المتمعن في موضوع الاخ أ شول تحت عنوان الدور جاكم..يا أخوانا.. وبتبصر داخل سطور مقاله يخرج بحقيقة ما يجري في داخل كواليس الحكم في السودان.. وأسطورة الخلافة الروسية للمارد الأفريقي ..السودان.
احتفظ الاتحاد السوفيتي السابق بكيان مترابط مهيب خلال سبعين عاما..دون اختراق حيث كان النظام السياسي فيه متحصنا بجدران حكومات أو أنظمة الظل..كما هو الحال في نظام الإنقاذ..وإذا حللنا مدلول الإنقاذ ككلمة وربطناها في دائرتها الأساسية ..كيان.. نجد أن الكيان نجح في تحويل الكلمة المعنوية بروح الثورة الي طبقية التمحور السياسي وحماية الكيان بأحزمة وكيانات سياسية علي نسق المجموعة الشمسية ..أي نجد أن جميع الكواكب في نهاية المطاف مركز مداراتها عمق المدار الشمسي..وان الحركة الفلكية ..كل يدور حول نفسه ويسير في مدار متسق حول المركز الرئيسي لجاذبية المحور آلام..
لذا نجد التسلسل الذي كان درعا واقيا لاستمرارية الاتحاد السوفيتي المتحد طيلة السبعين عاما..انفرط عقد مداراته في أقل من أربع وعشرين ساعة عندما حدث خلل في نمطه المداري..أي عندما اخترق وعدل مسار إحدى كواكبه حيث حدث الbig bang والتي أدت الي تلاشي أسطورة الاتحاد توأم التوازن العالمي في نظام القوي العظمي..
لذا درجت ثورة الإنقاذ منذ الوهلة الأولى علي تبني نظرية الاتحاد والتي أبقت عليه سبعين عاما.. ولم يتم تحديثا.. ولكن قام مهندسو ثورة الإنقاذ بإضافة حداثة القوقعة حول النفس بعكس الانفلات التي كان يمارس سياسيا في الاتحاد السوفيتي وإطلاق يد التجمعات النقابية باسم ثورة الفرد من اجل الجماعة..والتي لم تنجح..ولكن مهندسو الإنقاذ ادخلوا تعديلا أيدلوجيا وعكسوا المعادلة الي ثورة الجماعة من أجل الفرد..وبدأت بنظام اللجان والمحليات..أي من تحت الي فوق..حيث يمكن تغيير رأس الهرم كلما يصل التمدد الي القمة..وتعني في السياسة الحالة في السودان اكتمال الدور المنوط..والتحول الي مسار أو هرم آخر.. لذا هنا يصعب الاختراق بحث الاختراق من رأس الهرم وليس من قاعدته وهذا من الصعب والصعب جدا أيدلوجيا..
لذا استنادا الي ما ذكره أخونا أ شول في الحكومات الثلاث داخل كيان واحد يدلل علي عدم إمكانية الاختراق..وفوقية القرار..بحيث يصدر من قاعدة الهرم الي قمته..وعليها أعني القمة التنفيذ..أي أن القوة في يد الحكومة الثالثة أو الظل أو التي تحت الأرض.. وهي بنظام ال mobile devolution وذلك مما يجعل الأمريكان في حيرة ..وما يشغل الإدارة الأمريكية كثيرا ومجلس الشيوخ خاصة ويجعله في حالة انعقاد مستديمة ويخصص جل وقته نحو ملف السودان.. أنهم لا يعرفون مع من يمكن أن يتفاهموا في شأن السودان..ومن الذي يمكنهم التحدث إليه وأين هو وكيف الاتصال به..بعكس ما حدث لهم مع الإمبراطورية الروسية والتي كان مدخلها الكي جي بي.. ولا ينطبق هذا النمط علي النظام في السودان كما يتوهم الكثيرين بأن جهاز المخابرات أو الأمن السوداني يمسك بمفاتيح اللعبة في السودان..لا.. وألف لا..والدليل علي ذلك انه يحدث فجأة تغيير شطر نجي داخل الجهاز..رئيس الجهاز نفسه يفاجأ به ..ويتعب كثيرا اذا تتبع مصدر الأمر أو جهة القرار.. والدليل الأقوى هنا انطفاء ذلك الحماس والتغيير الذي توقع الناس أن يحدثه القادمون بالسلام من ناحية جنوب الوادي..وهنا شهد شاهد من أهلهم..وكما توقعنا وسرد التوقع في موضوع سابق..في معرض قولنا ببساطة أن الغرف المكيفة يختلف فيها الوضع..من العراء أو تحت ظل الشجر.. وأن سنترال المكاتب ليس كما الثريا..أو الجهاز المحمول ومرتبط قمريا.. وكنا نتوقع من مخضرم العمل الدبلوماسي أن يملأ شاشات الفضائيات في تبهير ملف السودان الخارجي.. واعني هنا د. منصور خالد..والذي اختفي بريقه داخل أروقة القصر الجمهوري تماما ولا ندري في أي دهليز هو الآن..ونخشى أن يخرج لنا..بدر أدينا جديدا..وبنسب أعلي..
وها قد مضي نصف عام علي الوطنية الانتقالية ومحلك سر..بعد أن خلع المتدين قبعته المعهودة ..هكذا يتطلب البروتوكول الرئاسي..
فأرجو من اخوتنا في الشرق قراءة ما كتبه شول جيدا ..وفيه كلام العارف لأشياء أخرى.. وتأكيدا ما نشره الإعلام حول تصريحات وزير الخارجية دكتور لام..حول ملف الشرق.. وان ذلك ليس من فراغ..ومسلسل ابوجات ستكرر.. حيث سيستمر منبر أبوجا حتى يناير عام ألفين وسبعة.. ويتبعه ملف الشرق في يناير ألفين وثمانية..وبمعني واضح الوزارات الثمانين هذه مستمرة الي نهاية الفترة الانتقالية..بحيث تكون الملفات قد نضجت ديمقراطيا ليكون هناك احتكام لصناديق الاختراع.. ويعد ذلك تتحقق نظرية الحشاش يملا شبكتوا.. والناس جابوا ناسهم..ولا حجة للمجتمع الدولي..بعد ذلك تماما كما يحدث وحدث في العراق حاليا..استمر ملف المناحرات السياسية طيلة العامين..الي أن خلصوا الي أهمية إدخال السنة.. لعمل موازنة للحد من التمدد الشيعي..
فأرجو ممن يهمهم الأمر.. جر نفس طويل.. لأن الطريق شائك..والقمة في أعلي سفح التل علي رأس الهضبة السياسية السودانية..ومن يتعثر أثناء الصعود..سوف يهوي صريعا الي بطن الوادي اسفل الهضبة.. والموضوع واضح وضوح الشمس..كما قبل به التجمع..والكلام صريح..
العايز وضيفة يا أخوانا يتفضل.. غير كده..ما في كلام.. والعاجبو عاجبو ..والماعاجبوا يضرب راسو في الحيطة..اعني حيطة أمريكا.. والتي يهمها أن من سوف يأتي أو من يستمر علي سدة الحكم..أن يجيد اللعبة السياسية الشطر نجية معها..وتستمع جدا عندما يكون اللاعب المقابل حريف جدا ..أو عنيدا مشاكس.. لأن السهل الهين الضعيف.. لا يبرز هيبة أمريكا في الانتصار..والدليل فنزويلا.. وبعض دويلات أمريكا اللاتينية..
ونجد أن ملف أبوجا..سيبدأ تناوله صفحة صفحة بنفس المدة الزمنية التي قضاها ملف نيفاشا..واراهن أن التاسع من يناير 2007 هو التاريخ المناسب لتوقيع الشهود العشرة التانيين علي وثيقة الاتفاق..والذي سيليه من العام التالي يوم توقيع العشرة الأخيرة.. ليصبحوا ثلاثون لثلاثين شهرا من المفاوضات في سلام السودان.. هذا اذا لم يظهر المجلس العسكري الانتقالي لشلة أبو حراز وحواري ديبي كما يقولون حفظه الله..
لأن توترات القرن الأفريقي الأخيرة سوف تلفت أنظار المجتمع الدولي..بنفس القدر الذي لفته ما كان يدور في بغداد عندما اصدر الحاكم بر يمر ووقع مرسوم بدأ الدورة الديمقراطية في العراق..والتي لا تزال المنافسات فيها حامية الوطيس..
والمصيبة الكبرى..أو الطامة اذا أعطى كيسنجر الإشارة الي تحريك الملف ألف وتسعة لإغلاق مضيق هر مز..أو تحرك الأسطول السادس قبالة سواحل صيدا..في مهمة الطريق من بغداد الي حيفا..وتسلم البنتاقون مفتاح الشرق الأوسط الكبير..
ساعتها يمكن أن يؤجل ملف أفريقيا لعشرة أعوام أخري..كما حدث لملف أديس أبابا..الذي أغلق مع إغلاق أبار شيفرون في السودان..
فالأفضل لأمريكا أن يظل الشمبانزي الأفريقي يتقاذف بالموز بين الأحراش ..الي أن يأتي دوره..
فكيف سيكون الوضع في انتخاباتنا بعد المرحلة الانتقالية..؟؟ والجواب باين من عنوانو.. وما جري ويجري في موضوع انتخابات اتحاد المزارعين خير دليل..نفس موضوع السنة..الشيعة...والأكراد.. مع تهميش الملل الأخرى..
فبالله عليكم.. ما دخل الحركة الشعبية والأحزاب في انتخابات المزارعين..؟؟ وما هذا الهذيان السياسي..والمهزلة القومية.. والمزارع أكثر الطبقات فقرا في السودان..الحشرو في السياسة في السودان شنو..؟؟ واتحاد المزارعين عبارة عن تكتلات لخدمة المزارعين في إطار ونظام مكاتب التخضير..علي نظام التفاتيش..وكل 22 قرية تعتبر نطاق إداري للمزارعين وتتبع تنمية البذل الزراعي..وليس زراعة السياسة..شعبي..وطني..حركة شعبية..شيوعي..أمة..وطني..اتحادي..الخ..بل المهم.. فتريتة..أبو عشرة..مايو..بصل..عدس..قرع..عجور..طماطم..قطن..فول..قمح..الخ..هذه توجهات المزارع..اقتصادية بحتة..وليست شعارات..ولجان..
فأيها الأعزاء السودانيين جميعا وفي كل مكان.. تمعنوا جيدا في كلام أخونا أ. شول..ومن باب المسئولية..وانتهجوا سياسة الطوق الواقي.. بحيث كل جولة مفاوضات يظهر تيم جديد ليواصل ما بدأه الفريق السابق..أي بحساب مجموعات الظل..بحيث يزيد هذا من عدد المتمرسين في إدارة التحاور والتحايل والحوار والمراوغة..وهذا ما يحدث دائما في طاقم المفاوضين الحكوميين..بحيث تتحرك اللجان كل في اختصاصه مع بقاء الهرم..وهذا هو دور حكومات الظل ..في كل مرة..يأتي ممثلين من واحدة وبأيدلوجية مختلفة..بحيث يستعد كل طرف من واقع مراقبته لما يجري في الجولة الحالية ليبني عليها أساسيات وتكتيك الجولة المقبلة..
لذا أناسا مثلنا يعرفون هذه اللعبة ..عليهم ألا يحلموا بالجلوس علي طرف أي طاولة فهما كلف الثمن..حتى لو يدكوا اللعبة ألف مرة ..وتتشرط الكوتشينة ويعملوا واحدة من بلاستيك خاص..
لأنه من حق الطرق الأصيل وأعني المفاوض وليس المتفاوض ..أن يرفض أي شخص في القائمة المقدمة..
فتوكلوا علي الله ..واربطوا الأحزمة علي البطون..واشحذوا الهمم.. فالمسار طويل.. والمشوار أطول.. ويحتاج الي نفس طويل.. وعلي أهلنا الصابرين .. أينما كانوا ..أن يتحملوا ويلوكوا الصبر..فالمخاض عسير..وأدوات التوليد ليست بالمعقمة.. وحذار أن يولد المولود معاقا..فتكون الطامة الكبرى..
شكرا للأخ أ شول علي هذه الصراحة وذلك الوضوح.. وببساطة السوداني الأصيل..الذي لا يخفي شيئا وليس لديه ما يخاف عليه أو يتوجس منه..
فأحي فيك يا شول شجاعتك..ووضوحك.. والمثل يقول..
النصيحة حارة..
ودمتم
خضر عمر