ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
بحثت عنك ياوطنى فى كل الدروب كطيف براق, سرا وجهرا بقلم الهادى عجب الدور
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 15/12/2005 12:43 م
بحثت عنك فى أغنيات الليل الطويل بحثت عنك فى همسات الرحيل وفى جرح المواويل بحثت عنك فى دموع العذارى بألوان طيف اختلطت بسراب الصحارى آه أنت... ياوطنى الخرافي يا حلمي العنيد ويا جرحى البعيد إلى متى نعيش فى القاع على فتات ظلمات الأحزان و التجاعيد هذه جدلية الأغنيات التى لم تعد ترضع من ثدي الذكريات ولم تعد تلاقح طيف الأمسيات وان قصة وطني الكئيبة تناقلتها الألسن مابين لسنا كذوب وظلال لبقرة لم تعد حلوب فهل ياترى انتهى عهد وبدا عهد أم ان الناس انتهى بهم المطاف إلى ان يترجلوا سرا وجهرا نحو اللاشئ و اللاهدف فالوطن بشكله الآني والذي يبدو آليا بدائيا لم تعد صورته هي التى رسمها الأولون وانتظرها الآخرون فالمشهد السياسي مقرف و الوضع الاجتماعي متذبذب ومترهل والحالة الاقتصادية مفرطة فى الانزلاق و الانحسار نحو الفقر المدقع والطبقية المجحفة نالت من الجميع فالوطن لم يعد يحتفظ بشكله الممتع وملامحه الأصيلة فقد تغيرت أنشودة الوطن القديمة وضاعت تحت أظلاف القطيع يدوسها جنرالات الرعب والفساد والأنين و الانكفاء و الاتكالية باتت ديدن لخارطة الطريق وأصبح حلم الوطن مرهون بفقاقيع الوهم والتعصب الأعمى والارتحالية الباردة وربط مصير الجميع بهمجية السلطان وألف صوت جبان وكأنهم قربان لحاكمية الجنرالات الأقزام وبرؤيتهم القاصرة الغارقة فى مدن السراب ووحل الصدمات المتكررة ومشاهد لم تعجب احد فهل ياترى أصبح الوطن ألعوبة أم أضحوكة تتقاذفها الأمواج والرياح مابين ترهات من أوجع وأبكى ومن جثم على صدر الشعب اجمع واخرس من اخرس و شرد من شرد واهلك من اهلك باسم المشروع والتأصيل و الوطنية القديمة كأخر سبيل وكأن الجميع لم يفيقوا بعد فظاعة هذا المشهد والوجع المتكرر بقذارته وقتامته التى باتت ومعروفه بتفاهتها فالوطن الجماعي ضاعت ملامحه بين زحمة الطموحات المراهقة . يبدو لي ان شاعر وطني الكبير محمد الفيتورى عندما قال كلماته الأبدية الخالدة بأحرف من نور وهى: (وطني مليء بالبيض لكنه لم يفقس يوما ديك ذي عرف) لم يكن متشائما ولم يكن مخطئا ولم يكن انكفئيا بل كان يقول حقائق دامغة وكذب من كذب وصدق من صدق . ومن خلال هذه المشاهد التراجيدية الحزينة تلوح قصة اخرى بائسة تتم فصولها بابوجا ويسرد تفاصيلها بصالونات الفنادق المتناثرة هنا وهنالك والناس الجياع بلدي هنالك على الرمل يتضورن و سياط السلطان ألهبت ظهورهم فالثورة شرف للجميع والتهميش قدر الجميع لكن الانتهازية والاقصائية ليست شيمة الجميع وان نيفاشا لن تحل المشكل السوداني مادام أنها قصة ثنائية اختزلت نفسها فى جلباب السلطان وان ابوجا القادمة ما لم تكون وعاء للجميع فلن تكون سوى نزوة للسلطان و ان العناء الذي ابتليت به خارطة الوطن المطعون . خاصة وان دارفور الكبرى لم تشفى من داء الهزيمة المتكررة و التداعي المر والإنحاء نحو الأسفل بخنوع , و فهل يا ترى السودان وجد جهويا لتنتهي استقلاليته جهويا وهل مؤشر الساعة دوما وجد ليتوقف عند أحلام أهل دارفور أم ماهى القصة , فمنصب الرئيس هو مطلب ابوجا ومن غنى فى سربها و هو ليس طموح أهل دارفور وان ركوب قطار السلطة من ضمن الوجهاء ليس حلا مادام الآخرون يتربعون على عرش الوطن وبعظمة السلطان فمثلما قالها الجنرالات اليائسون لن نزل ولن نهان فأيضا يحق للاخرون ان لا يذلوا ولا يهانوا فى أوطانهم . فالوضع العام برسوماته السياسية وشخوصه المشاعة ليس بقدر طموحات أهل دارفور و ليس بقدر واقعية أهلنا وطننا الكبير فإما ان يكون هنالك وطن يثلج قلب الجميع بالفرحة والعزة والكرامة وإما ان يكون وطننا السودان بملامحه التى يرسمها المتزمتون قبلة للندامة ولا نامت أعين الجبناء . سيتكرر المشهد من جديد أغنية حزينة ....وعالم ممزق منهمك بالدموع ... أغنية تتضور فى عالم السياسة و المجون .. أغنية تطحنها أقدام من لم يرى ولم يسمع والقصة طويلة طول الليل القادم وراء السراديب ... ودارفور ليس ملك لمن قال انا ..... فالجميع ولدوا أحرارا وولدوا معا من رحم واحد ونحن لاندعوا احد ان يبكى قبور الشهداء........ان لم يكن شاهدا على نفسه وشهيدا على شعبه ونحن لا نتصدق على الناس بالكرامات والحسنات فالكل خير وخير الأخيار من لم يقل انا فقط هذه هي بداية الحكاية ... فتعالوا معا نقرأ تفاصيلها ...بكبرياء وشموخ .......بصدق وحكمة .... الهادى عجب الدور