول ابن العربي في أحكام القرآن 1-154 في استثناء الذي لا يطيق القتال من القتل )أنا إنما تركناهم مع قيام المبيح بهم لأجل ما عارض الأمر من منفعة او مصلحة : أما المنفعة فالاسترقاق فيمن يسترق ؛فيكون مالا وخدما ،وهي الغنيمة التي أحلها لنا الله سبحانة وتعالى من بين الأمم( ((
أخطأت الحكومة الإنقاذية بإعتقادها انها تستطيع تجنب العقوبات التي لوحت بها الولايات المتحدة الامريكية ونامت على الموقف الصيني المهزوز ولم تبذل جهدا كبيرا لمعرفة ان جمهورية الصين لا تستخدم حق الفيتو هكذا لمنع اصدار قرار امريكي ضد دولة ضعيفة لا تقدر ميزانيتها بعشر مليار دولار امريكي سنويا هذا اذا اضفنا الى" ميزانيتها كل شئ من بترول وبهائم وقطن وصمغ وسرقة اموال المغتربين" بينما التعامل التجاري الامريكي الصيني رغم تحفظات الجانبين في علاقاتهما تبلغ سنويا مئات المليارات --فكيف يعقل ان تستخدم الصين حق النقض لصالح دولة يحكمها رعاع محترفين 0
ثانيا عندما يوافق مجلس الشيوخ على أي مشروع قرار فهو يقصد ذلك لان مثل هذه القرارات غالبا ما تجد طريقها الى البيت الابيض ليصبح بعد توقيع الرئيس عليها قانونا ملزما -- فالشئ الذي غاب عن حكومة البشير هو ان الحكومة الامريكية تحكمها شركات راسمالية متطرفة لاتعرف العدالة والمساواة ولها جذورها في معظم دول العالم وهذه الشركات الضخمة تدفع ضرائب باهظة وكبيرة للحكومة الفدرالية و تستخدمها هذه الأخيرة في التعليم والرعاية الاجتماعية والصحة والاسكان ومشاريع داخلية اخرى -- إذاً هي جزء من القرار الامريكي الداخلي والخارجي وهي دائما تبحث عن فريستها في الدول المتمردة والعاصية والتي لاتمتثل للأوامر الامريكية وذلك بالطلب الى الكونغرس والبيت الابيض للتدخل وبطرق مختلفة -- فمثلا رغم ان المملكة العربية السعودية تنتهك ابسط مبادئ حقوق الانسان ولا تسمح بالحريات العامة الآ انها تتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة المتحدة والسبب بسيط وهو ان الشركات الامريكية هي التي تتحكم في ثروات المملكة --والجماهيرية الليبية اعتبرت امريكا عدو العرب الاول والاخير لاكثر من عشرين عاما لكنها أدركت في نهاية المطاف ان معاداة الولايات المتحدة الامريكية جنون وخطأ فاضح ولذلك تراجعت واستجابت للشروط الامريكية وهي نفس الشروط التي رفضتها سابقا وقبلت فتح ابوابها للشركات الامريكية لإحتلالها مقابل بقاء العقيد الليبي في الحكم ربما مدى الحياة 0
ان حكومة الإنقاذ تنقصها الخبرة في الشئون الدولية ولذلك وقعت في الشرك الامريكي فكان عليها ان تعلم ان الحملة الامريكية ضد سوريا فيما يخص مقتل الحريري حقيقية وامريكا فعلت ذلك ليست حبها في الحريري لكن لان سوريا رفضت تنفيذ اوامرها من حراسة حدودها وعدم السماح للارهابيين العرب العبور الى العراق ،وطرد المنظمات الفلسطينية من اراضيها، وعدم التعامل مع حزب الله اللبناني0
الواقع ان الولايات المتحدة الامريكية لها أجندتها الخاصة و مجلس الأمن الدولي ما هو سوى مرآة لهذه الاجندة الخفية، وهذه الحقيقة تعرفها الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة والصناعية --- فكان يفترض على الدول الضعيفة التي لاتستطيع إطعام شعوبها كالسودان ان يعلم هذه الحقيقة المرة -- فاحتلال العراق كان وسيظل احتلالا حتى لو استخدمت امريكا كلمات مثل التحرير والحرية والديمقراطية وغيرها -- ) هذا هو الواقع المعاش اليوم(
ان قانون محاسبة السودان الذي وافق عليه الكونغرس الامريكي يعكس تلك المصالح الامريكية الأنانية في افريقيا --وكان يجب على حكومة البشير توقيع اتفاق سلام مع الدارفوريين قبل ان يتعقد الموضوع امريكيا ولكنها ولغباءها تماطلت حتى وضع الامريكان يدهم على كل القضية وعبرها سيدخلون السودان -- ليس حبهم في اهالي دارفور ولكن لتحقيق مصالحهم اولاً و المسئول هو حكومة الإنقاذ 0
العالم اليوم تحت سيطرة امريكية وليس هناك حياد بمعنى اما انت في المعسكر الامريكي الاسرائيلي او انت ضد امريكا وبالتالي انت في خطر --كدول محور الشر كالكورية الشمالية وايران ---وكالدول الرعاية للإرهاب مثل السودان وسوريا وفنزويلا وكوبا --الخ
كما ليس هناك سيادة بمعناها الدقيق بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يحافظ على توازن القوى في العالم واصبحت الولايات المتحدة تحدد السيادة حسب مفهومها period وهذا هو واقع عالمنا اليوم ولهذه الهيمنة اختفت الدول التي كانت في المعسكر السوفيتي وتحولت تدريجيا الى المعسكر الامريكي إدراكاً منها بواقع ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي -- فحلف الناتو اليوم توسع لتضم معظم دول معسكر وارسو سابقا للواقع نفسه،فنحن نتساءل ولنا ن نتساءل ما الذي في جعبة الانقاذيين حتى يعارضوا الادارة الامريكية --ولنا ان نسألهم ايضا اين الزعيم الورقي الديكتاتور صدام حسين وزعماء حركة الطالبان والحكومات اليسارية واليمينية التي كانت تعارض الولايات المتحدة الامريكية وتتحداها؟؟0
فعلت جمهورية مصر والمملكة الأردنية وموريتانيا خيرا باقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل الحليف الاستراتيجي لأمريكا مقابل مليارات الدولارات الامريكية سنويا وبالتالي انقذت شعوبها من المجاعة وهي نفس المجاعة التي تحصد ملايين الارواح في الدول التي رفضت تطبيع علاقاتها مع اسرائيل كالسودان واليمن وسوريا --كما فعلت خيرا الدول مثل تونس والمغرب والعراق وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والإمارات العربية وليبيا باقامة علاقات مكتب وبالدخول في مفاوضات سرية مع اسرائيل تمهيدا لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية الكاملة معها إستجابةً للضغوطات الأمريكية او مقابل حصولها على بعض دولاراتها 0
اجمالا يمكن القول ان فقدان أي شعب من الشعوب لأمنه الاقتصادي والاجتماعي والغذائي وثقته في حكومته يعني ان ليس هناك فائدة من بقاء هذه الحكومة ولاتفيد الحديث عن السيادة وسيرحب هذا الشعب بأي قوى في هذه الأرض لتخلصه من نظامه او حكومته هذه طالما هذه القوى الخارجية ستقدم له على الاقل خبزاً لكي يحيا من باب حقوق الانسان والإنسانية كما فعلت المنظمات الخيرية والحقوقية العالمية ومنظمات شبه الحكومية في مجاعة 1985 السودانية والحرب الدارفورية الاخيرة ولولاها لكان مات عدد كبير من اهلنا في السودان 0
الدين هو أغلى ماعند الانسان وهو الذي يميزه عن "الحمار وبقية الحيوانات" وأي زحزحة عنه يعني تحول هذا الانسان الى خانة هذه الحيونات لااهلية له في الحديث عن الاخرين --هذا ماحدث عندما تخلت الحكومة السودانية عن مشروعها الإسلامي نتيجة للضغوطات الخارجية من اجل بقاءها في السلطة،ورغم علمنا المسبق بالنوايا الامريكية تجاه ا الدول الضعيفة الآ ان هذا ليس كافيا ان تمر الجرائم التي قام بها نظام الانقاذ بدون محاسبة وسوف لم يكن هناك سلام حقيقي في بلدنا ما لم نشاهد المجرمين وهم قابعين في السجون الخاصة بالجرائم ضد الانسانية،كما ان معرفتنا المسبقة بالنوايا الامريكية الاسرائيلية لايمنعنا من قبول مساعداتها في كافة المجالات وتطبيع علاقاتنا الدبلوماسية الكاملة معها ومع حليفتها الاستراتيجية اسرائيل [email protected]