حمائم السلام قد تبتعد محلقة عن رحاب سماء السودان وقد تتلاشى فى الافق عن الانظار قريبا لا قدر الله ليست لانها فى رحلة تبحث عن سموات اخرى لترفرف فيها اجنحة السلام ولكن هربا من ان تصاب بسهام انطلقت من هنا و هناك من ايدى اناس لا يعرفون للوطن قيمه ولا يريدون ان تقوم للسلام قائمة فى ربوع الوطن الا على رؤية عّّّلى وعلى اعدائى وللاسف هؤلاء كانوا رموزا لنا فى السلطة كامثال الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدى او كانوا اقلاما للفكر فى السودان امثال الدكتور ابراهيم الشوش الذى عول عليه السودان كثيرا فى محافل الادب والفكروالرأى وحقا بالامس كنا نعتقد بان الرجل قد ارتقى بيراعه الى مصاف قادة الفكر والرأى ليس فى السودان فحسب انما من المحيط الى الخليج حينما كان يتربع على عرش اشهر مجلة عرفها الوطن العربى __مجلة الدوحة الغراء ولكن يبدو ان هذا القلم لا يتقطر منه ادبا ولا فكرا انما انكشف على حقيقته مع الايام وتقلبات الدهر فاليوم لا نرى من هذا القلم سوى سم الافاعى الذى يشل كل ما تنبض بالحياة من الخلايا والانسجة فى جسد المجتمع السودانى الذى كان دوما يفتخر بالشوش كرمز من رموز الفكر والرأى وماكان فى الحسبان ان يهوى الى القاع من امتطى العلياء يوما وكأنه لا يعرف الفرق بين الادب من جهة والسياسة والمال من جهة اخرى وهو من وهب ربيع حياته للادب والفكر . لا يخفى عليه الدكتور ان الادب ليس كالسياسة ولا التجارة ولا حتى اى مهنة اخرى لأن الادب دائما يسموا برواده محلقا فوق القمم ينظر من اعلى الاعالى الى عالم السياسة بعين الازدراء فالاديب لا يرى الحياة الا بعيون الانصاف بلا انحياز الى فئة دون اخرى مهما عظمت او قربت مكانتها عند الاديب ولكن يصراحة ما نقرأه منك اليوم عن الوطن واهله لا علاقة له بالفكر ولا بالادب البته . فكل كلمة اوجملة احتلت سطرا من سطور مقالتك عن دارفور واهله تبعدك فراسخ وفراسخ عن الفكر والادب وقد تخرجك ان ابيت او رضيت من فردوس الادباء الى الابد . يا دكتورنا الاديب ما كنا نود ان تكون هناك ادنى وجه مقارنة بينك وبين كل من الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدى الذان لم يفطما بعد من حب الرضاعة فى سياسة التطفف والكيل بالمكيالين لأن كل منهما اسير حلم ظل يراوده منذ ستة عشرة عاما لتكملة مشوار بدأه مع الانقاذ ولكل خطيئته فى حق الشعب السودانى الى درجة اخذته العزة بالاثم ولكن بالنسبة لك يا الدكتور لا نجد لك عذرا ان تقطع الاف الاميال عبرالاطلنطى والمتوسط فى رحلة يمكن ان توصف لك بموسم الهجرة الى الجنوب على غرار موسم الهجرة الى الشمال لاديبنا الكبير الطيب صالح … ان تقطع كل هذه المسافات تاركا عشك الذى بنيته قشه قشه فى المهجر لا لاصلاح ذات البين او لدرء مفسدة جثمت على صدر وطننا بما كسبت ايدى امثال الطيب مصطفى وعبدالرحيم حمدى ولكن لتصبح لهما حمالا للحطب لكى تزيد نار الفتنة التى اوقداها بمحورهم المشؤوم دنقلا –سنار +كردفان . ولو كنت تدرى ان الرجلين مع سبق الاصرار يتولان كبر تفتيت السودان قصرا حتى تأخذ كل فئة حقها على شاكلة الجوارح والسباع التى تتداعى على الجيفة فتصبح الغلبة ونصيب الاسد لمن يملك انيابا و مخالبا قوية وحتما عندها يبدأ الصراع فى كل شبر من ارض مليون ميل مربع حول من هو احق بهذا او بتلك وحينئذ ليس بوسع احد ان يتحكم بمجريات الاحداث وقد يضعف الذى هو القوى اليوم ويقوى من هوالضعيف بالامس وتتساقط انياب ومخالب للبعض وتنشأ قوادم وانياب للاخرين وان كنا نخشى ان لا يطال هذا السيناريو المخيف لوطن انت انشدت له فى الصغر بالترانيم الرائعة:
انت سودانى وسودانى انا…….ضمنا الوادى فمن يفصلنا
منقو قل لا عاش من يفصلنا…. قل معى لا عاش من يفصلنا
اذا لو كنا نخشى هذا السيناريو يجب ان نرتفع الى قامة الوطن بدلا ان نصب الزيت فى النار . وانى لاسف ان اقول لك هذا ولكن الذى دفعنى هو موقفك تجاه دارفور واهله ومن الواضح وعلى حسب ما اطلعت مما ورد فى مقالك عن دارفور واهله انك تفق بقوة فى خندق محور دنقلا سنار+ كردفان المشروع الذى اخذ قسطا وافرا من النقد والتحليل من اقلام وطنية رصينة كدكتور صديق امبده على سبيل المثال كما نال المشروع قدرا وافرا من القدح والذم من اقلام اخرى غاضبه ومن حقها ان تغضب فى مثل هذه المواقف فمنا من يستطيع ان يكتم غيظه ومنا من لا يستطيع. والاسواء ما جاء فى محوركم هذا ليست فكرة تقسيم السودان فى حد ذاتها لان هناك ادبيات فى ذات الاتجاه سبقتكم فى نيفاشا عندما تبنت مبدأ تقرير مصير جنوب السودان ولكن كانت الفكرة تبلورت فى ظروف استثنائية املتها تداعيات الحرب المؤلمة فى الجنوب وما نتجت عنها من تباين الرؤى فى الدين و الثقافة الذين عجز اهل الشمال من معالجتهما فى اطار الوطن الواحد واذا حدث هذا التقرير وهو متوقع ان يحدث ولكن بموافقة اهل السودان جميعا اما بخصوص محور دنقلا –سنار+كردفان فهو بالنسبة لاهل السودان اكثر من مفاجأة وصدمة لأنه اتى بمشروع كل بند فيه من القوة ما ما تسبب بالوطن من الانشطار والتفتت بحيث لا يمكن رسم حد من الحدود التى يمكن ان تتمخض ما دام المشروع يقوم على حسب هوى اصحاب المصلحة وبطريقة تنم عن الفوضى وخاصة اذا كانت فئة ضئيلة من اجل السلطة تمسك بمدية وتمررها على جسد الوطن بصورة عشوائية وعنصرية لتجعل النصف لفلان والثلث لعلان والربع لزيد والثمن لعبيد وتقرر كما تشاء من الذى له حظ الانثيين فى ميراث الوطن..... انها قسمة ضيزى وتذكرنا بقول الله تعالى ( ويل للمطففين ـ الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون ـ واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون) صدق الله العظيم.
ومما زاد قبحا بهذا المشروع هو ان يمول من حر مال الشعب السودانى ليعلى شأن طائفة و ليستضعف طوائف فىدارفور والجنوب وجبال النوبة والشرق والانقسنا.
الوطن لايمكن ان يكون سلعة فى السوق حتى يقسم الى اكوام كما تقسم البصل والثوم و الفلفل فى اسواق ام دفسوا واذا كان الامر يتعلق كما ترون انتم اصحاب المحور بمكونات عرقية ودينيه هل دارفور تخلوا من العناصر العربية او من التدين واذا كان كذلك ماذنب هولاء الجنجويد الذين اتخذتموهم مطية فى محرقة دارفور ؟.اليسو هم عرب؟. فى ظنى هم اكثر عروبة منكم اذاًًًًًًًًًٌٌَُُُ فكيف اخرجتموهم من هذا المحور الذى ترونه فى خدمة العروبة والاسلام فى المستقبل .
يا الدكتور للحقيقة والتاريخ هذا المحور جملة وتفصيلا لا تخرج من كونه تخبط نتج عن اخطاء وخطايا ارتكبها من كان فى سدة السلطة فاصبحوا كالسكارى وما هم بالسكارى ولكن اصابتهم الحيرة والتوهان فلجاوا الى هذا المشروع الخرافى وهو مجرد وهم فقط تنفذكم من الهم الذى انتم فيه ولو لحين واما كمشروع وطنى لن ير النور ابدا .
اما فيما يخص مشاركة اهل دارفور لادارة ا لعاصمة القومية او المشاركة فى القصر فهو مطلب دعمته الحجج والبراهين الديمغرافية والسياسية وهى واضحة كوضوح الشمس فى كبد السماء والاعتراض عليه ما هو الا كفر والكفرلغة يعنى المام بحقيقة ما وفى ان انكارها فمطلب اهل دارفور عين الحقيقة لاتحتاج الى مزيد من الحجج والبراهين نسوقها فى هذا المقام لاقناع الدكتور الشوس الا اذا كان الدكتور يرى اهل دارفور ليسوا اهلا للقيادة والريادة ربما لاعتقاده بان جينات بعينها فى السودان تصلح ان تلعب دور القيادة والريادة مثلما سخر فى مقاله ضمنيا عندما تعجب الدكتور الشوس من تولى اناس مثل دكتور خليل اومنى الركو او عبد الواحد مناصب فى القصر المنيف الذى ما اخرج منه زعيم صاغرا بثورة شعبية والا دخل عليه اخر متسللا مع جنح اليل على ظهر دبابة وهذا هو ادب الوصول الى القصر عندك يا الدكتور وما سواه . انتهاك صارخ حتى ولو كان عبر المؤسسية التى تتطالب بها اهل دارفور. يجب ان لا يخفى على الدكتور الشوش بان دارفور سيظل جزءا اصيلا من هذا الوطن الا اذا ابيتم ورميتموه خارج خارطة السودان وبالطبع لاقدر الله إذا نجح مشروعكم المحورية ليس هناك احد من دارفور ياتى لكى ينافسك فى العاصمة القومية ولا القصر المنيف ولكن حتى اشعار اخر يظل دارفور جزء منك وانت جزء منه فارجو ان تعامله واهله كما تعامل اجزاء اخرى تراها عزيزة عليك .
الافاضل سودانيز اونلاين ارجوا نشر المقال
وشكرا