وددت ان اوجه رسالة خاضة جداً لشعبنا السودانى الوفى ، الواعى بما يجرى الآن فى ابوجا من من مفاوضات محتدمة بين ابناءه فى حركتى /جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السودانية من طرف وحكومة السودان فى شقها المتمثل فى حزب المؤتمر الوطنى الذى ادخل الوطن فى ازمات عديدة، الشعب السودانى منها براء ، فهذه الحكومة التى اتت على السلطة الشرعية بليل عبر انقلاب 30 يونيو المشئوم وادخل الوطن فى دوامة غيبوبة وهزيان لن يخرج منها الاّ بوقفة قوية وصوت مدوى من شعبنا الجبار مفجر الثورات عبر تاريخه المشرق والمسطر باحرف من نور فى سجل التاريخ .. نناشد شعبنا البطل فى كل ربوع الوطن ومدنه وقراه وفرقانه وبواديه ومعسكرات اللاجئين والنازحين التى فرضتها عليهم حكومة (الإنقاذ) التى دمرت البلاد واكثرت فيها الفساد والقتل والاغتصاب، نحيى شعبنا الصابر أحفاد الماظ وعلى عبداللطيف ونناشد انصار الامام المهدى عليه السلام واحفاد الخليفة عبد الله التعايشى موحد السودان ومحقق مجده وكرامة اهله الذين ارسوا قواعد دولة السودان الحديث، نناشد ابطال التحرير فى جنوبنا الحبيب ،الشــُم الميامين الذين نهضوا وثاروا ضد الظلم والتهميش وهزموا طغمة (الجبهة ) البائدة ، وانتزعوا حقوقهم المشروعة كاملة غير منقوصة فى الحياة الكريمة العادلة المؤسسة على معيار المواطنة الحقة ، رافعين شعار الدين لله والوطن للجميع ونحيى كفاحهم المرير المليئ بالدم والدموع والابادة الجماعية والتطهير العرقى من جيش الحكومة المرتزق ومليشيات الدفاع الشعبى الجهادية التى لاتـُبقى ولا تذر، المتعشطة للقتل ارهاباً وفساداًَ،، ونحيى البطل الشهيد الدكتور الفريق اول/ جون قرنق ديمابيور عليه الرحمة ، بطل التحرير الثورى وصاحب رؤية السودان الجديد القائم على التساوى بين كافة السودانيين على اساس المواطنة فى وحدة متنوعة وتلاقح ثقافى على انقاض رؤية (المشروع الحضارى ) سيئ الصيت القائم على انكار الآخر وقهره وابادته ، وعلى اعادة انتاج الهامش وثقافته وقيمه فى المركز الذي يهيمن عليه صاحب المشروع الحضارى المزعوم ويحتكره ويبطش بمن يخالفونه الراى.. لكل هؤلاء واولئك يتقدم إليكم ابنائكم الثوار فى دارفور الجريح باسمى آيات التقدير والاحترام والمحبة الصادقة ، ويؤكدون لكم ما ظلوا عليه من عهد وميثاق يرتكز على وحدة الوطن الحبيب المتفرد بقيم الكرم والفداء والتضحية لاجل مجتمع منسجم ومتناغم ومتحاب ومتعاطف ومتكافل ، يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص ، جسد واحد إذا اشتكى منه عضو ، اشتكى له الجسد كله بالسهر بالحمى، تضامنا ، فنحن نثق تماما بان الجسد السودانى كله من حلفا الى نمولى ومن الجنينة الى سواكن ظل ساهراً شاكياً من مصاب اهله فى اقليم دارفور من ويلات الابادة الجماعية والتطهير العرقى والاغتصاب والتهجير القسرى بالمخالفة لكل قيم واخلاق وفضائل هذا الشعب الابى المتكافل والمتراحم ابداً بمشيئة الله ، فمن اين اتى هؤلاء الشواذ ، ومن سلطهم على الوطن؟؟ فنحن نعلم ونؤمن يقيناً بان الحرب على دارفور وتدميره وابادة اهله ، ومن قبل دارفور الجنوب الحبيب ، نعلم ان ذلك لم ولن يتم باسمكم ايها الاهل الاعزاء الكرماء، ونعلم نحن فى دارفور ان الذى جنـــــى على الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ لا يمثل الشعب السودانى بل يمثل نفسه ، ونعلن مراراً وتكراراً ان : لا تزر وازرة وزر اخرى ، وبنفس الشجاعة نمد ايدينا بيضاء من غير سوء لكل اهلنا الاحـِباء فى الوطن العزيز بلا ضغائن او احقاد ، فمثلنا لا يحمل الحقد والضغينة ، فالتحية والانحناءة لكل الامهات السودانيات فى الشمال والشرق والغرب والجنوب والجزيرة والخرطوم ، اللائى فـُجعن لهول الدمار فى دارفور ، نحييهن جميعاَ وعلى رأسهن أمنا العزيزة وآلدة رئيس الجمهورية فهى ام لكل السودانيين وزرجاته امهات الشعب السودانى ، ونطلب منهن جميعاَ ان ينصرن الرئيس باسداء النصح اليه ، ان يرعوى هو وبطانته من البطش بالشعب الاعزل البرئ ، فالام لا تقيم فرقاً بين ابنائها ، فكلهم عندها ســــواء وكلهم ينبت فى قلبها وتسقيهم هى دمعها وحنانها ودموعها ، والخلاف بين الاخوة قديم منذ الازل عندما قتل قابيل هابيل ابنى ابونا آدم ، فلا تقفن مكتوفات الايدى امهاتنا العزيزات فى هذه الفتنة التى اتت على الجميع وشعبنا البطل الذي فرق بين الحق والباطل منذ القدم لن يغلبه قول الحق ولن يكون يوماً شيطاناً اخرساً.. فبماذا طالب ابناء دارفور فى ابوجا حتى قامت قيامة الذين دمروا دارفور وبطشوا باهلها ؟؟
طالبوا باقتسام السلطة ليقوم مجتمعنا السودانى على قواعد العدالة والانصاف والمشاركة المعبرة عنه ، وعلى الشورى التى تقوِم الاعوجاج الذى ظل ملازماً لنظام الحكم منذ الاستقلال .. وحتى لا تتكرر القرارات الحمقاء المدمرة التى تتخذ فى رئاسة الجمهورية ارفع مستويات السلطة والتى صارت نهباً لامزجة ونزعات قاطنى القصر الجمهورى ، يرى ابناء دارفور ان تتخذ القرارات وفق آليات يشترك فيها جميع ابناء السودان ويـُعمل فيها الشورى والحكمة بدلاٍ من التسلط واستخدام السلطة ، ومعلوم ان السلطة تقود الى التسلط واما الحكم فبالحكمة والمشورة والروية والعقل ، فلابد من تغيير الآليات ، فلابد من قيادة جماعية تجنب البلاد والعباد الموبقات والمهالك، لابد لابناء دارفور من المشاركة الفعالة فى مؤسسة الرئاسة الآلية الخطيرة على نحو ما اسلفنا فى اتخاذ القرارات التى تؤثر على سلامة البلاد والعباد وتهدد وحدة البلاد وسلامة اراضيها ، وليس ادل على ذلك من خروج اكثر من 90% من مساحة اقليم دارفور عن طوع الوطن وتحريره بواسطة الثوار ، بسبب خطل القرار الاحمق باعلان الحرب والابادة الجماعية من رئيس النظام الحالى حمقاً وتسلطاً وكانت النتيجة ذهاب دارفور وخروجها عن طوع الوطن وحضنه الدافئ الى حين ، دارفور ايها الشعب الابى الآن دولة ونظام قائم بذاته فاعينو ابناء دارفور لارجاع الاقليم الى حضن الوطن وفق اتفاق عادل يرعى الحقوق والواجبات ويحاسب المسيئ والظالم مهما علا وطغى وتجبر ، وضماناً لتطبيق الاتفاقيات التى سيصل اليها الاطراف فى ابوجا بعد الخلاف والصراع وحتى يزول الاحساس بالتمايز والاقصاء والتهميش بين ابناء الوطن الواحد فى ادارة بلدهم وضماناً للوحدة الوطنية التى يحب ان يلتزم الجميع بتكريسها ، وحتى لا يأتى فى قادمات الايام يوماً نسمع فيه بان جزءاً عزيزاً آخر من الوطن بعد الجنوب الحبيب قد قرر مصيره فى الوحدة او الانفصال وذلك حق طبيعى لكل من يتعرض لما تعرص له اهل دارفور من ويلات واحن،، فاى الخيارين افضل للوطن ووحدته وسلامته ، خيار الوحدة الحقيقية التى يتقاسم فيها جميع ابناءه ادارته بشفافية وعقلانية وحكمة ورشد وتساوى بين المواطنيين على اساس المواطنة الحقة ‘ ام خيار التشرزم والتعالى بسبب العرق واللون والجنس وادعاء النقاء تلك النظريات البالية ، والحلف فيما لا يحتمل الحلف، كل ذلك حتما ًسيؤدى الى الانقسام والتفتت، فشعب السودان لم يكن له الخيار عندما وجد نفسه متنوعاً بثقافاته واعراقه ودياناته وتقاليده ، بل آمن ان ذلك التنوع يقوى الوحدة ويثريها ويعمقها ، نحن لم نختر الواننا ولا الجهات التى اتينا منها ولا لغاتنا وثقافاتنا وادياننا ، تلك هى مشيئة ربنا الذى خلقنا فى احسن تقويم وهى من آلاءه وآياته ، فباى آلاء ربكما تكذبان ؟؟ إن الكفر بآلاء ربنا و آياته لن يحقق لنا ولا لبلدنا الاستقرار او الامان ولا النمو والتطور ، بل، يجلب الدمار ويكرس الفرقة والشتات ، فالصومال الدولة التى راينا ماساتها ثم سقوطها ، شعبه من عرق وآحد ويدينون بدين واحد هو الاسلام وثقافتهم وآحدة ولكنهم اختلفوا واقتتلوا حتى انهارت دولتهم وكان ذلك بسبب الظلم والتهميش والانفراد بالسلطة والانانية والعسف فى ممارستها فظلم ذوى القربى امّر وامضى ، فلا تسمعوا اهلنا الكرام ما يروجه المرجفون من اكاذيب ويسوّقون للاختلاف، فالاختلاف الوحيد بيننا وبين اخوتنا فى الحكم يقع على الحقوق والواجبات وازالة التهميش والتحقيير والإستغفال بين ابناء الوطن الواحد ، فالشعب السودانى منسجم ومتآلف ومتحاب على المستوى القاعدى ولكن تشوبة شائبة التهميش والمحسوبية والاقصاء على مستوى الحكم وجهاز الدولة ، بشكل يهدد التجانس القاعدى بالفناء والزوال ، والحل يكمن فى القيادة الرشيدة التى تدير البلاد لصالح كل العباد وتصون امنهم وكرامتهم ويحقق لهم الرخاء والرفعة فهم اهل لذلك ، وآلية ذلك هو الاقتسام العادل لآليات اتخاذ القرار من قمة الهرم الى القاعدة ضماناً وتكريساً للوحدة الوطنية وتعميقاً لجذورها ، والحل ايضاً فى التنمية المتوازنة المتوازية التى تستدعى الاقتسام العادل للثروة وفق معايير نسبة السكان والتمييز الايجابى الذى يتطلب حقن الاجزاء الاقل نمواً من الوطن وتلك التى دمرتها الحرب بجرعات من التنمية التى تلحقها بباقى الوطن حتى لا يبدو بلادنا مشوهاً ذو راس وبطن كبيرة وارجل واطراف ضعيفة وسقيمة لا تقوى على حمله، والسير به كما ينبغى ، فكروا اهلنا الكرام فى الضرر الذى اصاب اطراف الصراع فى دارفور فى الانفس والثمرات وما بذلت الحكومة من عتاد والجيش الذى قتل فى دارفور بعشرات الالوف وما وقع من ضرر مضاعف فى جنوب السودان ، واطلبوا من قيادة الوطن ان تخرج على الناس بحساب الربح والخسارة فى حربها المستمر ضد ابناء الوطن ثم اجيبوا على ضوء ذلك على السؤال الآتى: هل يستحق المطالبة بالحقوق والواجبات كل ذلك الدمار والانتقام فى مواجهة ابناء الوطن الواحد؟؟ الم يكن الاولى توجيهه تلك الآلة العسكرية الى نحور من احتلوا اجزاء عزيزة من وطننا ، ففرشنا لهم النمارق وكافأناهم على فعلهم بباقات من الورد والياسمين؟؟ كل ذلك الخراب والدمار المستمر لا يعلم احد متى تقف شلالات الدم فى دارفور او متى يتوقف الجيش عن اغتصاب الشريفات من بنات دارفور ، هل استحق نساء وفتيات واطفال دارفور الابادة والاغتصاب لان ابناءهم طالبوا بمراجعة امر الحكم فى السودان وإلتمسوا اعادة النظر فيه، حفاظاً على وحدة البلاد وتجانس العباد وقهر الظلم والتهميش؟؟ ابناء دارفور لا يعولون ابداً على الذين يجلسون الان على سدة الحكم ، فقد ذهب عقلهم وجن جنونهم واصابهم السَــعر واسكرهم البطر واخذتهم العزة بالاثم حتى الثمالة ، فالعالم كله وضميره الحى طفق يصرخ بملء فيه ان اوقفوا البطش بالابرياء ، ان اوقفوا الاغتصاب والإبادة فى دارفور واقتضى الامر تدخل المجتمع الدولى فى اعلى قممه واصدرت القرارات تلو القرارات لمحاسبة المتورطين فى الفظائع ، فيصرون على الاستمرار فى القتل والابادة ، فلا حياة لمن تنادى وتقرير منظمة الهيومانرايتسووتش الاخيرة الذى طال حتى رئيس الجمهورية باتهامه بارتكاب الفظائع ومن قبله قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ،كل ذلك لم يكبح جماح القتلة وعدوانهم فصاروا كالمسعور لا دواء له غير الحجر والقتل ، فكونوا ايها الشعب البطل السباقين فى تنفيذ حد الله فيهم ستؤجرون وتفشوا غل قوم ظُـُلموا ظلماً كبيراً ..
نحن لا نشمت فى اولئك من اخوتنا الذين طالهم الاتهام فى تلك القرارات الدولية ولكن ، نحيلهم لكم يا شعبنا ، يا والدًا احبنا ، وان تنهضوا من ثباتكم الذى طال ، لتتدخلوا مباشرة لحسم هذا الامر الجدى الذى يهدد بالفناء ، ونقول لكم لو كانت آلة القتل والاغتضاب والحرق والتهجير قادرة على حسم إرادة الانسان فى دارفور لفعلت ، لكن الارادة الصادقة مهرها الدم ولن تهزم ابداً، فصب الزيت على النار لايطفئها ، بل يزيدها اشتعالاً واستعاراً ..
الحكومة تستثكر على اقليم دارفور ان يكون له حكومة وبرلمان يرعى شئونه ، ويداوى ويلات الحرب مع الابقاء على مستوى الحكم الولائى القائم ، فى الوقت الذى يتعامل العالم كله مع دارفور على انه اقليم واحد والقرارات الدولية جميعها صدرت على اقليم دارفور ومنبر ابوجا الذى يرعاه الاتحاد الافريقى ومشاركة المجتمع الدولى عن بكرة ابيه يتعامل مع دارفور كوحدة اقليمية واحدة فالمنبر اسمه: منبر المحادثات السودانية /السودانية حول مشكلة دارفور ، والمنظمات الدولية كلها تتعامل فى دارفور كوحدة واحدة ، وان الاتفاقات السابقة بين الاطراف فى الصراع فى دارفور وكذلك الاتفاق النهائى الذى سوف يتم توقيعه فى نهاية هذه المحادثات سوف يتم على اساس ان (محل) الاتفاق هو اقليم دارفور ، وحتى الحكومة نفسها تعاملت مع دارفور كوحدة واحدة فى مناسبات عديدة منها الية ضبط الامن التى فجرت دارفور وسلطات رئاسية فوضها رئيس النظام لاكثر من مرة لمساعديه للتعامل مع دارفور كوحدة جعرافية وسياسية وامنية وآحدة ، وان مسألة الولاية لا تنطوى على اية قدسية ، لان دارفور كانت وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية واحدة لاكثر من خمسة قرون ، وان تفتيتها لولايات عدة تم بموجب قرار اصدره الرئيس الحالى بمرسوم دستورى ديكتاتورى ولم يسنه برلمان ، لذلك فالمطلوب من شعبنا البطل ، الضغط على النظام الفاشى لقبول دارفور اقليماً موحداً بحكومة ذات صلاحيات وبرلمان واهل مكة ادرى بشعابها، وذلك دون المساس بمستوى الحكم الولائى ، للاسباب الواردة اعلاه فابناء دارفور فى الحركتين ومن خلفهم شعب دارفور والشعب السودانى البطل ، يصرون على ان يكون اقليم دارفور اقليماً وآحداً بحكومة تقوم باعادة بناءه وتاهيله وجبر الضرر الذى احدثه الحرب وتاهيل المواطن نفسياً ومعنوياً وبدنياً ، واقناعه بضرورة بناء السودان الموحد وإلاّ فان حق تقرير المصير هو حق مكفول لمن يتعرض لظروف مثل التى مرّ بها اهل دارفور.. ونحن نحزن جداً لمحاولات التخذيل والالتفاف على ارادة المواطن البسيط فى دارفور من بعض اهلنا من ابناء الاقليم الذى ظلوا فى خدمة الباطشين لاهلهم ، جاءوا لقصم ظهر ابناءهم واضعاف مواقفهم التفاوضية لارضاء الاسياد الحاكمين ويجملون لهم القبيح ويحللون لهم الحرام!!
يطالب ابناء دارفور ايضاً ، بضرورة العودة الى حدود اقليم دارفور فى 1956م غداة الاستقلال، لانها هى الحدود التاريخية والعادلة التى تحفط لدولة السودان تاريخه وحاضره ومستقبله ، فلا يجوز مسها أوتعديلها طمعاً ومزاجاً، لان التعديلات التى احدثت فى حدود اقليم دارفور كانت ظالمة وقصد منها انتزاع حقوق اهله التى ثبتت بتراكم الحقب والعصور فهى ارث ، والارث لاينزع ويثبت للورثة دون غيرهم ‘ فالرئيس النميرى عدّل حدود اقليم دارفور لحرمانه من حدوده مع جمهورية مصر العربية ومعلوم ان دارفور كانت سلطنة عظيمة طبقت شهرتها الافاق ، وعلاقاتها امتدت على طول الدنيا وعرضها ، ولن نتحدث عن المحمل والكسوة والاوقاف الكثيرة فى كثير من بلاد الدنيا وتجارتها الواسعة مع مصر عن طريق درب الاربعين ورواق الازهر وعلاقات تاريخية متجذرة ياتى ليمحوها من الوجود من لا يستحق ان يجلس على ادارة شئ لقلة فهم او سوء تدبير وحمق وضيق افق!! والتعديل الثانى وهو فى نظام حكم شبيه بالاول ، تمت فى عهد النظام الحالى 1994/ عندما صدر مرسوم جمهورى بتعديل حدود الاقليم بنزع واحة العطرون الوحدة الانتاجية الاقنصادية لاهل دارفور منذ الازل وكذلك المحطة الجمركية الرقابية الحدودية (كرب التوم) التى تقع على الحدود بين اقليم دارفور الجماهيرية العربية الليبية العظمى ، وكان اقتطاعهما من الاقليم وضمهما الى الولايات التى ينتمى اليها الرئيسان الذان اصدرا القرارين ظلماً بيناً حرّمه الله على نفسه قبل ان يحرمه على الجناة ولكن هيهات!! ان رد الحقوق الى اهلها هى مناط الحكم العادل ودون ذلك الطوفان ،ويجدر ذكر ان الموقعان قد تم تحريرهما وهى الآن فى قبضة الثوار، وكذلك فى حدود الاقليم الجنوبية اصدر البشير مرسوماً بموجبه احال منطقة (حفرة النحاس) الى محمية طبيعية (الردوم) دون اذن اهل المنطقة ومعروف ان حفرة النحاس هو منجم لكنوز الارض استكثرها المزكور على اهلها ، فحيدها لحين اشعار آخر ، آخذين فى الاعتبار ان حفرة النحاس لا تتصل بحدود جغرافية بالولاية الشمالية ، والاّ كان القرار بالضم الى تلك الولاية التى تقطع من اقليم دارفور (الدوش) ويضاف لها!!
يطالب ابناء دارفور بالمشاركة فى حكم وادارة العاصمة القومية (الخرطوم) لان اهل دارفور تاريخياً قد اسسوا العاصمة القومية الوطنية مع الامام المهدى وخليفته عليهما السلام وارسوا قواعد الحكم الرشيد فيه فقفلوا راجعين الى اقليمهم عندما عاد الاستعمار مرة اخرى ، فانتهز الآخرون الفرصة وبقوا فى العاصمة القومية وورثوها من المستعمر ، فطفقوا يقلبون ظهر المجن لابناء دارفور الذين اسسوها إبتداءً!! فاهمية العاصمة القومية فى انها تأوى الحكومة القومية وتتمركز فيها الثروة والسلطة والمطار الدولى والبعثات الدبلوماسية وادارات الشركات الكبرى وايرادات البترول ويقطنها ثلث سكان السودان ويشكل ابناء دارفور 42% من مجموع سكان العاصمة القومية، ان ادارة العاصمة القومية منذ فجر الاستقلال تكريس للظلم والاقصاء والاضطهاد والتهميش والتمييز بين ابناء الوطن الواحد، وتخصيصاً لابناء اقليم دارفور ، فالخرطوم ، شرط العيش فيه ان تقبل المواطنة من الدرجة الثالثة او الرابعة ، وان تقبل ، بل وتلتزم بإعادة انتاج نفسك ثقافياٌ واجتماعياً فى ثقافة المركز الخرطوم وان تتخلى عن كل شئ له صلة بالمنطقة التى قدمت منها وتتبنى نظام الخرطوم رغم عدم اصالته ، وابتذاله.. فى الخرطوم قوانين العاصمة القومية تسمح بالتمييز بين الناس وفق الجهات التى قدموا منها ، فتشيع فيها مفردات مثل (الغرابة) و(ادروب) و (الجنوبى) على سبيل الازدراء والتحقير ، ويجمعون على اطلاق تسمية (عبيد او عب) على السكان من اصول دارفورية او الجنوبين او النوبة فى معنى النزوج ، بينما يبدعون فى نعت انفسهم بالعبارات التى يمجدون بها اصولهم العرقية فيكفى احدهم فخراً ان ينسب نفسه بكل الفخار والعز الى قبيلته (جعلياً كان او شايقياَ او نحوه من القبائل الشمالية) وكان الآخرين ليست لهم قبائل يعتزون بها ، ولا نعرف لهم ميزة تميزهم عن ابناء الوطن الاّ بالقدر الذى ورثوا من الاستعمار صفاته واخلاقه ومؤسسات الدولة وبنيته التحتية واعمال المحسوبية والظلم والفساد الذى تصدع لهوله البلد وآل الى السقوط ، ، فى الخرطوم يمنح السكان القادمون من الولايات الغربية والجنوبية مساكن مساحتها مئتى متر مربع لاتصلح لسكن اسرة، فى حين ان الآخرين من و رثة المستعمر يملكون (مزارع وجناين) على شارع النيل مساحتها تساوى مساحة حارة فى دور السلام (الكانتونات) التى تخصص لاسكان اهل دارفور والنوبة والجنوبيين والكردافة الطيبين.. .. السياسات الضريبية فيها محسوبية واستهداف لاهل دارفور بشكل واضح ، وغير مسموح لهم بامتلاك حيازات ثابتة ومثال ذلك سوق ليبيا المشهور الذى ما زالت دكاكينها حيازات مؤقتة رغم مرور اكثر من ثلاثين عام على انشائها والسبب هو انه سوق (للغرابة) .. ثم مؤسسة (الكشة) زائعة الصيت والتى هى اخلاء العاصمة القومية من ذوى البشرة السمراء من ابناء دارفور وكردفان والجنوب هى سياسة ثابتة ومن باب العلم القضائى ، وذلك لان الوجه الحضارى للعاصمة التى يريدها الحاكمين الدائمين لا يتماشى ووجود الغبش والشماسة الذين اضطروا الى القدوم للعاصمة التى اكلت حقهم فى الثروة من خلال مؤسسة سلطة فاسدة وظالمة ، والكشة لا ترحلهم الى اقاليمهم بل تضعهم فى معسكرات ويتم برمجتهم لالحاقهم بالجيش المرتزق والدفاع الشعبى لارسالهم الى محرقة الجنوب واجبارهم تحت الوهم وعدم الوعى لقتال اهلهم الجنوبين فى عقر دارهم ويقولون فى الخرطوم (اضرب العبد بالعبد) وعندما وقفت الحرب فى الجنوب احضروهم الى دارفور لقتل اخوانهم ولكنهم قد وعوا الدرس فلا تجدهم بالفعالية التى كانوا عليها اول عهدهم واذا استمر الامر على هذا المنوال فسوف يلتحقون بالثوار وينضمون اليهم كلما اجبروا على سفك دماء اشقائهم ، ولكل ذلك كما تعلمون يا اهلنا فى السودان الحبيب ، فنحن جميعا بحاجة ماسة لانشاء دولة افضل ولايجاد مجتمع حقيقى لا يستغل فيه احدِ احداً ، وعليه فلابد لاهل دارفور ان يشاركوا بفعالية فى ادارة العاصمة القومية لاصلاح الاعوجاج المزمن ولا يستقيم الظل والعود اعوج، والعود الاعوج هو ادارة العاصمة القومية فلا بد من ابدال العود الاعوج بآخر مستقيم ليستقيم العود والظل ، هذه ملامح مختصرة لمطالب ابناءكم فى منبر ابوجا ، فهل جنوا على احد او ظلموا عندما طالبوا بالمشاركة فى اقتسام السلطة بنائب لرئيس الجمهورية ضماناً لحسن ادارة الدولة والحفاظ على حياة اهلها وتجنيبها ويلات الحرب والابادة ،اعمالاً للشورى والحكمة بدلاً عن السلطة والتسلط ، وان يكون دارفور اقليماً بحكومة وبرلمان بسلطات تكرس وحدة الإقليم وتضمن تنفيذ الاتفاقيات المبرمة وتوفير آليات لبناء الاقليم الذى دمره الحرب، وهل اخطأوا عندما طالبوا بالعودة الى حدود الاقليم 1956م لازالة الاثار السالبة للقرارات الاحادية التى اعتدت على حدود الاقليم ، والسؤال هو ماذا لم تعدل حدود الولايات الاخرى بالبتر عدا اقليم دارفور، من من الشعب السودانى لا يؤيدنا فى طلبنا بضرورة إيجاد ادارة رشيدة لعاصمة البلاد، تضع المواطنيين على قدم المساواة فى الحقوق والواجبات ، فكل هؤلاء السمر المضطهدون قد ساهم اجدادهم فى بناء هذه العاصمة التى يضطهدهم فيها من وجدها جاهزة ..
اهلنا واحبابنا على طول وعرض الوطن الحبيب ، هذه مطالب ابناءكم فى دارفور لاهل دارفور ، وهى عادلة وفى حدها الادنى ، فهم لا يعرفون المناورة والتكتيكات والغش والمراوغة ، اسندوهم فيها واعينوهم عليها ، وصولاً الى السلام والامان الذى ينعم تحته الجميع بالاستقرار والالفة والمحبة والبناء.. وإلا، فالطوفان قادم فادم ، لكم منى التحية والحب والمودة ودمتم..