ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
القمة الافريقية فرصة للفن السوداني بقلم ياسر المساعد
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 15/12/2005 8:31 ص
لا يختلف اثنان ان الفنون السودانية بشتى اشكالها تشكل غيابا تاما عن الساحة الدولية بل حتى الساحة العربية على الرغم توفر الوسائط الاعلامية والقواسم المشتركة ،الا ان الفن السوداني ركن الى حالة الثبات العميق لاسباب سياسية واخرى اجتماعية ولضعف الامكانيات المادية التى صارت اولي مفردات التعبير عن الفشل. ومعروف ان البلاد تتمتع بمخزون فني كبير نابع من تعدد القبائل السودانية ما بين الافريقية والعربية وتبعا لهذا التعدد يتوفر كما هائلا من المخزون الفني الذى لم يجد المواعين التى تستوعبه خاصة على النطاق الدولي وهذه مرحلة لا نطمح في الوصول اليها قريبا لكن بطبيعة الحال يجب ان تكون الفنون السودانية معروفة على النطاق الاقليمى والقارة الافريقية لاننا عند مقارنة منتوجنا الفني مع بقية الدول المحيطة بنا من حيث القدم والخبرات المتراكمة حصيلتنا وافرة والشاهد ان اغلب المطربين السودانيين فى جولاتهم الخارجية يجدون القبول من كل المتلقيين الافارقة لان السلم الخماسي فى الموسيقي السودانية اقرب الى الايقاعات الافريقية الساخنة هذا فى نطاق الفن الغنائي. لكن فى مجال المسرح والدراما حصيلتنا ضعيفة حتى انها لا يمكن توصيفها حسابيا لضعف الامكانيات ولضعف السناريوهات المعروضة ولاحجام رأس المال الرسمي والخاص من الدخول في مشروعات الانتاج الفني سواء كان دراميا او غنائيا لاسباب تكون في بعض الاحيان منطقية. وظلت الفنون السودانية قاصرة من الخروج للنطاق العالمي الامر الذى فتح الباب واسعا امام المواد الوافدة التى وجدت الساحة خالية من الانتاج الفني وبذلك يسهم الفنانين فى زيادة حدة الغزو الثقافي الذى يتعرض له المجتمع ولا اكون مبالغا اذا قلت ان اغلب طلاب الجامعات خاصة العنصر النسائي يعرفون المطربة اللبنانية ذائعة الصيت نانسي عجرم اكثر من معرفتهم باي مطرب سوداني ،الى جانب شغفهم باخبار الفنانيين العرب والتهافت لحضور حفلاتهم الغنائية والذاكرة السودانية حافلة بالمواقف التى وقعت ابان زيارة احد المطربين العرب للخرطوم واقامته لحفل غنائي بالخرطوم وهي مواقف تبين بجلاء مدى اهتمام المتلقيين السودانيين بالمادة الوافدة للفراغ الذى تعيشه الساحة الفنية وللجدب الفكري الذى يعشعش فى اذهان المغرمين بالغناء العربي وهو غرام لا يعدو عن كونه اهتماما بالمظهر دون النظر الى الجوهر. وطالما ان عشمنا فى نشر الفن السوداني فى الاطار العالمي والعربي (كعشم ابو الدرداق فى زواج القمر) فهاهى الفرصة جاءت الينا فى عقر دارنا لنشر الفن السودانى فى الاطار الافريقي من خلال احتفالية القمة الافريقية التي تستضيفها الخرطوم مطلع يناير المقبل. والقمة الافريقية تمثل تجمعا رئاسيا واعلاميا لكافة وسائل الاعلام العالمية والعربية والافريقية فكيف يمكن الاستفادة من هذه التظاهرة الافريقية لنشر الثقافة السودانية المغلوبة على امرها ،وهل وضعت الجهات المسؤولة فى اعتبارها ضرورة ان تشتمل الفقرات على المواد الفنية التى يمكن ان تحمل صورة السودان للعالم الخارجي فى ابهي صورة وتفند الادعاءات الغربية حول السودان وتسهم فى نفس الوقت في نشر فننا الراسخ. ومعلوم ان الموسيقي هى لغة الشعوب والدور الذي تعلبه الموسيقي تفشل فيه البرامج الدبلوماسية ،فاذا اهتمت الجهات المسؤولة بهذا الامر ووضعت حيزا للفن فان ذلك سيجعل من القمة الافريقية ليس حدثا سياسيا يحسب لصالح السودان وانما سيجعل منها حدثا فنيا يدعم الفن السوداني دوليا ويؤطر لاستقبال القمة العربية التى تستضيفها الخرطوم فى العام 2006 .
